بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الرجاء الدخول؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 28-02-2003, 01:36 AM   #1
مبارز
عـضـو
 
صورة مبارز الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: بريدة (به)
المشاركات: 423
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الرجاء الدخول؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!

درس في

آفات على الطريق
آفة الأستعجال


بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد -- وعلى آله وأصحابه، والسالكين سبيله، والداعين بدعوته إلى يوم الدين، وبعد . . .
فأن توضيح معالم الطريق أمام العاملين الفارين بدينهم إلى ربهم –كي يعدوا لكل أمر عدته ويأخذوا لكل شئ أهبته، فلا ينقطعوا، ولا يتوانوا، ولا يتأخروا عن ركب النجاة – ضرورة لا مفر منها، ولا محيص عنها، توجبها الدعوة إلى الله، والجهاد من أجل التمكين لدينه في الأرض.
ولعل من أهم هذه المعالم: أن هناك آفات يمكن أن يصاب به بعض العاملين، بل قد تصيبهم بالفعل، فتقعد بهم عن أداء دورهم، والقيام بواجبهم.
ويطيب لنا في هذا المقام: أن نعرض آفة الاستعجال بشئ من التحليل والبيان، كي نحذرها، ونتطهر منها.

أولاً : معنى الاستعجال :
لغة : الاستعجال والإعجال كلها بمعنى واحد وهو : الاستحثاث وطلب العجلة أي السرعة أو استعجل الرجل الرجل حثه ، وأمره أن يعجل في الأمر ومنه قوله تعالى { ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضى إليهم أجلهم }.
اصطلاحا : ومعناه في اصطلاح الدعاة إرادة تغيير الواقع الذي يحياه المسلمون اليوم في لمحة أو في أقل من طرفة عين دون نظر في العواقب ودون فهم للظروف والملابسات المحيطة بهذا الواقع ، ودون إعداد جيد للمقدمات أو للأساليب و الوسائل .
ثانياً : نظرة الإسلام إلى الاستعجال :
فإن الإسلام ينظر إلى الاستعجال نظرة عدالة وإنصاف.
فالمحمود منه : ما كان ناشئاً عن تقدير دقيق للآثار و العواقب ، ولعل هذا النوع من الاستعجال هو المعنى في قوله تعالى حكاية عن موسى - عليه السلام - { وما أعجلك عن قومك يا موسى ؟ قال هم أولاء على أثرى وعجلت إليك رب لترضى }.
المذموم منه : ما كان مجرد ثورة نفسية خالية من تقدير العاقبة. وهذا النوع الأخير هو الذي عناه رسولنا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - حين قال لخباب بن الأرت - رضى الله تعالى عنه- وقد جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يشكو ما يلقاه هو وإخوانه من الأذى والاضطهاد ، ويطلب منه أن يستنصر ربه ، وأن يدعوه قال له كان الرجل فيمن كان قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق اثنتين ، وما يصده ذلك عن دينه ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر ، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ، لا يخاف إلا الله و الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون )37 وهو الذي نعنيه هنا أيضاً .
ثالثاً : مظاهر الاستعجال :
والاستعجال له مظاهر عديدة منها :
1-ضم أشخاص إلى قافلة الدعاة قبل الاستيثاق ، و التأكد من مواهبهم وقدراتهم واستعداداتهم .
2- الارتقاء ببعض الدعاة إلى مستوى رفيع قبل اكتمال نضجهم واستواء شخصيتهم .
3-القيام بتصرفات طائشة صغيرة تضر بالدعوة ولا تفيدها .
رابعاً : آثار الاستعجال:
وكل هذه المظاهر المذكورة آنفاً ، وغيرها تكون لها آثار ، وعواقب:
1-فهي قد تؤدى إلى الفتور على النحو الذي شرحنا في الآفة الأولي ، وقليل دائم خير من كثير منقطع .... وإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قلّ ).
2-وقد تؤدى إلى موتة غير كريمة ، وذلك حين لا يكون من ورائها عائد أو ثمرة ، و القصة التالية برهان عملي لما نقول :
