[باذل الخير]

وطن ومواطن
02-05-2010

(نداء وطلب) موجه لسمو رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي


انقلوا المتوفين من حوادث الطرق مثل المصابين كلمسة إنسانية


أود أن أنوه بالدور الذي يقوم به صاحب السمو الملكي فيصل بن عبد الله رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي حيث طور هذه الهيئة، ولا يزال الوضع قيد التطوير، ويحب ويتطلع إلى المزيد من ذلك في الداخل والخارج، وهذا يشهد به كل مطلع على تلك الهيئة الغالية على الجميع لأنها تلامس شعور المواطن والمقيم في حال مصابه، وتعمل على إسعافهم والرفق بهم، وتدريبهم على الإسعافات الأولية، وسرعة الانطلاقة حين ورود البلاغ أياً كان، وغير ذلك من الأمور غير خافية على الجميع، والهيئة أكبر من أن تذكر تلك الإيجابيات، وهناك مبشرات قادمة ستسفر الأيام عنها قريباً بإذن الله.
والطلب الموجه لصاحب السمو الملكي فيصل بن عبد الله، وهو رأي والرأي بعد الله له ولمن معه من المسؤولين المخلصين -جعل الله بذلهم وجهدهم في ميزان حسناتهم-، الطلب هو أن (يقوم رجال الإسعاف بنقل الموتى من الأماكن العامة التي حصلت جراء الحوادث وخاصة حين يكون الحادث في أماكن مليئة بالناس كالطرق والشوارع) حيث إنه إذا حصل الحادث وكان هناك مصابون وموتى تم نقل المصابين، وترك الميت مسجى في موقع الحادث لأن التعليمات تمنع نقل الموتى، وإنما هي لجهة أخرى كالبلديات والأمانات... أو تتولى مهمته أول جهة رسمية تصل الموقع... ثم لا تسأل عن الموقف الذي يحصل والتأثر الذي يكون حين مشاهدة الناس للأموات بهذا الشكل سواء رجلاً أو امرأة أو طفلاً، فالوضع محزن جداً للآخرين، فكيف بذويهم ومعارفهم، وإن من الأمور المسلمة أن حرمة المسلم بعد الممات كحرمته في حال الحياة، وإلى ذلك أشارت النصوص المأثورة، وأكدت عليه بالخصوص، وإن قوله- صلى الله عليه وسلم-: حرمة المسلم ميتاً كحرمته وهو حي.. لهو كاف عن سياق ما عداه... وإن طلبنا أن يجعل سموكم الكريم بصمة له في تلك المؤسسة الغالية لا تنسى له أبداً، ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، وأنتم في هذا الأمر صاحب القرار الأول، فحبذا لو عولجت هذه المسألة، وكلف رجال الإسعاف - وفقهم الله- بإيصال الميت إلى أقرب مستشفى لأن النهاية سيذهب به لإجراء الفحوصات لصحة الوفاة من عدمها، وإن المتحمسين لهذا الأمر لديهم إحساس قوي بأن سموكم الكريم سينظر في معالجة هذه المسألة بما يراه مناسباً، وإني شاهدت موقفين مزعجين نحواً من ذلك، والأموات في السيارة أو قربها بحالة مدهشة، قد تصل إلى طول وقت، لأن الحالة في الموقع تستدعي التأكد من موته أو هو من عداد المصابين، ليكون بعد ذلك الاتصال على الجهات المعنية بشؤون الموتى، وإن هذه المراحل كلها تمر وهم لا يزالون في هذا المكان، لأن وصول سيارة النقل قد تكون بعيدة أو تعيقها الزحام، أو حالات أخرى، كل ذلك يحصل والناس كبيرهم وصغيرهم، وجميع من حضر أو مر قربه يشاهدون هذا الموقف، إنها مأساة شاهدتها متأكد من سموكم الكريم إنه بمجرد المشاهدة أو نقل الحدث لحَسَمَ أمراً عاجلاً لذلك، مع أن على الحضور تسهيل مهمة وصول السيارات المعنية وعدم التجمهر الذي يعيق إنهاء المهمة بيسر وسرعة، ولا يشك أحد أن بعض من يحضر مثل تلك الحوادث يقوم بإسعافات أولية ومساهمة عظيمة في تخفيف المصاب، حتى حضور سيارة الإسعاف، وهذا بفضل الله في الناس كثير - أكثر الله من أمثالهم وحفظهم من المكروه، - وليعلم الجميع أن الثواب المدخر لذلك كبير وعظيم عند الله تعالى.. وإن الشكر يوصل لرجال الإسعاف ومن تلقى البلاغ في سرعة الحضور لموقع البلاغ، والأنفس الطيبة التي يتمتعون بها خلال حضورهم، فنجدهم يعملون بصمت وسرعة غير مخلة، ورفق بالمصاب التي تستدعي حالته الرفق والإحكام حال الإسعاف والإركاب في السيارة فلهم منا خالص الشكر والدعاء على هذا البذل الكبير، وإن الناظر في الآونة الأخيرة لهذه المؤسسة ليرى التطور الكبير غير المحدود من جميع النواحي سواء في الإدارة أو السيارات وكثافة الأفراد وفتح المراكز، والإسعاف الطائر الذي طبق حديثاً في مدينة الرياض وسيصل لا حقاً إلى بقية المدن، نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم والعاملين معكم في هذا السبيل.
أحمد بن علي أبا الخيل
القصيم - بريدة

[باذل الخير]

غفر الله لموت المؤمنين
غفر الله لموت المؤمنين
غفر الله لموت المؤمنين