[المبصر]

حب المراءه للرجل امر فطري لاتخلو منه امراءه قال العلماء( الفرع يحن الى اصله ) ومعنى كلامهم ان المراءه تحن الى الرجل لان المراءة خلقت منه قال تعالي ( وخلق منها زوجها ) قال ابن مسعود خلقت من ضلعه الايسر الاقصر اذن اصل المراءه جزء من الرجل فالرجل الذي لم يتزوج ناقص لان جزئه لم يكمل ولعل هذا يفسر سبب انتشار المعاكسات لان حب الرجل حاجه نفسه عند المراءه يبدا من البلوغ وبسبب تاخر الزواج تتعلق الفتاه بصديقتها او مدرستها لان قبلها بحاجه الى زوج وكذلك الشاب بحاجه الى زوجه يحبها
وفي الخبر ان ادم لما سكن الجنه اصابته وحشه فنام فخلقها الله من ضلعه ( من قفصه الصدري ) ولم يحس بها فلما استيقظ قال من انت ؟ قالت حواء؟ قال ولماذا سميت حواء قالت لاني من الحي خلقت ؟
لاحظ انها خلقت منه فهو سيدها واميراها وانها خلقت وهو لم يشعر بها وكذا الرجل يحب المراءه ويمشي في هوها ولو شق عليه الامر ولا يحس بالتعب لانها ريحانه حياته ووردة عمره وان هدف خلقها الوناسه وزوال الوحشه ولذا تجد المراء النكديه لايعيش معها احد وتعجب ان المراءه تستطيع ان تحول بيتها الى جنه وتستطيع ان تحوله الى جحيم اما الرجل فلا يستطيع ذلك
وتجد سبحان الله ان اسعد الرجال من اسعدته زوجته واشقى الرجال من اشقته زوجته ولو حيزت له الدنيا بحذافيرها اذا لم يهنا بالزوجه فسعادته ناقصه بخلاف المراء ه فقد يسي اليها زوجها ولا ينقص من سعادتها ولذا قالو ( المراءه سريعة النسيان والرجل بطي النسيان ) تنشغل المراءه عن زوجها وتعيش لكن لا يستطيع ان يفعل ذلك الرجل
وعليه فلايحسن بك ان تتدخل بين الزوج وزوجته ولو جاءت لك اختك تشكو زوجها او الزوج يشكو زوجته فحاول تصبيره لماذا ؟ لان اعقد العلاقات العلاقه الزوجيه كثيرا ما تنهد وبسرعه وتقوم بسرعه زوجين بينهما خصومه قويه ثم يتصلحان بقبله او ضمه او موقف مضحك رغم ان الخصومه استمرت اياما
ذكر ابن عبدربه في العقد الفريد ان عثمان بن عفان رضي الله عنه عرضت عليه زوجته تماضر ابنه عمها (نائله بنت الفرافصه الكلبيه ) فقالت هل لك في بكر ممتلئه الخلق بكر اسيله الخد جميله اصيله الراي ( اتحدي نسائنا يفعلن مثل ذلك ) فقال نعم فقالت نائله فتزوجها وهي نصرانيه وحملت اليه من ديار كلب ثم اسلمت فلما دخل بها قال لعلك تكرهين شيبتي ؟
فقالت ان من نسوه الكهل احب الينا من الشاب ( لاحظ حبها للرجل لذاته لا لشكله وسنه )
فقال انا شيخ كبير فقالت افنيت شبابك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خير ما تفني به الاعمار فقال اتقومين لي ام اقوم لك قفالت ما قطعت ارض السمواه الا لخدمتك ( لاحظ خدمه المراءه لزوجها ) فقامت اليه فقال انزعي ثوبك فنزعت فقال حلي مرطك فقالت انت وذاك ( لاحظ الحياء)
ولما دخل عليه المنافقون يريدون قتله كانت معه بل وقته بيدها حتى قطعت اصابعها ( لاحظ وفائها) ولما مات وكانت امراء جميله قالت ( ان الحزن يبلي في القلب كما يبلي الثوب والله مانسيت عثمان فاخذت حجر وكسرت اسنانها حتى لا يخطبها الرجال ولما خطبها معاويه قالت ما تريد من امراه هتما عضباء )
هذه القصيه على ان الصحابيات يعرضن على زواجهن النساء فهل تفعل ذلك نسائنا ما اجمل ان تقول المراءه لزوجها اخطب صديقتي جميله ومودبه
وفيها حب المراء لزوجها وخدمته له حتى ولو كان كبير السن قال عروه بن الزبير ما رفع رجل بعد الايمان خير من منكح صدق وما ذل بعد الكفر بمثل منكح سواء
لاحظ انه جعل الزوجه الصالحه في عينك وفي اخلاقها رفعه والمراءه السئيه ذله
الموضوع له بقيه ان شاء الله