بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » رسالة جوال صوتية ليلة [ 27 ] بصوت الشيخ عبدالعزيز الوهيبي رحمه الله ..

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 16-09-2009, 07:40 AM   #1
السياسي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
البلد: في هذا الكوكب ,
المشاركات: 426
رسالة جوال صوتية ليلة [ 27 ] بصوت الشيخ عبدالعزيز الوهيبي رحمه الله ..





استمع للرسالة من هنا :

http://www.lojainiat.com/mp3/alwaleed.mp3





لجينيات : تماماً كما خلق الله النجوم لتكون زينة للسماء ، ومعالم في الطريق ، ورجوما للشياطين، خلق العلماء والدعاة وجعلهم نجوماً يهتدي بها الحائر ويقتدي بها السائر وتأخذ بيد العاثر الذى ضل الطريق، وتظل تلك النجوم تتدفق طيلة حياتها بالخير ترشد الحائرين إلى مدارك السالكين وتبشرهم برحمة ومغفرة رب العالمين، حتى تخبو اعمارها وينطفئ سعيها وتختم بالصالحات أعمالها.

ولقد كان فضيلة الشيخ الداعية المبارك أبو محمد عبد العزيز بن محمد الوهيبي مستشار وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف وخطيب جامع الأمير خالد بن سعود بالرياض والداعية المعروف ، والذى توفي وزوجته وثلاث من بناته إثر تعرضهم لحادث مروري أليم على طريق الرياض - الدمام ، من جملة هذه النجوم المتلألأة في سماء الدعوة نحسبهم كذلك والله مولاهم وحسيبهم نعم المولى ونعم النصير.

قد مات قومٌ وما ماتت مَكارِمُهُمْ

وعاش قومٌ وهمْ في الناس أمواتُ

وجاء في الأثر عن الصحابي الجليل عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: " من كان مستنَّاً فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد ، كانوا خير هذه الأمة، أبرُّها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ، ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد ، كانوا على الهدى المستقيم ".

ولقد غادرنا الشيخ عبد العزيز بن محمد الوهيبي بعد أن ترك سيرة عطرة يشهد لها بها كل من قابله وراقب صنع يمينه رحمه الله، تلك السيرة كانت نوراً يقتبس من عبقه من شاء كيف شاء، وكان لحادثة موته غصة في قلوب المؤمنين مؤلمة، إلا أن بشارة خاتمته وقد عقد السبابة بيمينه مشيرا للسماء والمصحف بين يديه والسواك في لحيته - حسب رواية الشيخ عادل المقبل - قد تركت آثار بليغة في النفوس عن حسن خاتمة الشيخ رحمه الله، كان لابد معها من وقفات وتأملات.

لَعَمْرُكَ ما وَارَى الترابُ فِعَـالَهُ

ولكنّه وَارَى ثيـابًـا وأَعْظُمًا

ويحسن بنا ونحن نقف مشمرين عن ساعد الجد في النصف الثاني من شهر الخيرات؛ أن نستئذن صديقه الحميم أبا الوليد ونستدعي من ذاكرة جواله حواراً إيمانياً مفعماً بالنصح والإرشاد وقد كانت رسالة أرسلها الشيخ الوهيبي رحمه الله إلى صديقه أبو الوليد وكانت في رمضان من العام الماضي وبالتحديد في تاريخ 25/9/1429هـ على اثر محادثة مع الشيخ عبد العزيز بن محمد الوهيبي رحمه الله ، حيث كان أبو الوليد - كعادته - حريصاً على التواصل والتناصح مع الدعاة الصادقين والأخذ بأقوالهم والاستنارة برأيهم، ولعل تلك المحادثة على قصر وقتها- خمس وثلاثون ثانية فحسب- تفتح لنا طاقات تبشر المؤمنين بأحوال من سبقهم من الصالحين، وتحثهم إلى ضرورة الاستفادة من حياة أولئك النجوم والاقتداء بهم.

يقول الشيخ عبد العزيز بن محمد الوهيبي - رحمه الله- مخاطباً أبوالوليد:" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..يا أبا الوليد أسأل الله ان تكون بخير وعافية..وأن يشفى الوليد ويجمع له بين الأجر والعافية..غداً ليلة فاضلة..فالأولى أن نجتهد بالدعاء والذكر والإستغفار..ولعلكم تعذروننا جزاكم الله خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..إبنكم عبد العزيز".

