[Ali Ezzat Begovich]

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد الأولياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

لقد خطر في بالي منذُ زمن أن أبث مختارات وحصيلة ما قرأته من كتب علي عزت بيجوفتش فقد قرأتُ كلمات وحقائق ودرر ثمينة كانت بعد الله سبباً في تقوية إيماني بالله وترسيخه، وها أنا أشرع في هذا العمل من خلال الجزء الأول وأبثه عبر منتدى بريده ستي والذي يحمل مدينتي الغالية التي أدمنتُ عشق ترابها وجوها وأهلها ، وسيكون كل جزء عبارة عن عشرة درر إن شاء الله .

من هو علي عزت بيجوفتش



الحديث عن علي عزت بيجوفتش هو حديثٌ صعب لأن الحديث عن العظماء هو أمر خطير لأنكَ تتحمل مسؤولية التعريف عنهم ولأني أدركُ اني لن أفي المتلقي بكامل عظمة بيجوفتش فإنني أشعر بتلك المسؤولية والأمانة ولكن حسبي أن أعرفكم إياه بشكل مختصر، معتذراً لكم وله عن التقصير في تعريفه:

هو علي عزت بيجوفتش رئيس البوسنة والهرسك السابق رحمه الله، مفكر وفيلسوف وملم بغايات الدين وأهدافه، ولد من أبوين مسلمين صالحين تربى في الغرب وعرف تفاصيل حياته وثقافته وأديانه وفلسفاته كما أنه رجل متدين درس العلوم الشرعية بالأزهر وحفظ القرآن الكريم وأتقن العلوم الإسلامية وثقافة المسلمين، يرى ألا حل بالحياة سوى الانفتاح على الدين واستلهامه واعتبره منهجاً للحياة، وإلا لفسدت وفسد الإنسان، أسلم بسبب كتبه المئات والآلاف من الغربيين فقد كان يفكك المناهج الفكرية الغربية ويبين عوارها وتدهورها وسقوطها، كما أنه يعطي البديل لها وهو الإسلام ويشرح كيف يضبط حياة المجتمع، كما أنه يفكك الديانة المسيحية واليهودية ويبين عوارها ويضرب ويهد أركان المذاهب العلمانية من خلال تهتكها، خاض صراعات كثيرة مع السلطة الحاكمة قبل ثلاثين وأربعين في يوغسلافيا أيام الاتحاد السوفيتي الملحد وسجن عدة مرات بسبب دفاعه عن حقوق المسلمين وتأسيسه حزب إسلامي، وقد عاش بالسجن سنوات أمدته بتجارب وتأملات وفرص.


علي عزت بيجوفتش، ينقلني من الشك والاضطراب إلى الثبات واليقين

قرأت المئات من الكتب خلال عشر سنوات مضت وعكفت على قراءة كل ماتلقفته يدي أو وقعت عليه عيني في المكتبات كما قرأت آلاف المقالات المختلفة قرأت في القديم والحديث قرأت للإسلاميين على اختلاف توجهاتهم والعلمانيين وتنوع مشاربهم والقوميين ونظرياتهم والملحدين وجدالاتهم ومختلف التوجهات العقائدية والفكرية ، ولم أؤمن بشيء ولكني كنتُ حينها أحاول أن أفكر فيما أقرأ وأحاول ان احلله، ولا أخفي عليكم أنني عانيت كثيراً وتأزمت من خلال قرأتي لبعض الأطروحات، إلا أنها لم تصل إلى العمق ولم تؤثر تأثيراً قوياً وكانت تنجلي بثبات إيماني، في غمرة قراءتي وقعت يدي على كتب علي عزت بيجوفتش ورحتُ اقرأها مرات متعددة حتى تشربتها وثبت إيماني ويقيني بأن لادين ولا منهج وحياة سوى في إتباع هذا الدين، كما انه أرشدني على أن أمنهج حياتي مع نفسي ومع الآخرين ومع الوجود .

