بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـصـاد الإنـتـرنـت » ماا قال الشيخ سلمان عن زوجتيه ؟؟؟

حـصـاد الإنـتـرنـت حصاد شبكة الإنترنت و المواضيع المنقولة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 25-08-2009, 10:21 AM   #1
المتفائل بالخير
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: في الحياة الدنيا
المشاركات: 61
ماا قال الشيخ سلمان عن زوجتيه ؟؟؟



بسم الله الرحمن الرحيم

قد يظن البعض أن الالتزام أو المشيخة تمنع الرجل من مباسطة أهله وإدخال السرور عليهم فيظن أن حياة أهله حياة بائسة لا يُعرف فيها الحب والود !
ولاشك أن هذا الأمر غير صحيح ؛ قد يوجد من البعض لكن هذا لقلة علمه وفقهه .. وإلا فنبينا صلى الله عليه وسلم هو المقياس وإليه نرجع !

وقد كتب الشيخ سلمان العودة مقالاً من ضمن سلسلة طويلة عن حياته لم تنته بعد لكنه أفرد عن زوجتيه حديثا ! - ولا يستغرب أحدكم فآخر ثلاث مقالات للشيخ سلمان راقت لي كثيرا ولهذا السبب قمت بنقلها ولأن في نقلها نفع وفائدة فربما أن الشيخ كتبها في هدوء بال وارتفاع الأسلوب البلاغي لديه ! -

يقول الشيخ سدده الله ونفع به //

على ضفاف قلبه تختلج الصور ، وعقله يعجز عن اللحاق بها ، صورٌ تشبه شعيرات وردة القطن في رقتها ونقائها ، تتزاحم تلك الصور بمجرد أن يسمع من محققه أن ثمت زيارة قادمة له .

شعور يشبه المغص ألَمّ بقلبه .. مَنْ زائري يا ترى ؟ أهو صاحب سلطة على جسده ؟ أم صاحب سلطة على قلبه ؟

أتراها الأم الثكلى؛ تقاوم العجز والشيخوخة والمرض؛ لتأتي فترى حبيبها الذي قارب الأربعين, وهي لا زالت تسميه " جنيني " !؟

أم عائلته وإخوانه وأعمامه الذين يعتزون به, ويعدّونه شيخ العائلة ؟

أم هي عروسه, التي غادرها دون أن يستكمل معها ستة أشهر منذ التقيا ، وتركها خائفة قلقة على مستقبلها ، دون أن يتمكن من منحها لحظة وداع تناسب الموقف ؟

أم هي تلك الأخرى القوية الصابرة المصابرة الصامتة ، والمحاطة بالوجوه البريئة والأقدام الصغيرة لذريته ، والتي واجهت الوضع الصعب عياناً ، وعانت الحصار مِن حولها ، وكانت تعدّه جزءاً من مهمات الطريق ، وتتعهد بأن تسد الغيبة ، وتواصل السير ، وتحفظ الميثاق ، في مواقف عديدة حفظها وسجلها وظل قلمه يتوثب بعد لحكايتها وروايتها وتدوينها .

وبدأ شلال الحب يتدفق بقوة؛ ليغذّي ويُنمي ما تركه زمناً بلا سقاية, أو رعاية في داخله .

أم كل أولئك هي أحلام لصوت بداخله يعلو ويعلو, وهو يُحبّذ ويجيد الإنصات إليه , وأن الزيارة قد لا تكون إلا لمسئول خارج نطاق الأسوار التي تحيط به ..

لم ترد نفسه الاعتقاد بذلك؛ فعاودت أدراجها إلى أمانيها الأُوّل؛ فهي أبهى تكويناً وأكثر تشويقاً وألذ طعماً ، ومناخ الحقيقة سيمطره عاجلاً أو آجلاً ؛ فلا ضير أن تغمض عيناه على رؤى معطرة ، وإنّ غداً لناظره قريب .

أياً يكن ذلك الزائر ففي كلٍّ خير ، ولينكسر الروتين بأي زائر .

