الربيـــع الدائــــم

بنـدر · 24-12-2002, 04:11 PM

الربيع الدائم
اصبح الاندهاش سمة لازمة في هذا الزمن المقلوب !
وكأنني رجل من القرون الغابرة استيقظ من نومه ليجد
نفسه فجأة في خضم عالم جامح ثائر ! فينظر من حوله
فاغراً فاه بلاهة وجهلاً ، تتدخل الصور والألوان إلى عقله
الصافي وفطرته السوية لتخلط عليه الأشياء و لا يدري
أهو الغريب أم العالم من حوله ؟!
التسابق المحمود الذي اعترى الناس هذه الأيام في البحث
عن السعادة أو بتعبير أدق الهاربون من جحيم القلق والكآبة
واللاهثون وراء الصحة والعافية والشباب والفحولة ! قنوات
تلفزيونية بأكملها تطالعك بعشرات من الأجهزة الخاصة
بالرشاقة والنحافة ، شيوخ وشباب ، نساء ورجال يتمايلون
داخلها أو يجرون في ثناياها ، ولا يدرون أن شركات الإعلان
تستغلهم كسلعة ينم تسويقها فهذه الشركات تصرف الملايين
لتعود عليهما بالمليارات من جيوب السذج البسطاء والذين لا
يشترون سوى الوهم بالربيع الدائم ، أدوية التخسيس ، أقراص
الهرمونات والفيتامينات التي وصلت مبيعاتها إلى ارقام فلكية على
أمل الهروب من الشيخوخة والاحتفاظ بالنضارة والفتوة لأطول
فترات ممكنة .
ليعلم هؤلاء أن هذه المطالب توفرها الحياة السوية الطبيعية
المميزة بالاستقامة والاعتدال والموازنة بين متطلبات الجسد
والروح ، الصيدليات والعقاقير لن تمنح سعادة ولا رجولة ولا عافية
فهذه النعمة موهوبة بالمجان لبني البشر إن لم يصادموا السنن
الكونية ولم يسرفوا ولم يتجاوزا الحدود ، هذه الهبات من الخالق
سبحانه مبثوثة ورخيصة تجدها في الهواء النقي والغذاء الصحي
وسلامة السلوك ونظافة الضمير وبراءة الفطرة .

24-12-2002, 04:11 PM	#1
بنـدر عـضـو تاريخ التسجيل: Nov 2002 البلد: على مقربه من الشمس المشاركات: 80	الربيـــع الدائــــم الربيع الدائم اصبح الاندهاش سمة لازمة في هذا الزمن المقلوب ! وكأنني رجل من القرون الغابرة استيقظ من نومه ليجد نفسه فجأة في خضم عالم جامح ثائر ! فينظر من حوله فاغراً فاه بلاهة وجهلاً ، تتدخل الصور والألوان إلى عقله الصافي وفطرته السوية لتخلط عليه الأشياء و لا يدري أهو الغريب أم العالم من حوله ؟! التسابق المحمود الذي اعترى الناس هذه الأيام في البحث عن السعادة أو بتعبير أدق الهاربون من جحيم القلق والكآبة واللاهثون وراء الصحة والعافية والشباب والفحولة ! قنوات تلفزيونية بأكملها تطالعك بعشرات من الأجهزة الخاصة بالرشاقة والنحافة ، شيوخ وشباب ، نساء ورجال يتمايلون داخلها أو يجرون في ثناياها ، ولا يدرون أن شركات الإعلان تستغلهم كسلعة ينم تسويقها فهذه الشركات تصرف الملايين لتعود عليهما بالمليارات من جيوب السذج البسطاء والذين لا يشترون سوى الوهم بالربيع الدائم ، أدوية التخسيس ، أقراص الهرمونات والفيتامينات التي وصلت مبيعاتها إلى ارقام فلكية على أمل الهروب من الشيخوخة والاحتفاظ بالنضارة والفتوة لأطول فترات ممكنة . ليعلم هؤلاء أن هذه المطالب توفرها الحياة السوية الطبيعية المميزة بالاستقامة والاعتدال والموازنة بين متطلبات الجسد والروح ، الصيدليات والعقاقير لن تمنح سعادة ولا رجولة ولا عافية فهذه النعمة موهوبة بالمجان لبني البشر إن لم يصادموا السنن الكونية ولم يسرفوا ولم يتجاوزا الحدود ، هذه الهبات من الخالق سبحانه مبثوثة ورخيصة تجدها في الهواء النقي والغذاء الصحي وسلامة السلوك ونظافة الضمير وبراءة الفطرة . __________________ ذنوبك يا مغرور تحصى وتحسبُ *** وتجمع في لوح حفيظ وتكتبُ