|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
05-12-2010, 11:01 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2010
البلد: بريدة
المشاركات: 41
|
قل نعم لمديرك...!!
في البداية يجب أن نعي أن كلمة " نعم" وأخواتها ( حاضر، سم، طيب...) لها وقع كبير في النفس. فهي تدل على طاعة قائلها، كما أنها تمنح الطرف الآخر شعورا بالسلطة والتحكم. والعكس صحيح مع كلمة "لا" وأخواتها ( معصي، إيه هين، بالمشمش...) إذ أنها تعطي انطباعا بالعصيان وبأن الطرف الآخر مهمّـش ومحقر. وهذه القاعدة تستطيع أن تطبقها في جميع شؤون حياتك. ولكنني سأركز هنا على جزئية من علاقة المدير وموظفيه.
ماذا لو قال لك مديرك " صلح لي شاهي!!"، ماذا ستكون ردة فعلك؟. وحتى يكون الموقف أكثر تعقيدا، ماذا لو اتصل عليك مديرك وأنت في مكتبك وقال لك صلح لي شاهي؟؟!!. ماذا ستكون ردة فعلك؟. هل سترفض صراحة؟ أم تخضع؟ أم ماذا؟ هل ستتقبلها بصدر رحب؟ أم تفعلها وقلبك مليء بالغضب؟. وحتى لا تتعب نفسك في التفكير أقول لك: أن أية ردة فعل ستصدر منك، هي في النهاية ردة فعل مشفوعة بكم هائل من المبررات، بمعنى أنه لا يمكننا أن نجزم بصحة أو بخطأ ردة الفعل هذه. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ألا يوجد رد فعل واحد مناسب ممكن أن نتفق عليه جميعنا؟. وحتى تكتمل الصورة ، يمكنني أن أقسم ردات الفعل إلى ثلاث أصناف هي ( نعم، نعم، لا). الصنف الأول هو الموظف الذي يقول دائما نعم بغض النظر عن شخصية المدير. والصنف الثاني الذي يقول نعم للمدير الذي يتمتع بشخصية لطيفة ومهذبة فقط. والصنف الثالث هو الذي دائما يقول لا بغض النظر عن شخصية المدير. ماذا يدور في رأسك الآن عزيزي القارئ؟ أي صنف هو الأصح؟ لاحظ معي أني أقول الأصح، لأنها كلها صحيحة بعين الموظف الذي يفعلها. قد يميل أغلبنا إلى الصنف الثاني الذي يعتمد على شخصية المدير، ثم الصنف الثالث الذي يقول لا، ثم الصنف الأول الذي يقول دائما نعم. ولكي نتكلم عن ردة الفعل المناسبة، لابد أن نعطي لمحة عن شخصية " المدير السعودي". عندما يطلب أو بالأصح " يأمر " المدير فإن هذا الأمر لا ينبع فقط من ذهنية أو تفكير عملي، بل يخرج من ذهنية مالكة ومتحكمة. فبمجرد أن يتولى البعض منا منصب مدير فإنه يكون كمن استلم صك ملكية للكرسي وللمنصب طويل الأمد. فبدل أن يتغير المدير على الموظف، نلاحظ العكس، حيث أن الموظف هو من يتغير على المدير، وهذا من أحد أسباب تأخر التطور في السعودية. فلك أن تتخيل عزيزي الموظف أنك تعمل مع المالك مباشرة وليس مع مجرد موظف. إذن فذهنية المدير مع طول استمراره في الكرسي تتداخل بشكل عميق مع ذهنية الملكية وأن هذا حق موروث له فقط. في العمل هناك مسؤوليات عليك أيها الموظف، فإذا أمرك المدير بفعلها ستفعلها، لأنها ببساطة تقع في داخل نطاق عملك. ولكن المشكلة إذا طلب منك المدير أشياء لا تتعلق بمسؤولياتك، بل أكثر من ذلك إذا كان هذا الطلب لا يتعلق بالعمل أصلا! وكمثال على ذلك ( بيالة الشاهي). هذا كله ماذا يقول لنا؟ يقول أنك عندما تتعامل مع هذه الذهنية فأنت برفضك مثلا ستعلن الصدام مع هذا المدير وهذا لا يخدم مصالحك بطبيعة الحال. إذن هل هذه دعوة على النفاق وعلى فعل شيء أنت كاره له؟ الإجابة بالطبع لا!. إذن ما هو الحل ؟ الحل يا عزيزي يكمن في طلب المدير نفسه. فأي طلب يريده المدير هو فرصة ذهبية لتحقيق مصالحك. لذا عليك استغلالها الاستغلال الأمثل. ولعل المعنى سيتجلى أكثر من خلال هذه القصة: " عبدالله ومحمد موظفين حكوميين عاديين، ولكنهما ماهرين في استغلال الفرص. طلب المدير مرة من عبدالله أن يعد له كوب شاي. شخصية عبدالله لا تمانع في تصليح الشاي، ولكنه يريد استغلال هذا الطلب لخدمة مصالحه. فقال لمديره: سم تامر أمر، بس ودي بكرا أمشي بدري تكفى عندي مشوار. فما كان من المدير إلا أن وافق له. بعدها لم يحاول المدير ان يطلب من عبدالله، بل التفت إلى محمد وطلب منه أن يصلح له شاي، وبما أن شخصية محمد ترفض تصليح الشاي، ولكنه في نفس الوقت يريد استغلال الموقف لصالحه فقال: والله يا سعادة المدير اعذرني ، بس إذا تبغى أرتب لك ملفات المكتب وأنظمها أنا مستعد ( مع ملاحظة أن ترتيب الملفات ليست من مسؤوليات محمد)، بس ودي أمشي بكرا بدري تكفى!. فما كان من المدير إلا أن وافق". وختاما المغزى هنا هو أن تحاول اجتناب الصدام بقدر المستطاع والخروج بأكبر قدر من الغنيمة والجوائز ، كذلك عليك أن تجعل طلبك موازي للطلب بمعنى أن تصليح الشاهي يقابله خروج بدري، تأخر ، وليس مثلا غياب يوم كامل!. لذا علينا التعامل مع هكذا مواقف على أنها فرص يجب أن نستفيد منها وشفط دم المدير بقدر المستطاع، مبتعدين بذلك عن الحساسية المفرطة التي غالبا ما تكون لا علاقة لها فيما يجري على أرض الواقع. |
الإشارات المرجعية |
|
|