[جهاد خالد]

أنا لا أدري سر هذه الازدواجية التي نعيشها حتى نكاد ننشطر إلى نصفين من هول الصراع والتناقضات والوجوه المتعددة التي نحملها نسأل عن عدد صلاة التراويح ولانصلي العشاء ، نتكلم عن خطر قيادة المرأة بنفسها ونضع معها فلبينياً ناعماً يقود معها !! نفتي بمنع دراسة الطب والتمريض لبناتنا ونهرع للمستشفيات نبحث عن طبيبة لزوجاتنا!! نمنع نساءنا من بيع مايختص بهن ، ونبعثهن زرافات ووحدانا للعمالة الأجنبية لشراء حاجاتهن من الملابس الداخلية وغيرها... وفي رمضان تتغير النغمة قليلاً فتصبح حلقات طاش وبيني وبينك وقضية الكاشيرات السعوديات مرتعاً خصباً ننفس فيه عقدنا وازدواجيتنا ونتناسى عمداً ركناً مهماً مثل الزكاة !! ومازال بعض الوعاظ والخطباء والكتاب يرون قضايا مصيرية تنفع البلاد والعباد قضايا تافهة ويرون التافه مصيري تعقد فيه راية الولاء والبراء !! حتى أصبح حالنا يشبه من يستفتي عن دم البعوضة وقد سفك دم الحسين رضي الله عنه !!
ازدواجيتنا هذه لم تتوقف علينا نحن المواطنين ومن أوكل نفسه بالوعظ والإرشاد بل انسحبت عدوى الازدواجية والتناقض على أجهزة الحكومة .. هنا يكون الضرر أكبر والخطر أعم حتى وإن حسنت نيتها على رأي صديقنا العرفج فإن هذا لايعفيها فنحن تعودنا أن تكون الأب والأم والمرضع معاً!!
خذ على سبيل المثال –وبمناسبة الزكاة في رمضان- ترسل الأجهزة المختصة في وزارة الداخلية والمالية مايسمى عاملة لجباية زكاة الأنعام بداية من شهر رجب من كل عام ولا اعتراض على هذا الحق... المهم أن هذه العاملة تسيح في أرض المملكة الفقيرة أصلاً من الأنعام بحثاً عن بدوي أوقروي أو مرب للأنعام يملك النصاب خمساً من الإبل وأربعين في الأغنام ثم تعود هذه العاملة من جبايتها تلك بفتات الفتات !!مع العلم أن أهل الأنعام وتجارها يقدمون خدمة وطنية تساهم في تعزيز الأمن الغذائي في البلاد.
المشهد الثاني من الصورة تتغافل مصلحة الزكاة والدخل والأجهزة المعنية نفسها عن جباية تريليونات الريالات المطمورة في عروض التجارة من العقارات حتى أصبحت ملايين الأمتار المربعة وغيرالمربعة من العمائروالأراضي والمخططات الصحراوية مأوى لكل من يريد أن يتخلص من هم الزكاة تمرعشرات السنين وتتضاعف الأسعار مئات المرات بفضل تجارالعقار دون أن يسأل رقيب أوحسيب هؤلاء الناس... أين زكاتهم ؟!!مع العلم أن هؤلاء يدمرون اقتصاد البلاد بتجميد الثروات ودفنها !! ولوجبيت زكاة العقارأو تم متابعة إخراج زكاتها لانخفضت أسعار العقار بشكل صاروخي ولانتهت المضاربات العشوائية ولمولت برامج الضمان الاجتماعي وغيرها بشكل أفضل .. ولكننا مع الأسف نكرر قصة دم البعوضة والحسين مرة أخرى.. فتمسكنا بعقال البعير وتركنا مملكة العقار!!

[رانســــي]

جزاك الله خيرا