[لسـ المواطن ـان]

( أنت من يصنع أعدائك يا وطن )

بسم الله الرحمن الرحيم
نحمد الله الذي وهبنا كثيراً من النعم .. ظاهرها ، وباطنها .. ما علمنا منها وما لم نعلم .. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين .. ومن كان عالم ، ومعلم لأمته ، على آله وصحبه رضوان الله أجمعين .. وانظمنا اللهم معهم في سلك من رضيت عنهم وأرضيتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتاك بقلب سليم.
إخواني / أخواتي .. .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
بهذا الموضوع أردت أن أصل من خلاله إلى أصل الحدث أو الخلل .. أو المشكلة .. أو الخلاف .. فلن نبدأ بحث الخلاف باختلاف حول التسمية ، والمسميات ..!! لكن دعونا نخوض بما هو أعمق من الأسماء ، والتعريفات .. كي نبحث فيها عن السبب ، والمسبب .. وحتى نصل إلى حلول طالما ما ابتعدنا عنها عابثين فيما دونها .
لذا ولدي كبير أملًٌ أن تكون مساهمة تساعد بإيصال سفينة الحرمين إلى شاطئ الأمن والاطمئنان .. فهذا يكون بإذن الله ؛ لو عرف الجميع حكومة ، وشعب .. حقوق الجميع تجاه الجميع ولأن الوطن هو أرض وشعب.. فهذا المواطن هو الشعب ، وإسعاده ، وسموه هو هدف الصادقين جميعاً وأمن للوطن .
فكما قلت لن نغوص في المسميات.. ولكن مباشرة في عمق القضية حتى نصل إلى نواتها .. لعل في هذا يكون سبراً دقيق للخلل الكامن في منظومتنا الوطنية .. بدلاً من هذا التراشق المتبادل بين الحكومة ، وغيرها من أناس سواءً كانوا أعداء أو أبناء في طريقهم للتحول إلى أعداء لهذا الوطن يتراشقون مع غيرهم على أرضه ..!!
فساعة يكون التراشق في الخطاب ، وأخرى بالجواب ..!! وكلى الطرفين يسعى جاهد للنيل من خصمه !! وجميعهم يجهلون أن أدوات هذا التراشق ، والقتال بينهم .. إنما هي : معانات المواطن ،.. في قوته ، وراحة باله .. فكل شي لنا ، وللوطن فيه صالح .. بدأ يفسد و إن لم يفسد فهو في طريقه إلى الفساد .. . وكل هذا يهدد أمن الوطن وغير داعم للحمة أبناءه .
لذا أدعو جميع الأطراف في الوطن سواءً المتصارعين منهم ..!! أو من يعنيهم الأمر من عامة الشعب وخاصته ..فأدعوهم بهذا المقال إلى الطموح والتعقل حتى نبني هذا الوطن ولا نهدمه بهذا الانقسام الذي لا ولن يخدم إلا المتربصين بنا .. ولعلي أختصره إن شاء الله قدر المستطاع مكتفياً فقط بوصول الفكرة للقارئ.. تاركاً البقية والتفصيل للأخوة الكرام .. .
فبسم الله نبدأ .. وبمن يا ترى البدء ..؟ سأبدأ بالعليل أولاً ..!! فمن هو العليل ؟ إنه وطني ..! نعم إنه الوطن .. وأي وطن هو ..؟
فلا مانع من ذكر شيء ولو بإيجاز للتعريف بوطني " بلاد الحرمين الشريفين " مكة ، والمدينة .. وغيرهما من مدن ، وهجر لا تحمل تلك القداسة .. ولكن لهما في الفؤاد نصيب عظيم لا يفوقه عظم إلا ما قد قدسه الله من البقاع .. فطالما تغنيت بك يا وطني .. في حلك ، وفي الحرمِ .؛ فأنا عرفته كغيري يكنى " بالمملكة العربية السعودية " حفظها الله .
فهي كغيرها من الأوطان تصافي ، وتجافي ، ولكن فرق العداء والأعداء شاسع بيننا وباقي الأقطار .
