[الشاهين]

أميركا.. نــفــط العراق

قدمت الولايات المتحدة الى مجلس الامن قراراً بشأن العراق، وتمت الموافقة عليه، وهو قرار يمنع اميركا من اخذ برميل واحد من نفط العراق، ويشكل لجنة دولية تضم عدداً من المؤسسات الدولية، من بينها الصندوق العربي للتنمية للتأكد من ان نفط العراق يباع بالسعر الدولي، وان امواله تعود الى صندوق دولي، ويذهب لإعادة بناء الدولة العراقية.

كيف سيتصرف العقل العربي «المتآمر» مع هذه المسألة؟ ألم تعلق المعلقات حول ان اميركا جاءت من اجل ان «تشفط» نفط العراق، ومع ذلك وبعد اسابيع من اسقاط نظام صدام حسين يعود النفط العراقي الى شعب العراق، وهذه المرة بإشراف دولي وبطلب من اميركا وبموافقة اعضاء مجلس الامن.

العراقيون احتاروا لعقود طويلة، فالعرب العاربة والمستعربة رفعوا شعارات دعم نظام صدام حسين، وحماية نفط العراق من السرقة الاميركية، ليكتشف الجميع أن العراق جائع ومدمر، وان القرى والمدن العراقية قد عادت الى عصور ما قبل النفط، وان العراقيين آخر من استفادوا من نفطهم، وان نظام صدام حسين قدم لهم البؤس والفقر، واخذ منهم النفط والغاز.

مجلس الامن في قراره رفع العقوبات عن العراق، وشكل صندوق تنمية العراق، ووضع له مدققي حسابات مستقلين، وتم تحويل مليار دولار، لم يخصص بعد في اطار برنامج النفط مقابل الغذاء الى الصندوق، وستتم اعادة جميع الاموال المجمدة للحكومة العراقية ولصدام الى هذا الصندوق. وسيتم تشكيل حكومة عراقية وطنية تتسلم كل هذه المهمات، وسيقوم الامين العام للامم المتحدة بتعيين مستشار خاص له للتأكد من سير العملية السياسية في العراق.

اميركا، وبقرار دولي، وبطلب اميركي، لن تستطيع التحكم في برميل نفط عراقي واحد، ولن تستطيع التحكم في اسعار النفط العراقي، وهو امر يتطلب ان تقام من اجله مجالس العزاء للنظرية التبسيطية، والتآمرية التي اتحفتنا بقصة استيلاء اميركا على نفط العراق، وهو امر يتطلب من بعضنا ان يعود الى طريق الصواب، وان يفكر بعقله لا بعواطفه، وان نعود الى قراءة التطورات العراقية بكثير من التبصر وقليل من الانفعال، لأنه لا يعقل ان تأتي اميركا وتقتل ابناءها «من اجل النفط»، ثم تعود وتصدر قراراً من مجلس الامن بتسليم النفط الى اهله الشرعيين.