( كانت الحركة الإسلامية بمصر في نهاية الثلاثينات تعيش أزهي أيامها فها هي : تشق طريقها بين جميع البيئات ، والأوساط كما تشق السفينة البحر الهادئ و الريح رخاء وها هو صوتها مسموعاً في جميع القضايا سواء على المستوى المحلى أو على المستوى العالمي ، في هذه الأثناء وقف أحد أبنائها هو أحمد رفعت ) يعترض على كل ما تتخذه الحركة من أساليب ويدعو إلى أساليب أخرى .
ولم يكن في هذا ما يلفت النظر ابتداء ، فلكل عضو في الحركة الحق في نقد ما يرى أنه يستحق النقد ، ثم تكون مناقشة بين الأطراف تنتهي إلى الأصوب و الطريق الأقوم بيد أن الذي استرعى الانتباه ، ولفت النظر هو أن هذه الدعوة لقيت آذاناً صاغية واستجابة سريعة لدى كثير من شباب الحركة ، ولا نريد أن نخوض الآن في البحث عن أسباب ذلك ، وإنما الذي يعنينا هو أنه عقد لقاء لمعرفة اعتراضات ، ومطالب أحمد رفعت وانحصرت في ثلاثة :
الأول : أنه يرى أن الحركة تجامل الحكومة وتتبع سياسة اللف و الدوران.
الثاني : أنه يرى أن الحركة لم تتخذ أي إجراء عملي في موضوع سفور المرأة وتبرجها ، مكتفية بالنصيحة و الكلام.
الثالث : أنه يرى أن وقوف الحركة في مساعدة مجاهدي فلسطين عند حد الدعاية لهم وجمع المال إنما هو تقصير في حق هذه القضية ، وقعود عن الجهاد. ورغم وضوح الجواب فقد أصرَّ ( أحمد ) على موقفه ، وزاد عدد مؤيديه ، ووصلت بهم الحال إلى أن صاروا يسبون في الحركة الإسلامية و القائمين عليها دونما حياء أو خجل ، ولما قاطعه أبناء الحركة ، وانفض من كانوا حوله ورأي في نفسه عزلة تامة قرر السفر إلى فلسطين لينضم إلى المجاهدين في محاربة الإنجليز و اليهود .
وهنا أشفقت عليه الحركة وأرسلت له تطلب منه الحضور لتجهزه بالمال و السلاح ثم تسلمه إلى مجموعة من المجاهدين الفلسطينيين الذين كانوا يتصلون بهم حتى يؤمنوا له الطريق ، لأن المجاهدين يشكون في كل من يرونه في طريقهم - ما داموا لا يعرفونه - ويعدونه
جاسوساً عليهم ويقتلونه ، فرفض وأصر على الذهاب وحده ، وذهب فعلاً ولقي مصرعه كما كانت الحركة تتوقع - على أيدي المجاهدين )0
إن هذه القصة تبين لنا عاقبة الحماس مع السطحية في فهم كتاب الله ،وتاريخ الدعوة الإسلامية ، واقع الحياة ، إن عاقبة ذلك إنما هي الاستعجال وآثار الاستعجال قد تكون موتاً غير كريم ، كما وقع لأحمد رفعت .
فإنه لم يكن له - قبل الانضمام إلى الحركة - أدنى معرفة بالإسلام ولا بالقرآن ولا بالسيرة ولا بالتاريخ الإسلامي ، وحين اقتنع بالفكرة الإسلامية انقض عليها بحماس بالغ ، وقبل أن يتزود بكل معالم الطريق اندفع اندفاعاً غير بصير ، فاصطدم وتحطم ، وكاد يحطم الحركة معه لولا العناية الإلهية ثم حكمة القائمين عليها وإخلاصهم .
3- تعطيل العمل ، أو على الأقل الرجوع به إلى الوراء عشرات السنين وذلك فيه ما فيه من استمرار تدنيس الحياة و المضي في الاعتداء على الدماء والأموال والأعراض وزيادة وضع الأحجار و العقبات على الطريق .
خامساً: أسباب الاستعجال :
وإذا كانت هذه آثار الاستعجال ، فلابد من معرفة الأسباب التي تؤدى إليه لتكون خطوة على طريق العلاج ، فما هي إذن الأسباب التي توقع في الاستعجال ؟ حقيقة هنالك أسباب كثيرة توقع في الاستعجال نخص منها :
1- الدافع النفسي :
فقد يكون الدافع النفسي هو السبب في الاستعجال ، ذلك أن الاستعجال طبيعة مركوزة في فطرة الإنسان كما قال المولى تبارك وتعالى :{ خلق الإنسان من عجل … }.
2-الحماسة أو الحرارة الإيمانية :
وقد يكون الحماس أو الحرارة الإيمانية هي السبب في الاستعجال ، ذلك أن الإيمان إذا قوى ، وتمكن من النفس ، ولَّد طاقة ضخمة ، تندفع - ما لم يتم السيطرة عليها وتوجيهها - إلى أعمال تؤذى أكثر مما تفيد وتضر أكثر مما تنفع .
فقال { واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً }.
3-طبيعة العصر :
وقد تكون طبيعة العصر هي الباعث على الاستعجال ، ذلك أننا نعيش في عصر يمض بسرعة ويتحرك فيه كل شئ بسرعة ، فالإنسان يكون هنا وبعد ساعات يكون في أقصى أطراف الأرض ، بسبب التقدم في وسائل المواصلات ، والإنسان يضع أساس بيت اليوم ويسكنه غداً بسبب التمكن من وسائل العمارة الحديثة ، وقس على ذلك أشياء كثيرة في حياة الإنسان ، فلعل ذلك مما يحمل بعض العاملين على الاستعجال لمواكبة ظروف العصر و التمشي معه .