فلهذا قلت : ( أنت من يصنع أعدائك يا وطن ) ، وبما أن الوطن محكوم فسأبدأ متوجها به إلى قمة الهرم في هذا الوطن؛ الذي أطلق على نفسه وكما يحب أن نسميه " خادم الحرمين الشريفين " / عبد الله بن عبد العزيز .. جعل الله منه أداة إصلاح ، وتجديد لما فيه صالح الدين ، والدنيا معاً ، وأن لا يستخدمنا ربي وإياه الا فيما يعز دينه ، ويعلي كلمته ، وأن يجعله سلطان عدل ، وإنصاف ..إن الله وحده القادر على ذلك ، ونعم المعين .
لذا أتوجه إليه بالخطاب حيث أنه هرم البيت وعماده .. نيابة عن من وافقني القول .. من رجال ، ونساء خصوصاً أهل العقل منهم دون السقيم .. وبما انك تمثل الوطن أقول لك : ( أنت من يصنع أعدائك يا جلالة الملك ) ..!! نعم أنت ..؟
فكم أتمنى أن يصل هذا الكتاب لك ، من خلال المخلصين من حولك ..لا غير .. بالرغم من ركاكة الطرح وسقط الكلِمْ فيه ، ولكن هو نبعٌ نبعَ من فؤاد غيور .. وتبيان فيه من اليقين والواقع الشيء الكثير كما أن الإثبات فيه دامغ بأن مصنع الأعداء يدار من داخل مؤسسات مملكتنا الحبيبة .. !! ، وعلى أرضها كما أن الصنّاع له والمغذين هم من هذا البلد ومن بين مسؤوليه ممن حسبوا عليه أبناء وهم فيما يفعلون داخل هذه المؤسسات لا يعطي ذاك الانطباع عن تنمية أو نمو ..!!
نعم يا ولي الأمر .. إنه المسؤول بسوء إدارته وأفعاله .. هو من يصنع الأعداء وينشرهم في أرجاء الوطن ..!
نعم أنت ايها المسؤول وبما تمارسه من تضييق وتحجير على أبناء الوطن من بنين وبنات من تعسف ، وكبت ، ومصادرة للحق المنصوص عليه في النظام العام للحكم .
نعم أنتم بهذه المحسوبيات ، والإهمال ، والتسيب كنتم أول مصنع للأعداء ، والحاقدين ..!! فكم من طاقات يتمتع بها شباب هذا الوطن أهدرت أو استغلها مستغل حاقد ..!! وبسبب سوء إدارتكم تحولت هذه الطاقات الكامنة إلى قنابل موقوتة تكمن في نفوس المواطنين .. يخشاها الجميع منا ... أنتم من ابتكرها بما تحملونه من جشع يترجم ولائكم الغادر بهذا الوطن وأهله .. حتى ازداد ضغط طاقاتنا داخل أجسادنا وأصبحنا اشبه ما نكون ببالونات قد تثور مهددةً لحمة الوطن ، وولاء المواطن لوطنه .
نعم أيه الشعب الكريم .. فنحن جراء ما نعانيه ، وعلى كافة الأصعدة ( التعليمية ، والصحية ، والاجتماعية ، والوظيفية وحتى آخر القائمة .. .) أصبحنا نئن ونتأوه .. !!
فكل شي فيك يا وطن أصبح بعيد ، والعيد فيك غير سعيد ..!! فقد تحولت مرافق وطني ومؤسساته إلى أدوات سرقة واستنزاف للمواطن .. عياناً بيانا حوّلها الفاسدون فيه إلى مراكز تضييق على أهل الحرمين ..!! نعم فإن قلت في الاتصالات قولاً فلن يتعدى استنزاف ، ونصب وتحايل .. والمياه استنزاف مال ، وسوء مشرب ..!!