لن أطيل عليكم وسأدعكم ترتشفون من هذه الدرر نفعني الله وإياكم بها، وأود أن أؤكد للجميع أن علي عزت بيجوفتش يتطرق لمواضيع شتى إلى الدين والحياة والأخلاق والسلوك والفلسفة والحياة الاجتماعية والفنون والطب والنبات وكل شيء موجود ويعطيك رؤاه فيها، وغالباً كنتُ اتفق معه:


******الدرة الأولى ******


يقول علي عزت بيجوفتش : الحياة لي غاية بذاتها ولذاتها، وهذا مانلاحظه جيداً عندما تفقد الحياة أي معنى خارجي : الشباب، الجمال،والصحة،والحرية، عندها نشهد بأن قيمة الحياة ليست في هذه القيم المرغوبة، إنما في الحياة ذاتها .


******الدرة الثانية******

يقول علي عزت بيجوفتش : عندما نقول : إن عمل كل فنان حقيقي، هو في الحقيقة سيرة ذاتية، فإننا طبعاً لانقصد بأن المغامرات التي يقوم بها أبطاله تحدث في حياة هذا الكاتب، إننا نعتقد بأن وصف الحياة الداخلية : الحيرة والشك والعذاب، وخصوصاً هذه الأخيرة وصف الحياة الخاصة، لأنه لا أحد في أي وقت لم يصف عذاب الآخر، وهذا غير ممكن، العذاب الذي يصفه الكاتب هو عذاباته الشخصية الماضية أو الحاضرة، لكن عذاباته ليست غريبة عنه،، بالمعنى نفسه فإن كل رواية حقيقية هي سيرة ذاتية

******الدرة الثالثة******

يقول علي عزت بيجوفتش : وحده الذي يسأل يحصل على الجواب .


******الدرة الخامسة******

يقول علي عزت بيجوفتش : للصيام في ذاته شيء إنساني حقيقي إذا أخذنا هذه الكلمة بأفضل معانيها، فإن هذا لايمكن تحليله أو أثباته، لأن الأمر يتعلق باقتناع شخصي خالص، عندما كنتُ في السجن، وفي لحظات الاكتئاب التي تحيق بالإنسان في مثل هذه الأوضاع، كنتُ أشعر بأن حالتي تسوء عندما أتغذى جيداً، الجوع كان يساعدني دائماً وبشكل أفضل من أية هدية جيدة تأتيني من البيت ، لأن الفراغ في الروح وامتلاء المعدة، هي من أسوأ الاختلاطات، لماذا الأمر هكذا؟ ، التفكير بهذا يمكن ان يؤدي إلى أن تعرف حقيقة ماهو إنساني أكثر وأعمق المحاورات الفلسفية حول هذا الموضوع .


******الدرة السادسة******

يقول علي عزت بيجوفتش : عندما تكون في السجن تكون لكَ أمنية واحدة : الحرية ، وعندما تمرض في السجن لاتفكر بالحرية، وإنما بالصحة، الصحة إذن تسبق الحرية .


******الدرة السابعة******

يقول علي عزت بيجوفتش : القراءة المبالغ بها لاتجعل منا أذكياء ، بعض الناس يبتلعون الكتب، وهم يفعلون ذلك بدون فاصل للتفكير الضروري، وهو ضروري لكي يهضم المقروء ويبني ويتبنى ويفهم، عندما يتحدث إليك الناس يخرجون من أفواههم قطعاً من هيجل وهايديجر أو ماركي في حالة أولية غير مصاغة جيداً، عند القراءة، فإن المساهمة الشخصية ضرورية مثلما هو ضروري للحلة العمل الداخلي والزمن، لكي تحول رحيق الأزهار المتجمع إلى عسل .



******الدرة الثامنة******


يقول علي عزت بيجوفتش : الحياة هي لعبة لايربح فيها أحد، إلا أولئكَ الذين يؤمنون ويعملون صالحاً .



******الدرة التاسعة******

يقول علي عزت بيجوفتش : إذا لم يكن بمقدوري أن أتحدث بحرية مع صديقي، والظاهر أني لا أستطيع، أقرؤوا حكمي : إذا أزيلت أية خصوصية، فنصبح حينئذ في معسكر الاعتقال، فالأمر لايتعلق هنا بعنف عادي، وإنما قضاء على الخصوصية، التي هي أحد مميزات معسكرات الاعتقال .

