مساءٌ بِنكهةِ الموتْ .

رايسل · 25-08-2010, 03:03 PM

هنا بالضبط .. كان مكانكِ يا جدتي جلوسكِ وسفرتكِ , وضوءكِ وسجادة صلاتكِ
الكرسي الأخضر وتحته أناء ممتلئ بالحنـاء !
هنا بالضبط عمركِ ما بعد الخمسين مبعثر في مكان واحد محصور ..
كـَ شريط الأخبار يمر سريعًا رغم ثقل محتواه ويعلق في الذاكرة !
هنا حين ناديتني في المرة الأخيرة وأعطيتني مفتاح معقود بِقماش أحمر باقِ من ثوبك القديم ,
لِجلب صرة "المرة" و"الحلتيته" و"الكمون" من صندوقكِ الحديدي فـَ رغبتكِ في توفير
ما يقضي على الداء حين يزورنا أكبر من توفيره لـِنفسكِ و وجعكِ .
هنا حين أنحنيت لـِ أقبل رأسك قبلة الوداع ورائحة الحناء تسبق وصولي إليكِ !
هنا حين تمدي يدكِ وتقولي : "أييه بنيتي , مديها " حين يعجبكِ ردٌ ما لي .
هنا حين أمر بجواركِ فـَ تهتفين :" ياربِّ كبر حظها وأسعدها "
هنا نوقد النار معًا في " الوجار " فـِ يجلب دخانه خالي ليأتي غاضبًا ويصرخ :
لِمَ نوقده فـ ضرره أكبر من نفعه , هكذا يقول دائمًا وردة فعلكِ اتجاه ثابتة بأن لا شيء سيحصل وأن المدفئة لا تدفأ أكثر من هذه "الوجار" ..
بعد رحيلكِ أيقنت بأن الدف لا يُدثر القلوب العارية وأن كان مصدره مدفئة كهربائية أو الوجار أو حتى أشعة شمس أغسطس !
هنا حين نمر سريعًا حتى لا نلفت انتباهكِ صوبنا فهناكِ دومًا شيء ما مخبأ عنكِ .
هنا سمعتِ الكثير ما يعجبكِ ومالا يعجبكِ , وتصمتِ .

.
.
أرأيتيهذه النخلة -التي أمامكِ بالضبط- قبل أربعة عشر سنة كان خلفها أرجوحة وكنت لا أغادرها أبدًا ,
ففيها نسجت أمنياتي وزخرفتها وكنتُ دومًا أحتار مابين أن أكون منشدة أو شاعرة أو مديرة شركة .
أرأيتي الغباء .. مستوطن فيِّ من صغري !
كبرت أكثر من عمري ياجدتي .. وعرفت بأن أمنياتي جدًا سـاذجة رغم أنها لم تتحقق !
ما قبل النخلة على اليسار تمامًا كان هناك جدار فيه ثقب صغير لم يشاهده أحدًا قد اتخذته مخزن لي ,
ففي ليالِ رمضان أخبئ فشار "النسمة" حتى أقضي عليه في عصره وأظل أمامكم البنت الطفلة الجيدة لأني صمت اليوم بأكمله .
لم أعلم بأن الكذب كان ينمو معي منذ صغري !
مممم أتذكري .. ذاك الحائط المزخرف بالحجرات الثلاثة ؟!
كنت أنا من يساعد خالي في بناءه في كل عصر , ويعطيني مقابل ذلك
فرشة وقليل من الدهان ولي أن أعبث بفرشتي فيما أشاء .
أرأيتي كم كنتُ بسيطة يرضيني أقل الأشياء/أسخفها !

.
.
في زيارتي الأخيرة لكِ كنتِ قد أخبرتي خالي -ككل مرة- بأني أقرضتك مبلغًا من المال وعليه أن يرده لي الآن !
كان يعلم بأني لم أقرضكِ شيء وإنما هي هباتك التي توزيعها علي دائمًا .
بعد ذلك بيومين – قبل رحيلكِ بـثلاث أيام- اتصلتِ بي وتقولي : "أتصلي على خالك وقولي أمي هيلة متسلفة مني 100 ريال وأبيها قبل ما أرجع للرياض " .
أغلقت السماعة منكِ , ابتسمت لأمي وحكيت لها -أتصورني وأنا أتصل به في مكتبه فأضحك بصوت عالي -
ما أطيبكِ ياجدة .. ما أطيبكِ !

.
.
9/8
دخلتِ للمستشفى ,"لم تكن المرة الأول دخولها " هكذا كنا نطمئن أنفسنا وغاب عن خاطرنا بأنها الأخيرة !
دخلتِ وكلانا أنقبض قلبه وضاق به المكان , أذكر أمي جيدًا وسواد وجهها و توعدها بأنه ستجلب لكِ كذا وكذا , ثم تصمت !
أيقنت بأن الموت حين يقترب من أحدانا يجلب معه غمام سوداء تظللنا وتمهد لنا الحزن وأن السُوء الغير منتظر قادم .

ولأن دقائق الانتظار موجعة أكثر من الوجع نفسه , أصرت أمي أن نسير لبريدة دون إي تأخير !
وقبل أن نغادر مدينتا يأتيني اتصال من ابنتك , أهاتفها لكن لا أسمع إلا صراخ وبكاء وصوت آخر قادم أمي ماتت !
أجهشت بالبكاء فأمرت أن أكف عن البكاء أو أن أبكي بصمت حتى لا تشعر أمي بشيء !
كيف لي أن أجرع البكاء , كيف لي أن أصمت ؟!
أرسلت رسالة لأخي أن يقف قبل الخروج من المدينة وأن يجد عطل بالسيارة , وفعل ما أردت .

( محطة أبانمي ! )
كانت محطة وقوفنا وتجمعنا مع أبنائك وبناتكِ , محطة لـِ تغيير ملامحنا وزيادة كفة الفقد لدينا .
هناك أذكر رجل يبيع مخلط عطور وينادي لِبضاعته لكن حين وقفنا ونظر إلينا صمت وأعينه فقط أخبرتنا بما يجب عليه أن يقوله الآخر لنا في وقتها .
عرفت حينها بأن الموت حين يحضر يبصم على جبينا وشم العزاء ويلبسنا رداء الحزن فحين يبصرنا شخص آخر -حتى وأن كنا من وراء حجاب-
يتمتم بينه وبين نفسه "ربي يصبرهم ويثبتهم" .

