[العمدة]

بغض النظر عن شرعية الانتخابات .. وهل يجوز للمسلمين الدخول في انتخابات نتيجتها تحكيم طاغوتي أم لا ..إلخ

إلا أن هذه الانتخابات وما سبقها من انتخابات سابقة تبين بوضوح مدى تنامي المد الإسلامي وانحسار المد العلماني الجاثم على مقومات الأمة التركية مهد الخلافة الإسلامية ..

هذه الانتخابات تذكرنا بنجم الدين أربكان .. والذي وقتها كنت متفاعلاً بشكل غير معقول مع تلك الأحداث لما تصنعه من حماس و تفاعل مع المد الإسلامي في تركيا والذي يمثله حزب الرفاه وزعيمه نجم الدين أربكان آنذاك ..

بعد فوز حزب الرفاه ذلك الوقت بالأغلبية استطاع معها تشكيل حكومة ليست إسلامية ، وإنما هي تحكم بقوانين وضعية ، إلا أن أصحابها مسلمين ( أصوليين ) بنظر علماني تركيا ، والذين لم يهدأ لهم بال حتى أقاموا الدنيا ولم يقعدوها حتى استطاعوا اقصاء الحكومة وحل الحزب وإقامة انتخابات مبكرة وتقديم أربكان للعدالة المزيفة بقضية الإساءة لعلمانية تركيا !!

كان في تلك الشهور من عهد أربكان تحولاً كبيراً في الأنظمة والقرارات سواءً ما يخص المرأة أو المدارس الإسلامية والشؤون الإسلامية وغيرها حتى ظن البعض أن تلك الأيام نقطة للرجوع لعهد العزة والكرامة التركية المسلوبة عنوة ..

هاهو السيناريو يعود وهاهو حزب الرفاه باسمه الجديد وبقياته الجديدة باسم ( العدالة والتنمية ) يسحق غيره من الأحزاب بدرجة تسمح له بتشكيل حكومة دون الاتحاد مع أحزاب أخرى ..

فهل يا ترى .. سنشهد هذه الأيام ولادة فجر جديد على تركيا المسلمة المغيبة !! أم سنتابع سيناريو حزب الرفاه مرة أخرى ؟!

هذا ما ستخبرنا به الأيام القليلة الماضية ..

والله يستر من الدمقراطية العلمانية ..



‍