[قاصف المنافقين]

أين يكون الخسف الذي أخبر المصطفى عليه الصلاة والسلام أنه كائن في المشرق ، أرض الفتن والشرور ، الخسف الذي سيكون من أعظم أشراط الساعة .

قال المصطفى عليه الصلاة والسلام في خبر هذا الخسف حين ذكر أشراط الساعة الكبار : ... وثلاثة خسوف ، خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب . رواه مسلم في الصحيح وغيره عن حذيفة بن أسيد الغفاري .

وروي عن بعض أصحاب المصطفى عليه الصلاة والسلام أنه قال : سيكون في أمتي خسف وقذف ورجف ومسخ . رواه ابن ماجة وأبو يعلى وغيرهم .

وعنه : يكون في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ ، قالوا : ومتى ذلك ؟ يا رسول الله ! قال : إذا ظهرت المعازف وكثرت القيان وشربت الخمور . رواه الترمذي . وقد كان ، فهذه المعازف والقيان في كل مكان من الأرجاء ، وها هي قناني المشروبات لاتكاد تخلو أرض من البرية إلا وتراها هنا وهناك ملقية من سمر المخنثين والصعافقة الحدثاء السفلة .

وجاء عن أنس رضي الله عنه تعيينه بالإفراد في جهة المشرق ، فقال : ذكر في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم خسف قبل المشرق ، فقال بعض الناس : يا رسول الله ! الخسف بأرض فيها المسلمون ؟ قال : نعم ، إذا كان أكثر أهلها الخبث .

وروى أبو داود بما جاء في التعيين أكثر بيانا فقال بإسناده عن موسى بن أنس عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : يا أنس إن الناس يمصرون أمصارا وإن مصرا منها يقال له البصرة ، فإن أنت مررت بها أو دخلتها فإياك وسباخها وكلائها وسوقها وباب أمرائها وعليك بضواحيها ، فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف ، وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير .

ذكر أبو علي القالي في أماليه عن أبي نصر : والكلاء ، والمكلا : مكان ترفأ فيه السفن ، وهو ساحل كل نهر . (1/224)

ومن المعلوم أن الموانئ الآن على سواحل الخليج تعد من الضخامة بمكان للحد الذي تكون به تلك المرافئ هي المرادة بتلك النبوءة ، ناهيك أن الخبر فيه التصريح بذكر البصرة من جهة المشرق وهي الناحية التي نصت مجموعة الأخبار أنها ناحية الخسف .

والآن أقول : بما أنه من الواجب تصديق أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر ، وبما أننا أدركنا تحقق المعاصي الموجبة والأمارات المؤذنة بقرب تحقق الخسف والمسخ والقذف على ما بينت أخبار رسول الله فالسؤال الذي يطرح هنا أين سيكون محل الخسف بالتحديد من جهة المشرق ، فهل سيكون بالكويت مثلا !! وذلك لعدة أسباب تدعونا للقول بهذا الإعتقاد ، وهي :

السبب الأول : أن في مبتدأ تحقق بعث المهدي برؤى عن المصطفى عليه الصلاة والسلام ، والأمر بتلك الرؤى إخبار مجموعة مشايخ من الجزيرة العربية منهم ابن باز والعثيمين والتويجري رحمه الله تعالى وغيرهم ، كان الأمر بتلك الرؤى على إخبار اولئك المشايخ بتحقق مبعث المهدي وأنه على من لم يصدق ذلك انتظار تحقق خسف المشرق بأرض الكويت !! ، وكان ذلك قبل أكثر من عشر سنين ، ويومها كان الأمر مما يدعو البعض للسخرية من المهدي وممن صدق بالرؤى معه ، بدعوى أن هذا من علم الغيب وتناسى هؤلاء المغفلين الضالين أن ما يأتي بمثال المصطفى عليه الصلاة والسلام من الغيب والله يكشف عن غيبه لمن يشاء بما يشاء من مرائي الحق خصوصا بمثال سيد البشر الذي لا يمكن للشيطان أن يتمثل بمثاله .

السبب الثاني : أن المعاصي التي توجب تلك العقوبات المنصوص عليها بمجموعة أخبار المصطفى عليه الصلاة والسلام لا شك أنها محققة في تلك البلاد أبى قول ذلك من أبى وصدق من صدق ، فالأمر لا ينكره إلا مكابر .

السبب الثالث : أن الكويت من ناحية المشرق جهة الخسف التي أضاف لها رسول الله صلى الله عليه وسلم الخسف ! .

السبب الرابع والأخير: أن بوادر قرب تحقق الخسف الكبير ومقدماته قد بدأت تتحقق بأرض الكويت نفسها وذلك بتحقق انهيارين متتالين في منطقتين متباعدتين نسبيا وذلك على حسب ما سيأتي نقله عن الإعلام الكويتي نفسه ، وقد صرح أحد تلك التقارير بالتالي : بات من المؤكد أن الحرب الأرضية بدأت .. !! . ( الرأي العام الكويتية تاريخ 11/محرم/1424 هـ )

ومن الجدير التنبيه إليه أن تلك الانهيارات وقعت بمنطقتين أسماؤهما قد تكون ذات دلالات ـ الجابرية ، السلام ـ !! .

كذلك ينبغي أن يتساءل المنصف من نفسه هل تعد هذه الحقائق الواقعية علامة من علامات تصديق ما أتى به أمر المهدي أبي عبدالله فيلحق ذلك بسائر التأييدات المذكورة سابقا الدالة على صدق هذا البعث وأنه منصور من المولى عز وجل .



ملاحظة : هذه المقالة مرفق معها صور آثار الانهيارات المذكورة ، للوقوف عليها مراجعة هذا الرابط :


http://www.muslm.net/