[فتى تهامة]

د.المالك: آه من جلد الفاجر وعجز الثقة يا إبراهيم السكران


· أنت تعرف يا إبراهيم أننا لم نحمّل الخطاب الشرعي كامل المسؤولية عن الفساد والظلم والاستبداد غير أننا كشرعيين نتحمل الجزء الأكبر

· أين علماؤك من أكبر سرقة منظمة لأموال الشعب المسكين في سوق البورصة .. ألا تستحق هذه الكارثة المالية التاريخية وقفة كوقفة السينما



يا إبراهيم السكران .. لا تقلّب المواجع وانا اخوك .. لا تقْلَب الحقائق يا عزيزي ..

قصة الخطاب الشرعي وعلاقته بالإصلاح السياسي .. قصة مؤلمة لا نريد والله أن نفتحها .. قصة نريد أن ندفنها وراءنا وأن ننظر إلى المستقبل من جديد .. مرحلة سابقة عشنها بكل مراراتها وآلامها وانتهت .. انتهت بنكساتها وانتكاستها .. انتهت وتجاوزناها .. تجاوزناها حتى نجمع الكلمة من جديد .. حتى نوحد الصف مرة أخرى ..

تأتي الآن يا إبراهيم بهذا الخطاب وتريدنا أن نفتح الملف من جديد .. تريدنا أن نتطاول على بعضنا البعض بعد أن نسينا وتناسينا .. لا أدري .. هل تريدنا نتمزق إلى حزبين من جديد ؟!!

أنت تعرف يا إبراهيم أننا لم نحمّل الخطاب كامل المسؤولية (( وانتبه لكلمة كامل )) عن الفساد والظلم والاستبداد .. لكننا في نفس الوقت ونحن جزء من هذا الخطاب الشرعي نتحمل والله جزءا كبيرا من المسؤولية .. بل الجزء الأكبر والأوفر .. لأننا معاشر الشرعيين نحمل أمانة الكلمة أكثر من غيرنا .. لأن الله أخذ منا ميثاق الكتاب .. (( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون )) ..

طبعا أنا أتحدث هنا عن البعض من هؤلا ءالشرعيين وليس الكل .. ولكن هذا البعض هم الأساطين الآن للأسف وتلاميذهم هم الأعلى صوتا وزعيقا هداهم الله ..

يا إبراهيم .. أسألك بالله !!

من خدر الرجال الذين كانوا يسعون إلى إصلاح الواقع السياسي ووقف ضدهم حين تقدموا بالمشاريع والمبادرات التي تدعوا وتطالب بمأسسة الحكم .. من وقف ضد الدستوريين يا إبراهيم .. حين طالبوا بأن يكون الحكم وفق دستور إسلامي واضح يحدد حقوق الحاكم والمحكوم ويتم على أثره البيعة الشرعية الحقيقة لا المزيفة .. ويسمح بقيام برلمان يعبر عن إرادة المجتمع .. يراقب ويحاسب الحكومة ..

من هاجم هذه المبادرات وقال بأنها ديمقراطية كافرة .. وأنها خروج عن طاعة ولي الأمر .. مع أنه لم يرد ذكر للديمقراطية أبدا في ذلك الوقت ..

من وقف ضد هذه المشاريع ؟!! واتهم أصحابها بالليبرالية ظلما وعدونا .. وشكك في ديانة الإصلاحيين وأنهم يسعون إلى علمنة البلاد .. بدون دليل ولا براهن سوى أنهم يتوقون إلى حكم إسلامي رشيد يقوم على العدالة والشورى ..
أليس كبار المشايخ والعلماء للأسف ؟!! رحم الله من مات منهم وبارك الله في علم من بقي !!

من منع المبادرات التي كانت تسعى إلى ضبط المال العام .. وحمايته من سرقة أصحاب الذوات وأبنائهم ؟!!! من رفضها حين جاء أصحابها إلى أولئك العلماء لكي يوقعوا عليها ويتقدموا بها إلى الملك .. بناء على وجاهتهم ومكانتهم لدى صاحب السلطة وحتى تكون مشروعة ومنضبطة .. ألم يرفضوا أولئك العلماء تلك المبادرات .. بل فوق ذلك قاموا بتثبيط أصحابها وانتقادهم .. وتحذير الشباب منهم ومن (( ضلالالتهم )) !!!

