|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2011
البلد: حيث القلب يكون ...
المشاركات: 86
|
لا تدقق مواعيد عرب !
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا (54) ) مريم ( إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ ) أي: لا يعد وعدا إلا وفى به. وهذا شامل للوعد الذي يعقده مع الله أو مع العباد، ولهذا لما وعد من نفسه الصبر على ذبح أبيه وقال: [ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ] وفى بذلك ومكن أباه من الذبح، الذي هو أكبر مصيبة تصيب الإنسان، ثم وصفه بالرسالة والنبوة، التي أكبر منن الله على عبده، وأهلها من الطبقة العليا من الخلق. تفسير ابن سعدي رحمه الله هذا الخلق الفريد الحضاري قد اختفى لدى البعض و أصبح لديهم عادة ( اخلاف الوعود ) مع كل من حوله فلا بد أن يتأخر ولا بد أن تعاني بسببه إما بتأخر يؤخر أعمالك ويغير معالم جدولك أو إخلاف الوعود ( السحبات ) , فلا تكاد تثق بأي موعد يعطيك إياه ثم إياك أن تخلف له وعداً أو تتأخر إذا كان قد اعتاد منك الإلتزام و دقة المواعيد . ما أكثر مظاهره في مجتمعنا و في كل مؤسساته و أطيافه حتى بعض القدوات و المربين تجدهم يتأخرون أو يؤخرون , في المحاضرات الجامعية في كثير من المؤسسات الحكومية بين الأصدقاء و الأقارب و حتى بين الأهل , و لا تجد بينهم منكراً لهذا الخلق السيء و لا معاتباً بل تجد أن الكل قد اعتاد على الآخر و الضحية هو من ربى نفسه على دقة المواعيد , و للأسف .. أذكر أني قرأت موقفاً للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله أنه استضاف رجلاً فتأخر عليه في الموعد فانتظره مدة ـ أظن أنها عشر دقائق ـ فلما جاء الضيف أدخله المجلس وذهب إلى أبنائه و جلس بينهم لمدة عشر دقائق التي تأخرها ذلك الضيف و ذلك لأنه بتأخره هذا أخذ من وقت أبنائه . لا تظن يا فاضل و يا فاضلة أن كل من حولك هم مثلك بل بينهم من يترك جل أعماله و يؤجل بعضها لأجلك و منهم من يعتذر عن طلبات أهله و أحبابه لأجل أن يوفي لك ومنهم من يضحي من أجل ألا يترك موعدك ويوفيه لك ثم تأتي بكل برود و قلة حياء فتتأخر دون أن تعتذر أو بعذر واهٍ أو إن كنت عديم الحياء تلغي الموعد أو تخلفه مع صاحبك دون أدنى تقدير لعواقب ذلك و أثره على صاحبك يجب أن تعلم إن كان وقتك من نحاس فالآخرون أوقاتهم من ألماس و إن كنت ممن لا يبالي بمواعيده فالناس يضحون من أجل إيفائه و القيام بحقه فإياك أن تطلب من الناس ما سلبته منهم أو تتذمر من قلة احترامهم لك أو سوء تعاملهم معك , قد تعترضنا أمور تحجب عنا إتمامه إما نسيان أو نوم أو غيره و هذا يعذر صاحبه مع الإعتذار الشديد منه إلى صاحب الموعد على هذا و كأنه قد أضاع منه شيئاً ثميناً , هذا إن كنت راغباً بأن يحترمك الآخرون و يقدروك كإنسان عظيم يحترم من حوله و يوليهم قدرهم و يعطيهم حقهم من الإهتمام نقل لي صديق أنه حضر دورة في تطوير النفس و كان المحاضر غربي و بدأ بالدورة فلما جاء وقت الغداء أعطاهم ساعة للراحة و طلب منهم العودة بعد ساعة تماماً فوافقوا و خرجوا كان أعضاء أو طلاب هذه الدورة ممن أوكلت إليهم المهام التطويرية للموظفين في الشركة و كان أصغرهم عمره في الثلاثين فمضت الساعة و عاد المحاضر للقاعة فلم يجد سوى صاحبنا و مع رجل أو رجلين ثم بعد ( ربع ساعة ـأظن أنه قالها نصف و لكن حتى لا أبالغ ـ ) بدأ الطلاب بالحضور , سألهم هذا الدكتور عن البقية و لماذا هذا التأخر فأجابوا إجابة مؤلمة حقاً حينما قالوا فيما معناه : لا تدقق ( مواعيد عرب ) ا.ه . للأسف أصبح من نبع الإسلام من أراضيهم بفضل من الله و بعث من بينهم رسوله صلى الله عليه و سلم ممن يقال فيهم ( مواعيد عرب ) . كم والله أسأنا للإسلام بأخلاقنا و أفعالنا , و كم كنا حقاً سبباً في تشويه صورته الحضارية التي لا تمثالها في كل دول العالم حضارة أخرى مهما كانت غربية أو شرقية إن كان منا من يظن أن مثل هذه الأخلاق لا تؤثر فليعلم أن الكثير أسلم يسبب أخلاق المسلمين و التاريخ قد حفظ لنا ذلك , فكن قدوة لمن حولك و سراجاً يبدد الظلمة ويعيد نور هذه الأخلاق في نفوسهم حتى تنتقل فيمن حولنا. فيجب أن نعلم أن مثل هذه الأخلاق و غيرها سبباً في تقدم المجتمعات ورقيها ذاك الرقي و التقدم الذي نطمح إليه و الذي أخذ لب البعض لما يرى من تقدم غيره و تفوقهم عليه , فهو أساس يترتب على بناء ضخم جداً نلمس أثره مستقبلاً فلا نحقر من ذلك شيئاً . و نحفظ أوقاتنا ونقدر كل من وهبونا أوقاتهم الثمينة . آخر من قام بالتعديل المقصل; بتاريخ 02-03-2011 الساعة 01:21 AM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|