[برق1]

اليوم المبارك يوم الجمعة وقعت أمريكا الذكية في شرك آخر أكثر إيلاما !
فقد زحفت فرق برية عدّة أمريكية بريطانية أسترالية نحو هدف قريب جدا هو الفاو , والفاو شبه جزيرة على الخليج العربي بين شطري شط العرب ( أي ) شرقي الكويت !

وكانت قوّة الغطرسة الثلاثية وضعت مركزا إعلاميا مصاحبا لقاعدة القيادة المركزية في قطر , يدلي فيه المسؤولون بالتصريحات عن سبر المعارك في العراق ,

وكان مقررا عقد مؤتمر صحفي مغرب هذا اليوم هناك , لكن الذي فاجأ كلّ المراسلين التنويه عن أن المسؤول الأمريكي اعتذر عن حضور المؤتمر, مما أثار شكوك المراسلين , ثم كانت المفاجأت الأكبر , وهي أن المسؤول البريطاني لم يحضر هو الآخر !

أما المسؤول الأسترالي فقد حضر , ولكنه كان مرتبكا , وامتنع عن الإدلاء بأي شيء , سوى أن انزوى بالصحفيين الأستراليين وألقى عليهم كلاما مقتضب ثم انصرف !

وإذا عُرِف السبب بطل العجب , فالسبب باختصار أن قوات التحالف لم ترجع منتصرة أو سالمة ! بل كما نما عن جنود من قوات درع الجزيرة كانت مئات الجثث تنقل أمامهم للجنود الغربيين من داخل العراق ! مما جعل التحالف يأمر بإبعاد قوات درع الجزير حتى لا يتسنى لأحد الاطلاع على النكسة

وهذا بدوره أدى إلى حالة ذهول لدى القيادات السياسبة العليا التي قالت مرة بأن وجود القوات البرية جنوب العراق مؤقت وستنسحب سريعا , ومرة بأن الهجوم سيستمر زاحفا إلى بغداد !

تفسير هذا شبء واحد فقط هو أن مئات القتلى من دول التحالف الثلاث يجندلهم الفيلق العراقي ( 45 ) وحده , بصعقات خاطفة أمر مهول حقا يطير صواب الحليم !

فالمخطط له أصلا التقدم السريع تجاه البصرة مرافق النفط والمواقع العسكرية العراقية البعيدة عن بغداد , تمهيدا لمحاصرة بغداد من ثلاث جهات !
ولكن هول الصدمة جعل التفكير بالانسحاب أمرا منطقيا حتى زال أثرها , فعاد التوازن للمخ .

وكان من قبل قد اتضح للعالم أن السر وراء تعجيل الضربة الأمريكية الأولى الفاشلة فجر الخميس بخمسة وثلاثين صاروخا لم تحقق أيا من أهدافها , إنما هو فخ معلومي ( نسبة للمعلومات ) نصبته المخابرات العراقية للمخابرات

الأمريكية , حيث عمدت إلى تسهيل التقاط المخابرات الأمريكية معلومات تشير إلى تواجد الرئيس العراقس في مكان محدد جنوبي بغداد .
طار طار جوج تينيت بالخبر إلى سيادة الرئيس الأحمق بوش , الذي اتخذ قرار تعجيل الضربة لئلا يضيع الصيد الثمين !

والنتيجة الفتاكة أن اصطادت تلك الصواريخ ( الذكية طبعا ) سفارة السعودية وسفارة مصر وبيوت الآمنين , ولا بأس بأحدها فقد أصاب قصرا خاليا لصدّام .

بهذه الحادثة المضحكة أضافت المخابرات الأمريكية إلى رصيدها الحافل بالخزي منذ 11 سبتمبر المجيد مرورا بزمن تخبطها في أفغانستان , ليتبيّن حتى للغبي أن أمريكا المرعبة سيدة العالم هالة إعلامية .