من يقف الآن ضد الإصلاح السياسي .. ويشرع لطاعة ولي الأمر في المعروف وغير المعروف .. ويدبج المدائح التي لا أول لها ولا آخر .. من هم بالله عليك ؟!!

من الذي همه الوحيد وطلبه الأثير من الحاكم سوى أن يثبت ويدعم له جهاز الهيئة ويمنع قيادة المرأة للسيارة ويحارب السينما والاختلاط ؟!! ثم بعد ذلك يسكت سكوتا ذريعا أمام المظالم والفساد السياسي والإداري والمالي .. وكأنها لا تعنيه في شيء !!

مثال واحد وحاضر الآن .. قبل أسابيع قتلت وزارة الصحة أكثر من إنسان في مستشفياتها في أكثر من مدينة .. بسبب الفساد والاستهتار والغش الطبي والإداري .. أين خطاب العلماء والمشايخ ضد هذا المنكر العظيم .. ألا يستحق وقفة كوقفة السينما وقيادة المرأة للسيارة والعباية المخصرة .. أم أن أرواح الناس لا يتحدث بها إلا في الجرائد وبأقلام كتاب الصحف فقط أما لسان الشرع فلا شأن له بذلك ..

أين علماؤك يا إبراهيم من أكبر سرقة منظمة في تاريخ السعودية لأموال الشعب المسكين في سوق البورصة .. أين هم ليقولوا لصحاب الأمر اتق الله في أموال الناس .. ألا تستحق هذه الكارثة المالية التاريخية وقفة كوقفة السينما .. أو حتى قريبة من وقفة السينما !!

أين علماؤك يا إبراهيم من سرقة العقارات ومنح الإقطاعيات التي لا تُرى بمد النظر لأبناء الذوات ومن هو في بطن أمه من أبناء الذوات .. في وقت يصبح فيه أكثر من نصف الشعب لا يملكون شبرا واحدا من هذا الوطن الذي ينتسبون إليه ..

بل إن بعض الشرعيين للأسف (( وأؤكد على كلمة بعضهم وليس كلهم )) صار ينافس أبناء الذوات في سرقة هذه العقارات وأنت تعرف هذا جيدا يا إبراهيم !!

أين علماؤك يا إبراهيم من الظلم والاضطهاد الذي يمارس في السجون على المساجين .. أين هم من ستة الآلاف سجين بدون محاكمة .. أليس هذا منكر عظيم يستحق وقفة كوقفة الاختلاط !!

قارن بين وقفة الشرعيين ضد جامعة كاوست وبين وقفتهم من كارثة جدة .. نعم ثمة أصوات حرة سمعناها من بعض الشرعيين ولكن والله لا تقارن بضجيج جامعة كاوست .. وكل من يتابع يلاحظ ذلك بكل وضوح !!

ومع ذلك يا عزيزي .. نعذر من لا يستطيع منهم .. نعذر من قال أنا حدي درسي ومسجدي فقط لا أتعداهما .. أعذره والله ولا أطالبه بشيء أكثر من ذلك .. لأن الله لم يكلف الناس فوق استطاعتهم .. ولكن ليَسْكتوا وليُسْكتوا تلاميذهم وطلابهم عن مهاجمة واتهام دعاة الإصلاح .. ليسكتوا عن التشكيك في ديانتهم وعدم تعظيمهم لشرع الله .. ليتوقفوا عن تثبيط الأمة وتزهيدها في مطالبة حقوقها الإنسانية ..
أعيد وأكرر .. ليتوقفوا عن تثبيط الأمة وتزهيدها في مطالبة حقوقها الإنسانية .. حقوقها الإنسانية التي أصبحت للأسف في نظر الشرعيين تتعارض مع الآخرة ..

لا نريد من العلماء ومن طلابهم وأتباعهم شيء يذكر سوى أن يتقوا الله في دعاة الإصلاح .. ألا يشوهوا صورتهم أمام الناس .. ألا يكونوا عقبة أمام الإصلاح السياسي .. ألا يستخدمهم السياسي في ضرب الإصلاح وتعطيله وتأخيره .. ألا يشرعوا للظلم والقهر من خلال تدبيجهم المدائح والتزكيات التي لا تنتهي ..

إييييييييييييه .. لا أدري لماذا تذكرت هنا قولة الفاروق رضي الله عنه : اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة !!

د.صالح المالك ..

[قلم جريء]

اللهم اغفر لي ذنبي فانه لايغفر الذنوب الا انت