|
|
|
20-08-2009, 09:03 PM | #1 |
إمام وخطيب جامع الروّاف
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
|
وبدأ رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة آخر جمعة من شعبان لعام 1430هـ د. صالح التويجري و بدأ رمضان ان الحمد لله قال الله تعالى "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون" . عن أبي بكر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ثم قرأ هذه الآية ( أخرجه أحمد والأربعة عن أبي هريرة رضي اللّه عنه ،عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: يَنْزِلُ رَبُّنا كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْل الآخِر فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْألُني فأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُني فَأَغْفِر لَهُ؟" وقال عليه السلام: (( إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا آتاه إياه وذلك كل ليلة )). إن مجرد شعورك بدنو الخالق من المخلوق في تلك الساعة المباركة يوحي إليك بالطمأنينة والأمن. تستشعر عظم خالقك و محبته لعباده حينما يبسط إليهم يده ماأعظمها من لذه عندما تناجي إله الكون ورب الأرباب عندما تذرف تلك المدامع بين يديه سبحانه معلنا خضوعك التام لخالقك تستجدي مغفرته وعفوه ورضاه , ليمن عليك بفيض من الراحة والرضا الروحي والنفسي والجسدي وتستقبل يومك بنفس يملؤها الحب والامل وإن سكون الليل يجعلك تخلو بنفسك تتأملها فتطهرها من الآثام باستغفارك وتنقيها من الكراهية والحقد وتحاسبها على ما عملته في يومها فتلومها وتلح عليها (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا) ( الصّابرين والصّادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار) الحديث الشريف( اذا اذنب العبد ثم استغفر ، قال الله تعالى : علم عبدى ان له ربا يأخذ بالذنب ويغفر الذنب : يا ملائكتى ، قد غفرت له .. فاذا اذنب العبد ثم استغفر ، قال الله تبارك وتعالى : علم عبدى ان له ربا يأخذ بالذنب ويغفر الذنب .. يا ملائكتى، اششهدكم انّى قد غفرت له)/ كم كان نبينا صلى الله عليه وسلم يستغفر ربه و هو الذى غفر له ما تقدم من ذنبه وما تاخر ولننظر الى انفسنا فكم نعصى ربنا ولا نستغفره ولا نتوب اليه وهو القائل عز وجل (ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما /وتنهالُ كلُّ همومي عَلَيّا = ويَنسدُّ كلُّ طريقٍ لَدَيّـا وأرنو بليلي: أَلا من سبيلٍ= ويَرتدُّ طرفي حسيراً إليـّا وإذْ نظرةٌ نحو بابِ السماءِ = تُعيدُ الرجاءَ لقلبي نَدِيّا فأدعو وأدعو ويسمو رجائي /ويلمِسُ جُنحي جبينَ الثريا إلهي! رجعتُ أبوءُ بذنبي = ولستُ بما قد صنعتُ بَرِيّا فإمّا أخذتَ فحكمُكَ عدلٌ = ويا طالما كنتُ عبداً عصيّا وإما عفوتَ، وهذا رجائي = فهل بعد عفوكَ فضلٌ عليّا المساجد بيوت الله :يقول الله تعالى: « في بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبّح له فيها بالغدوّ والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلّب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب» المساجد بيوت الله - فيها يذكر اسمه ، ومنها ينادى إلى طاعته وعبادته ، وفيها تحيا القلوب وترتفع الأرواح ، وتسجد الجباه ، وتنطق بالذكر الألسن ، وتتراص الصفوف ، وتتوحد وتتألف النفوس . المساجد بيوت الله لها احكام وآداب ، وقد كثرت الشكوى من الإخلال بتلك الأحكام ، و الآداب ، بل تجاوز ذلك إلى ماهو أخطر وأعظم ضرر وشراًحتى ركض الشيطان بين المصلين بخلافات شتى فرقت وحدتهم وهي بيوت الله وعمار المساجد أهل الله وهم صفوة العباد والخلق الذين يجيبون نداءه ، ويخفون إلى طاعته ، ويقبلون إلى مرضاته { إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} ، يقول ابن كثير : " شهد الله بالإيمان لعمار المساجد " لكن الضيف يجب أن يراعي أدب المكان وأدب المضيف وهو الرحمن سبحانه فنحن في بيوته ونحن أنما جئنا لعبادته ، و تفرغنا لذكره فكيف بنا نخدش ذلك فإن هذه البيوت بيوت الله { يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد / إذا ذهبنا إلى زيارة أحد الأصدقاء تزيّنا ولبسنا من الثياب أحسنها ووضعنا أنواع الطيب وجعلنا لأنفسنا من الهيئات