4- واقع الأعداء :
وقد يكون واقع الأعداء هو السبب في الاستعجال ، ذلك أنه ما يمر من يوم الآن إلا وأعداء الله يحكمون القبضة ويمسكون بزمام العالم الإسلامي ، ويلاحقون العمل الإسلامي في كل مكان لإسكات كل صوت حر نزيه.
5- الجهل بأساليب الأعداء :
وقد يكون الجهل بأساليب الأعداء هو السبب في الاستعجال ، ذلك أن أعداء الله لهم أساليبهم الخبيثة ، و المتنوعة في الوصول إلى قلب العالم الإسلامي ، وإحكام القبضة عليه ، وأخطر هذه الوسائل وأشدها دهاء ومكراً أن يواجه المسلمين نفر من بينهم يعلنون الإسلام ويبطنون الكفر ، و الحقد و الضلال !.
فلعل الجهل بمثل هذا الأسلوب وغيره من الكيد يكون سبباً من الأسباب التي توقع في الاستعجال .
6- شيوع المنكرات مع الجهل بأسلوب تغييرها :
قد يكون شيوع المنكرات مع الجهل بأسلوب تغييرها هو السبب في الاستعجال، ذلك أن الإنسان لا يتحرك حركة الآن إلا وقد أحاطت به المنكرات ، ولفته من كل جانب ، وواجب المسلم حين يرى ذلك أن يعمل على تغيير المنكر وإزالته .قال تعالى :{ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض … } .
وقال - صلى الله عليه وسلم - :
( من رأي منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) .
7- العجز عن تحمل المشاق ، ومتاعب الطريق:
وقد أفرزت الحركة الإسلامية في العصر الحاضر صنفاً من هذا ، عجز عن التحمل والاستمرار فاستعجل وانتهي ، وصنفاً آخر أوذي في الله عشرات السنين فصبر ، وتحمل واحتسب لأن الظروف غير ملائمة ، و الفرص غير مواتية ، و العواقب غير محمودة و المقدمات ناقصة أو قاصرة ، وكانت العاقبة أن وفقهم الله وأعانهم فثبتت أقدام على الطريق ولا تزال .
8-الظفر ببعض المقدمات ، أو ببعض الوسائل مع عدم تقدير العواقب :
وقد يكون الظفر ببعض المقدمات أو ببعض الوسائل مثل العدد البشرى ، ومثل الأدوات مع عدم تقدير العواقب ، من زيادة تسلط أعداء الله ومن حدوث فتنة وردة فعل ، لدى جماهير الناس قد يكون كل ذلك هو السبب في الاستعجال .
يقول - صلى الله عليه وسلم - : (من رأي من أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات إلا مات ميتة جاهلية).
9-عدم وجود برنامج أو منهاج يمتص الطاقات ، ويخفف من حدتها وغلوائها :
وقد يكون عدم وجود برنامج أو منهاج يمتص الطاقات ويخفف من حدتها وغلوائها هو السبب في الاستعجال ، ذلك أن نفس الإنسان التي بين جنبيه إن لم يشغلها بالحق شغلته بالباطل .
يقول - صلى الله عليه وسلم: - ( ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة).
10-العمل بعيداً عن ذوى الخبرة و التجربة :
وقد يكون العمل بعيداً عن ذوى الخبرة و التجربة هو السبب في الاستعجال ، ذلك أن الإنسان يولد ولا علم له بشيء في هذه الحياة كما قال سبحانه : { والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً... }.
ثم يبدأ - عن طريق ما وهبه الله من السمع والأبصار والأفئدة - التعلم ، و التعلم لا يكون من الكتب وحدها ، بل يتم أيضاً بواسطة التجربة ، و الممارسة ، و العامل الواعي هو الذي ينتفع بخيرات وتجارب من سبقوه على الطريق ليوفر على نفسه الجهد ، و الوقت و التكاليف ، أما إذا شمخ بأنفه ونأي بنفسه وبدأ العمل بعيداً عن ذوى الخبرة و التجربة فستكون له أخطاء ، وقد يكون الاستعجال واحداً منها .
11-الغفلة عن سنن الله في الكون وفي النفس وفي التشريع :
وقد تكون الغفلة عن سنن الله في الكون وفي النفس وفي التشريع هي السبب في الاستعجال ، ذلك :
أن من سنن الله في الكون : خلق السموات والأرض في ستة أيام ، وخلق الإنسان و الحيوان و النبات على مراحل مع أنه قادر على خلق كل ذلك وغيره بكلمة " كن " { إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون }.