.
.
ماذا بعد رحيلك ؟!
لم تعد الأماكن كما هي مهيأة للسكن أو حتى العبور فيها !
هذا البيت الكبير والفناء الخارجي والمزرعة المتصلة به منذ رحيلكِ ضاااااااق ولم يعد يسعى إلا لـِ ...شخص واحد دون ظله !
بعد رحيلكِ .. أعيد ترميم هذا البيت لإخفاء ملامحكِ المرسومة على كل جدار !
أعيد ترميمه لِيتسنى للجميعِ الحضور والتجول بهِ دون أن تسلب أفراحهم ذكراكِ أو بقعةً من بقعكِ الطاهرة ..

سأخبركِ بشيء ..
لازلت أحتفظ بِرقم هاتف تاجر المواشي حتى إذا اتصلتِ بي تجدينه معي -يخيل لي بأنكِ سـتتصلي ظهر يوم مًا وتطلبي مني الاتصال بهم-!
وأمي لم تزل تحتفظ بثوب لكِ وغطاء قد حفظتهم في الغرفة العلوية حتى لا تبكيك بـِ استمرار فـ تفقد لذة بكاءكِ .
أختي هي أيضًا تحتفظ بعلبة الفلفل الأحمر , لم تزل العلبة وما بداخلها في بيتها وتبكيها بين الحين والآخر !
أختي الأخرى تحتفظ بمفتاح ذاك الصندوق , فقد سقط بيدها أيام عزاك فـَ حفظته لكِ حتى تجزلين عرفانكِ لها .
هل مازلنا نحتاج لـِ أشياء تذكرنا بكِ -بحالِ أن غبتِ عن خاطرنا مثلًا- ؟!
وأنتِ قد تركتي لنا حقيقة كبرى تذكرنا بكِ دائمًا , أبنكِ حبيبكِ الذي لم يغادركِ أبدًا طول حياتكِ
ولم يغادر بعدك ذاك البيت , أتصدقين ذلك ؟!
ففي كل يوم يحاول أن يغير من ملامح البيت وأن يخفيك من عالمه لكن عبثًا يحاول .
بعد رحيلك ياجدة كبر عشرة سنين وباتت البسمة دومًا بِشفاه ذابلة كـ وجه أمي حين تزور أماكنكِ من بعدكِ !

.
.
قبل أيام كنتُ هناك -حيث ألتقطُ هذه الصورة- أتصدقينني القول يا جدة ..
بأن ملامحكِ مغروسة بـِ أرواحنا لا بالجدارِ وأننا لسنا بحاجة لشيء باقِ منكِ ليذكرنا بكِ !
وأن رائحتكِ -رائحة الموت- مازالت عالقة بأنفي حتى الآن !

مافي الأعلى محتوى رسالة أرسلت وتعذرت بالوصول لـِ صاحبه !
كـ عادة رسائلي المتعثرة دومًا.

هايين · 25-08-2010, 07:11 PM

رايسل ابكيتيني بجد
غفر الله لها ورحمها
وهذا طريق كلنا سائر اليه

جبر الله مصابكم
..

الواثقة · 25-08-2010, 07:48 PM

رحمها الله وجمعكم بها في عليين

الصبر الصبر ياغاليه
فالله مااخذ وله مااعطى

,

رايسل · 28-08-2010, 02:20 AM

هايين ..
اللهم آمين ياغالية ,
رحمة الله تغشى الراحلين عنا بإذنه ! حييتِ ياكريمة

.

الواثقة ..
اللهم آمين ياغالية ,
غفر الله لكِ , حييتِ ياطيبة

.

هفوة حلم (: · 25-08-2010, 09:16 PM

,,

لله مااخذوله مااعطى

كلمات نبعت من قلب حزين

وتشربهاقلبي

انت كاتبه مبدعه

اشكرك

...

ح ـكـآيآ الـورد ~ · 26-08-2010, 12:04 AM

.
.
.
.
.

رآيسل .:
أدخلتينآ عآلماً .. أتجنب دآئماً تذكره . عآلم أكتسىآ بـ الحزن .
عآلماً كلٌ سيدخله . كثيراً ممن يعتقدن أنهم لم يدخلوه إلأ عندمآ يخط الشيب بشعره . والزمن يجّعد وجهه .
هكذآ سنكون . وهكذآ سنفآرق أحبآبنآ ليكونوآ تحت الأرض ونحن آعلآهآ .
أحبآبُنآ هُنآك . - رحمة الله عليهم -

رآيسل () .
رحم الله جدتك ,أدخلهآ فسيح جنآته .
- لم يسعني أن أسطر حرفاً يليق بكِ فهنآك عدة دمعآت آن لهآ أن تخرج الآن -

رآفقتكِ السلآمه أينمآ كنتي - بإذن الله - .

.
.
.
.
.

أبتسم وكُلـ أمل ـي · 26-08-2010, 01:33 AM

[BACKGROUND="70 #999999"]

غاليتنا رايسل أبدعتي بحق في طرحك

غفر الله لجدتك ِ وجدتي .. أسأل أن يجمعكِ بها ..

دُمتِ بخير أينما كنتِ حبيبتي

لاتحرمينا فأنا دوماً مترقبة لكتاباتك

[/BACKGROUND]

رايسل · 28-08-2010, 06:02 AM

هفوة حلم ..
لله كل شيء !
لا أذاقكِ ربِّ حزن الفقد بالقريب , الشُكر لكِ ولِـثنائكِ الحسن كـ إياكِ .
أهلًا بكِ

.

حكايا الورد ...
حتى وأن حاولنا تخطي هذا العالم المخييف لا بد من العثرات والسقوط في عالمه من جديد !
نسأل الله رحمته ورفقه بنا .

اللهم آمين , كنت أرغب إلا أثير بكاء أحداهن هنا :/ !

شكرًا لِحضوركِ الكريم الطيب ؛)
مرحبًا بكِ وجدًا

.

رتولي · 26-08-2010, 02:26 AM

.

رايسل
رحم الله جدتك وجدتي واسكنهما فسيح جنانه وجميع موتي المسلمين
اسأل الله ان يلهمك الصبر . . .