خُذِ الحَيَاةَ كما جاءتْكَ مبتسماً

في كفِّها الغارُ أَو في كفِّها العَدَمُ

وارقصْ على الوردِ والأَشواكِ متَّئِداً

غنَّتْ لكَ الطَّيرُ أَو غنَّتْ لكَ الرُّجُمُ

يناديه المنطق أن لكل يوم عطاياه ، فليتئد ؛ ولكن الحنين أقوى والشوق أعتى .

كان حريصاً على النوم مبكراً استعداداً لغده, إلا أن القلق والتساؤل أحاط به ، واستولى عليه واقتطع جزءاً كبيراً من ليله ، نام نوماً تقطعه الرؤى, واستيقظ باكراً لهفاً ، بالغ في الاستحمام والعناية بالهندام ، وظل يقطع المسافة القصيرة جيئة وذهاباً , وينظر في ساعته التي بقيت برفقته؛ ليعرف بها أوقات الصلوات ، حتى سمع الخطوات التي تقترب من باب زنزانته ، سار مع رقيبه في صمت بعد أن أعياه السؤال الذي لم يظفر له بجواب سوى عبارة " لا أدري " لا يمل صاحبه تكرارها ، سار مع طريق يعرفه إلى آخر يجهله مروراً بوجوه جديدة ,لم يرها من قبل, وركب سيارة مكشوفة صغيرة, أشبه بسيارات المقاولين؛ تسير في سرداب طويل صامت ، وبدأ يرى ما لم يكن يراه من قبل ، أو لعله رآه بشكل آخر مختلف ، ومع كل خطوة تزيد خفقات قلبه رجفة , ويتردد السؤال؛ مَن زائري ؟!

وبدأ العد التنازلي؛ لمعرفة الزائر , اللغز يقترب ويقترب حتى أصبح نبض قلبه رجفاً يعلو على كل صوت آخر .

الحراس يقلون, والساحات تتسع, والأبواب تتغير, والوعد يقترب, ولم يعد يفصله عن زائره سوى جدار؛ يمتد لثلاثة أمتار, بنهايتها باب ...

بدأ صبره في النفاد ، وتركزت عيناه على الباب .

لم يتوقع – قطّ - أن يجرب مشاعر كهذه ، لقد تنامت بشكل مفرط لتكون عملاقاً لا يُقاوم ، حينما أصبح بمحاذاة الباب استدار ليلج الغرفة؛ فكان أول ما رآه ذاك الموظف بلباسه المدني , يجلس وحده إلى مكتبه الرمادي في طرف الغرفة ، وفي مواجهة الباب ، بحيث تراه قبل كل شيء .

ما لبث أن نهض بمجرد رؤيته مصافحاً ، ورغماً عنه أحسّ صاحبنا أن قلبه زجاج سقط وتحطم بشدة .

تمالك نفسه ومد يده هو الآخر ، ودارى إحساساً داخلياً بخيبة الأمل .

وقبل أن يقرأ إحداثيات ذاك الهبوط المفاجئ لأمله ، ناداه مُرحّباً من آخر الغرفة صوت أليف, يختلف قليلاً في لكنته عن معهوده ، يصيح بابتسام مرحباً ، إذا هو زائره !

الوقت الذي يمر بين المثير والاستجابة يبلغ نصف ثانية ، والإدراك يزيد بمقدار نصف ثانية أخرى ، وهذا هو الوقت الذي يُعتبر الصبر فيه خياراً قابلاً للتطبيق !

التفت بسرعة نحو الصوت, ومن حيث لا يعلم أصبح معانقاً لذاك الشاب كيف ومتى حملته قدماه ؟ أم طار به الشوق ؟ وهل ذابت المسافة الزمانية والمكانية ما بين الصوت والعناق ؟

بآمال الحب العريضة بحث عن زائر آخر ، بل زائرة أخرى إنها فتاته التي ودعها وهي تحمل جنينه ذا الأربعة أشهر آنذاك, وبمجرد رؤيته لدموعها ,كانت دموعه هي الأخرى تبلل عينيه بخجل واستحياء ، أطال النظر ويده ترتعش في يدها ، وكأنها كائن يهبط من النجوم !

