[إبراهيم الفهد]

ماذا عن كاميرا الساهر ؟


في الوقت الحالي اثار جدلاً واسعا مع نظام الساهر الاكتروني الذي نال اعجاب البعض

نظراً للأرقام المخيفة في معدل الوفاة الذي انتشل الشباب قبل كبار السن ، وذهب

بعض آراء الناس إلى التضجر من النظام وحاولو كسر الكاميرا التصوير حتى لايتم

التقاطهم والبعض يتهرب في محاولة فهم تركيبة لوحة السيارة عسى ان يجد طريقة لها

وبينما فئة من المجتمع ايد نظام الساهر ولكن ينتقد بعض خواصه كونه يطبق

القانون بحذافيره وان هذا النظام لاسمح للسهو او الزلة !.




هنا وقفت متأملاً ولفت انتباهي شيئ وهو مدى الخوف والقلق الذي وقع في نفوس

مؤيديه ومعارضيه خشية الوقوع في خطأ مقصود او غير مقصود ! ، هل كان هذا

النظام يزاحم مشاكل الناس ام انه يعالجها ؟ وما مدى الخوف وكثرة التساؤلات حول

النظام ؟ مع انه مطبق في بعض الدول الاخرى ، وإذا كان هذا النظام الكتروني لايرحم

ولايغفر حتى ولو كان الخطأ صغيرا !



بعد هذه المقدمة احببت ان اضع عدة وقفات عسى ان تتحرك الأفئدة لخالقها

وهنا اقول : هل فكرت اخي الكريم ماذا عن رقيب عتيد؟

ماذا يسجلون يومياً من الحسنات والسيئات ؟..

والله ان نظام الساهر البشري رغم دقته وبساطته وسهولة التلاعب به

إلا انه اخافك واقلقك ، وبينما الملكان لايشكلان هاجسا عندك !، والله يقول :

(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ق . الا تخشى الله ؟ ام ان الشيطان زين لك

سوء عملك؟ ، اخي الكريم كم من كلمة ننطق بها ولانهتم بها وتسجل علينا وتكون

هي هلاكنا الم تقرأ هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

(إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا ، يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ) رواه البخاري (6477) ومسلم (2988).

وفي رواية الترمذي (2314) : (إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ لاَ يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ)





اخي الكريم إذا كان نظام الساهر يقلقك والامر الآخرة لايهمك فأقول

راجع نفسك وتأكد عن إيمانك ومعرفتك بالله .



والله ان الامر محزن ان المسلمين مشغولون بما لايرضي الله وتجد

الذي يسهر على المعاصي والمنكرات وهذا يبارز الله في المعاصي


اخي الكريم : اقرأ هذه وتمعنها جيداً


انا الذي اغلق الابواب مجتهدا *على المعاصي وعين الله تنظرني

تمر ساعات ايامي بلا ندماً *ولا بكاءً ولا خوفاً ولا حزني

ولي بقايا ذنوب لست اعلمها *الله يعلمها فى السر وفى العلني

وانا الذي اغلق الابواب مجتهدا *على المعاصي وعين الله تنظرني

ما احلم الله عني حيث امهلني *وقد تماديت فى ذنبي ويسترني

استيقض من غفلتك وابدأ الان واستغفر لذنبك وارجع إلى الله واعلم ان الله

يغفر الذنوب جميعا قبل ان تقول رباه ارجعون ولكن لاينفع هذا ولاينفع الندم

وبما انك متبع للقوانين امام كاميرا الساهر وتخشى المخالفة تذكر ايضا ان الله

يراك ويرى النملة السوداء في الصخرة الصماء في ليلة الظلماء

وتذكر ان الله يمهل ولايهمل .

والله اعلم