[العابر99]

مقال أعجبني ...يحكي واقعا ويحث على التطبيق العملي ...لاتسكت عن حقك فهناك من يلبي ندائك...اترككم مع هذا المقال الذي أعجبني....اليكم اياه بقضه وقضيضه ...مع حذف التعليقات....


شيء للوطن
ديوان المظالم ينتظركم !!
عبدالرحمن عبدالعزيز آل الشيخ

الخوف .. والتردد .. والجهل بالحقوق المعنوية والمادية هي صورة من ثقافة أي مجتمع .. فكلما كان الفرد يحمل ثقافة واطلاع مستمر ومتواصل بكل أو بأدنى حقوقه النظامية فانه يحقق لنفسه ولأسرته استقراراً وطمأنينة كاملة وينعكس ذلك إيجابياً على سلوكه وعلى مسيرته في الحياة ..

لكن الواضح أن كثيراً من الناس في مجتمعنا مقصرين جداً في حق أنفسهم في هذا الشأن إما بسبب الإهمال ... أو اللامبالاة ... أوبسبب الانشغال بأمور أخرى ... أو بسبب الاتكالية على الآخرين وعلى الأقارب و على الزملاء أو على المعارف في إنهاء إجراءات معاملاتهم الإدارية المختلفة.. وبسبب هذه الاتكالية اغفل المرء عن نفسه مهمة الاطلاع على الأنظمة والقوانين المختلفة وفهمها خاصة التي تحكم علاقته مع أجهزة الدولة وخاصة أكثر الأجهزة المعنية بتقديم الخدمات العامة ولهذا ساد لدى عامة الناس اعتقاد خاطئ أن كل الأنظمة تقف ضده أو أنها لصالح الدولة .. وهذا شعور غير صحيح لكنه للأسف انطباع مترسخ ومتوارث بسبب عدم الاطلاع على هذه الأنظمة وعدم الإلمام بأقل قدر ممكن منها خاصة التي تكفل حقوقه وتنظم علاقاته ..

وفي بلادنا جاءت الشريعة الإسلامية ولله الحمد مصدرا وأساسا وسندا لكل الأنظمة والقوانين التي تنظم شؤون العمل والخدمات.. ويأتي في مقدمة هذه الأنظمة وعلى رأسها نظام الحكم في المملكة الذي كفل حقوق الأفراد والمجتمع ككل خاصة من خلال المواد (( 18+ 19 + 20 + 26 + 36+ 37 + 38+ 47) وغير ذلك من الأنظمة الأخرى ..

وفي جانب حقوق الأفراد المادية والمعنوية والخدمية لدى كافة الجهات الرسمية فقد منحهم النظام الحق في مقاضاة أي جهة حكومية أو أي شركة أو أي مؤسسة عامة وذلك من خلال التقاضِ أمام المحاكم المختصة بكافة اختصاصاتها . ومن أهم هذه المحاكم ديوان المظالم من خلال المحاكم الإدارية التي تعد من أهم دور القضاء والعدل التي تكفل حق المواطن والمقيم من أي جهة حكومية .. وهذه الأجهزة القضائية هي المعنية باستقبال الشكاوى ضد كافة أجهزة الدولة بدون استثناء .

فعلى سبيل المثال .. عندما يصدر بحقك أو بحق أحد أفراد أسرتك خطأ أو قرار غير نظامي من أي جهة .. او ان تجد سوء تعامل او معاملة من أي من منسوبي أجهزة الدولة .. أو ان تتأخر أي جهة حكومية في تقديم خدمة هي من حقك نظاماً .. أو تتأخر وزارة أو مصلحة في إنهاء معاملتك .. بل وحتى ان وقعت سيارتك في حفرة في الشارع .. أو تُصطدم سيارتك برصيف غير نظامي .. أو تصطدم بعمود على الطريق .. أو يتضرر منزلك من حفريات أجهزة الخدمات وما الى ذلك .. فإن النظام قد منحك الحق الكامل في تقديم الشكوى ضد الجهة التي ألحقت بك الضرر أو قصرت في خدمتك أو صادرت حقك سواء كان ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة .

ولكن للأسف أن الكثير من الناس أهملوا حقوقهم وقصروا كثيراً في أخذها من هذه الجهات ويتكاسلون في تقديم الشكاوى لمبررات كثيرة اما بسبب الجهل أو الخوف او لعدم صبرهم وضعف تحملهم لإجراءات ووقت التقاضي وهذا للأسف مبررات خاطئة انتشرت وشاعت بين الناس والمستفيد الوحيد من هذا الجهل بهذه الحقوق هي الجهات المعنية والمشهود لها دوماً بالتقصير والإهمال .

لذلك نجد ان هذه الجهات استفادت جداً من إهمال الناس لحقوقهم وعدم تقديم الشكوى .. ولو تم ذلك وتوحد الناس والمتضررون في تقديم شكاوى متتالية ومستمرة إلى جهات التقاضِ ضد هذه الجهات المقصرة فإنهم سينجحون في الحصول على حقوقهم وستكون الدعوى والشكوى ناجحة في رد اعتبارهم مما لحق بهم من أضرار !! ومن المؤكد أن مكاتب المحاماة المنتشرة حاليا ستساهم في مساعدة المواطن والمقيم في صياغة وتقديم ومتابعة الشكوى دون أي مقابل في كثير من الحالات حيث ان التكلفة ستقتطع نسبة من مبلغ التعويض ..

بل ان المكسب الأهم من ذلك أن هذه الجهات ستبادر فوراً إلى العمل على تحسين خدماتها والرفع من درجة ومستوى التعامل مع المراجعين والمستفيدين من الخدمة وستحرص هذه على تحسين سمعتها وخدماتها خوفاً من تكرار الشكاوى وخوفاً من تراكم القضايا ضدها وبالتالي تتأثر سمعتها في أوساط المجتمع .

لذلك فإن المواطن والمقيم والمستفيد يمثل عنصر تقويم ورقابة على مثل هذه الأجهزة الإدارية ويساعد في تحسين الخدمة من خلال هذه الشكوى ..

[العابر99]

هل المقال طويل والرغبات منصبة على الوجبات السريعة ...ام السبب انه منقول...