كما أن الغلاء في الأسعار ، يقابله سوء مهيل في الجودة ..!! فهل يوجد في الوطن يا ولي الأمر من يشرف بتكليف منك على هذه المصالح التي أصبحت عبء على المواطن بدلاً من أن تكون سبب لسعده و هناه ..!!؟
نعم ياخادم الحرمين إذا كان كل ما ذكر من خدمات أعلاه وما لم يذكر .. لم تصل إلى المواطن على الوجه المطلوب أو على أقل تقدير لم تأتي بـ 20% من الخدمة التي أعدت من أجلها .. بل بالعكس أغلب خدمات الوطن اليوم تحولت إلى مصادر جباية لمال المواطن .. !! حتى بدأ الناس يحسون أن من هم أمامه لص قد تخفى بعباءة المسؤولية ،وخدمة المواطن ..!!
حتى أصبحنا نتندر بهذا الوزير أو ذاك ..!! فقد وعينا وخرجنا جميعا بهذه الحقيقة وهي أن كل مسؤول أكبر جيوب من سابقه ..!!
نعم وألف.. أيها الوطن فمن هذا التجاوز والفساد يُصنع فيك ومنك أعداءك ومن أبنائك ..! ووزرائنا ومسؤولينا هم من يدير تلك المصانع .. ففي كل وزارة أو دائرة مصنع يديره متنطع متكبر ، قد حول هذا القطاع أو الدائرة إلى معمل للإرهاب ..!! أو ما يسمى بالمعارضة وغيرها من تلك المسميات التي أستغلها أصحابها تماشياً مع ظروف ، ومعانات المواطن التي لم تكن لولا سوء الأداء .!! من المقصرين في حق الوطن و المواطن .. والتي تتمثل بهذا المسؤول الفاسد ..من بين كثير ممن أمنوا العقوبة وأساءوا الأدب .. فهذا المسؤول بأفعاله يعود بالمسؤولية مباشرة إلى السلطان .. فإن صلح المسؤول فهذا يكون من صلاح السلطان.. وإن فسد فلا أظنه يعود على السلطان إلا بالسوء مهما كان عادلاً.
فكون المواطن يراجع أشهر أو سنين بحثاً عن وظيفة أو حق مغيب .. ويكون مصيره السحل والتشحطط !! في أروقة دوائر الحكومة .. فهذا يصده .. وذاك يمنيه .. . حتى تضايقت من العاطلين النساء في البيوت .. بسبب كثرة جلوسهم معهن ..!! فلا حسد لرجل يحس أنه " عاطل مهان " في وطنه بسبب التعالي أو التضييق من قبل مسؤول فاسد قد تحول إلى محجر على صالح الكثير ممن ضُيق عليهم أو حجبت عنهم هذه الحقوق إما بسبب المحسوبيات أو العنصريات أو فساد وكيد مسؤول لا يحمل لهذا الوطن وأهله أي ولاءً يذكر .. ولكن عضو فاسد ساهم مع غيره في زيادة المتذمرين ممن أحسوا يقينا أنهم قد همشوا أو تُلاعب بمصالحهم ...
فكم في الوطن من وزارة ، ودائرة ..؟
وكم فيهن من الفساد المضاعف .. ؟
وكم تردد إليهن من أهل المصالح التي لم تقضى ولن تقضى ما لم يتم التدخل السريع منكم .؟
فكل مواطن مراجع لن يخرج من تلك الدوائر إلا متذمراً .. وكل هذا ليس إلا بسبب التعقيد الذي كان التذمر منه هو بداية ولبنة أولية من لبنات بناء العدو الكاره لوطنه بسبب ضياع الأمانة
فالكثير من أبناء الوطن لا أراهم إلا أنهم هم أول مراحل تكوين الأعداء التي خامتها هم الأبناء .. ومشعلها مسؤول فاسد جعل من سلطته ونفوذه خادماً للمحسوبيات وغيرها من الأفعال الشائنة !! فهؤلاء هم الأعداء حقاً لي ولجميع أبناء وبنات هذا الوطن ..!! ممن ضيّق عليهم .. أو تم التلاعب بمصالحهم بعدما تم تهميشهم وأحيانا كبتهم من قبل هذا أو ذاك من المسؤولين أو تابعيهم من أولائك الموظفين .. إما من خلال روتين بغيض .. أو تعدي من أهل المحسوبية .. والفساد ، والتسيب ..!!