تاهت النظرات في ذلك اللقاء المقيد, وشرِقا بفرح اللقاء , وتضاءلت صحراء الفراق ؛ لتتكور في حبة رمل وسط ساعة الزمن .

في اللحظة التي تملك فيها داخل قلبك الإحساس بالحب ، سوف تكتشف أن العالم قد تغير بالكامل .

منظوره الخاص يلون تجربته , فهل لها هي الأخرى تجربتها ومنظورها الخاص, أم إنها تتأمل في تجربته فحسب ؟

تفاعلات اللقاء الكيميائية والفيزيائية ؛ فرضت صمتاً ليس بالقصير, صمتاً قد يكون أبلغ من الكلام .

فالأحداث العظيمة لا تتجلى في ساعات الضجيج ، وإنما في ساعات الصمت !

الذكريات المخبوءة بدأت تظهر ، وأشياء غير متوقعة صارت تحدث ، دروس تضاف إلى درسه ، وحتى القرارات الصعبة قد تبدو في لحظات الضعف العاطفي غير منطقية ، مما حدا به أن شكك في وضوح رؤيته للأمور .

طال الوقوف , مع أن ثمت صفين من المقاعد المتقابلة في انتظارهم , لم تكن أقل منه لهفة للقاء ، وفي حرارة اللحظة لم يستطع قراءتها لأول وهلة, كما كان يفعل من قبل ، كل ما هو متأكد منه أنها أمام رؤيته رأت ما عقد لسانها مما حدا به أن بدأ يتحسس وجهه ويتفقد هندامه , يخشى أن يكون ثمت ما فاته تداركه ، لكنه الفرح الذي يكاد يكون أشد تدميراً من الخوف .

مقابل نظرته الأولى القصيرة , وهبها الآن نظرة عالية التركيز , متعددة اللغات, حملها بكلمات لم تُنطق ، ومعان لم تسبق ، وعقود ومعاهدات بين القلوب على الصبر والوفاء قد وقعت ، وكان الحب والحنان خير جابر لتصدع القلوب بلوعة الفراق في هذه اللحظة لا يهم أي شيء آخر سوى قلب استمات في هواك, وسعى لاهثاً ليراك !)

إعجاز الحب يحدث تواصلاً غير منطوق بالعيون ، أو الابتسامة ، رابطة صامتة , ولكنها حقيقية ووثيقة كلاهما يدركها ويشعر بها وبقوتها .

تذكّر كيف كان ينشدها قول الشاعر عصام العطار :

طال اغترابي وما بيني بمقتضب

والدهر قد جدّ في حربي وفي طلبي

والشوق في أضلعي ناراً تذوبني

ما أفتك الشوق في أضلاع مغترب

أكابد السقم في جسمي وفي ولدي

وفي رفيقة درب هدها خببـي

إنه يتذكر تلحينه تلك الأبيات الآن بعد أن صار متلبساً بها لا حاكياً لها !

طال الوقوف وناداهما من خلفهما صوت الموظف ؛ أن الجلوس أفضل , وكأنه ينتزعهم من ذهولهم وشرودهم !

أظهر جلداً وصبراً وروحاً مرحة ؛ لتقر عينها ويمتلأ فؤادها الفارغ؛ كانت الأسئلة تتقاتل على شفاههما؛ كُلٌ يريد أن يُطرح أولاً .. كيف .. ، وهل .. ومتى ولعل وأنى ..

