[بريدة و بس]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : وبعد فهناك بعض التنبيهات المختصرة حول صيام يوم عاشوراء ومنها :

أولاً : صيام يوم عاشوراء مستحب باتفاق العلماء قاله النووي والأصل في مشروعيته ما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء فسئلوا عن ذلك , فقالوا :هذا يوم عظيم , وهو يوم نجى الله فيه موسى , وأغرق فرعون وقومه فصام موسى شكراً فنحن نصومه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق وأولى بموسى منكم )) فصامه وأمر بصيامه .
وقد كانت قريش في جاهليتها تصومه , ويدل على ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة قالت : كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية

ثانياً : فضل يوم عاشوراء :
روى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله )) وفي رواية : أن النبي r سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال : (( يكفر السنة الماضية ))
ويستحب صيام اليوم التاسع مع العاشر مخالفة لليهود لما روى مسلم عن ابن عباس قال : حين صام رسول الله r يوم عاشوراء , وأمر بصيامه قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع )) وفي رواية : (( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع )) .

ثالثاً : ذكر بعض أهل العلم أن صيام عاشوراء على مراتب أعلاها صيام التاسع والعاشر والحادي عشر , و المرتبة الثانية صيام التاسع مع العاشر , والمرتبة الثالثة أن يصوم العاشر وحده أما صيام العاشر وحده فهو الذي عليه أمر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه , والنبي صلى الله عليه وسلم ما صام التاسع قط مع العاشر , ولكن قال : (( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع )) كما سبق وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يصومه , ولكنه ثابت ولاشك بقوله كما سبق , وأما صيام التاسع والعاشر والحادي عشر فقد روي هذا في حديث ابن عباس كما خرجه ابن عدي في الكامل من طريق ابن أبي ليلى عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( صوموا قبله يوم وبعده يوماً )) وقد تفرد به ابن أبي ليلى وهو ضعيف , والمتن منكر وقد روي حديث صيام عاشوراء عن ابن عباس من غير وجه وليس في شيء منها ذكر لليوم الحادي عشر وقد اختلف في متنه على ابن أبي ليلى كما سيأتي إن شاء الله
والثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق صيام التاسع مع العاشر , وقد روي التخيير بين صيام التاسع مع العاشر , أو العاشر مع الحادي عشر , وهذا الحديث رواه الإمام أحمد من طريق ابن أبي ليلى بالإسناد السابق عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( صوموا قبله يوماً أو بعده يوماً )) , وهذا الحديث بهذا المتن تفرد به ابن أبي ليلى ولم يتابع عليه , وقد سبق فيه أنه ضعيف مع جلالة قدره وعلو منزلته في الفقه , والثابت كما سبق هو صيام التاسع مع العاشر ومما يدل على نكارته ما رواه عبد الرزاق بسند صحيح عن ابن عباس قال : صوموا التاسع والعاشر .

رابعاً : لا بأس بإفراد يوم عاشوراء بالصيام ولاكراهة في ذلك , ولكن لاشك أن الأفضل أن يصوم معه التاسع .

خامساً : هناك أمر يشكل على الناس كثيراً وهو هل يوم عاشوراء يوم كذا أو كذا , وسبب هذا الاختلاف هل شهر ذي الحجة كامل أم ناقص ؟ .
والأصل أن الشهر ثلاثون يوماً ما لم ير الهلال فنبقى على هذا الأصل حتى يأتي ما ينقضه .
وإذا كان يوم عاشوراء يوافق يوم الجمعة فلا بأس بإفراده بالصيام لأن المنهي عنه تخصيص يوم الجمعة بالصيام .

سادساً : من كان عليه قضاء من رمضان فهل له أن يتنفل قبل القضاء ؟
اختلف العلماء في هذه المسألة , والصواب أنه لا بأس بذلك ما لم يضق الوقت على الفريضة وعلى هذا فمن كان عليه قضاء وقد أدركه يوم عاشوراء فلابأس أن يصوم عاشوراء ويقضي ما عليه بعد ذلك , ويستثنى من هذه المسألة إذا كان صيام النفل مرتبطاً بصيام الفرض كصيام الست من شوال لحديث أبي أيوب عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر)) وله شواهد , وظاهره يقتضي أن من أراد أن يصوم الست من شوال فعليه أن يبدأ بإكمال صيام الفرض .

سابعاً : ينبغي تعويد الصغار على صيام هذا اليوم لحديث الربيع بنت معوذ في الصحيحين قالت : كنا ... نصومه , ونصوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله ... فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار .

ثامناً : هناك بعض البدع التي تفعل يوم عاشوراء كالاكتحال ونحوه وهي بدع محدثة ليس لها أصل , وكذلك ينبغي التنبه على الحديث المروي في التوسعة على الأهل يوم عاشوراء وهو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال : (( من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر السنة)) وهذا روى من حديث ابن عمر ومن حديث أبي سعيد ومن حديث جابر وقد قال الدارقطني : حديث ابن عمر منكر , وقال حرب الكرماني : سألت أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ عن الحديث الذي يروى : (( من وسع ... )) فقال : لا أصل له . وقال العقيلي : لايثبت في هذا شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا شيء يروى عن إبراهيم بن المنتشر مرسلاً به وحديث ابن المنتشر هذا رواه البيهقي في شعب الإيمان . ولولا خشية الإطالة لفصلت الكلام على هذه الأحاديث وبينت عللها , ولكن كفي في هذا أن الإمام أحمد حكم عليه بأنه لا أصل له , ومراد الإمام أحمد ليس له أصل صحيح

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

وكتبه
يوسف بن عبد الله الفريحي
6/1/1424هـ

[الشامخ]

بريدة وبس

تنبيهات جميلة .
وجاءت في وقتها .
فلا حرمت أجرها .

وجعل ذلك في موازين أعمالك يوم تلقاه .
وجزاك الله خيراً .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ا ل ش ا م خ

[هايم الشوق]

فعلا تنبيهات جاءت في وقتها

يعطيك العافيه . وجزاك الله خير

[الجنرال]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أخي وشيخي بريدة وبس

أشكرك على هذه التنبيهات التي أوردتها من مقتطفاتك النتية


وأرجوا أن تكون قد قرأة وفهم مقصودها .

وجعلها الله في موازين حسناتك وموازين حسنات كاتبها .



أخوك : الجنرال

[مبارز]

الله يجزاك خير ..
ويجعل ذلك في موازين حسناتك .. اللهم آمين..
...
لكن أخوي بريدة وبس ..
بما أنك ذكرتنا في هذا الموضوع وهذا اليوم ما رأيك أن يكون هناك فطور جماعي لأعظاء المنتدى .

وشكراً

[حمقون]

جزاك الله خير....
وجعله في موازين حسناتك...

ونسأل الله ان يجعل هذا اليوم فيه نصر وتمكين للمسلمين...

آمين...
آمين...

[ع.السحيم]

رحمك الله

[العاصف]

جزاك الله خير
وجعلها الله في موازين حسناتك