فالوقع قد خالف المفروض الذي استوجب على أن يكون هذا المسؤول عضو نافع وذا فائدة للبلاد ، والعباد .. وأداة إصلاح ، وإحقاق للحقوق .. بدلاً من أن يكون بهذه الممارسات والتخبط معول هدم يهدد أمن الوطن ، ولحمة أبناءه .. فلو كان طموح المسؤول واعياً مع إخلاص لكان أبناء الوطن هم حقاً حماته .. وسواعد البناء فيه ..!! لا مصدر من مصادر القلق والريبة فيه .. فالعجيب أن نطلب من المواطن بناء وطنه ..؟ في وقت يكون فيه المسؤول هو أول الهادمين والحائلين دون تحقيق لأحلام فتى أو عائق معيق لحاجة كهل ..!!
ألا يفترض بأن يكون هذا البناء أمر بديهي في نفس هذا المواطن لوطنه ..؟
نعم . لكن سوء الإدارة والفساد مع كثيراً من التخبط في التدبير أدى إلى أن يكون أعداء الوطن منه وإليه ..!!
وكل هذا يعزا إلى (( الظلم تارة ، والإهمال تارة أخرى ، والفساد ليس إلا سبباً لكل هذا )) .
نعم واعتذر يا ولي الأمر .. عن صراحتي ولكن هذه الحقيقة لك و لمن حولك وهي أساس القضية .. وهذا ما يجب أن يبحث ، ويقال رغماً عما قد يكون فيه من الألم ، أو القسوة .
فهذا المقال لا أصبوا إلا أن يكون مشرط جراح هدفه إبانة العلة ، واستئصالها ..!
ولن يتحقق هذا ؛ إلا بعد العلم منا جميعاً أن الوطن .. منظومة تمثلت وفق هيكلية ثابتة يجب أن تراعى كي تكون متكاملة ،ومترابطة بين بعضها البعض .. فيكمّل كلٌ منها الآخر .. فأنت الملك .. ومن تحتك الوزير .. ومن دونه نائبه ..إلخ إلخ ... وصولاً إلى الشعب , ونحن الشعب وحشو هذا الوطن وعماره. ولنا حقوق يجب أن تراعى كي نتم واجباتنا على أكمل وجه .. فأنت الملك ، ونحن من خلفك ، ومن تحتك المسؤول الذي لا يمثل ولا يظهر للناس إلا على أنه " سمعك ، وبصرك ، ولسانك ، ويدك ، وكل جوارحك أمام شعبك " كيف لا وأنت من أوكل إليهم هذه المناصب في الوطن لخدمة المواطن ..؟
كيف لا والوطن شعب يفتقر لكثير من مقومات الحضارة والتحضر ؛ فلم يحظى ولا بالشيء اليسير من حقوقه أسوة بالأمم السامية ..؟!
نعم هي حقيقة ..!! وبما أنك رأس الهرم والسلطة فهم من دونك لخدمة الشعب والحرمين الشريفين .. لكي نجني والوطن مقابل هذه الخدمة حب الشعب وولائه .. فكيف يكون هذا الولاء والشعب لم يخدم ..أو يحترم .. نعم هكذا تبدو الحقائق يا ولي أمري .. لا كما هو يروج عنها لك ..! فجل الشعب معدم ، وبلا طموح .!!
فلن أرضى أن يصفك جاهل بك بأنك ( أصم ، وأعمى ، وأبكم ، مغلولة يمينك )؟
ومن يرضى هذا على نفسه .. ؟
نعم ياخادم الحرمين فالحمد لله أن هذا ليس فيك .. ولكنه متأصل نراه فيمن وليتهم علينا ، ولم توفق باختيارهم لتلك المناصب التي أساسها هو النظر للمواطن بعين المعونة دون المهونة ، مع الحرص على راحته ، وتسهيل مصالحه.. أسوة بأول محقق للحق على هذه الأرض الطاهرة _ صلوات الله وسلامه عليه _
فالذي يراه المواطن من المسؤول اليوم ، أو من يحتك بهم احتكاك مباشر أو من خلال ما يصدر عنهم من تعليمات تضييقية ينفذها مرؤوسيهم .. ممن لهم دور لا يستهان به في كل قطاعات الوطن و وزاراته التي أصبحت بمثابة المحرض لأبناء الوطن على عداء الوطن من خلال ما يمارس ضدهم في هذه المرافق من تجاوزات لا ترضاها أنت منهم .. !!
