[المعتز بدينه]

.
.

نعم .. فلقد خسف نور هذا الكون بخسوف نور من نذر نفسه لدين الله وتعليمه ..
بالأمس ودعنا أحد من نذر نفسه لخدمة الدين بخدمة شبابه وعطاءه ..

وماهي إلا أيام قلائل ونودع نهر من أنهار الزهد والعلم والعطاء ..
نودعه على ثرى دموع تناشد رحمة الله أن يفوز بها الفقيد الراحل ..

ويكتمل الجرح بتوديع أحد أركان العلم الذي قضى عمره بنشره وتعلميه ..
ولم تكن الجموع الحاضرة للتشييع إلا خير شاهد على مكانته في قلوب العالم ..


فهل سنسمي هذا العام بــ (( عـــ الـــ ح ــزن ــــام .. ؟؟! ))

إنني عندما أذكر كلمة خسف نور الله , فلا يتبادر للبعض الإعتراض , إنما هو قصد لقبض روح من يبث دين الله وشرعه .. ليس إلا ..


أيها الأحبة : -

في خضم الأيام الماضية عشنا مرارة الفقد برحيل أخينا أبي أنس الحميدان , ومن ثم رحيل الشيخ العالم : محمد بن فهد الرشودي , وننتهي برحيل سماحة الوالد العلامة فضيلة الشيخ الدكتور : عبد الله بن جبرين ..

وعندما يحدث مثل ما حدث , فيجب علينا تدبر قوله صلى الله عليه وسلم (( إن الله لا ينزع العلم إنتزاعا من صدور الرجال , ولكن ينزعه بقبض العلماء ... )) الحديث ..

وعندما تتجلى هذه الصور , تتجلى معها صور العزة لهؤلاء العلماء والعاملين بما حباهم الله - جل وعلا - من مشيعين لا يعلمون ذات المشيُّع , بل إنه ذكر حسن ملأ أرجاء الأرض فنشر الله لهم القبول في الأرض - كما نحسبهم كذلك والله حسيبهم , ولا نزكي على الله أحد - ..

وداعا .. وداعا .. وداعا .. !!

نعم أحبتي ..

لقد ودعت الأمة رجالا بألآف ..
رجال نذروا أنفسهم لله ..
وعاشوا لله ..
فماتوا على خدمة دين الله ..

إن العين لتدمع , وإن القلب ليحزن , وإنا على فراقكم يا أحبتنا لمحزونون , و لانقول إلا ما يرضي ربنا , إنا لله وإنا إليه راجعون ..


رحلتم .. وكلنا والله راحل ..
رحلتم .. وحبكم في القلب نازل ..

تعجز الكلمات عن تسطير حروفها , دهشة بما قدمتم ..
فلقد ثبتم في زمان تراجع في الكثير عن مبادئه ..


أبو أنس الحميدان .. !!

لقد كانت نداءاتك بمصاحبة الشباب خير شاهد في حبك في نفع هذه الفئة وإنقاذها من وحل المعصية إلى شاطئ التوبة .. !!
كم كنت تعيش لتحقيق ذلك الحلم , فلله أنت حبيبي .. !!

شيخنا محمد الفهد الرشودي .. !!

رحمك ربي .. فقد كنت تعيش في زمن تعد فيه من الغرباء ..
لله أنت .. !!
كم خرّجت لنا من عالم ينشر دين الله .. فبشراك بشراك .. !!
أأبكيك شيخ الزهد والعلم والتقى ** وقد حقّ أن أبكي فؤادا يصدّع
أيرثيك شعري، والمصيبة هيمنت *** يحار الفتى في أمره كيف يصنع

أما أنت يا عالما حلّق في سماء العلم يا ابن جبرين .. !!

لله در شعر وجهك ..
فقد شاب شبابا في الطلب ..
وشبّ شيبا في النشر ..

كم تعاجز الكثير على رغم شبابه من طلب دروب العلم فضلا عن نشرها ..
أما الكبار أمثالك - رحمك الله - فلم يتوانى ولم يتراجع بل في كل يوم مولود تولد معه العزيمة ..

رحل ابن جبرين الذي ** كتب المفاخر والعبر ..
رحل ابن جبرين الذي ** باع الحياة وما استقر ..
رحل ابن جبرين الذي ** ردع المفاسد والضرر ..
يارب فاجـــمــعـــنا به ** في جنة تسبي النظر ..


الله أكبر . .!!