دُمتِ بخير أينما كنتِ حبيبتي

نيران · 26-08-2010, 04:33 AM

ودعيني أطلق عليه مساء الحنين لكل الراحلين ..
مخاطبة الأموات بهذا الشكل موجع للحد الذي يجعلنا نسلى قليل حين يُخيـّل لنا رؤويتهم ومخاطبتهم .. !
أتعلمين يا رفيقة أن ذات الوجع الذي تشعرني فيه يلسعني من بداية الشهر !

حين قابلتها خيالا واشتكيت لها وجعي :
[ آآآآآآخ لذاك الشعور الذي ينهكني حين أضع قدمي على منزل كنتِ أنتي أهله !
وكنتِ بحنانك تغطين أرجائه !
تفتقدك فيه كل الزوايا , مكانك , سجادتك , وغرفتك , وبرادة الماء التي وضعتيها على حسابك لسقيانا ,
ومائدة الطعام التي كنتِ حلاوتها ..
وأمي التي تنكسر يوما بعد يوم لفقدك ,
وخالتي التي كانت حبلى بطفلها واليوم قد وضعته مولود ينتظر رعايتك وتقبيلك ,
و " يبه محمد " ولن أحدثك بحجم الفقد الذي أقرأه في عينيه بعدك , وحجم التعب والغربة التي يشعر بها ..
و أبنائك .. أولئك الذين غدوا رجالاً ووصلوا أعلى المناصب بيديك وتربيتك ,
ولا زالوا ينعون أنفسهم بكلمات أقرأها لهم , وأقرأ لهم كتابات يخر دمعي عليها ,
ليصفوا فيها حجم الحزن الذي اكتساهم من بعد رحيلك !
وأحفادك الذين اعتادوا على وجودك , وهداياك التي ترسلينها لكل واحد منهم خفية ,
فهذا وحيد أمه , وهذا كبير أخوته وذا .... وذا .... وذا ..... !

وأيضًا هناك مسكين في هذا الشهر ينتظرك ..
وينتظر عطاياك , وصدقاتك التي اعتادها منك طوال العام وهذا الشهر بالذات ..
اكتف يمينك ورحل ولم يعد هناك من يعطيه !
أرأيتِ حجم الفقد الذي أصابنا وأصاب العالم حولي بعد رحيلك !
أما تعلمين بقدرك في أفئدتنا !
وكيف انتزعك منا ذاك المرض الظالم حتى أخذك بلا عودة !
كل الأماكن تشكو وتئن لفقدك وليس مجرد أنا كـ حفيدة لك ..
ليس هناك شئ يستطيع أن ينسيني إياك .. وينسيني لقاءات كانت تجمعنا بك
ولن يستطيع أن ينسيني ليالي رمضان بالذات التي كنا نقضيها معا ,
وصلاة التراويح والقيام , والفطور , والسحور في ليال كان يذهب والدي لـ مكة ونقيم فيها بـ بيتك ..

كل الأشياء تغيرت بعدك ,
هناك من الأحفاد قد قدموا بعدك ولم يروك ويكحلوا أعينهم برؤياك !
هناك " سارة " قد تزوجت بعدك وغادرت إلى الشرقية أيضا !
أيضا شقيقي " عبد العزيز " ذاك الحفيد المقرب لك لكونه وحيد أمي , قد تخرج بعدك
وها هو يكمل دراساته العليا .. وأنتي لم تحضري هذا المحفل الكبير وتباركي له !
والدتي قد حملت على عاتقها مسؤولية كبيرة بعدك فـ أصبحت تقوم بدور الأم والشقيقة الكبرى ..

إلا أن هناك شئ واحد لم يتغير بعد رحيلك !
أتعلمين ما هـــــو !
أننا في كل مرة نريد أن نذهب لبيتك , وبـ عفوية لا نقصدها نقول : " نروح بيت أمي حصة "
بالرغم من أنه لم يعد بيتك .. !
وبالرغم من أن " يبه محمد " هو صاحب البيت !
ولكن اعتدنا على ذلك , ولم نستطع الفكاك منه , وحتى بعد أن غادرتينا !
ولا تسألينا بحجم الإنكسار حين ننطق تلك الكلمة والألم المصاحب له ..

دعيني ألتزم الصمت بعد ذا فـ ليس في الكون شئ يفي حجم الحنين لك والذي يكتسيني في تلك اللحظة ..
فدموع الحنين لـ ضمك وتقبيل جبينك قد انهمرت على وجنتي ..
ويا ليت الأيام تعود بي إلى الوراء قليل فقط لأشبع ناظري فيك ,
فالحنين لكِ قد أهلكني وفي كل ساعه من رحيلك هو موت لي ولـ أحبابك.]

ولكن يبقى السؤال الأهم .. هل الموتى يشعرون بحجم الفقد الذي زرعوه فينا بعد رحيلهم !

ولأن همهماتك ختمت قلبي بالألم .. ختمتها تميزًا

رايسل · 31-08-2010, 08:29 AM

نيران ..
أهلًا بـِ صديقة الوجعِ والفقدِ والحنين والخيباتِ
أهلًا بـِ صديقة الفرحِ وأوقات الشروقِ وليالي الأنسِ !
رسائلي للسماء هي تنفس الحزن من خارج ذاتي لِيمنحني الشعور بالراحة أكثر بِقليل من أوقات أخرى !
علمت بأنكِ شاطرتيني الفقد/الحنين نفسه وكلانا أخفى عن الآخر مواجعه !
أخبرتني بعد هذا المساء بأن إخفاءكِ كان من أجلي وأن لا تفتح أبواب داخلي , ياصديقة تلك الأبواب لم تؤصد ولن تؤصد أبدًا !
"وأيضًا هناك مسكين في هذا الشهر ينتظرك ..
وينتظر عطاياك , وصدقاتك التي اعتادها منك طوال العام وهذا الشهر بالذات .."
ياللمساكين وخيباتهم المتزايدة في الشهرِ هذه فـَ كم من جدة رحلت وعطاياها من هذا الدنيا !
" نروح بيت أمي حصة "
بيت أمي هيلة , بالضبط كما ذكرتي .
ولـِ ابن أختي جدة باسم جدتي كلما ذُكرت هذه الجملة "يالله نروح لأمي هيلة" تخنقني العبرة ياصديقة , تخنقني :/ !
"ولكن يبقى السؤال الأهم .. هل الموتى يشعرون بحجم الفقد الذي زرعوه فينا بعد رحيلهم ! "
دائمًا يحدثوننا -خاصة بِـ أوقات العزاء- بأن الميت يشعر بِبكائنا لكن أبدًا لم يحدثوننا أن كان يشعر بحجم فقدنا له أم لا !
ممممممم ربما لا يشعرون بالفقدِ واتساعهِ كل يوم وإلا لما جعلوا أحلامنا تظمى من هطولهم وتموت !
نيران الحبيبة ..
حضوركِ ربيع يكسوني .. أهلًا بكِ دومًا ()
كثيرُ شُكر لكِ ياصديقة .

