أَبَا فَهَــدٍ أَلا تَنْتَظِــــر !!
.
.
{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ }
قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ : [ مَنْ أصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَلْيَتَذَكَّرُ مُصيبَتَهُ بيْ ، فَإنَّهَا أَعْظَمُ المَصَائِبْ ]
قَبْلَ الوَفَاةِ كَتَبْتُ :
أَبَا فَهَدٍ هَلْ غَيَّبْتَ قُلوبَنَا بِغَيَابِكْ وَ تَمَزَّقَتْ أروَاحُنَا بِفِرَاقِكْ ..!
قَدْ ذَابَتِ الأجْسَادُ شَوْقَاً لِرؤيَتِك ..
يَا أيُّهَا الدَّاءُ سَافِرْ بَعيدٌ بَعيدْ
مَا زَالَ في خَبَايَا القُلوبِ حَنينٌ يَزيد ..!
رِفْقَاً بِقُلوبٍ تُحِبُّ حَبيبٍ فَارَقَتْه
وَدُموعُ عَيْنٍ جَرَتْ على الخَدِّ حَتَّى أَحْرَقَتْه ..!
حَلَّقَتْ سِرْبُ أروَاحِنَا خَلْفَ ذِكْرَاكْ
ابْتِسَامَتُكَ ..
طِيبُ قَلْبِكْ ..
وَ مَلامِحُ طُهْرُ وَجْهِكَ عَلى سَمَاءِ الحَيَاةِ كَئيبْ ..
يَا أيَّتُهَا الغُيومْ .. أَزيحيْ رُكَامَ الهُمومْ ، قَدْ دَنى للشَّمسِ المَغَيبْ ..!!
إِنِّيْ لأسمَعُ صَوْتَاً للضَّجيجْ
وَنِدَاءَاتاً تَعلوا وَلا أحَدَ مِنَّا يُجِيب ..!!
صِرْتُ بَيْنَ دَوَّامَةِ أَحْدَاثٍ لا أدْريْ مَتى سَأصْحُوا وَأُفيقْ ..!!
غِبْتَ وَغَابَتْ قُلوبَنَا
وَتَغَرَّبَتْ أروَاحُنَا
وَ رُفَعَتِ الأكُفُّ إنَّا بِاللهِ قَدْ أَمَّلْنَا ..!!
أَحْلُمُ بِأنِّيْ طِفْلٌ صَغيرٌ يُهَرْوِلُ لِيَتَشَبَّثَ بِكَ وَيُمَرِّغُ بِوَجْهه عَليْك
أو دَمْعَةُ مُشْتَاقٍ حَالَةْ بَيَنكَ وَبَيْنَهُ أُموَاجُ دُنيَاً مَزَّقَتْ مَرْكَبُه ..!!
أسَتَعُودَ ويَعودُ نَبْضُ قَلْبٍ جِرَاحَهُ لَمْ تَلتَئِمْ
وَتهِلُّ دَمَعَاتُ أفْرَاحِنَا وشِفَاهُنَا تَبْتَسِمْ ..!!
مَا للقُلوبِ إنْ جَثَتْ عَليْهَا أجسَادُ الهُمومْ
فَقَدْتُكَ يَوْمَ أَنْ غَابَتْ طُهْرُ رُوحِكَ عَنِّيْ ..!!
وَأَدْعُوا لَكَ رَبيِّ كُلَّمَا تَحَجَّرَتْ دَمْعَةٌ في عَيْنيْ
دَاخِلَ قَلبيَ حُبٌّ طَالمَا أَخْفَتْهُ السِّنينْ
وَعَذْبُ اشْتيَاقٍ زَادَ فيني الحَنينْ ..!!
وَبَعْدَ الوَفَاةِ :
أَغَابَتِ الرُّوحُ وَخطَفَهَا القَدرْ
وَسَاَلتِ الدُّموعُ وَ بِهَا القُلوبُ تَفَطَّر
أبَا فَهَدٍ أَلا تَنْتَظِرْ ..!
إِنَّا عَلى جُرْفِ الحُزْنِ نَحْتَضِرْ
أَبَا فَهَدٍ أَرْجُوكَ انْتَظِرْ ..!!
مِسْكِينٌ أنَا زُفَّتِ الأرْوَاحُ وَفيْ حُلميَ تَائِهٌ مُتَعَثِّرْ
أَبيْ أنْتَ وَأبَاً لِكُلِّ قَلْبٍ بِحُبِّكَ تَعَطَّرْ ..!
أفِيْ حُلمٌ أنَا أمْ صَدقَ الخَبَرْ !!
وَذَاكَ خَالِدُ قَدْ أذَابَ بِحُزْنِهِ قَلْبَاً مِنْ حَجَرْ
وَكُلٌّ قَريبٍ وَبَعيدٍ شَيَّعُوكَ وَقُلوبُهمَ تَتَحَسَّرْ ..!
أبَا فَهَدٍ إنيْ بَعيداً أحْبُوا لألْحَقَ بِرَكْبٍ سَاَرَ يَبْكيْ
وَقُلوبٌ إلى اللهِ تَشْكيْ وَجَسَدٌ عَلى الأكْتَافِ يُحْمَلْ
مَنْ هَذا وَمَنْ !!
دُموعٌ وَ بُكَاء ولا أحَدَ هُنَاكَ يُجِيبْ إِذَا سُئِلْ ..!
جُموعٌ تَتَدَافَعُ وَمَشْهَدٌ مُهِيبْ ، وَطِفْلٌ يُحَاوِلُ شَقَّ الصَّفوفْ
أُريدُ أبِيْ وَمَنْ عَنَّا رَحَلْ ..!!
حَنَانُ يَدِكَ على مَمْسَحِ رَأسيْ
وَسُؤَالِكَ مَنْ أنَا صَدَى في أُذنيْ
يَا كَريمَ النَّفسِ أأنْتَ ذَاهِبٌ لِتَعُودْ
أَمْ أنَّ ذَهَابِكَ لِجَنَّاتِ الخُلودْ ..!!
مَنْ حَثَا عَلى جَسَدِكَ الثَّرَى
قَدْ حَثَى على أرْوَاحُنَا وَأعْيُننَا تَرَى ..!
سَألْحَقُ بِكَ يَوْمَاً لأَحكيْ وَأحكيْ
وَمَا أصَابَ دُنيَايَ لَمَّا فَارَقْتَنيْ ..!! رَحِمَهُ اللهُ رَحْمَةً وَاسِعَة وَ أسْكَنَهُ فَسيحَ جَنَّاتِهِ
نَرْفَعُ خَالِصَ العَزَاءِ والمُوَاسَاةِ لأبنَاءِ الفَقيِدِ وَأهلِهِ وَ أصْحَابِهِ وأحْبَابِهِ ، وَكُلَّ مَنْ حَزنَ عَلى فِرَاقِهِ
وَنَخُصُّ بِذَلِكَ الشَّيخينِ سُعودْ الشَّريم وَمُحمَّدْ المحيسنيْ
مَخْرَجْ : قَالَ النَّبي صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم : [ مَالِيْ وَلِلدُّنْيَا إِنَّمَا مثْلِيْ وَمَثَلِ الدُّنْيَا كَمثَلِ رَاكِبٍ قَالَ - أَيْ نَامَ - فِيْ ظِلِّ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا ]
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
دُمْتُم بِحِفْظِ الرَّحْمَنِ وَرِعَايَتِهِ
.
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
|