صدق من قال فيكم :

لعمرك مالرزية فقد مال ** ولا شاة تموت ولا بعير ..
ولكن الرزية فقد شيخ ** يموت بموته خلق كثير ..


وأصدق من ذلك قول الحق تبارك وتعالى (( كل نفس ذائقة الموت ))



إذا ما مات ذو علم وتقوى فقد ثلمت من الإسلام ثلمة
وموت الحالم العدل المولى بحكم الأرض منقصة ونقمة
وموت فتىً كثير الجود محل فإن بقاءه خصب ونعمـــــــة
وموت العابد القّوام ليـــــلاً يناجي ربه في كل ظلمـــــــة
وموت الفارس الضرغام هدم فكم شهدت له بالنصر عزمـة
فحسبك خمسة يبكى عليـهم وباقي الناس تخفيف ورحمـة
وباقي الخلق هم همج رعاعوا وفي إيجادهم لله حكمـــــــــــة



أحبتي : -

عذرا عذرا عذرا ..
فهذه أسطر عبثت بها أيدٍ لا تستطيع الكتابة عن الجبال , لكنها محبة في المساهمة في إظهار قدر هذه الشخصيات أمام التحديات المتداعية لإبطالها ..


وكتبه محبكم : المعتز بدينه 5:9 ص يوم الجمعة 25/7/1430هـ

[ابويسرى]

جزاك الله خير

[الـبـاتـك]

رحمهم الله جميعاً ..
كُلهم تركوا لهم بصمات إيجابية في حياتهم قبل الممات ..

بوركت عزيزي ..

[دعبل نجد]

هنا على قارعة الطريق حيث نقف نحن معشر الاحياء متحيرين من قوافل الراحلين متعجبين من رحيلهم وكيفية مضيهم وسرعة اندثار اسمهم ورسمهم !!
متحيرين من سلاَّك هذا الطريق الذين أرغموا بطبيعة الحال على سلوكه بل انتقوا له بعناية فائقة كما ينتقي الفلاح أطايب الثمر !!
نقف نحن في سراديب الظلام التي كلما طال عهدها اشتدت ظلمتها وزادت وحشتها !!
فهي منذ رحيل شمسها عليه السلام وهي من ظلمة الى أظلم ومن وحشة الى أوحش . .

أسال الله أن لا يحرمنا أجرهم وأن لا يفتننا بعدهم وأن يغفر لنا ولهم . .

سلمت يمينك أبا أيوب . .

[د / ماسنجر]

* * *

أبُوْ أنَس الحُمَيْدَان ؛

رَحِمَهُ الله

جَائنِيْ خَبَرَ مَوته ، ولَمْ أعْرِفٌه ، وبَاح البَشَرُ بِ طِيْبَةَ رُوحَهُ فَعَرفْتُه ..
مَاتَ ، إخْتَفَى ، وَ لَكِن لَم يَنتَهِيْ ذِكْرُه ..

الشَّيْخ / مُحَمَّد بِن فَهَد الرُّشُوْدِيْ ؛

رَحِمَهُ الله

كَانَ قَلبَاً يَحْمِلُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ آلاَم المُسْلِمِيْن ، وأحزَانَهُم ، وأوْجَاعَهُم ، فَيَلْفِظُهَا فِيْ جَوفِهِ ..
قَدَّم حُزنَهُم عَلى حُزنهِ ، وفَرَحهُم عَلى فَرَحِهِ ، وسَعَادَتهُم ، عَلى سَعَادَتِهِ ..

الشَّيْخ / عَبْدُ اللهِ ابْن جَبْرِيْن ؛

رَحِمَهُ الله

أراهُ فِي الشَّاشَةِ وأَقُول : وَالِد الجَمِيْع .. ألمُ صَوتِكَ بَقيَ لَوحَةً تُرْسَمُ عَليْهَا أحْزَان المُسلِمِين ..
عِشْتَ طَيَّبَاً ، ومِتَّ طَيَّبَاً ، وسَيَبْقَى ذِكْرُكَ طَّيّبَاً ..

وُرُوْدِيْ لَهُم ودَمْعَاتِيْ لَهُم وقَلْبِيْ لَهُم وكُلَّيْ لَهُم

أمَّّا حُروفُك !! ، فَرأَيْتُ عَلى كَلِمَاتِهَا مَدامِعُ الحُزن ، والفَقْد ، والحَزَن ..
فَلا تُبْطِئُ مِن سَيْلها ..

* * *

[المعتز بدينه]

.
.

أبويسري :

آمين وإياك يا غالي ..

شاكرا لك بصمتك ..

