[شاكر الحصني]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :

فمن الحقائق المؤكدة الغائبة البعث والنشور بعد النفخ في الصور ومايجرى في ذلك اليوم من اهوال وفزع لايعلمه الا الله

قال اللـه تعالى ( وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِفَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ)

فبعد النفخة الثانية يخرج الناس من القبور حفاةً عُراةً غُرْلاً رجالاً ونساء فيبعث الله كل عبد على ما مات عليه

ثم يُحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كَقُرْصَةِ النَّقِىِّ ليس فيها عَلَمُُ لأحدٍ قال الله تعالى ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ )

فيُحشر الناس على ثلاثة أصناف ، صنف مشاة ، وصنف ركبان ، وصنف على وجوههم ولا يتخلف منهم احد ،

قال الله وتعالى : إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا ءَاتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (

وقال تعالى(يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا)

وهناك تدنو الشمس يوم القيامة من روؤس الخلق حتى تكون منهم مقدار ميل فيكون الناس على قدر أعمالهم فى العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً

وفى هذا الموقف ينادى الحق جل جلاله على أناس ليظلهم بظله منهم إمام عادل ، وشاب نشأ فى عبادة اللـه ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا فى اللـه اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصبٍ وجمال فقال إنى أخاف اللـه ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لاتعلم شماله ماتنفق يمينه ، ورجل ذكر اللـه خالياً ففاضت عيناه

وبينما الناس واقفون وجلون في عرصات القيامه في ذلك اليوم الذي مقداره خمسين الف سنة

يكون النبي صلى الله عليه وسلم واقفاً على الحوض كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم ( أنا فرطكم على الحوض يوم القيامة فمن مر علىّ شرب ومن شرب لا يظمأ أبداً ، وليردن على الحوض قوم أعرفهم ويعرفوننى ثم يحال بينى وبينهم ثم يختلجون دونى فأقول : إنهم من أمتى إنهم من أمتى فيقال إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك فأقول سحقاً سحقاً لمن بدل بعدى

ثم يقوم الناس مُقاماً طويلاً يبحثون عن من يشفع لهم فيسألون الشفاعة آدم ثم نوحاً ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى وكل منهم يقول لست لها لست لها اذهبوا الى محمد صلى الله عليه وسلم فيأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون له : يا محمد ، ويصِفُونَ له الحال بأن يشفع لهم عندالله فيقول صلى الله عليه وسلم أنا لها، أنا لها فيأتي عند العرش فيخر فيحمد الله عز وجل بمحامد يفتحها الله عز وجل عليه ، ثم يقال : يا محمد ارفع رأسك وسل تُعْطَ واشْفَعْ تُشَفَّعْ فيقول امتي امتي

فتكون شفاعته العظمى صلى الله عليه وسلم لاهل التوحيد ومن قال مثل مايقول المؤذن ثم سأل لمحمد صلى الله عليه وسلم الوسيلة وتكون شفاعتة لمن أكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم

إنها لمواقف رهيبة عصيبة يوم تذهل كل مرضعة عن رضيعها ، وتضع كل ذات حمل حملها وينتاب الناس الهلع ، والرعب حتى تظنهم سكارى ، وما هم بسكارى ولكن عذاب اللـه شديد

فالابن يفر من أبيه وينساهما وينسى ماهناك من افضال عليه منهما

فلا تعد هناك روابط نسبية حتى يفر الأخ من أخيه

والزوجان يفران من بعضهما فينسيان مابينهما من عطفٍ وصحبة جميلة

الأم الحنون ترمي بطفلها فى غير وعى وهي التي كانت تحبه وتجله وتحميه

الكل يقول نفسى ... نفسى ... ! حتى الأنبياء

قال الله تعالى : (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)

اللهم انا نسألك الرحمة والمغفرة والنجاة من اهوال يوم القيامة والبعث والنشور

اللهم اجعلنا ممن وجبت له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم واجعلنا ممن يشربون من حوضه صلى الله عليه وسلم واجعلنا ممن يستظل بظل الله تعالى

وصلى الله وسلم على نبينا محمد


خطبة الشيخ:فهد عبدالرحمن السرداح

[شاكر الحصني]

أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يبيض وجوهنا جميعاًيوم تبيض وجوه وتسود وجوه