+ أنا وصباحي نفقدكِ ويومي هذا لم تشرق بعد شمسه !

رايسل · 02-09-2010, 02:38 PM

الأريج ..
حياكِ ربِّ

النسيان فضل جميلٌ وكبير من ربِّ وعليه أن نشكره كثيرًا عليها ,
لكن للنسيان عثرات ولنا الوجع حينها !
رحم الله أمواتنا وغفر لهم ولطف بنا وبِفقدنا .
حييتِ ياجميلة

دمتِ كما يحب ربِّ () .

رايسل · 28-08-2010, 10:17 PM

أبتسم وكُلي أمل ..
اللهم آمين وأن يجمعكِ بجدتك ومن أحببتيه وغادركِ .
ربِّ يسعدكِ وتظل الابتسامة رفيقتكِ () !
شكرًا لـحضوركِ الأنيق

.

رتولي ..
اللهم آمين يارب , وبإذن الله استبدلوا بِدارًا خيرًا من هذا الدار .
حضوركِ يارفيقة جميلٌ أسعد به دومًا ()
دمتِ بضيائكِ النقي

.

ميلادُ حُلم · 26-08-2010, 05:05 AM

أوّاه !

بحرك / زَبَدُه / حَرمُ الجمالْ
وقنينّة الدمع / ورائحة الحِناء العتيقةْ !

تستحق المكوث عندها . طويلاً
هُطلّت سماواتي ب أمطاركْ .
ومثقلة ب الدمع كثيراً / ل أجلك !

شهقاتك طاولت السماءْ
وكثيرٌ من الوجع تلحفتِ به يارايسل !
صحيح ؟

يالفضاعة الليلْ
حين يإنّ ب الاحتياج !
حينما نفقدهم نريد من أشيائهم أن تكون سوداءْ معتمة
سوداء . حالكة . وياليتها تختفي ياليت !

ماما نورة . أحتاج ل حُلمٍ برفقتك !
أحتاج للبكاء على ساعديكْ !
وأحتاج ندائاتك . لأستريحْ وأندب حضيّ !
أحتاج ل قبلة منك على جبينْ جُرحيْ .

أحتاج ياماما . وأحتاجْ !

أخبرتني أمي ذات مساءْ . أنك حيّة هُناك ترزقينْ
في سماء . وسألتها الإتيان بك ف عاتبتني وأخبرتني الأستغفار .
وأنا حتى اللحظة أخفي عن ماما . أنني أشعر أني أقترب منك وكثيراً !

رايسل . سأحكي ل ماما نورة ول آل أنا !
أوَ تسمحين ؟

أيّا أنا الشوق للأموات له رائحة عتيقة ترتاد نوافذي عند كُل
سبات . مُتشبّثةً بالوسائد رافضةً أي أيّ زوال .
فيحُها .يجعلُني أرسم أهازيج موسيقية
مقاماتها ال " آه " و " أوّآه " !
مردوفةً ب شهيق . وتراتيل فقد ..
وصدى سقوط أقنعة الفرح .!

منهيةً هذه السيمفونية ب جلجلة !
لايفهم صرخاتها سواه من قاسى ووَ
أنلسسسسسسسسسسسسسعْ !

أوّاه عليه مِن شذى حين تمازج زفير الراحلين والدموع
يُخدر حتى التلاشيْ . ينشي حد الجنون !

ماما . حفيدتك تبلغك خالص تحياتُها وبالغ الشوقْ
وتبلغكْ " كسّرةْ حيلها " ومنتهى وجع أصابهم بعدكْ

والسلامْ .

يارايسل / كنت بديعة .
مُلئت من أناء وجعك بما يكفيْ !
لروحك السكينة . وتراتيل دعواتْ

