[بيـاع الـورد]

بسم الله الرحمن الرحيم




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان المسلم يسره إذا نظر إلى المساجد في رمضان يجد المساجد مقتظه بالمصلين يصلون التراويح والقيام ، ولكن يضيق صدره عند حدوث مخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

هناك بعض المخالفات يقع بها بعض أئمة المساجد ويقع بها أيضا بعض المصلين :

أهم هذه المخالفات :

**(دعاء الختمة في الصلاة ) فتجد الإمام يحرص على دعاء ختم القران بعد ان يختم القران فتجد الناس يتناقلون اخبار الختمة !! متى يختم الإمام فلان ومتى يختم الإمام علان ؟؟
وتجد الزحام عند المساجد التي سوف تختم وغير ذالك...مما نشاهده كل سنه في شهر رمضان
وخاصة في خمس وعشرين وسبع وعشرين ...؟؟

لكن السؤال الذي يوجه إلى الأئمة المساجد وأيضا يوجه إلى كل من يتتبع ختمات الأئمة ؟

س/ ما حكم دعاء ختم القرآن؟ السؤال بعبارة أخرى (هل دعاء ختم القرآن مشروع أو لا ؟)


الجواب /

قال الشيخ عبدالله صالح الفوزان حفظه الله : ( لم يثبت في مشروعية دعاء الختم في آخر رمضان شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم وأفضل العبادات كما يقول ابن تيمية "ما وافق هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه " وليس مع من استحبه دليل يذكر سوى أنه من عمل أهل المصرين مكة والبصرة والسنة لا تثبت بمثل ذلك)(1)


وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ما حكم دعاء ختم القرآن في قيام الليل في شهر رمضان ؟

فأجاب :
" لا أعلم في ختمة القرآن في قيام الليل في شهر رمضان سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن الصحابة أيضا ، وغاية ما ورد في ذلك أن أنس بن مالك رضي الله عنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا . وهذا في غير الصلاة ، ثم إن في هذه الختمة مع كونها لم يثبت لها اصل من السنة فيها أن الناس ولاسيما النساء يكثرون في هذا المسجد المعين ويحصل بذلك من الاختلاط بين الرجال والنساء عند الخروج ما هو معلوم لمن شاهده. " انتهى .(2)


وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله بعد ذكره للمسألة : ( .... أنه ليس فيما تقدم من المروي حرف واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من صحابته رضي الله عنهم يفيد مشروعية الدعاء في الصلاة بعد الختم قبل الركوع أو بعده لإمام أو منفرد)(3)

وقال الشيخ سليمان العلوان حفظه الله : ( والدعاء عند ختم القرآن له حالتان :
الأولى : في الصلاة فهذا بدعة فإن العبادات مبناها على الشرع والاتباع وليس لأحد أن يعبد الله إلا بما شرعه الله أو سنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ودون ذلك ابتداع في الدين قال صلى الله عليه وسلم (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) . متفق عليه من حديث عائشة .
وقد ذكر الشاطبي في الاعتصام وشيخ الإسلام في الاقتضاء قاعدة عظيمة المنفعة في التفريق بين البدعة وغيرها ، وهي أن ما وجد سببه وقام مقتضاه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعصر الصحابة ولم يقع منهم فعل لذلك مع عدم المانع من الفعل فإنه بدعة كالأذان للعيدين والاستسقاء ونحو ذلك .
ودعاء الختمة في الصلاة من ذلك فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يقومون في رمضان ليلاً طويلاً ويتكئون على العصي من طول القيام فهم في هذه الحالة يختمون القرآن أكثر من مرة ولم ينقل عن أحد منهم دعاء بعد الختمة .
وقد قال الإمام مالك رحمه الله : ما سمعت أنه يدعو عند ختم القرآن وما هو من عمل الناس . ذكر ذلك عنه ابن الحاج في المدخل .

الحالة الثانية : الدعاء عقيب الختمة في غير الصلاة وهذا منقول عن أنس بن مالك بسند صحيح .
ومأثور عن جماعة من أهل العلم ولا أعلم في المرفوع شيئاً ثابتاً والله أعلم. انتهى (4)


تنبيه لكل مسلم ان دعاء الختمة غير مشروع ولم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابه رضي الله عنهم .


لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم محذرا من الاحداث بالدين (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه

وقال ابن عباس رضي الله عنهما : ( ما أتى على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سنة حتى تحيا البدع وتموت السنن). (5)


وقال ابن عمر رضي الله عنهما : ( كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ) قال الالباني اسناده صحيح .(6)





-----------------------------------------------
الهامش:

(1)رسالة إلى أئمة المساجد بمناسبة شهر رمضان المبارك .
(2)"فتاوى أركان الإسلام" (ص 354) .
(3) جزء من المرويات دعاء ختم القران.
(4)الجلسات اليومية للشيخ العلوان 1\2 .
(5) مجمع الزوائد 1/193 .
(6) إصلاح المساجد ص 13 .