كما أنها وبسبب تلك الإدارات العقيمة المليئة بالروتين ، والتحجير لكل ما وسعه الله .. فلا أظن هذا إلا حاضن خصب للفتنة ، والبغضاء بين أفراد الشعب الواحد ..أو بما يبدر من هؤلاء المسؤولين من تلاعب يسجل وصمة عار على جبين الوالي ، والوطن في النفوس .
فكل وزارة من الوزارات تؤدي دورها الخاص في بناء الأعداء .. !! وهذا ما سوف نتبينه معاً إن شاء الله .. مضاف إليه ما قد يكون حلا يساعد او يزيل الخلل.
فعوداً على ذي بدء .. أقول : أن الاختيار السليم للمسؤول والعقاب الرادع لمن يستهين أو يتلاعب بالمسؤولية هو اللبنة الصلبة الصماء في جدار الوطن .. فكثيرا من هؤلاء الوزراء ، والمسؤولين في الدولة ليسوا مؤهلين حتى يكونوا تلك اللبنة ، ولكن بعضهم ليس إلا دليلاً على سوء الطالع ..! ومصدراً أتت منه المشاكل ..!
وهذا بما عرف عنهم أو عن البعض منهم من سوء وفساد قاتل في تأدية الأمانة .. كما التحجير والتضييق على مصالح الشعب ديدن الكثير .. إما تقتيراً أو تبذيراً أو تجني وكذب على الدولة بأن ما يقوم به هذا المسؤول الفاسد من تجاوز إنما هو نظام وتعليمات أتت من ولي الأمر ..!
فبهذه المنهجية السيئة .. هي من ترسم زوراً .. في خيال الشعب .. ذاك الوجه البشع للحاكم .. !! نعم يا ولي الأمر .. هم أنفسهم وزرائنا مصدر التذمر في الوطن ..!!!!!
فلا تعجب ولي أمري .. فالمواطن اليوم ، ومن قبل يعاني ويئن إما من عوز أو جوع وغالباً ما تكون الحال حال ألمٌ ، و أنين معاً .. في وطن هو الأغنى من بين الأوطان .. كما أنه الأقدس بين البقاع ..!! ففيه الحرمين وقبلة المسلمين .. ومع هذا لم يكونا حائلين بيننا وبين ما نحن فيه .. ولكن أهلكنا العفاف عما بأيدي النخب ..!! نعم يا ولي أمري .. فنحن أبنائك وأبناء الوطن .. نشتكي جور وظلم ..مع يقين تام أن ما يتعرض له المواطن لا يصلك كما هو .. !! وهذا لأن كرمك وأعطياتك لا تصل إلى شعبك كما تأمر أنت على من وليتهم ،وتولوا هم عن أمرك بخدمة مصالحنا ، ورعاية أرزاقنا .. فهم اليوم عنها مدبرين غير مقبلين ..!!
فأساءوا لك ولنا شر إساءة .. حتى شاع الفساد في البر ، والبحر في هذا الوطن الشريف .!
فصرنا نرى في بلاد الطهر والإيمان أشد أنواع الزور ، والطغيان .. . !!
نعم ولا داعي للعجب !! فلو طال مقالي وعجبت منه .. ؛ ففيه صراحة وتبيان بأن كل عمل قبيح يتلقاه المواطن ينسب زوراً إليك يا ولي الأمر ؛ وهذا ليس إلا لكونك الملك والآمر الناهي ، وأن كل ما يقوم به هذا المسؤول ويتعرض له الضعيف من جور وظلم إنما هو قائم بعلمكم وبأمر منكم ..
لذا يجب أن تعلم حقيقة أوضاع وزيرك ، وحال الشعب منه .. فمن أين تريدني أن أبدأ ..؟
فالتعريف يطول ، ومصانع الأعداء تكثر وتزداد ..!!