******الدرة العاشرة******

يقول علي عزت بيجوفتش : لاتوجد براهين على وجود الروح ماعدا إذا كانت بعض أسئلتنا التي لاجواب لها لاتكتشف شيئاً كهذا، أحد تلك الأسئلة لماذا يتحدث لنا الشعر عن الروح الإنسانية، أكثر من علم النفس الحالي؟ ولماذا يكتشف لنا الشعراء الروح وليس علماء النفس؟ ولماذا شكسبير وليس فرويد أو يونغ؟ ، السؤال الثاني الآخر يمكن أن ينص على : لماذا نحن لسنا قانعين بما هو أفضل لنا؟ ، ولماذا تنمو الفلسفة المتشائمة في مناطق الوفرة ؟ ولماذا يكون تأثير الراحة على الإنسان سلباً ؟



انتظروا قريباً الجزء الثاني من الدرر الذهبية لمن أراد الحياة السعيدة من كتب ( علي عزت بيجوفتش ) .

[كأني غريبة]

لطالما تساءلت عن السبب الذي جعلك تسمي نفسك بـاسم هذا الرجل !

بـــصراحة كل ما كنت أعرفه عن "علي عزت بيغوفيتش" أنه رئيس جمهورية البوسنة والهرسك!. ;

أتى الجواب هذه المرة دون أي سـؤال !


شكــراً لتلك الدرر ..
و بانتظار التتمة .

[اليخت]

الله يعطيك الف عافيه على الطرح الجميل والى الامام
لك خالص تحياتي,,,,

[Ali Ezzat Begovich]

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها بهولة لطالما تساءلت عن السبب الذي جعلك تسمي نفسك بـاسم هذا الرجل ! بـــصراحة كل ما كنت أعرفه عن "علي عزت بيغوفيتش" أنه رئيس جمهورية البوسنة والهرسك!. ; أتى الجواب هذه المرة دون أي سـؤال ! شكــراً لتلك الدرر .. و بانتظار التتمة .

أهلاً بكِ هيونة

جميلٌ جداً أن أدركتي وعرفتي مغزى أسمي، واتمنى كل من تساءل عن أسمي أن يدركَ كما أدركت الأخت الكريمة .

يسعدني أن تستمري معي قي قراءة طرحي للأجزاء الباقية ففيها والله من الدرر التي يجب ألا يحرم الإنسان نفسه منها .

تحياتي . .

[Ali Ezzat Begovich]

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها اليخت الله يعطيك الف عافيه على الطرح الجميل والى الامام لك خالص تحياتي,,,,

ويعافيك ربي، سعدت بتواجدكَ الجميل ، لاحرمني الله منكَ.

[الولاعة]

لقد شدني من قبل هذا الاسم الذي تسميت به .. وبحث عنه وقرأت عن هذة الشخصية العظيمة ..
بارك الله فيك .. الى الامام ..

[Ali Ezzat Begovich]

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها الولاعة لقد شدني من قبل هذا الاسم الذي تسميت به .. وبحث عنه وقرأت عن هذة الشخصية العظيمة .. بارك الله فيك .. الى الامام ..

الولاعة

جميلٌ جداً أن أكون ملهماً لأن تبحثي عن تلك الشخصية فتنهلين منها مالذّ وطاب من الأفكار الرائعة والمنهجية، وادعوك إلى أن تنهلي وتقرئي كتبه .

تحياتي..

[نجدية حرة]

هذي الشخصية الاسطورية بالنسبة لي لديه مثالية يعجز التاريخ عن وصفها!!

فهو رمز من رموز الاسلام والدعوة الصادقة وكذلك هو تميز بكثير من المجالات اللتي يصعب على اي شخص التوفيق بينها بنجاح!!

ولكن في اعتقادي ان الاعلام ظلمه بالاخص ان ابناء هذا الجيل اصبح للاسف ثقافته مرئية فقط فهو يعتمد على مايعرض في الشاشة فلا يسعى هو للبحث عن الثقافة والاطلاع بنفسه بل اصبحت المواد اللتي تعرض تفرض نفسها و ثقافتها عليه فرضا!!

اختيار موفق فحقآ هي درر ونحن في انتظار تقديمك لباقي الدرر..