|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
01-11-2009, 08:38 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 5
|
وقــفــة إيـمـانــيــة
لما رأيت من اهتمام السلف بهذا الموضوع واهمالنا له أحببت أن اطلعكم على هذه المشاركة علكم تستفيدون منها ولا تنسوني من الدعاء:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد: فسوف أتناول الحديث وإياكم في هذه الدقائق عن موضوع مهم وسنة مهجورة كانت جزءا مهما في حياة السلف إنها محاسبة النفس وسوف نتناول الموضوع بإذن الله من المحاور التالية: 1- تعريف محاسبة النفس 2- حال السلف مع المحاسبة 3- كيفية محاسبة النفس 4- أقسام محاسبة النفس 5- الأسباب المعينة على محاسبة النفس 6- فوائد محاسبة النفس فأبدأ مستعينا بالله بالعنصر الأول : تعريف محاسبة النفس : قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: (هي التمييز بين ما له وما عليه (يقصد العبد) فـيـسـتـصـحـب مـا لــه ويـؤدي مـا عليه؛ لأنه مسافرٌ سَفَرَ من لا يعود وقيل : المحاسبة أن ينظر العبد في أعماله و أقوله فما وجد من حسنة حمد الله عليها وحافظ على فعلها وما وجد من تقصير سعي لتدركه وما وجد من سيئة أحدث لها التوبة واستغفار .. وقال الماوردي في معنى المحاسبة: (أن يتصفّح الإنسان في ليله ما صدر من أفعال نهاره، فإن كان محموداً أمضاه وأتبعه بما شاكله وضاهاه، وإن كان مذموماً استدركه إن أمكن وانتهى عن مثله في المستقبل). ثانيا:حال السلف مع المحاسبة: عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية ( والذين يؤتون ماآتوا وقلوبهم وجلة ) فقلت: أهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون؟ فقال: (لا يا ابنة الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون، ويتصدقون، ويخافون ألا يتقبل منهم، أولئك يسارعون في الخيرات) وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يبكي كثيراً، ويقول: ابكوا، فإن لم تبكروا فتباكوا، وقال: والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد. وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قرأ سورة الطور حتى بلغ قوله تعالى: (إن عذاب ربك لواقع) [الطور:7]. فبكى واشتد في بكاؤه حتى مرض وعادوه. وكان يمر بالآية في ورده بالليل فتخيفه، فيبقى في البيت أياماً يعاد، يحسبونه مريضاً، وكان في وجهه خطأن أسودان من البكاء!!. وهذا عثمان بن عفان ـ ذو النورين ـ رضي الله عنه: كان إذا وقف على القبر بكى حتى تبلل لحيته، وقال: لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي، لاخترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير!!. وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنها: كان كثير البكاء والخوف، والمحاسبة لنفسه. وكان يشتد خوفه من اثنتين: طول الأمل واتباع الهوى. قال: فأما طول الأمل فينسى الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق. وسئل ذو النون : بم ينال العبد الجنة؟ قال : بخمس: استقامة ليس بها روغان ، واجتهاد ليس معه سهو، ومراقبة الله تعالى في السر والعلانية وانتظار الموت بالتأهب له، ومحاسبة نفسك قبل أن تحاسب وعن الأحنف بن قيس : عن سلمة بن منصور ، عن مولى لهم، كان يصحب الأحنف بن قيس، قال (( كنت أصحبه، فكان عامه صلاته الدعاء، وكان يجىء بالمصباح، فيضع أصبعه فيه ، ثم يقول : حس ثم يقول: ياحنيف ، ما حملك على ماصنعت يوم كذا، ما حملك على ماصنعت يوم كذا؟ وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف، ونحن جمعنا بين التقصير، بل التفريط والأمن"، هكذا يقول الإمام ابن القيم رحمه الله عن نفسه وعصره، فماذا نقول نحن عن أنفسنا وعصرنا؟! ثالثا:كيفية محاسبة النفس: ليس للمحاسبة كيفية ورد بها الشرع إنما على المؤمن أن يجتهد في حساب نفسه بما يراه مناسبا كلما أكثر المحاسبة كان ذلك خيرا ويمكن أن نجمل ماينبغي أن يحاسب نفسه عليه فيما يلي : أولاً: البدء بالفرائض، فإذا رأى فيها نقصًا تداركه. ثانيًا: ثم المناهي، فإذا عرف أنه ارتكب منها شيئًا تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية. ثالثًا: محاسبة النفس على حركات الجوارح مثل: كلام اللسان، ومشي الرجلين، وبطش اليدين، ونظر العينين، وسماع الأذنين، ماذا أردت بهذا؟ ولمن فعلته؟ وعلى أي وجه فعلته. رابعًا: محاسبة النفس على الغفلة وتدارك ذلك بالذكر والإقبال على الله. خامسا : وينظر أيضا فعله لفضائل الأخلاق وتركه لرذائلها رابعا: أقسام محاسبة النفس: محاسبة النفس نوعان: نوع قبل العمل ونوع بعده. النوع الأول: محاسبة النفس قبل العمل فهو أن يقف العبد عند أول همه وإرادته، ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه. قال الحسن رحمه الله: رحم الله عبداً وقف عند همه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر. النوع الثاني : محاسبة النفس بعد العمل. وهو ثلاثة أنواع: أحدها : محاسبة النفس على طاعة قصر فيها في حق الله تعالى، قلم يوقعها على الوجه الذي ينبغي. وحق الله تعالى في الطاعة ستة أمور وهي: 1- الإخلاص في العمل. 2- النصيحة لله فيه. 3- متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيه. 4- شهود مشهد الإحسان فيه. 5- شهود منة الله عليه فيه. 6- شهود تقصيره فيه. فيحاسب العبد نفسه هل وفى هذه المقامات حقها؟ وهل أتى بها جميعاً في هذه الطاعة؟ الثاني : أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيراً من فعله. الثالث : أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد لم فعله؟ وهل أراد به الله والدار الآخرة؟ فيكون رابحاً، أو أراد به الدنيا وعاجلها؟ فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به. خامسا: الأسباب المعينة على محاسبة النفس : هناك أساب تعين الإنسان على محاسبة نفسه وتسهل عليه ذلك منها: 1- معرفته أنه كلما اجتهد في محاسبة نفسه اليوم استرح من ذلك غداً، وكلما أهملها اليوم اشتد عليه الحساب غداً. 2- النظر فيما يؤول إليه ترك محاسبة النفس من الهلاك والدمار، ودخول النار والحجاب عن الرب تعالى ومجاورة أهل الكفر والضلال والخبث. 3- صحبة الأخيار الذين يحاسبون أنفسهم ويطلعونه على عيوب نفسه، 4- النظر في أخبار أهل المحاسبة والمراقبة من سلفنا الصالح. 5- زيارة القبور والتأمل في أحوال الموتى الذين لا يستطيعون محاسبة أنفسهم أو تدارك ما فاتهم 6- حضور مجالس العلم والوعظ والتذكير فإنها تدعو إلى محاسبة النفس 7- قيام الليل وقراءة القرآن والتقرب إلى الله تعالى بأنواع الطاعات. 8- البعد عن أماكن اللهو والغفلة فإنها تنسي الإنسان محاسبة نفسه. 9- ذكر الله تعالى ودعاؤه بأن يجعله من أهل المحاسبة والمراقبة، وأن يوفقه لكل خير. 10- سوء الظن بالنفس،فإن حسن الظن بالنفس ينسي محاسبة النفس، وربما رأى الإنسان ـ بسب حسن ظنه بنفسه ـ عيوبه ومساوئه كمالا يقول ابن القيم رحمه الله : (( من أحسن الظن بنفسه فهو أجهل الناس بها )) 11-العلم الذي يميز به العبد بين الحق والباطل ، والخير والشر ، والضار والنافع ، والكامل والناقص0 وبقدر العلم يكون التفاوت بين العباد في المحاسبة وأخيرا: فوائد وثمار محاسبة النفس : لمحاسبة النفس فوائد جمة منها: 1 - الاطلاع على عيوب النفس، ومن لم يطلع على عيب نفسه لم يمكنه إزالته. 2 - التوبة والندم وتدارك ما فات في زمن الإمكان. 3 - معرفة حق الله تعالى فإن أصل محاسبة النفس هو محاسبتها على تفريطها في حق الله تعالى. 4 - انكسار العبد وذلته بين يدي ربه تبارك وتعالى. 5 - معرفة كرم الله سبحانه وتعالى وعفوه ورحمته بعباده في أنه لم يجعل عقوبتهم عاجلة مع ما هم عليه من المعاصي والمخالفات. 6 - الاجتهاد في الطاعة وترك العصيان لتسهل عليه المحاسبة فيما بعد. 7 - رد الحقوق إلى أهلها، وسل السخائم، وحسن الخلق، وهذه من أعظم ثمرات محاسبة النفس. 8-معرفة قيمة النفس النفس الامارة بالسوء ومقتها وتزكيتها بالطاعة 9- من حاسب نفسه في الدنيا خف حسابه في الآخرة 10-مراقبة الله عزوجل حتى يصل العبد إلى (الإحسان)[/size] |
01-11-2009, 10:01 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2009
البلد: بريده
المشاركات: 101
|
اشكرك من كل قلبي ..
فلقد أفدت وأجدت.. أسأل الله أن يسخرك في طاعته.. ( ممتاز مع الشكر - متأثر بالمدرسة قصدي بالجامعة - ).. واتمنى لك بداية قوية.. وإلى الأمام.. بوركت جهودك.. |
02-11-2009, 03:00 AM | #3 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Oct 2009
البلد: بريدة
المشاركات: 4,723
|
جزاك الله خير
أخوك
__________________
..
|
02-11-2009, 05:14 AM | #4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2008
البلد: القصيم/بريدة
المشاركات: 1,505
|
جزاك الله خير
|
الإشارات المرجعية |
|
|