بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » وصفة لانتشار التطرف

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 25-10-2002, 02:07 AM   #1
الجنرال
عـضـو
 
صورة الجنرال الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2001
المشاركات: 2,290
وصفة لانتشار التطرف

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم



وصفة لانتشار التطرف
سجلت الاسابيع القليلة الماضية تصاعدا ملحوظا في الهجمات ضد اهداف امريكية وغربية ابتداء من الكويت ومرورا باليمن، وانتهاء بانفجار الملهي الليلي في جزيرة بالي الاندونيسية السياحية.
هذا التصعيد يكشف امرين اثنين ولهما ثالث اقل اهمية، الاول ان الحرب الامريكية ضد ما يسمي بالارهاب تواجه فشلا واضحا، وثانيهما ان تنظيم القاعدة الذي يتزعمه الشيخ اسامة بن لادن المعارض السعودي الابرز اعاد تنظيم صفوفه، وبدأ يتبع تكتيكات جديدة، تقوم علي تجنيد خلايا صغيرة نشطة تنفذ هجمات في مختلف انحاء العالم. اما الامر الثالث فيتمثل في حالة الحرج الكبير الذي تعيشه انظمة عربية واجهزتها الامنية بسبب تغلغل تنظيم القاعدة في اوساط نسيجها الاجتماعي والامني دون ان تفلح في استئصاله رغم عملياتها القمعية واعتقالاتها العشوائية التي استهدفت العشرات وربما المئات.


مكافحة الارهاب، وفق التسميات الامريكية، لا يمكن ان تحقق اي نجاح نهائي او سريع، لأن الجماعات التي تنفذ هذه الهجمات مجهولة وتصعب معاقبتها او حصارها، وتنتشر في مختلف انحاء العالم، فتجفيف المنابع المالية لهذه الجماعات هو احد الحلول، مثله تماما مثل حرمانها من حرية الحركة في مكان آمن مثلما حدث بعد ضرب افغانستان، ولكنه قطعا يظل حلا ناقصا ومحكوما بتحقيق نتائج محدودة، والدليل الابرز ان تنظيم القاعدة استطاع العودة بقوة الي الساحة السياسية، من خلال العمليات الاخيرة في اليمن والكويت، ووجه ضربات قوية الي القوات الامريكية في افغانستان.
هناك عوامل اربعة لا يمكن تجاهلها اذا ارادت الادارة الامريكية الحالية ان تأمن علي ارواح جنودها، وتوقف الهجمات، (او علي الاقل تقلل منها)، التي تستهدف مصالحها في المنطقة نوجزها في النقاط التالية:
اولا: ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية من خلال تطبيق 63 قرارا صدرت عن الامم المتحدة ومجلس امنها ولم يطبق اي منها حتي كتابة هذه السطور.
ثانيا: تشجيع قيم الديمقراطية وحقوق الانسان في مختلف انحاء العالم الاسلامي، والمنطقة العربية منه علي وجه التحديد، وازالة انظمة الفساد والقمع وهدر المال العام.
ثالثا: تجريد المنطقة من كل اسلحة الدمار الشامل، والبدء بالاسلحة الاسرائيلية، بكل انواعها البيولوجي والكيماوي والنووي وارغام اسرائيل علي توقيع معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية.
رابعا: سحب جميع القوات الامريكية من المنطقة العربية، والجزيرة العربية علي وجه الخصوص.


الادارة الامريكية الحالية لن تطبق أيا من هذه العوامل الاربعة، بل تفعل عكسها تماماً، ولذلك علينا ان نتوقع المزيد من العنف وعدم الاستقرار. فالاستعدادات الامريكية تسير علي قدم وساق لضرب العراق واحتلاله وتنصيب حاكم عسكري عليه، وهذا يعني اعطاء الجماعات الاسلامية المتطرفة مثل تنظيم القاعدة شرعية اخلاقية وايديولوجية في حربه الحالية ضد الغرب. ولن يكون مستغربا اذا ما انضمت اليه في حربه هذه جماعات اسلامية وربما علمانية اخري.
استهداف العرب والمسلمين دون غيرهم، وممارسة كل انواع الاذلال ضدهم، سبب آخر لتصاعد العنف السياسي واتساع التأييد الشعبي لجماعاته، فعندما اعلنت كوريا الشمالية عن امتلاكها برنامجاً سرياً نووياً، قالت الادارة الامريكية، انها سترد بالوسائل الديبلوماسية بينما تحشد القوات ضد العراق تمهيداً لاحتلاله رغم استعداده لقبول عودة المفتشين دون شروط، الامر الذي يؤكد ان اضافة كوريا الشمالية وايران الي محور الشر الذي اعلن عنه الرئيس جورج بوش هو لذر الرماد في العيون، وان الهدف الاساسي هو العراق، والعراق وحده.
ومن المفارقة انه في الوقت الذي تبعث فيه الادارة الامريكية بأساطيلها وطائراتها الي المنطقة لغزو العراق، توفد مبعوثها وليام بيرنز الي العواصم العربية للترويح لحل مشوه وملغوم للقضية الفلسطينية يتبني بالكامل الافكار الاسرائيلية، او بالاحري افكار ارييل شارون اكثر الشخصيات تطرفا وعنصرية ضد العرب في تاريخ الدولة العبرية.

الرئيس بوش يعتقد ان العرب اغبياء، وان الاغراق في الوعود يمكن ان يمرر العدوان المقبل علي العراق دون اضطرابات، ويمهد لتعاون هؤلاء الحكام، او معظمهم، سواء بفتح القواعد او بالتجسس، او ارسال قوات، او الثلاثة معا.
وتتزعم السلطة الفلسطينية، وما تبقي منها، قائمة العاجزين، فلو كانت هذه السلطة تحترم نفسها، وترتقي الي مستوي تضحيات شهداء شعبها، لما قبلت ان ترسل وفداً للقاء المبعوث الامريكي، وهو الذي اعلن مسبقا انها سلطة فاسدة، وقال انه لن يلتقي رئيسها.
الامريكيون يقولون انهم سيطبقون تجربة اليابان، في العراق، وربما في اماكن اخري، ويؤكدون ان الشعب الياباني قبل حاكما امريكيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهذا صحيح، ولكن بعد القاء قنابل نووية علي هيروشيما وناغازاكي، وقبول امبراطور اليابان الاستسلام وشروطه الامريكية كاملة. ولكن القيادة العراقية لن تقبل ما قبله الامبراطور الياباني، والشعب العراقي لم يقبل بالحاكم العسكري الانكليزي حتي يقبل بالامريكي تومي فرانكس.
التخبط الامريكي يقود العالم كله الي الحرب والفوضي، وهي فوضي يتمناها الشيخ اسامة بن لادن، وكل الجماعات المقهورة من الاذلال الامريكي ـ الاسرائيلي وقمع الانظمة الديكتاتورية العربية الفاسدة.



عبد الباري عطوان


الإعلام الإسلامي العالمي
الجنرال غير متصل   الرد باقتباس


إضافة رد

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:23 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)