ردّت صنـائعُهُ عـليه حيـاتَهُ

فكـأنّه من نَشْرِهـا مَنْشُورُ

إنَّها كلمات واقعيَّة، ليس لنا إلا شرفُ تسطيرها في مفكرة لجينيات، إنَّها قمَّة عالية نحاول أن نستشف منها ما تصل إليه بصائرنا، ونظن ان احداً اطلع على هذه الكلمات التى خرجت من نفس سكنها الخير وملأها الإيمان، إلا ويشهد أنها وصية مودع ناصح لعشيرته حريص على أوقاتهم، ملهماً أنه قد دنا اجله وحانت منيته، وان رزقه من الصيام والقيام وتلاوة القرآن قد بلغ نهايته.

اعد سماع كلمات الشيخ عبد العزيز بن محمد الوهيبي مرة ثانية تجد أن نبرة الحزن في مقاطع صوته المتهدج تعصر قلبك، وتلمس حرصه الشديد على الأمر بالمعروف وحثه الآخرين نحو التقرب إلى الله وهو يطوى أيامه الأخيرة، ما يجعلك تذرف الدمع على رجل رزقه الله حرصاً على العبادة وقبضه عليها، وفى نفس الوقت يأخذك الوجل من الله والأسف من نفسك، وتظل تبكى على خطيئتك وتردد في حشاك بهمس لا يسمعه غيرك..كفى يا نفس ما كان..كفاكِ هوى وعصياناً.

وما يجول الأن في خواطرنا حينما نرى هذا الفضل والتوفيق من الله لعبد من عبيده المؤمنيين، هو البحث عن السر وراء هذا القبول والتعاطف الذى حازه الشيخ عبد العزيز بن محمد الوهيبي وإخوانه الدعاة الصالحين في حياتهم وبعد مماتهم، والأمر ليس بعسير إذ ان الإخلاص لله تعالى ، يرتفع بالإنسان تقديراً في حياته وحسن سيرة بعد مماته، ولقد قال نُعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك يقول:" ما رأيت أحدًا ارتفع مثل مالك، ليس له كثير صلاة ولا صيام إلا أن تكون له سريرة".

يظهر آثار هذا جلياً في ترجمة كلمات الشيخ عبد العزيز بن محمد الوهيبي القليلة لأبو الوليد واقعاً يوم وداعه للجموع التى أتت تصلي عليه، حيث رددت جنبات المسجد صدى نحيبها وشيعته العيون بعبراتها، وكأنها فقدت أباً أو أماً أو قريباً لصيقاً، وقد قال أيوب رحمه الله: "إني أخبر بموت الرجل من أهل السنة فكأني أفقد بعض أعضائي" فإذا كان هذا شعورهم عند موت الرجل العاديِّ من أهل السنة، فكيف تكون حالهم عند موت أحد علماء السنة أو الدعاة إليها ؟".

ولو قدر للشيخ عبد العزيز بن محمد الوهيبي - رحمه الله- أن يقوم في الناس واعظاً وخطيباً يوم جنازته لقال لهم :" إنكم في دارٍ ليست للبقاء ، أيّامُها مراحل، وساعاتها قلائل، والمرءُ لا شكَّ عنها راحِل ، والموت قد يسبقه إلى العبد نذُرٌ، وقد ينزل الموت بالعبد بغتة وهو على أتم حال وأحسنها"، لقد مات الشيخ وزوجته وثلاثة من بناته بغتة في حادث سيارة، وحوادث السيارات في هذا العصر من أوسع الصور لموت الفجأة، حيث يخرج الرجل أو الأسرة من المنزل بسيارتهم مؤملين العودة مرة ثانية، وقد سبق عند الله نهاية أجلهم فيقطع أمانيهم ملك الموت فلا تسمع لهم حساً ولا همساً.

إن كلمات الشيخ عبد العزيز بن محمد الوهيبي قبيل رحيله ونصيحته لأبو الوليد عبر رسالته الصوتية تلك تذكرنا بخواتيم الصالحين ومنها لما نزل الموت بالعابد الزاهد عبد الله بن إدريس اشتد عليه الكرب فلما اخذ يشهق بكت ابنته فقال : يا بنيتي لا تبكي فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة كلها لأجل هذا المصرع .