12-نسيان الغاية التي يسعى إليها المسلم :
وقد يكون نسيان الغاية التي يسعى إليها المسلم هي السبب في الاستعجال ، ذلك أن المسلم يسعى أساساً لتحقيق مرضات الله ، وهذا إنما يتحقق بالتزام منهجه ، وعدم التفريط فيه ، و الثبات على عليه إلى يوم اللقاء قدر الطاقة مع الإخلاص { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ، ولا يشرك بعبادة ربه أحداً } ، { فاتقوا الله ما استطعتم … }.
13-الغفلة عن سنة الله مع العصاة و المكذبين :
وقد تكون الغفلة عن سنة الله مع العصاة و المكذبين هي السبب في الاستعجال .
ذلك أن من سنة الله مع العصاة و المكذبين ، الإمهال ، وعدم الاستعجال { وأملي لهم إن كيدي متين } .
وإذا غفل العامل أو الداعية عن هذه السنن استعجل قائلاً : نناجزهم قبل أن يستفحل شأنهم ، وقبل أن يمسكوا بزمام الأمور ، فتستحيل إزاحتهم بعد ذلك من طريق الناس .
14- صحبة نفر من ذوى العجلة وعدم التأني :
وقد تكون صحبة نفر من ذوى العجلة وعدم التأني هي السبب في الاستعجال ، ذلك أن الطبع يعدى ، و المرء على دين خليله ، وإذا لم يحسن المسلم اختيار صاحبه ، فإنه يقتدي به لا محالة في ما يعتنق وفي كل ما يسلك - سيما إذا كان هذا الصاحب قوى الشخصية - وقد يكون من بين ذلك الاستعجال .
تلك هي الأسباب التي توقع في الاستعجال .
سادساً : طريق علاج الاستعجال :
وما دمنا قد وقفنا على أهم الأسباب التي تؤدى إلى الاستعجال ، فإنه صار من السهل علينا أن ندرك طريق العلاج وتتلخص في :
1- إمعان النظر في الآثار و العواقب المترتبة على الاستعجال.
2- دوام النظر في كتاب الله عز وجل ، فإن ذلك يبصرنا بسنن الله في الكون وفي النفس ، قال الله تعالى :{ ... سأريكم آياتي فلا تستعجلون } .
3- دوام المطالعة في السنة و السيرة النبوية ، فإن ذلك مما يوقعنا على مقدار ما لاقى النبي - صلى الله عليه وسلم - من الشدائد و المحن ، وكيف أنه تحمل ، وصبر ولم يستعجل ، { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر وذكر الله كثيراً }.
4- مطالعة كتب التراجم و التاريخ ، فإن ذلك مما يعرفنا بمنهج أصحاب الدعوات و السلف في مجابهة الباطل .
وكما قال القائل :
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح
5- العمل في أحضان وفي ظل ذوى الخبرة والتجربة ممن سبقوا علي الطريق.
وقد لفت النبي صلى الله عليه وسلم - النظر إلى ذلك حين قال : ( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ).
6- العمل من خلال منهاج و برنامج واضح الأركان محدد المعالم يستوعب الحياة كلها.
7- الفهم الدقيق لأساليب ومخططات الأعداء فإن ذلك من شأنه أن يحمل العامل على النظر في عواقب الأمور .
8- عدم الرهبة أو الخوف من تسلط الأعداء وإحكامهم القبضة على العالم الإسلامي لأن ذلك يمكن أن يزول في لحظات وما هو على لله بعزيز : { لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد }.
9- مجاهدة النفس .
10- الانتباه إلى الغاية أو الهدف الذي من أجله يحيا المسلم فإن ذلك يحول دون الاستعجال ويحمل على إتقان المقدمات والوقوف عندها وعدم تجاوزها إلى النتائج .