25-08-2010, 03:03 PM	#1
رايسل عـضـو تاريخ التسجيل: Jan 2008 البلد: أقترب جدًا مني ! المشاركات: 2,405	مساءٌ بِنكهةِ الموتْ . هنا بالضبط .. كان مكانكِ يا جدتي جلوسكِ وسفرتكِ , وضوءكِ وسجادة صلاتكِ الكرسي الأخضر وتحته أناء ممتلئ بالحنـاء ! هنا بالضبط عمركِ ما بعد الخمسين مبعثر في مكان واحد محصور .. كـَ شريط الأخبار يمر سريعًا رغم ثقل محتواه ويعلق في الذاكرة ! هنا حين ناديتني في المرة الأخيرة وأعطيتني مفتاح معقود بِقماش أحمر باقِ من ثوبك القديم , لِجلب صرة "المرة" و"الحلتيته" و"الكمون" من صندوقكِ الحديدي فـَ رغبتكِ في توفير ما يقضي على الداء حين يزورنا أكبر من توفيره لـِنفسكِ و وجعكِ . هنا حين أنحنيت لـِ أقبل رأسك قبلة الوداع ورائحة الحناء تسبق وصولي إليكِ ! هنا حين تمدي يدكِ وتقولي : "أييه بنيتي , مديها " حين يعجبكِ ردٌ ما لي . هنا حين أمر بجواركِ فـَ تهتفين :" ياربِّ كبر حظها وأسعدها " هنا نوقد النار معًا في " الوجار " فـِ يجلب دخانه خالي ليأتي غاضبًا ويصرخ : لِمَ نوقده فـ ضرره أكبر من نفعه , هكذا يقول دائمًا وردة فعلكِ اتجاه ثابتة بأن لا شيء سيحصل وأن المدفئة لا تدفأ أكثر من هذه "الوجار" .. بعد رحيلكِ أيقنت بأن الدف لا يُدثر القلوب العارية وأن كان مصدره مدفئة كهربائية أو الوجار أو حتى أشعة شمس أغسطس ! هنا حين نمر سريعًا حتى لا نلفت انتباهكِ صوبنا فهناكِ دومًا شيء ما مخبأ عنكِ . هنا سمعتِ الكثير ما يعجبكِ ومالا يعجبكِ , وتصمتِ . . . أرأيتيهذه النخلة -التي أمامكِ بالضبط- قبل أربعة عشر سنة كان خلفها أرجوحة وكنت لا أغادرها أبدًا , ففيها نسجت أمنياتي وزخرفتها وكنتُ دومًا أحتار مابين أن أكون منشدة أو شاعرة أو مديرة شركة . أرأيتي الغباء .. مستوطن فيِّ من صغري ! كبرت أكثر من عمري ياجدتي .. وعرفت بأن أمنياتي جدًا سـاذجة رغم أنها لم تتحقق ! ما قبل النخلة على اليسار تمامًا كان هناك جدار فيه ثقب صغير لم يشاهده أحدًا قد اتخذته مخزن لي , ففي ليالِ رمضان أخبئ فشار "النسمة" حتى أقضي عليه في عصره وأظل أمامكم البنت الطفلة الجيدة لأني صمت اليوم بأكمله . لم أعلم بأن الكذب كان ينمو معي منذ صغري ! مممم أتذكري .. ذاك الحائط المزخرف بالحجرات الثلاثة ؟! كنت أنا من يساعد خالي في بناءه في كل عصر , ويعطيني مقابل ذلك فرشة وقليل من الدهان ولي أن أعبث بفرشتي فيما أشاء . أرأيتي كم كنتُ بسيطة يرضيني أقل الأشياء/أسخفها ! . . في زيارتي الأخيرة لكِ كنتِ قد أخبرتي خالي -ككل مرة- بأني أقرضتك مبلغًا من المال وعليه أن يرده لي الآن ! كان يعلم بأني لم أقرضكِ شيء وإنما هي هباتك التي توزيعها علي دائمًا . بعد ذلك بيومين – قبل رحيلكِ بـثلاث أيام- اتصلتِ بي وتقولي : "أتصلي على خالك وقولي أمي هيلة متسلفة مني 100 ريال وأبيها قبل ما أرجع للرياض " . أغلقت السماعة منكِ , ابتسمت لأمي وحكيت لها -أتصورني وأنا أتصل به في مكتبه فأضحك بصوت عالي - ما أطيبكِ ياجدة .. ما أطيبكِ ! . . 9/8 دخلتِ للمستشفى ,"لم تكن المرة الأول دخولها " هكذا كنا نطمئن أنفسنا وغاب عن خاطرنا بأنها الأخيرة ! دخلتِ وكلانا أنقبض قلبه وضاق به المكان , أذكر أمي جيدًا وسواد وجهها و توعدها بأنه ستجلب لكِ كذا وكذا , ثم تصمت ! أيقنت بأن الموت حين يقترب من أحدانا يجلب معه غمام سوداء تظللنا وتمهد لنا الحزن وأن السُوء الغير منتظر قادم . ولأن دقائق الانتظار موجعة أكثر من الوجع نفسه , أصرت أمي أن نسير لبريدة دون إي تأخير ! وقبل أن نغادر مدينتا يأتيني اتصال من ابنتك , أهاتفها لكن لا أسمع إلا صراخ وبكاء وصوت آخر قادم أمي ماتت ! أجهشت بالبكاء فأمرت أن أكف عن البكاء أو أن أبكي بصمت حتى لا تشعر أمي بشيء ! كيف لي أن أجرع البكاء , كيف لي أن أصمت ؟! أرسلت رسالة لأخي أن يقف قبل الخروج من المدينة وأن يجد عطل بالسيارة , وفعل ما أردت . ( محطة أبانمي ! ) كانت محطة وقوفنا وتجمعنا مع أبنائك وبناتكِ , محطة لـِ تغيير ملامحنا وزيادة كفة الفقد لدينا . هناك أذكر رجل يبيع مخلط عطور وينادي لِبضاعته لكن حين وقفنا ونظر إلينا صمت وأعينه فقط أخبرتنا بما يجب عليه أن يقوله الآخر لنا في وقتها . عرفت حينها بأن الموت حين يحضر يبصم على جبينا وشم العزاء ويلبسنا رداء الحزن فحين يبصرنا شخص آخر -حتى وأن كنا من وراء حجاب- يتمتم بينه وبين نفسه "ربي يصبرهم ويثبتهم" . . . ماذا بعد رحيلك ؟! لم تعد الأماكن كما هي مهيأة للسكن أو حتى العبور فيها ! هذا البيت الكبير والفناء الخارجي والمزرعة المتصلة به منذ رحيلكِ ضاااااااق ولم يعد يسعى إلا لـِ ...شخص واحد دون ظله ! بعد رحيلكِ .. أعيد ترميم هذا البيت لإخفاء ملامحكِ المرسومة على كل جدار ! أعيد ترميمه لِيتسنى للجميعِ الحضور والتجول بهِ دون أن تسلب أفراحهم ذكراكِ أو بقعةً من بقعكِ الطاهرة .. سأخبركِ بشيء .. لازلت أحتفظ بِرقم هاتف تاجر المواشي حتى إذا اتصلتِ بي تجدينه معي -يخيل لي بأنكِ سـتتصلي ظهر يوم مًا وتطلبي مني الاتصال بهم-! وأمي لم تزل تحتفظ بثوب لكِ وغطاء قد حفظتهم في الغرفة العلوية حتى لا تبكيك بـِ استمرار فـ تفقد لذة بكاءكِ . أختي هي أيضًا تحتفظ بعلبة الفلفل الأحمر , لم تزل العلبة وما بداخلها في بيتها وتبكيها بين الحين والآخر ! أختي الأخرى تحتفظ بمفتاح ذاك الصندوق , فقد سقط بيدها أيام عزاك فـَ حفظته لكِ حتى تجزلين عرفانكِ لها . هل مازلنا نحتاج لـِ أشياء تذكرنا بكِ -بحالِ أن غبتِ عن خاطرنا مثلًا- ؟! وأنتِ قد تركتي لنا حقيقة كبرى تذكرنا بكِ دائمًا , أبنكِ حبيبكِ الذي لم يغادركِ أبدًا طول حياتكِ ولم يغادر بعدك ذاك البيت , أتصدقين ذلك ؟! ففي كل يوم يحاول أن يغير من ملامح البيت وأن يخفيك من عالمه لكن عبثًا يحاول . بعد رحيلك ياجدة كبر عشرة سنين وباتت البسمة دومًا بِشفاه ذابلة كـ وجه أمي حين تزور أماكنكِ من بعدكِ ! . . قبل أيام كنتُ هناك -حيث ألتقطُ هذه الصورة- أتصدقينني القول يا جدة .. بأن ملامحكِ مغروسة بـِ أرواحنا لا بالجدارِ وأننا لسنا بحاجة لشيء باقِ منكِ ليذكرنا بكِ ! وأن رائحتكِ -رائحة الموت- مازالت عالقة بأنفي حتى الآن ! مافي الأعلى محتوى رسالة أرسلت وتعذرت بالوصول لـِ صاحبه ! كـ عادة رسائلي المتعثرة دومًا. __________________ لم تمت يارفيقي ، فـَ صوتكَ حيِّ يدفعني لـِمدائنك كل ليلة ! 5-6-1427 هـ [MP3]http://www.5oo2.com/up//uploads/files/5oo2.com-56d2f25847.mp3[/MP3] آخر من قام بالتعديل نيران; بتاريخ 28-08-2010 الساعة 05:58 AM. السبب: تم /