.
.

[أرسلان]

اقتباس وماهي إلا أيام قلائل ونودع نهر من أنهار الزهد والعلم والعطاء .. نودعه على ثرى دموع تناشد رحمة الله أن يفوز بها الفقيد الراحل .. شيخنا محمد الفهد الرشودي .. !! رحمك ربي .. فقد كنت تعيش في زمن تعد فيه من الغرباء .. لله أنت .. !! كم خرّجت لنا من عالم ينشر دين الله .. فبشراك بشراك .. !! أأبكيك شيخ الزهد والعلم والتقى ** وقد حقّ أن أبكي فؤادا يصدّع أيرثيك شعري، والمصيبة هيمنت *** يحار الفتى في أمره كيف يصنع

لله أنت ما أروعك وما أروع ماسطرته ..

فقد العلماء مصيبة وأي مصيبة .. لكن في نفس الوقت
هم قدموا إلى ماعملوا ونحن شهود الله في أرضه لم يعملوا إلا الخير ..

لكن أنا وأنت وفلان وفلان ماذا عملنا ..
وماذا قدمنا للقيا ربنا ؟؟!!

رحمكم الله أيها العلماء العاملين ..
رحمكم الله أيها الزهاد العابدين ..
رحمكم الله وغفر لنا ولكم وجمعنا بكم في جنات النعيم ..

[المعتز بدينه]

.
.

الــباتك :-

وكم بإخلاص تقديمهم رفعة رفعهم الله بالذكر الحسن ..

جعلنا الله منهم ..

.
.

[ساحرة القرن الأخير]

حَقَاً مُصِيبةّ وَرزيِة عَظِيمهَ فِرآق هَؤُلَآء ..
لَآيخَفِفُهاَ إلَآ تَذَكُر فقدْ الَأمهَ نَبيِهَا مُحمدّ صلى الله عليه وسلم ..
وأنّ الخَلق كُلهُم عَلىَ هَذآ الدَربْ سَآئِرون ..
أسألَ اللهِ أنّ يرَحم وَيعفِرَ لِمنْ مَآتَ مِن عُلمَآئِناَ وآئِمتنَآ وأنّ يجَبُر عَزآئِنَآ فِيهم..
وأنّ يوَفِقَ أحِيائهُم لِماَ يُحِب وَيرَضَىَ ..؛

أخِي المُعتزبِ دِنيهَ ..
مُبَللهَ حرُوفكَ بِ الحُزن ..
وأسَىَ عَلى فِرآقْ الَأحبَاب ..
كَتبتَهُاَ بِ قَلمْ مُبدِِع ..
شُكراً لكَ .

[المعتز بدينه]

..
..
..

دعبل نجد : -

صدقت .. فإن رحيل مثل هؤلاء الكبار لا بد أن تكون لنا وقفة مع أنفسنا بكيفية الرقي لما وصل إليه هؤلاء ..

فموت واحد منهم يهز مدينة بل دولة بل عالما ..

وصحيح أن رحيل العلماء هو انطفاء نور , ولكن الأمل بالله كبير بأن يبعث من أمة نبيه من يعيد هذا النور , ويجدد المصباح ..

كل الشكر ..

..
..
..

[المعتز بدينه]

..
..
..

د / ماسنجر ..

وقفاتك تبعث في النفوس الشجن ..

وتطربنا لضم أحلى اللحن ..

فدمت لمحبيك ..

..
..
..

[وحـيــد الـجـزيـرة]

رحم الله فقيهنا


ضجّ الرياض وأمسى في مآتمه*** فراشه الهم والآلام يلتحف
تزاحمت ناعيات الشيخ إذا وقفت*** تنعى الفقيد لنا الشاشات والصحف

مات (ابن جبرين ) عنوانٌ لمطلعها *** مات البقية ممن خلّف السلف

بموته ثُــلِمَ الإسلام واحزني *** وثغرةٌ عن حياض الدين تنكشِف

[الصباخ]

ولا ننسى كذلك وفاة الشيخ عبد العزيز الوهيبي -رحمه الله-..
فوالله لم أكن أعرفه، ولم أعرفه إلا بعد وفاته..
بُوركت..

[المعتز بدينه]

...
...
...

محب رؤية الرحمن : -

فعلا .. فالمصيبة بفقد العلماء هي مصيبة ليست على مستوى أفراد , بل هي مصيبة على مستوى أمم وجماعات ..

ولنسأل الله أن نكون مثلهم وأفضل ..


كل الشكر ...

...
...
...