ففي كل مكان من مملكتنا الحبيبة مصنع ، ومعمل يسك لهذا الوطن مزيداً من العِداء ، والأعداء .. فكثير من الشعب بين متذمر وثائر ، وآخرين لا تعلمهم ولا نحن .. لكنهم أفعال بلى أقوال يشكلون أخطر تهديد ..!! _ نسأل الله السلامة منهم ومن كل سوء _ : ـ
نعم يا من أبديت العجب ..!! فالمواطن في كل ركن ومن كل خدمة يتذمر .. أو ينتقد .. وأحيانا نندب الحظ معاً جملة واحدة .
نعم فلو نظرنا للوضع من هذا الجانب .. وعلى انه مصالح تتداخل بين حقوق وواجبات أسيئ استغلالها من قبل الكثير..!! فكل هذه المصالح والحقوق للمواطن من الوطن .. هي محصورة بوزارات الدولة و قطاعاتها التي ترأسها مواطنين لخدمة المواطن .. فهذه القطاعات في الوطن تعاني الكثير والكثير من العيوب والخلل .. نعم فهذا الخلل لا تكاد تخلوا منه وزارة ، أو إدارة ، بل قل كل قسم من قطاعات الوطن يرضخ تحت وطأت الفساد إلا من صلح فيهم من عباد ربي ..وهذا حتى لا نظلم أحداً من المخلصين الذين نعرفهم .. ولا نريد إلا المزيد منهم .. حتى نطمئن ..!
ولكي نكون أكثر واقعية ، نسقط هذا المقال على واقعنا ولعلنا نحصي بهذه السطور بعض من انجازات وزراء خادم الحرمين .. والتي يفترض أن تكون من صالح المواطن بشكل عام .
فأبدأ بالصحة من ( وزارة الصحة ) .
وأقول : أن المواطن المسكين يحظى بكم هائل ، وأليم من الإهمال ، واللامبالاة وسوء التشخيص .. مع عدم الكفاءة . !!
كما يضاف إلى ذلك التمييز بين أفراد المجتمع ..من حيث الرعاية ، والعلاج ..!! .
فلن أكذب لو قلت : أن أغلب إفراد شعب الحرمين قد فقد عزيز في أحد تلك المسالخ المسماة " بالمستشفى " أو المستوصف " .
فعلى سبيل المثال والتساؤل .. كم من مريض قطع العلاج لندرته حتى ساءت حالته .. وآخرين يعانون من أمراض قاتلة .. تشفى بإذن الله لو وجدت تلك العناية التي يحظى بها النخب في هذا الوطن دون غيرهم من عامة الشعب .. فمن هنا بدأ الانقسام .. ودق ناقوس الخطر إعلان ببدء تدمير الوطن بسواعد أبناءه .
أليس هذا الابن للوطن له الحق بأن يتمتع بما يتمتع به غيره ممن يطلق عليهم نخب أو رموز أو روؤساء ... لماذا نرى المواطن أمثالنا تسحل قدماه بعد نعليه أكرمكم الله.. وهو يبحث عن إذن أو وسيط بينه وبين حقوقه في الوطن ومن أولها الرعاية الصحية فلا إخلاء طبي بطائرة أو سيارة أو حتى بعير .. !! يقله لأحد مستشفيات الرياض .. !! التي عرفت بخصوصيتها للحاكم أو المسؤول أومن يصل إلى مفاتيحهم ..!!
مع العلم أننا نرى تلك الطائرات التابعة للإخلاء الطبي تطير ، وتهبط محملة بالمرضى .. وقد أحاطتها تلك الشخصيات المتكبرة مع سيارة أو يزيد من تلك الفاخرة .. فهؤلاء النخب أو أصحاب النفوذ هم المستفيد من وطني ..!! ويتلقون الرعاية دون عناء ..!! والكثير من أبناء الوطن لا حول لهم ولا قوة .. وكم من مواطن فقد عزيز عليه بسبب هذه الخدمة الممنوعة عنه وهي الرعاية الصحية الشاملة ..الحريصة على جلب الشفاء للمواطن المريض بعد الله .!