11-الانتباه إلى موقف المسلم من المنكرات وأسلوب تغييرها فإن ذلك يبصره بمعالم الطريق ويحول بينه وبين الاستعجال .
تلك خطوات لابد منها على الطريق العلاج .
سابعا : الاستعجال ومنهج الحركة الإسلامية المعاصرة :
وجدير بالذكر أن نشير إلى أن الاستعجال على النحو الذي ذكرنا غير وارد في منهج الحركة الإسلامية المعاصرة بالمرة بل أنه مرفوض صراحة والنص التالي - وهو جزء من منهج هذه الحركة يصدق ذلك :
( أيها المسلمون وبخاصة المتحمسون المتعجلون منكم :
اسمعوها منى كلمة عالية داوية من فوق هذا المنبر في مؤتمركم هذا الجامع إن طريقكم هذا مرسومة خطواته موضوعة حدوده ولست مخالفا هذه الحدود التي اقتنعت كل اقتناع بأنها أسلم طريق للوصول .
أجل قد تكون طريقا طويلة ولكن ليس هناك غيرها إنما تظهر الرجولة بالصبر والمثابرة والجد والعمل الدائب فمن أراد منكم أن يستعجل ثمرة قبل نضجها أو يقتطف زهرة قبل أوانها فلست معه في ذلك بحال وخير له أن ينصرف عن هذه الدعوة إلى غيرها من الدعوات ومن صبر معي حتى تنمو البذرة وتنبت الشجرة وتصلح الثمرة ويحين القطاف فأجره في ذلك على الله ولن يفوتنا وإياه أجر المحسنين : إما النصر والسيادة وإما الشهادة والسعادة .
أيها المسلمون :
ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول وأنيروا أشعة العقول بلهب العواطف وألزموا الخيال صدق الحقيقة والواقع واكتشفوا الحقائق في أضواء الخيال الزاهية البراقة ولا تميلوا كل ميل فتذروها كالمعلقة ولا تصادموا نواميس الكون فإنها غلابة ولكن غالبوها واستخدموها وحولوا تيارها واستعينوا ببعضها على بعض وتراقبوا ساعة النصر وما هي منكم ببعيد .
ثامنا : الداعية بين الفتور والاستعجال :
ويظهر من حديثنا عن الفتور والاستعجال : تحديد موقع الداعية إن موقعه يجب أن يكون وسطا بين الفتور والاستعجال عل معنى أنه مع المقدمات كخلية النحل دائب النشاط والحركة لا يقصر ولا يتوانى لحظة من ليل أو من نهار ولا يضيع فرصة تتاح له أما أوانه مع النتائج فهو هادئ متريث متأن غير متهور لا يستعجل شيئا قبل أوانه وإلا عوقب بحرمانه .
هذا ولم يفت الحركة الإسلامية المعاصرة أن تحدد هذا الموقع وتلك كلماتها أحرف من نور ومشاعل على الطريق إن ميدان القول غير ميدان الخيال ، وميدان العمل غير ميدان القول ، وميدان الجهاد غير ميدان العمل ، وميدان الجهاد الحق غير ميدان الجهاد الخاطئ .
يسهل على كثيرين أن يتخيلوا ، ولكن ليس كل خيال يدور بالبال يستطاع تصويره أقوال باللسان ، وإن كثيرين يستطيعون أن يقولوا ولكن قليلاً من هذا الكثير يثبت عند العمل ، وكثير من هذا القليل يستطيع أن يعمل ، ولكن قليلاً منهم يقدر على حمل أعباء الجهاد الشاق و العمل المضني ، وهؤلاء المجاهدون وهم الصفوة القلائل من الأنصار قد يخطئون الطريق ولا يصيبون الهدف إن لم تتداركهم عناية الله .
وختاماً : نسأل الله العلي القدير أن يهدينا لطريق الرشاد. وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان وما كان من صواب فمن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


