[محبوب]

طالت الهجمات الحربية ضاحية الشعب في العاصمة العراقية بغداد يوم الأربعاء وخلفت وراءها الموت والفوضى.
وسط مشهد المذبحة شتت شمل الموجودين في المكان، حيث وقفت النسوة تتساءل عن بقية أفراد عائلاتهن.

لقد تحولت تلك المنطقة المزدحمة بالسكان إلى أرض يباب بفعل ما قال أحد شهود العيان إنه انفجار هائل واحد على الأقل.

لقد حدث كل هذا في منطقة عادية فقيرة من المؤكد أن القاطنين فيها اعتقدوا أنهم ربما يفلتون من أسوأ آثار تلك الحرب.

لكن هذا الوهم سرعان ما تبدد، ووسط مشهد من الاضطراب حاولت فرق الإنقاذ انتشال جثث القتلى وإسعاف الجرحى.

لقد وقع هذا الانفجار بضاحية الشعب في وقت مبكر من يوم الأربعاء. وما يستحيل التأكد منه حتى الآن هو مدى إمكانية وجود هدف حربي في تلك المنطقة المدنية المزدحمة.

مشهد مروع

ومع نهاية الساعات الأولى من الصباح كان المشهد في ضاحية الشعب مروعا، العواصف الرملية تطبق على المدينة بغيم له حمرة الدم وكأن النهار استحال غسقا بفعل الرمال الناعمة الخانقة.

وبعد دقائق قليلة من الدهشة تحولت المشاعر إلى الغضب والتحدي. وما أصبح مأساة بالنسبة لسكان ضاحية الشعب، يمكن اعتباره كارثة إعلامية بالنسبة لواشنطن ولندن.

أحد الباعة في المنطقة قال لي "نحن هنا نحاول كسب قوتنا من دكاكيننا الصغيرة، ماذا يريدون منا؟ لماذا يفعلون ذلك، لقد تحطمت منازلنا ومصادر أرزاقنا".

وشرح لي رجل آخر إن الشظايا تناثرت في كل اتجاه بمجرد سقوط الصاروخ وبعدها تحطمت النوافذ وسقطت الجدران.

وقد نقل الكثير من الجرحى المدنيين الذين سقطوا في الانفجار إلى المستشفيات.

ربما خسر التحالف تأييد كثيرين بعد هذا الهجوم في معركة يعتبر كسب القلوب والعقول من أهم العوامل فيها.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد قصفتا مقر التليفزيون العراقي ليل الثلاثاء.

وقد أدى القصف إلى توقف الإرسال لبعض الوقت لكنه عاد من جديد بعد ذلك.

ولا يمكن القول إن القصف الجوي كان عشوائيا، لكن كعادة الحروب، هناك أخطاء وضحايا مدنيون.

ويبدو أن ما حدث في ضاحية الشعب من هذا النوع، لكن الثمن السياسي لأخطاء كهذه سيكون باهظا.

فالعراقيون العاديون يعتبرون أن بريطانيا والولايات المتحدة أوقعتا ضحايا مدنيين في صفوف شعب تقولان إنهما جاءتا لتحريره.