فالمواطن يا خادم الحرمين يغلي ،ويُسحل بين دائرة وأخرى !!وعلى مستوى قطاعات الوطن ككل .. فما تطرقنا إلا للقليل عن وزارة الصحة .. وبعجالة وسرد موجز .. فلم ولن أذكر تلك المصائب عن الأدوية أو كم من مريض دخل ماشياً .. ولم يخرج إلا على ذاك الكرسي المدولب .. ولم أنطق ببنت شفة عن الأصحاء ممن خرج على ظهره !!وهو في خبر كان وقد حمله ذويه على الأكتاف ميتاً ,,وقد أدرج اسمه في قائمة الأموات ... وقد أصبح شهيد الإهمال والتسيب .. فيما تسمى الصحة .!!
فتخيل يا من أُنعم عليك بالعقل والتمييز .. ما الذي ينتج بعد تلك الأحداث من ذوي الأموات وهم يرون من يعيش حياة سقمه بترف ..!! أما هم فقدوا عزيز ليس لذنب إلا لعدم وجود " واسطة " فخطير أن يتحول المشهد في هذه الحال إلى قاتل ، ومقتول .. جاني ، ومجني عليه .. لأن الخدمة في الدستور عامة لعامة الناس ، وخاصتهم .. ونحن في بلاد الحرمين لا يقسم الشفاء إلا لخاصة الناس دون العامة .. استغفر الله .. ،ومع الاستغفار أعود قائلاً هذه وزارة الصحة يا ولي أمري .
ولا أظن أن فيه بأس في الإطالة .. كي نعرج أو نغوص في الفساد أكثر قاصدين :ـ
( وزارة التربية والتعليم )
فمن أين تريدون أن نبدأ بهذا المعول ..!! معول الهدم في وطننا الغالي ، ويحق للجميع العجب..!!
فكيف يكون في التربية والتعليم معول هدم ..؟
ولكي تكون الإجابة مقنعة ، وتتسم بالموضوعية يجب أن نعلم واقع ساسة هذه الوزارة أو القطاع التعليمي الضخم والحساس .. كيف لا .. وهذا القطاع أمل الأمة ومستقبلها .. لذا وكوني لست تربوياً .. فلن أخوض بهذه الدائرة .. خاصة بما يتعلق بالمنهج أو كيفية إعداده .. فلا علم لي بهذا المجال فأكتفي بالنقد من النواحي الإدارية والتنظيمية .. فعلى حد علمي أن وزارة التربية والتعليم تمثل الأم من حيث كثرت عدد موظفيها .. اشتراكاً مع الصحة .. مع ذلك فهي أكثر استيعاب للمواطن سواءً كان طالباً أو معلماً أو موظفاً .. ولا أنسى رموز الفساد فيها ..
لذا فهي ذات تأثير على المجتمع بالإيجاب أو السلب حسبما يكون واقع هذه المؤسسة التعليمية ( إن خير فخير ،ويعود بالخير على الوطن ، وأبناءه ، وإن كان شر فيزرع في نفوس أبناءنا أبناء الوطن .لذا فإن الحال اليوم لا تسر حبيب !! والكل ضائع إلا من رحم الله من خلقه ممن صلح صلاح فطري بمن من الله وكرمه
أما الذي لا يسر ، ويخجل منه القرد ..! هو ما نراه منتشراً بين شباب الحرمين .. مما يسمى بالحريات الشخصية التي هي ليست إلا .. انحلال فكري ، وخدش للحياء .. وأحياناً كثيرة يكون فيها كسر للحياء بالكامل ..
فالوضع مشاهد ولا يحتاج إلى نشر أكثر لهذه السوءة .. واكتفي فقط بالتعريج على كوادر التعليم ولكي نعلم حال كثيراً ممن أمناهم على فلذات الأكباد .. .
كي نتاول معكم نشاط هؤلاء المسؤلين الذين يؤمل منهم أن يخرجوا للوطن جيش جديد من أهل العلم ، والمعرفة ..!! لكن كما قيل فاقد الشيء لا يعطيه .. .