تفوها بنفس الكلمات , وبنفس اللهفة, وفي ذات الوقت , وبلا اتفاق مسبق ، وقرأها وقرأته , سمع همس روحها ، ولامست جوهره ، ورقصت بينهما المشاعر على إيقاعات متنوعة ، تساءل عن كيفية اقتحامها للأسوار ؟ فأجابت بأنه يستحق كل جهد مبذول ، وكل إرهاق نفسي وجسدي لأجل رؤيته ، داعبها بدروس بسيطة , لم تسنح له الفرصة لتعلمها إلا في الغربة , كان ذلك حينما ذكر حيرته في الحفاظ على الرغيف طرياً ؟ كم تجربة خاضها ليعرف أنه بمجرد وضعه في كيس نايلون سيبقى طرياً ، هو يتعلم كيف يحافظ على الحب والوفاء أيضاً ! ، وكيف يحافظ على صبره وثقته وإيمانه .

تساءل في حنان عن جنينها وعن جنسه ، فأجابت بأنه ذكر , وأن خروجه أصبح وشيكاً ، ألهمه ذلك الجنين بحلم جديد؛ فمنحها إياه صادقاً موقناً بأنه سيكون من يذهب بها إلى المشفى, ويستقبل مولودهما ، ستكون الغربة المباغتة مجرد ذكريات وحكايات نحكيها لصغيرنا .

بدءا يختاران الاسم للوليد المنتظر, ويطلبان معونة الخال حيناً , والموظف مجاملةً , واتفقا على " البراء " .

بدأت الغربة التي خبت تطفو من جديد, وبدأ الحزن يكسب الجولة لما ذكّره الموظف بأن الزيارة نصف ساعة , وهي الآن توشك على الانتهاء ، ولم يستطع استقطاع دقائق إضافية .

تتقاطع دوائرنا مع دوائر من نحتك بهم, وتكاد تذوب حدود الدائرة حينما تتقاطع مع دائرة شريك الحياة ؛ فقطرة الماء تثقب الحجر ، لا بالعنف ، ولكن بتواصل السقوط .

ولكلٍّ منا دائرته الخاصة ، ولو كانت ضبابية يضعها حوله ، قد تكون من أجله ، أو من أجل من يحب ، وهكذا فعل هو حينما رأى انكسارها لانتهاء الزيارة , وخوفها عليه وقلقها, ورحى الفراق مرة أخرى توشك أن تطحنها ..

لغة جسدها تخبره بأنها تود أن يتوقف عمرها ها هنا بين يديه, وفي عينيه .

حدثها بأن العيش داخل الأسوار عادي جداً, بل لا يكاد الاختلاف يبين لولا فقد من يحب ، كان لسانه ينطق ، وعقله يصرخ بها أن لا تصدق كل ما تراه ، ولا نصف ما تسمعه !

صبّرها وصبّر نفسه ، أخبرها أنها تعيش في داخله لم يتركها قط ، وظل يسمع صوتها ويشعر بها ، حتى كان يراها في قنان الماء ، ويسمع همسها في هدآت الليل ، لقطات حقيقية وتخيلية تجود بها ذاكرته .

طلب منها أن لا تنظر إلى الجزء الفارغ من الكأس ، ولا تتساءل عمن أفرغه ، بل عليها أن تنظر إلى النصف الملآن ، فمن كان يتصور أنهما سيحظيان بلقاء كهذا ، فلا بد إذاً من زيارة أخرى قادمة وأول السيل قطرة ، والحياة مليئة بالمفاجآت ..

تَفَارقا ؛وقد منح كل منهما طعماً مختلفاً للحياة ووقوداً لصبره , ريثما تأتي قطفة أخرى من ثمار العطايا الربانية , بزيارة أشد إيقاعاً وأبطأ سيراً ، وأكثر طمأنينة ، فلقد كانت أول زائر يخترق أسوار العزلة .

عاد إلى غرفته وهو يكاد يحدث الجدران بفرحته, فهذا اليوم كان مختلفاً ، كان طويلاً جداً ، وقصيراً جداً ، لما أسدل الليل ستاره؛ بدأ تأثير الزيارة يربك عقله وقلبه ، فهل زادته صبراً , أم ثقبت جدار الصبر لديه ؟

وبدأ يترقب الزيارة الأخرى بفارغ الصبر, ويترقب الزائرين الذين لم يرهم بعد .
المتفائل بالخير غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 04:14 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)