25-08-2010, 07:11 PM	#2
هايين قبس دائم تاريخ التسجيل: Jul 2008 البلد: في ارض الله الواسعه المشاركات: 12,834	رايسل ابكيتيني بجد غفر الله لها ورحمها وهذا طريق كلنا سائر اليه جبر الله مصابكم .. __________________ آللہم إن ّبين أضلعي [ أمنيـة ] يتمناهآ/ قلبي , وروحي , وعقلي . .  يآاااارب إنّ أمنيتي تنبض في قلبٍ هو مُلگگ  فَلا تحرمني من ( فرحة تحقيقہآ )  فَإنگ آلوحيد القائل للشي:  " كـنّ . . فَيكون " سبحانك ...

25-08-2010, 07:48 PM	#3
الواثقة عـضـو تاريخ التسجيل: May 2009 البلد: الريــاض .. المشاركات: 617	رحمها الله وجمعكم بها في عليين الصبر الصبر ياغاليه فالله مااخذ وله مااعطى , __________________ .. وَ انتهى المشوار ..

28-08-2010, 02:20 AM	#4
رايسل عـضـو تاريخ التسجيل: Jan 2008 البلد: أقترب جدًا مني ! المشاركات: 2,405	هايين .. اللهم آمين ياغالية , رحمة الله تغشى الراحلين عنا بإذنه ! حييتِ ياكريمة . الواثقة .. اللهم آمين ياغالية , غفر الله لكِ , حييتِ ياطيبة . __________________ لم تمت يارفيقي ، فـَ صوتكَ حيِّ يدفعني لـِمدائنك كل ليلة ! 5-6-1427 هـ [MP3]http://www.5oo2.com/up//uploads/files/5oo2.com-56d2f25847.mp3[/MP3]

25-08-2010, 09:16 PM	#5
هفوة حلم (: عـضـو تاريخ التسجيل: Aug 2010 البلد: إليك أطأطئ رأسي حيااء وحشمة! المشاركات: 492	,, لله مااخذوله مااعطى كلمات نبعت من قلب حزين وتشربهاقلبي انت كاتبه مبدعه اشكرك ... __________________ . . . لا تستهن بالقطرة . . .

26-08-2010, 12:04 AM	#6
ح ـكـآيآ الـورد ~ عـضـو تاريخ التسجيل: May 2010 البلد: وعندما أحُط رحالي في مكان يزيد القمر في دورانِه ! - وعندها أقول للتائهين أن يُستضاؤا بالنجوم ..! - المشاركات: 90	. . . . . رآيسل .: أدخلتينآ عآلماً .. أتجنب دآئماً تذكره . عآلم أكتسىآ بـ الحزن . عآلماً كلٌ سيدخله . كثيراً ممن يعتقدن أنهم لم يدخلوه إلأ عندمآ يخط الشيب بشعره . والزمن يجّعد وجهه . هكذآ سنكون . وهكذآ سنفآرق أحبآبنآ ليكونوآ تحت الأرض ونحن آعلآهآ . أحبآبُنآ هُنآك . - رحمة الله عليهم - رآيسل () . رحم الله جدتك ,أدخلهآ فسيح جنآته . - لم يسعني أن أسطر حرفاً يليق بكِ فهنآك عدة دمعآت آن لهآ أن تخرج الآن - رآفقتكِ السلآمه أينمآ كنتي - بإذن الله - . . . . . . __________________ . . . .

26-08-2010, 01:33 AM	#7
أبتسم وكُلـ أمل ـي شيف مُميز تاريخ التسجيل: Dec 2009 البلد: في قلوب المخلصين!! المشاركات: 1,668	[BACKGROUND="70 #999999"] غاليتنا رايسل أبدعتي بحق في طرحك غفر الله لجدتك ِ وجدتي .. أسأل أن يجمعكِ بها .. دُمتِ بخير أينما كنتِ حبيبتي لاتحرمينا فأنا دوماً مترقبة لكتاباتك [/BACKGROUND]

28-08-2010, 06:02 AM	#8
رايسل عـضـو تاريخ التسجيل: Jan 2008 البلد: أقترب جدًا مني ! المشاركات: 2,405	هفوة حلم .. لله كل شيء ! لا أذاقكِ ربِّ حزن الفقد بالقريب , الشُكر لكِ ولِـثنائكِ الحسن كـ إياكِ . أهلًا بكِ . حكايا الورد ... حتى وأن حاولنا تخطي هذا العالم المخييف لا بد من العثرات والسقوط في عالمه من جديد ! نسأل الله رحمته ورفقه بنا . اللهم آمين , كنت أرغب إلا أثير بكاء أحداهن هنا :/ ! شكرًا لِحضوركِ الكريم الطيب ؛) مرحبًا بكِ وجدًا . __________________ لم تمت يارفيقي ، فـَ صوتكَ حيِّ يدفعني لـِمدائنك كل ليلة ! 5-6-1427 هـ [MP3]http://www.5oo2.com/up//uploads/files/5oo2.com-56d2f25847.mp3[/MP3]

26-08-2010, 02:26 AM	#9
رتولي شيف مبتدئ تاريخ التسجيل: Jun 2009 البلد: بريده المشاركات: 434	. رايسل رحم الله جدتك وجدتي واسكنهما فسيح جنانه وجميع موتي المسلمين اسأل الله ان يلهمك الصبر . . . دُمتِ بخير أينما كنتِ حبيبتي __________________ . . (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) [إبرهيم-41] آخر من قام بالتعديل رتولي; بتاريخ 26-08-2010 الساعة 02:47 AM.

