[أبو باسل]

تقوم بعض الصحف في هذه الأيام بالذات ؛ بدور ملحوظ فيما يتعلق بقضايا يعدها المسلمون من الأساسيات في دينهم ومن الثوابت التي لا تنفك أبدا عن أي مجتمع مسلم ينشد الأمن والاستقرار والبعد عن المحرمات التي حذرت منها شريعة رب العباد .
هذا الدور هو محاولة تنحية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أو تحجيم دورها في المجتمع وشحن الناس بمواقف ملفقة ومفبركة - في الغالب - على أعضاء هذا الجهاز من أجل كسب أكبر عدد من المؤيدين لهذه الفكرة الجائرة ! ومن أجل إشعار الناس بأن هذا الجهاز غير صالح للمجتمع وأن المجتمع أصبح يعرف ما ينفعه وما يضره !

ولا أعلم لم كل هذا الحماس من أولئك تجاه هذا الجهاز ؟ في الوقت الذي يتغافلون فيه عن أمور تمثل الخطر الحقيقي والملحوظ على أفراد المجتمع والمتمثل في وسائل الإعلام الوافدة على بلاد المسلمين والتي تسلخ القيم كما يسلخ الجزار ذبيحته !
فالكثير من الدراسات التي تحدثت عن الانحراف عامة كا الشذوذ ، والمخدرات ، والمعاكسات ، والسرقة والبعد عن دين الله عامة ؛ لم يسبق لها أن أدرجت هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من ضمن بحوثها على أنها من أسباب هذه الانحرافات !
علما أن هؤلاء الباحثين الذين قضى الكثير منهم عدة سنوات يبحث بحثا جادا في أسباب الانحراف ربما زاروا مراكز الهيئة للاستفادة من تجاربهم في هذه المجالات ، والاستفادة من النسب التي تفيدهم في هذه البحوث فخرجوا بنتائج وفرت عليهم الوقت والجهد من تلك المراكز التي يشن عليها المغرضون حملتهم الشهيرة بحجة أو بأخرى والهيئة الموقرة من افتراءاتهم براء .

إنه سقوط ذريع لذلك الصحفي الذي أخطأت حساباته وخاب ظنه عندما سأل الأمير نايف بن عبد العزيز عن الدور تجاه الجمعيات الخيرية وعن الهيئة بالذات ، فقابله الأمير بالتعجب قائلا ( يؤسفني يا أخي أن تسأل مثل هذا السؤال وأنت مواطن سعودي .. أما هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. فإنها ستظلّ قائمة ما دام الإسلام قائما في هذه البلاد ... وستظلّ قائمة بأعمالها .. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أركان الإيمان .. والأخطاء التي ربما تقع من الهيئة هي أخطاء فردية .. وتحدث في جميع المؤسسات الحكومية .. وليس في الهيئة فقط .. )
فبين له الأمير وفقه الله ونصر به دينه أن الهيئة باقية وأنها كغيرها من الجهات الرسمية التي لها إيجابيات وسلبيات .
والأمير نايف قال ذلك الكلام لعلمه بأن للهيئة دور نافع في المجتمع وأن الخطأ الصادر منها يصدر من غيرها من الجهات التي تريد نفع المجتمع فتُخطىء بدون قصد .
فكم لهذا الرد من وقع في قلوب الغيورين على حرمات الله ، وكم له من سقط في حسابات الذين لا يدركون حقيقة الصلاح ولا يدركون ما تحتاجه الأمة ومالا تحتاجه .
فبارك الله في الأمير على هذا الرد ، ورد كيد الكائدين في نحورهم .

كم هو عجيب فعلا أن تفكر نفس مسلمة بتنحية هذا الجهاز الذي عده الله من أسباب الخيرية لهذه الأمة ! ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) ! فكيف تنال أمة محمد صلى الله عليه وسلم هذه الخيرية إذا عُطل دور الهئيات ؟! كيف تنال أمة محمد صلى الله عليه وسلم هذا الشرف إذا كان أبنائها يضجرون من وجود هذا الجهاز ولا يحتملون أخطائه التي هي من الطبيعي جدا أن تحدث لأن القائمين عليه من البشر !
لِمَ لا نعالج الأخطاء الموجودة في هذا الجهاز وغيره بدلا من أن نفكر في إلغائه والإجحاف في حق القائمين عليه !
ثم كم هي اخطائنا نحن في حياتنا اليومية ؟؟! فهل عاقبنا أنفسنا بمثل ذلك العقاب الذي يوجه للهيئات بسبب خطأ أو أخطاء كان دافعها الإصلاح وليس الإضرار ؟
وهل تعاملنا مع أبنائنا بثمل ذلك التعمل الذي نتعامل به مع المخطىء من أفراد الهيئة ؟
إن الخطأ موجود ، والذي لا يعمل لا يخطىء ، وإذا قسنا حجم الخطأ بحجم الإصلاح والمنفعة للأمة وجدنا أن الخير يغطي تلك الأخطاء الغير متعمدة .
فقليلا من الإنصاف يامن تنظرون بعين واحدة ، فإذا كانت أعينكم لا ترى إلا الخطأ فاالكثيرين تقع أعينهم على الصواب .

لقد أرادوا سبقا صحفيا فصُدموا بسقط شهير !