25-09-2009, 09:12 AM
|
#1
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: !!!
المشاركات: 2,024
|
اذهـبـوا فـأنـتـم الـطـلـقـاء .. !!
ومع اختلاطنا مع الناس ومعاملتنا لهم والأخذ والرد بيننا وبينهم كما تجبرنا عليه الحياة تحصل بيننا هنات وأنات ونحمل في أنفسنا أحمال وأثقال نحتاج معها إلى أن نقف وقفة صادقة لنـزيح هذه الأحمال عن كواهلنا ولنتخفف منها ما استطعنا إتباعا لإرشاد نبينا صلى الله عليه وسلم وتطييبا لكل من أخطأ علينا لنطالبه بالمثل حتى نكون من العافين عن الناس !!
استوقفتني كثيرا عبارة ( سامحتك فسامحني ) وهي حملة تابعة لمركز حي الفايزية الاجتماعي الذي عودنا على التجديد والإبداع في كافة المجالات أخذتها وقلبتها يمنة ويسرة , وجدت هذه العبارة تحمل في طياتها الكثير من المعاني السامية والأخلاق الرفيعة وجدتها دعوة إلى تخفيف الأحمال النفسية التي أثقلت كواهلنا حتى كادت نفوسنا تهلك من ثقلها وشراستها , وجدتها إرشاد نفيس إلى علاج ناجع للنفوس والأرواح . .!
وأي علاج كهذا العلاج عندما تضع رأسك على وسادتك وأنت خالٍ من الهموم بالك صافٍ بعيد عن الحقد والضغينة وتتيقن أن لا أحد يحمل عليك أي محمل تنام قرير العين هانئا راضيا , ,
تعود بنا الذكريات مع هذه الدعوة إلى تاريخ الأول إلى أعظم رجل في التاريخ عندما وقف أمام من طردوه من أرضه وحاربوه أشد ما تكون الحرب وألَّبوا عليه الأقارب والأباعد وعندما أسلمهم الله بين يديه ذليلين صاغرين قال : ما تظنون أني فاعلٌ بكم ؟
قالوا : كريم وابن كريم !!
فقال : اذهبوا فأنتم الطلقاء !!
ليطوي بذلك صفحات سوداء خطوها بسوء أفعالهم وقبيح صنيعهم وليعلمهم ويعلم الأجيال من بعدهم والإنسانية عموما معنى من أرقى المعاني الإنسانية وخلقا من أعظم أخلاق البشرية الذي بانتشاره تنعم البشرية بالصفاء والرخاء !!
ومن سيرته نتعلم الكثير الكثير . .عندما جاءه وحشي يعلن إسلامه ووحشي هو من فعل بعم النبي صلى الله عليه وسلم الأفاعيل في غزوة أحد عندما قتله وبقر بطنه وقطع أنفه فلما وقف عليه النبي صلى الله وسلم بكى حتى سمع الصحابة نشيجه , وحزِن على أسد الإسلام حزنا شديدا والآن يقف من فعل تلك الأفاعيل أمامه يطلب العفو والصفح فما كان منه إلا أن قبل منه وشرفه بالصحبة !!
وغير هذه المواقف الكثير ولو جلسنا نحصر تلك المواقف لأخذت منا الوقت والجهد الكبير سواء في السيرة النبوية أو في سيرة العظماء الذين ساروا على تلك السيرة من بعده !!
ولن يتحقق ذلك الخلق ويسهل إلا إذا أوجدنا لدينا القابلية له والحرص عليه كما ذكر ابن عبد البر انه روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من اعتذر إليه أخوه المسلم فليقبل عذره مالم يعلم كذبه } . .
وكما روى ابن ماجه ـ والحديث فيه ضعف ـ { من اعتذر إلى أخيه بمعذرة فلم يقبلها كان عليه مثل خطيئة صاحب مكسٍ } ورواه أبو داوود في المراسيل . .
وإن ألأم الناس هو من يأتي إليه صاحبه أو قريبه أو من أخطأ عليه ليعتذر منه ويقف موقف الذل أمامه , ثم يقابله بوجه عبوس وخلق قبيح وإشعار بعدم الرضا فلا أرضاه الله ولا رفعه !!
وقد قال الأحنف بن قيس : إن اعتذر إليك معتذر تلقه بالبشر !
وكما قال الشاعر :
يلومني الناس فيما لو أخبرهم * * بالعذر مني فيه لم يلوموني !
وقال الشافعي رحمه الله :
اقبل معاذير من يأتيك معتذرا * * إن برَّ عندك فيما قال أو فجرا
فقد أطاعك من يرضيك ظاهره * * وقد أجلك من يعصيك مستترا
وقد أحسن إبراهيم ابن مهدي فيما قال :
وعفوت عمن لم يكن عن مثله * * عفوٌ ولم يشفع إليك بشافعِ
هي دعوة لمعالجة الأسقام دون مشرطٍ أو عقار إنما علاجها بالعفو والصفح !!
وأخيرا :
لما عفوت ولم أحقد على أحد * * أرحت نفسي من هم العداوات
باقة شكرا وعرفان لأصحاب هذه الفكرة ولمن قام عليها ولمن عمل بها !!
__________________
مَـنْ يـُعَـمّـَرْ يـَجِـدْ أَحِـبّـَاءَهُ فِـيْ الأَرْضِ أَوْفـَى مِمَّنْ عَـلَيْـهَا وَأَحْـنَـى ..!
|
|
|