26-08-2010, 04:33 AM	#10
نيران عـضـو تاريخ التسجيل: Aug 2007 البلد: Buraydah المشاركات: 4,242	ومـسـاء أبـواب الحنين التي لم تنغلق بعد :/ ودعيني أطلق عليه مساء الحنين لكل الراحلين .. مخاطبة الأموات بهذا الشكل موجع للحد الذي يجعلنا نسلى قليل حين يُخيـّل لنا رؤويتهم ومخاطبتهم .. ! أتعلمين يا رفيقة أن ذات الوجع الذي تشعرني فيه يلسعني من بداية الشهر ! حين قابلتها خيالا واشتكيت لها وجعي : [ آآآآآآخ لذاك الشعور الذي ينهكني حين أضع قدمي على منزل كنتِ أنتي أهله ! وكنتِ بحنانك تغطين أرجائه ! تفتقدك فيه كل الزوايا , مكانك , سجادتك , وغرفتك , وبرادة الماء التي وضعتيها على حسابك لسقيانا , ومائدة الطعام التي كنتِ حلاوتها .. وأمي التي تنكسر يوما بعد يوم لفقدك , وخالتي التي كانت حبلى بطفلها واليوم قد وضعته مولود ينتظر رعايتك وتقبيلك , و " يبه محمد " ولن أحدثك بحجم الفقد الذي أقرأه في عينيه بعدك , وحجم التعب والغربة التي يشعر بها .. و أبنائك .. أولئك الذين غدوا رجالاً ووصلوا أعلى المناصب بيديك وتربيتك , ولا زالوا ينعون أنفسهم بكلمات أقرأها لهم , وأقرأ لهم كتابات يخر دمعي عليها , ليصفوا فيها حجم الحزن الذي اكتساهم من بعد رحيلك ! وأحفادك الذين اعتادوا على وجودك , وهداياك التي ترسلينها لكل واحد منهم خفية , فهذا وحيد أمه , وهذا كبير أخوته وذا .... وذا .... وذا ..... ! وأيضًا هناك مسكين في هذا الشهر ينتظرك .. وينتظر عطاياك , وصدقاتك التي اعتادها منك طوال العام وهذا الشهر بالذات .. اكتف يمينك ورحل ولم يعد هناك من يعطيه ! أرأيتِ حجم الفقد الذي أصابنا وأصاب العالم حولي بعد رحيلك ! أما تعلمين بقدرك في أفئدتنا ! وكيف انتزعك منا ذاك المرض الظالم حتى أخذك بلا عودة ! كل الأماكن تشكو وتئن لفقدك وليس مجرد أنا كـ حفيدة لك .. ليس هناك شئ يستطيع أن ينسيني إياك .. وينسيني لقاءات كانت تجمعنا بك ولن يستطيع أن ينسيني ليالي رمضان بالذات التي كنا نقضيها معا , وصلاة التراويح والقيام , والفطور , والسحور في ليال كان يذهب والدي لـ مكة ونقيم فيها بـ بيتك .. كل الأشياء تغيرت بعدك , هناك من الأحفاد قد قدموا بعدك ولم يروك ويكحلوا أعينهم برؤياك ! هناك " سارة " قد تزوجت بعدك وغادرت إلى الشرقية أيضا ! أيضا شقيقي " عبد العزيز " ذاك الحفيد المقرب لك لكونه وحيد أمي , قد تخرج بعدك وها هو يكمل دراساته العليا .. وأنتي لم تحضري هذا المحفل الكبير وتباركي له ! والدتي قد حملت على عاتقها مسؤولية كبيرة بعدك فـ أصبحت تقوم بدور الأم والشقيقة الكبرى .. إلا أن هناك شئ واحد لم يتغير بعد رحيلك ! أتعلمين ما هـــــو ! أننا في كل مرة نريد أن نذهب لبيتك , وبـ عفوية لا نقصدها نقول : " نروح بيت أمي حصة " بالرغم من أنه لم يعد بيتك .. ! وبالرغم من أن " يبه محمد " هو صاحب البيت ! ولكن اعتدنا على ذلك , ولم نستطع الفكاك منه , وحتى بعد أن غادرتينا ! ولا تسألينا بحجم الإنكسار حين ننطق تلك الكلمة والألم المصاحب له .. دعيني ألتزم الصمت بعد ذا فـ ليس في الكون شئ يفي حجم الحنين لك والذي يكتسيني في تلك اللحظة .. فدموع الحنين لـ ضمك وتقبيل جبينك قد انهمرت على وجنتي .. ويا ليت الأيام تعود بي إلى الوراء قليل فقط لأشبع ناظري فيك , فالحنين لكِ قد أهلكني وفي كل ساعه من رحيلك هو موت لي ولـ أحبابك.] ولكن يبقى السؤال الأهم .. هل الموتى يشعرون بحجم الفقد الذي زرعوه فينا بعد رحيلهم ! ولأن همهماتك ختمت قلبي بالألم .. ختمتها تميزًا آخر من قام بالتعديل نيران; بتاريخ 26-08-2010 الساعة 04:36 AM.