فعندما نرى مكان العمل ،والتربية إما مدارس أو إدارة أو على مستوى الوزارة ، والوزير .. نعم يتحول مصنع النشئ إلى ساحات ( عقار ، وبورصة ، ومعارض للسيارات ) ولا أنسى تلك الزيارات للمسئولين التي تتحول بقدرة قادر .. إلى بوفيهات مفتوحة تضيع من خلالها حصص عدة على هؤلاء التلاميذ .. الذين بسبب سعي هذا المسؤول أو ذاك أو كلاهما إلى مصالحه الشخصية في وقت عمله .. فهذا مشاهد من قبل ولي الأمر فزيارة واحدة للابن في المدرسة كفيلة أن تكشف شي من الفساد لمن أراد الإطلاع ..ولو على القليل منه كالإهمال أو التسيب .. فلا أنسى أن استثني من استثناهم الله عز وجل برحمته من أهل الخير والاحتساب من معلمين ومعلمات شعّت جباههم نور من أثر الطاعة .. هكذا نحسبهم والله حسيب الناس أجمعين .
مع العلم أنني ذكرت ولا أعدكم بعدم تطرقي للمسائل التربوية التي لو صلحت لم رأينا تلك العينات من المسوخ البشرية تملئ شوارع الوطن وأسواقه ..!!
فأين التربية أو ما يدل على التربية في أغلب طلاب المدارس كل على حسب سنه ومرحلته .. .
فالرجوع للقول .. أن سوء اختيار المحرك لهذه الدائرة أو تلك أو التغاضي عن الإهمال .. وغيره .. هو ما يخلق في الوطن هذه الحالات من التذمر والعداء .. فكل مواطن يراجع أو يتردد على قطاعات الدولة يجد له عائق رصدا .. إما روتين يهد العزائم .. أو تمييز قد جافى ميزان العدل عنوة لهذا دون ذاك في المصالح ..
فكل وزارة لها أعدائها والمتذمرين منها .. وهذا ليس إلا بسبب سوء اختيار هذا المسؤول أو إهمال الرقابة العليا عليه .. فتلك التجاوزات المختلفة والمتكررة لا تنتج من ذاتها ولكن هناك من يتسبب بها .. بوازع من ضعف النظام الذي أدى إلى عدم السيطرة على هذا المسؤول أو ذاك ممن يتخبط أو يتعنت .. حتى رأينا أعداءً يقتلون ويفجرون ..!! ومن دونهم عامة الشعب يتذمرون ..!!
فإعادة النظر السريعة والتي تهدف إلى إصلاح كل قطاعات الوطن دون استثناء .. وأطر من فيها جميعا .. إلى الصالح العام أطراً .. وكل ما فيه منفعة ويكون سبباً لسعادة المواطن ورخاءه .. وهذا يكون إن شاء الله.. بعد هذه الإعادة المرجوة للنظر منكم في هؤلاء الوزراء والمسؤولين ومن هم دونهم الذين انتشر خزي الكثير منهم وفاحت روائح الفساد منهم بتلك المرافق دون أدنى محاسبة تذكر .. بل بالعكس نراهم في رقي وزيادة في المراتب و الفساد ..
لذا أكتفي بهذا القدر تاركا باقي المرافق والدوائر لكم وفقكم الله .. فليس لي إلا عينان ، ولكم أعينُ .
والسلام

[مهندس دايخ]

اغتالوك يا وطني فمن لنا سواك بعد الله

[لسـ المواطن ـان]

أخي الكريم
تحية مباركة .. وبعد
الوطن لم ولن يغتال بإذن واحد أحد .. ولكن أظنه رهين اجتهادات وتجاوزات .. وعنصريات فلو رأيتنا في بريدة مثلاً لوجدت أن سياسة هذا ولدنا ، وهذا من الجماعة هي السائدة في كل مضامير الأنظمة والخدمات ..!
فإن كانت منح وجدت هذا المقياس ..!!
وإن توظيف أو ترقيات .. فاعلم أن هذا هو القياس .. !!
فلن أعدد فالميدان فسيح لكل من يريد التأكد فلن ننشر غسيلنا أكثر ..!!
فالولاء للعائلة لا الوطن .. ولأشخاص وأسر دون الشعب ومجتمعاته ..!!
أخي المهندس .. أشكر لك هذا الحضو الشجاع ..!!