|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
.
تاريخ التسجيل: Jul 2007
البلد: .
المشاركات: 3,309
|
~(تـَعـال وتـأمـل مَـعـي)~ دَقِيقَةٌ وَاحِدةُ فَقَط .
. خلق الله السمواتِ , وبَسط الأرضَ , وزرع الشجرَ , ونَصب الجبالَ, وأسال الأوديةَ , وأجرى الأنهارَ , وبث فيها من كل دابة , كل ذلك آيات للمتفكرين المتأملين , لتكون دالة على أن في الكون إله واحد لا إله إلا هـو .. إن التفكرفي صنع الله ليزيد المرء إيمانًا ؛ويقينًا , وشكراً ؛ وحمداً , وكلما إزداد الإنسان تفكراً بمخلوقات الله زاده ذلك ثباتًا وإيمانًا .. وإن إعمال العقل في التدبر والتأمل لايقف على هذه المخلوقات العجيبة البعيدة , بل لك أن تتأمل في أقرب الأشياء إليكَ ألا وهي نَفسك وأعضائك وجوارحك .. # لك أن تضع يدك الجميلة على قلبكَِ النابض وتتأمل كيف لو أوكل إليك أمر ضخ الدم ,كيف ستكون حالك .. # لك أن تلوح بيديكَ الحلوتين أمام عينيك الجميلتين , وتتأمل عظمة هذه الأصابع , وكيف لو فقدت واحداً منها بل يلزمك لزامًا حينما تخرج من دورة الخلاء أن تحمد الله على أن منّ عليك بإخراج تلك السموم التي كانت تعيث في دمك وبفضل من الله أعطاك كليتين تصفي لك هذا الدم وأنت مرتاح وتتقلب في فراشك ولاتلقي لذلك بالاً .. ![]() ولو نظر المرء إلى البهائم وطريقة عيشها, لرفع يده إلى الله وحمده على أن من عليه بعقل مدبر يعرف الصحيح من السقيم وأنتَ تتمشى قف قليلاً !! ![]() وأنظر إلى قدميك كيف لو كنت مشلولاً مُعاقًا لاتستطيع حراكًا !! تَحمل هم الذهاب والتنقل من مكان إلى مكان ومن يعينك في شؤون أمرك .. أغمض عينيك لحظةً !! وأدر بصرك وخيالكَ إلى المرضى في المستشفيات , يحدثني صاحبي ذات يوم أنه ذهب ليزور شخصًا راقدً في سريره قد ظل في غيبوبة تامةِ منذ عشر سنوات , ولقد رأيت مريضًا يُدخل الأكل في فهمهِ ويُعَانُ في قضاء حاجتهِ , وليس له حيلة حتى في لبس ثوبهِ ومريض أخر يدق له الطعام دقًا , ويطحنُ له طحنًا , حتى يكون سائلاً , لإن معدته لاتمضغ الطعام ولاتصرفه للجسم .. أنت أيها المبارك من الله عليك بصحة وعافية , تبتسم , وتضحك , وتنام , تستيقظ , تتكلم , تفكر , لك من أمور حياتك المعيشية ماشئت , لا يمن عليكَ أي أحد بمنة وفضل , أعرف شخصًا قد كف بصره , وكنت أرمقه في المجلس وأتخيل كيف هي حياته , هل تتخيل أن يومًا من الأيام , فقط تسمع صوت أمك لكنك لاتراها ولاتعرف ملامحها لإن بصرك قد كف , وترى زوجتك ولكنك لاتعرف صوتها , ولو صرخ أحدهم بجانب أذنك لما علمت عنه لإن سمعك قد صم جار لنا أصم وأبكم , تزوج إمرأة كحالته تمامًا, وأنجبوا طفلاً جميلاً , وفي يوم من الأيام إنطفئت الكهرباء عن بيتهم , وولدهم الصغير تقطع من البكاء وهم لايعلمون عنه , أتدري لماذا .. لإنهم لايسمعون كما تسمع أنت . يحسبونه نائما . إني حينما أذكر هذه القصص لا أذكرها على سبيل التسلية والدعابة وملئ الوقت , بل أذكرها للعظة والعبرة , وأنه من الغبن والخسران العظيم أن يمن الله عليك بصحة وعافية في بدنك ومالك , وتقابل ذلك بالمعصية والفجور , ومن يأمن مكر الله , ومن يأمن تحول عافيته , بحادثِ بسيط قد تفقد حياتك أو تصبح عالة على الناس تنتظر إعانتهم . قال تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) وقال أيضًا (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) أدام الله عافيتكم على طاعته . محبكم : ![]() .
__________________
آخر من قام بالتعديل أبو ريّـان; بتاريخ 24-09-2009 الساعة 05:56 AM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|