أمّا عامر بن عبد الله بن الزبير فلقد كان على فراش الموت يعد أنفاس الحياة وأهله حوله يبكون فبينما هو يصارع الموت سمع المؤذن ينادي لصلاة المغرب ونفسه تحشرج في حلقه وقد أشتدّ نزعه وعظم كربه فلما سمع النداء قال لمن حوله : خذوا بيدي ..، قالوا : إلى أين ؟ قال : إلى لمسجد ، قالوا : وأنت على هذه الحال !!، قال : سبحان الله .. !! ، أسمع منادي الصلاة ولا أجيبه خذوا بيدي فحملوه بين رجلين فصلى ركعة مع الإمام ثمّ مات في سجوده .

واحتضر عبد الرحمن بن الأسود فبكى فقيل له : ما يبكيك !! وأنت أنت يعني في العبادة والخشوع .. والزهد والخضوع .. فقال : أبكي والله أسفاً على الصلاة والصوم ثمّ لم يزل يتلو حتى مات، أما يزيد الرقاشي فإنه لما نزل به الموت أخذ يبكي ويقول : من يصلي لك يا يزيد إذا متّ ؟ ومن يصوم لك ؟ ومن يستغفر لك من الذنوب ثم تشهد ومات.

وها هو هارون الرشيد لما حضرته الوفاة وعاين السكرات صاح بقواده وحجابه : اجمعوا جيوشي فجاؤوا بهم بسيوفهم ودروعهم لا يكاد يحصي عددهم إلا الله كلهم تحت قيادته وأمره فلما رآهم بكى ثم قال : يا من لا يزول ملكه .. ارحم من قد زال ملكه، ثم لم يزل يبكي حتى مات .

تلك المحادثة التى لم تستغرق دقيقة واحدة بين الشيخ عبد العزيز بن محمد الوهيبي وأبو الوليد تذكرنا أن الكريم سبحانه أجرى عادته أن من عاش على شىء مات عليه ومن مات على شىء بعث عليه، و إن من إكرام الله تعالى وتوفيقه إلهامه العبد من عباده التزود من الطاعات وأعمال الخير قبل موته ووفاته، ومما يدل على هذا ما رواه أحمد وصححه الألباني من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إذا أراد الله عز وجل بعبد خيرا عسله قيل وما عسله قال يفتح الله عز وجل له عملا صالحا قبل موته ثم يقبضه عليه "،ومن معاني الحديث أن يفتح الله للعبد عملا صالحا بين يدي موته حتى يرضى عنه من حوله ، فالعسل : طيب الثناء ، وهو مأخوذ من العسل ، فشبه ما رزقه الله تعالى من العمل الصالح الذي طاب به ذكره بين قومه بالعسل الذي يجعل في الطعام فيحلوا به ويطيب.

رحمة الله عليك يا شيخنا أبا محمد عبد العزيز بن محمد الوهيبي، ورحم الله زوجك الصالحة أم ميمونة نورة السماري مديرة دار أم معبد لتحفيظ القرآن الكريم، ورحم الله بناتك الثلاث، رحمهم الله وغفر لهم وتجاوز عنهم وجميع موتى المسلمين، فكم في أقدار الناس من لحظات تختصر أعمارا ، وكلمات تختزل أسفارا ، وكم في عبر الأيام من مواعظ ، وكم في تقلبات الدهور من بصائر.



المصدر : موقع لجينيات ..
http://www.lojainiat.com/?action=dnews&mid=20034


رحم الله الشيخ وغفر له وأسكنه وزوجته وبناته فسيح جناته ..
آمين ,,





:: وصية ::

قال تعالى :
(( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ))

فأكثروا من الدعاء لأنفسكم ووالديكم ومن تحبون والمسلمين أجمعين ..

اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا واهدنا وأصلحنا ووفقنا ..
اللهم أعتق رقابنا ورقاب والدينا وأحبابنا من النار ..
اللهم ارض عنا وتب علينا واستر علينا ..
اللهم فرح هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واشف مرضانا ومرضى المسلمين ..

آمين ..

:: دعوة و طلب ::

ادعوا لكل مريض أن يشفيه الله ..
ولكل مبتلى أن يعافيه الله ..
ولكل مأسور أن يفك الله أسره ..
ولكل مهموم أن يفرج الله همه ..
ولكل مكروب أن ينفس الله كربته ..
ولكل فقير أن يغنيه الله ..
ولكل صاحب حاجة أن يقضي الله حاجته ..

ادعوا وأكثروا من الدعاء وألحوا وتضرعوا وابتهلوا ..
ولا تملوا ولا تقنطوا ..
فأنتم تدعون رباً كريماً لطيف رحيم ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,


السياسي غير متصل   الرد باقتباس


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:51 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)