أفضلها ، فإذا جاء بعضنا إلى المساجد رأيته بثياب النوم التي لا يرضى أن يستقبل بها أحدا في بيته ، وربما بعضهم يأتي في ثياب مهنته وفي بعضها من القذر وكراهة الرائحة بما فيها .. وبعضهم يأتي بملابس قد كتب عليها من الكلمات ومن الصور ما لا يليق أن يكون في بيت الله وبعضاً في لباسهم ما يعد مخالفاًَ لستر العورة ، إما من قصر أو ضيق أو تشبه أو نحو ذلك ، وهذا خلاف الأمر الرباني لأخذ الزينة اللازمة . وكان من هيئة الإمام مالك رحمه الله - إنه إذا خرج إلى المسجد اغتسل ولبس أحسن ثيابه ، وتطيّب ، فإذا خرج لم يكن يكلّم أحداً ولا يكلمه أحد حتى يدخل إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيصلي هكذا كانوا يعرفون حق قدومهم على بيوت الله - عز وجل - من غير مخيلة ولا رياء ولا مبالغة ، لكن من غير استهانة وتفريط وعدم مراعاة حرمة وتقدير قدر وغير ذلك مما تعلمونه من صور كثيرة تناقض ذلك وتعارضه . ونظافة المساجد أمرها مهم وأجرها كبير ، كما روى أبو داود وغيره عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد) ومن ذلك الصغار من الأبناء الذين لا يعلمّهم آبائهم آداب المساجد ، يعيثون فيها فساداً ويلعبون فيها ، بل إنهم قد يجعلون فيها من النجاسات والقاذورات ما إذا كان عشرمعشار في بيته لقام على ابنه ضرباً وهم يسرحون أبنائهم في المساجد كأنما يسرحونهم في الملاعب أو الملاهي غير عابئين ولا آبهين بذلك ، وكم كانت الشكوى من كثرة إزعاج أولئك الصغار ؟ وآبائهم من رواد المسجد المداومون على الصلاة ، المعروفون بأشخاصهم وأعيانهم لا يلتفتون إلى ذلك ولا يرون فيه تفريطاً وتقصيراً و ربما يلحقهم الإثم بما يشوشون على المصلين ويفقدونهم من الخشوع أو الانتفاع بالاستماع ونرى من هذا صوراً كثيرة مزعجة تشوش حقيقة العبادة والطاعة ، وقد تنفّر بعض الناس من حضور المساجد *وأما الصورة - المحزنة المؤلمة المتكررة التي ألفها الناس حتى صاروا ينكرون على من ينكرها " السؤال في المساجد والتسول فيها " مع أننا نسمع قول الله جلا وعلا : { وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا } ، قال السعدي : " المقصود الأمران معاً : دعاء العبادة ، ودعاء المسألة " ، كيف تسأل في بيت الله غير الله ؟ وقد كان هشام بن عبد الملك يطوف بالبيت الحرام ، فلقي سالم بن عبد الله - من أئمة التابعين - فسلّم عليه ، وقال : سلني حاجتك ! قال : إني استحي من ربي أن أسأل غيره وأنا في بيته ! فلما خرج قال : نحن الآن قد خرجنا من المسجد فسلني حاجتك ! قال : من أمر الدنيا أم من أمر الآخرة ؟ قال : من أمر الدنيا فأمر الآخرة لا أملكه ! قال : أما الدنيا فما سألتها من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها ! والسؤال على الهيئة فيه من التشكي وعرض ما قد يكون صحيحا أو غير صحيح من أنواع البلاء والابتلاء الرباني كأنما هو اعتراض على قدر الله ، وشكوى لغير الله ، ثم هو في غير موضعه الصحيح وعلى غير صفته المشروعة بحال من الأحوال ؛ فإن أنكر مُنكِرٌ قالوا : لا تفعل هذا ، وتحركت القلوب برحمة غير مدركة للحكمة لنجعل بيوت الله - عز وجل - مئرز إيمان ، وموطن تصحيح وتقويم وتهذيب ، ومحطة يخرج منها الناس باستقامة في سلوكهم وتهذيب في أخلاقهم وحسن في أقوالهم
__________________
1) الملاحظات. 2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع. الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني: saleh31@gmail.com حفظكم الله ... |
20-08-2009, 09:29 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 114
|
جزاك الله عنا يشيخ خير الجزاء في الدنيا والاخرة
__________________
اللهم سلط على من وضع التجارة للاغراض الدنيوية التافه وعلى من وضع سيارة الاجرة لركوب البنات والتمتع بذلك اللهم امين اللهم امين اللهم امين |
21-08-2009, 08:11 AM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: لا أدري !!
المشاركات: 742
|
أسأل الله أن ينفعنا بماتقول
جزاك الله كل الخير
__________________
. يا تحفة في أجمل رسم ** يا أمي يا أروع اسم يالماس يا معدن أصيل ** ومحال ألقى لك مثيل يا نـــادرة بين البشـــر ** يا لـؤلـؤة بين الـدرر . |
الإشارات المرجعية |
|
|