عدم احترام المواعيد .. تبَلُّدُ إحساسٍ أم ثقافةُ مجتمع ؟
أصبح التلاعب بالمواعيد سمة بارزة في المجتمع السعودي أو لنقل العربي ، فلا تكاد تجد شخصًا يلتزم بالمواعيد ويحترمها ، وهم – أعني الملتزمين - في مجتمعنا قلة شذوا عن عامة المجتمع .
مواقف كثيرة لا أكاد أحصيها يمارس فيها الطرف الآخر جرمًا كبيرًا ببلاهته دون أن يكترث لذلك ، قد يكون مدفوعًا بثقافة المجتمع التي أصبحت تربي على ذلك !
مواقف متعددة ومن طبقات المجتمع المختلفة فاختر ما شئت منها ، فقد مارس ذلك التصرف عامل من البسطاء ، كما مارسه بعض أصحاب الشهادات العليا !! إنه سيل يجرف كل من أمامه .
ما زلت أتذكر موقفًا – والمواقف جمة - حصل لي مع أحدهم حين أقبل يجر رجليه بعد حوالي ساعة من الموعد المتفق عليه متبسمًا دون اكتراث لما ارتكب ، وحين عاتبته بغضب بكل صفاقة قال : " توِّي جايٍّ مودي أهلي " !! ، إنه عذر أقبح من ذنب ، قد تطرح أخي القارئ – لو كنتَ مكاني - تساؤلاً عليه : ولمَ لم تعتذر حين اتصلت بك لتحديد الموعد وتطلب تأجيله لساعة ؟ ، تساؤل منطقي .. ولكني لم أطرحه ؛ لأني أعلم أنه تصرف هكذا ؛ لأن الأمر لا يعنيه إطلاقًا ، ولن يكون في حساباته ألبتة فلا داعي لسماع مزيدٍ من الترهات .
لا أنكر أني أمقت هذا الفعل وأكرهه بشدة ، ولكني خائف – على نفسي وغيري ممن يشاركني التذمر - من الانجراف مع هذا السيل الجارف .
وأسعد بآرائكم في مناقشة هذه المعضلة واقتراح حلول لها .
تحياتي ،،
23/10/1431 هـ
|