31-08-2010, 08:29 AM	#11
رايسل عـضـو تاريخ التسجيل: Jan 2008 البلد: أقترب جدًا مني ! المشاركات: 2,405	ولن تغلق أبوابه , صدقيني ! نيران .. أهلًا بـِ صديقة الوجعِ والفقدِ والحنين والخيباتِ أهلًا بـِ صديقة الفرحِ وأوقات الشروقِ وليالي الأنسِ ! رسائلي للسماء هي تنفس الحزن من خارج ذاتي لِيمنحني الشعور بالراحة أكثر بِقليل من أوقات أخرى ! علمت بأنكِ شاطرتيني الفقد/الحنين نفسه وكلانا أخفى عن الآخر مواجعه ! أخبرتني بعد هذا المساء بأن إخفاءكِ كان من أجلي وأن لا تفتح أبواب داخلي , ياصديقة تلك الأبواب لم تؤصد ولن تؤصد أبدًا ! "وأيضًا هناك مسكين في هذا الشهر ينتظرك .. وينتظر عطاياك , وصدقاتك التي اعتادها منك طوال العام وهذا الشهر بالذات .." ياللمساكين وخيباتهم المتزايدة في الشهرِ هذه فـَ كم من جدة رحلت وعطاياها من هذا الدنيا ! " نروح بيت أمي حصة " بيت أمي هيلة , بالضبط كما ذكرتي . ولـِ ابن أختي جدة باسم جدتي كلما ذُكرت هذه الجملة "يالله نروح لأمي هيلة" تخنقني العبرة ياصديقة , تخنقني :/ ! "ولكن يبقى السؤال الأهم .. هل الموتى يشعرون بحجم الفقد الذي زرعوه فينا بعد رحيلهم ! " دائمًا يحدثوننا -خاصة بِـ أوقات العزاء- بأن الميت يشعر بِبكائنا لكن أبدًا لم يحدثوننا أن كان يشعر بحجم فقدنا له أم لا ! ممممممم ربما لا يشعرون بالفقدِ واتساعهِ كل يوم وإلا لما جعلوا أحلامنا تظمى من هطولهم وتموت ! نيران الحبيبة .. حضوركِ ربيع يكسوني .. أهلًا بكِ دومًا () كثيرُ شُكر لكِ ياصديقة . + أنا وصباحي نفقدكِ ويومي هذا لم تشرق بعد شمسه ! __________________ لم تمت يارفيقي ، فـَ صوتكَ حيِّ يدفعني لـِمدائنك كل ليلة ! 5-6-1427 هـ [MP3]http://www.5oo2.com/up//uploads/files/5oo2.com-56d2f25847.mp3[/MP3]

02-09-2010, 02:38 PM	#12
رايسل عـضـو تاريخ التسجيل: Jan 2008 البلد: أقترب جدًا مني ! المشاركات: 2,405	الأريج .. حياكِ ربِّ النسيان فضل جميلٌ وكبير من ربِّ وعليه أن نشكره كثيرًا عليها , لكن للنسيان عثرات ولنا الوجع حينها ! رحم الله أمواتنا وغفر لهم ولطف بنا وبِفقدنا . حييتِ ياجميلة دمتِ كما يحب ربِّ () . __________________ لم تمت يارفيقي ، فـَ صوتكَ حيِّ يدفعني لـِمدائنك كل ليلة ! 5-6-1427 هـ [MP3]http://www.5oo2.com/up//uploads/files/5oo2.com-56d2f25847.mp3[/MP3]

28-08-2010, 10:17 PM	#13
رايسل عـضـو تاريخ التسجيل: Jan 2008 البلد: أقترب جدًا مني ! المشاركات: 2,405	أبتسم وكُلي أمل .. اللهم آمين وأن يجمعكِ بجدتك ومن أحببتيه وغادركِ . ربِّ يسعدكِ وتظل الابتسامة رفيقتكِ () ! شكرًا لـحضوركِ الأنيق . رتولي .. اللهم آمين يارب , وبإذن الله استبدلوا بِدارًا خيرًا من هذا الدار . حضوركِ يارفيقة جميلٌ أسعد به دومًا () دمتِ بضيائكِ النقي . __________________ لم تمت يارفيقي ، فـَ صوتكَ حيِّ يدفعني لـِمدائنك كل ليلة ! 5-6-1427 هـ [MP3]http://www.5oo2.com/up//uploads/files/5oo2.com-56d2f25847.mp3[/MP3]

26-08-2010, 05:05 AM	#14
ميلادُ حُلم حرف راقي تاريخ التسجيل: May 2007 البلد: سَكْرَةُ حَرْفْ المشاركات: 2,198	أوّاه ! بحرك / زَبَدُه / حَرمُ الجمالْ وقنينّة الدمع / ورائحة الحِناء العتيقةْ ! تستحق المكوث عندها . طويلاً هُطلّت سماواتي ب أمطاركْ . ومثقلة ب الدمع كثيراً / ل أجلك ! شهقاتك طاولت السماءْ وكثيرٌ من الوجع تلحفتِ به يارايسل ! صحيح ؟ يالفضاعة الليلْ حين يإنّ ب الاحتياج ! حينما نفقدهم نريد من أشيائهم أن تكون سوداءْ معتمة سوداء . حالكة . وياليتها تختفي ياليت ! ماما نورة . أحتاج ل حُلمٍ برفقتك ! أحتاج للبكاء على ساعديكْ ! وأحتاج ندائاتك . لأستريحْ وأندب حضيّ ! أحتاج ل قبلة منك على جبينْ جُرحيْ . أحتاج ياماما . وأحتاجْ ! أخبرتني أمي ذات مساءْ . أنك حيّة هُناك ترزقينْ في سماء . وسألتها الإتيان بك ف عاتبتني وأخبرتني الأستغفار . وأنا حتى اللحظة أخفي عن ماما . أنني أشعر أني أقترب منك وكثيراً ! رايسل . سأحكي ل ماما نورة ول آل أنا ! أوَ تسمحين ؟ أيّا أنا الشوق للأموات له رائحة عتيقة ترتاد نوافذي عند كُل سبات . مُتشبّثةً بالوسائد رافضةً أي أيّ زوال . فيحُها .يجعلُني أرسم أهازيج موسيقية مقاماتها ال " آه " و " أوّآه " ! مردوفةً ب شهيق . وتراتيل فقد .. وصدى سقوط أقنعة الفرح .! منهيةً هذه السيمفونية ب جلجلة ! لايفهم صرخاتها سواه من قاسى ووَ أنلسسسسسسسسسسسسسعْ ! أوّاه عليه مِن شذى حين تمازج زفير الراحلين والدموع يُخدر حتى التلاشيْ . ينشي حد الجنون ! ماما . حفيدتك تبلغك خالص تحياتُها وبالغ الشوقْ وتبلغكْ " كسّرةْ حيلها " ومنتهى وجع أصابهم بعدكْ والسلامْ . يارايسل / كنت بديعة . مُلئت من أناء وجعك بما يكفيْ ! لروحك السكينة . وتراتيل دعواتْ __________________ مُفرّغةٌ مِن كُل شىءٍ إلا مِنكَ ياالله ! آخر من قام بالتعديل ميلادُ حُلم; بتاريخ 26-08-2010 الساعة 05:12 AM.