من قول( مجرد فائدة)








الصور المرفقة
نوع الملف: jpg نك ّّ.jpg‏ (54.8 كيلوبايت, عدد مرات التحميل: 172)
__________________
للمرسلتي على الصفحه الخاصه:
مبارز غير متصل  


قديم(ـة) 28-02-2003, 12:07 PM   #2
القرضوب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: بريدة يابعد عمري
المشاركات: 66
جزاك الله خير
__________________


ياشباب
من كان عنده توقيع
لايبخل
الله يجزاكم خير
القرضوب غير متصل  
قديم(ـة) 01-03-2003, 03:03 PM   #3
نبع الحنان
 
صورة نبع الحنان الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2001
البلد: اليابان - هيروشيما
المشاركات: 3,391
جزاك الله ألف خير...
ونقل لمكانه الصحيح...
__________________
إلتقاء أرواح .. في مدونة نبع الحنان

http://www.nsheed-nb3.com/

نبع الحنان غير متصل  
قديم(ـة) 05-03-2003, 04:37 PM   #4
أبوجبل
عـضـو
 
صورة أبوجبل الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: في كلـ مكان ...
المشاركات: 1,157
جزاك الله خير ........
بااااااااااااي
أبوجبل غير متصل  
قديم(ـة) 05-03-2003, 05:31 PM   #5
***فتى الشقه***
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2002
البلد: المملكه العربيه السعوديه
المشاركات: 580
جزاك الله ألف خير....
بارك الله فيك ونفع بك الإسلام والمسلمين.....
__________________

ياطير كانك رايح للقصيم *** سلم علي اللي ساكنٍ في بريده

مالي انا ياطير غيره نديم *** ذالك الحبيب اللي فؤادي يريده

اشتاق له عدت هبوب النسيم *** ولاهب ذكرني بذكري سعيده













IMG]http://www.buraydahcity.net/vb/attachment.php?s=&postid=112305[/IMG]

[FL=http://moka20.jeeran.com/hamad.swf] width = 397 height = 206 [/FL]






***فتى الشقه*** غير متصل  
قديم(ـة) 05-03-2003, 05:40 PM   #6
الغضنفر
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2002
المشاركات: 331
كتب الله لك الأجر على ذكر مثل هذه الفوائد الجليلة
فلك مني كل تقدير واحترام...
وإن كان لدي ملاحظة:
فاسمح لي أن أقول لك التطويل في الموضوع يبعث
السآمة في نفس القارئ فتجعله ما يلبث أن يبدأ بقراءة
الموضوع إلا وقد أغلقه لطوله.فمن وجهة نظري أن
تختصر الموضوع وجزاك الله خيراً

أخوكم:الـ غ ض ن ف ـر
__________________
أنت الزائر رقملمواضيعي وردودي...أهلاً بك
الغضنفر غير متصل  
قديم(ـة) 16-03-2003, 04:44 PM   #7
الوسيــــــم
عـضـو
 
صورة الوسيــــــم الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 3,316
جزاك ربي الفردوس الأعلى على هذا النقل الرائع ..
وبورك فيك ..
وثقل الله ميزانك .. بكل حرف خطته يداك..

.. دمت أخاً وصديقاً ..
__________________


الوسيــــــم غير متصل  
قديم(ـة) 16-03-2003, 06:26 PM   #8
كاوبوي خبيب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: بريدة
المشاركات: 71
جزاك الله خير
موضوع اكثر من رائع
وان شاء الله القادم احلى
__________________
بسم الله الرحمن الرحيم((قل هو الله أحد(1)الله الصمد(2)لم يلد ولم يولد(3)ولم يكن له كفوا أحد(4))صدق الله العظيم
كاوبوي خبيب غير متصل  
قديم(ـة) 17-03-2003, 11:25 PM   #9
$البرنس$
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
المشاركات: 935
جزاك الله خيييييير يااخ مبارز
__________________
عدد زوار O_O







$البرنس$ غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 12:38 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)