بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » شروط المتصدي للدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 20-02-2003, 09:55 PM   #1
ناصرالكاتب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
شروط المتصدي للدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر




الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأعمال الواجبة الفاضلة بل هو من أوجب الأعمال وأفضلها وأحسنها ، والله تعالى خلقنا لعبادته وطاعته ليبلونا أينا أحسن عملاً كما قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [الملك: من الآية2]. وحدُّ العمل الصالح الحسن المقبول عند الله ما كان خالصاً صواباً ، كما قال الفضيل بن عياض: أخلصه وأصوبه ، فإن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل ، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون ( خالصاً صواباً ) ، والخالص أن يكون لله ، والصواب أن يكون على السنة.

وإذا كان حدُّ العمل الصالح ما اجتمع فيه هذين الأمرين العظيمين ؛ أحدهما: أن يراد به وجه الله. والثاني: أن يكون موافقاً لشرع الله ، فالآمر بالمعروف والناهي عن المنكر والداعي إلى الله يجب أن يتوفر في عمله هذين الأمرين ، ( الإخلاص ) و ( صلاح العمل ) ، ولا يكون عمله صالحاً حتى توجد فيه الشروط التالية:
العلم والفقه قبل الأمر والنهي ، فإن فقد العلم حلَّ محله الجهل والضلال واتباع الهوى ، وفي حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه: « العلم إمام العمل وتابعه » وقال عمر بن عبد العزيز: « من عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح » وبالعلم والفقه يحصل الفرق بين أهل الجاهلية وأهل الإسلام ، والعلم في هذا المقام لابد منه ويكون في ثلاثة أمور:

أحدها: العلم بالمعروف والمنكر والتمييز بينهما.
ثانيهما: العلم بحال المأمور وبحال المنهي.
ثالثهما: العلم بإتيانه بالأمر والنهي بالصراط المستقيم الذي هو أقرب الطرق إلى حصول المقصود، وهو الصلاح ولهذا قيل: « ليكن أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر غير منكر ».


الرفق مع الأمر والنهي ، فإن الاستجابة والانقياد والإذعان من المأمور والمنهي لا تكاد تتخلف إذا قارن الرفقُ الأمرَ والنهيَ والدعوةَ إلى اللهِ ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إنَّ الله رفيق يحبُّ الرفق في الأمر كله ، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف » [رواه مسلم،عن عائشة]. وقال في حديث آخر: « ما كان الرفق في شيءٍ إلا زانه ، ولا كان العنف في شيءٍ إلا شانه ». [رواه مسلم،عن عائشة].

الحلم والصبر على الأذى بعد الأمر والنهي ، فإنَّ الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر والداعية إلى الله لابد أن يحصل له أذى ، فإن لم يحلم ويصبر كان ما يفسد أكثر مما يصلح ، ولهذا أمر الله الرسل ـ وهم أئمة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ـ بالصبر ، كما قال تعالى لخاتم الرسل: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: من الآية35].
بل الأمر بالصبر مقرون بتبليغ الرسالة حيث افتتح الله آيات الإرسال إلى الخلق بالأمر بالنذارة ، ونفس الإنذار أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ، وختمها بالأمر بالصبر، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِر ْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ، وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ، وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} [المدثر:1-7]. فدلَّ ذلك أن الصبر يجب بعد الأمر والنهي ، وفي وصية لقمان لابنه الأمر بالصبر في قوله تعالى: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان:17]. وقد أمر الله بالصبر في آيات كثيرة كقولِهِ تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا }[الطور: من الآية48]. وقولِهِ: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً} [المزمل:10]. وقولِهِ: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ}[القلم: من الآية48]. وقولِهِ: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّه} [النحل:127 ]. وقولِهِ: {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [هود:115].

فهذه الأمور الثلاثة لابد منها لكل داعٍ إلى الله وآمرٍ بالمعروف وناهٍ عن المنكر: العلم ، والرفق ، والصبر. وجاء الأثرُ عن بعض السلف: « لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فقيهاً فيما يأمر به ، فقيهاً فيما ينهى عنه ، رفيقاً فيما يأمر به ، رفيقاً فيما ينهى عنه ، حليماً فيما يأمر به ، حليماً فيما ينهى عنه ».

المصدر: كتاب: ( القول البيّن الأظهر في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) للشيخ: عبد العزيز بن عبد الله الراجحي.
__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة].
[/mark]
صفحة ناشر الفصيح
ناصرالكاتب غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 02:49 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)