بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » رســــالة من أم الى ولدها المجاهـــد في الميدان

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 29-07-2003, 01:42 AM   #1
.المجاهد المحروم.
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2003
المشاركات: 64
رســــالة من أم الى ولدها المجاهـــد في الميدان

السلام عليــــــــــــكم ورحمة الله وبركاته

إخوتي أعضاء منتدى الأسرة هذه رسالة من أم إلى ولدها المجاهد.. ألام هي أم عبد العزيز زوجة اميرالمجاهدين العرب- سابقا - في البوسنة والهرسك نقلتها لكم من شبكة أنا المسلم للحوار الإسلامي من لقاء أجرته الشبكة مع القائد ابوعبدالعزيز حفظه الله وقد أرفق هو هذه الرسالة وهي الرسالة الأولى من زوجته أم عبدا لعزيز إلى ولدها عبدالعزيزالذي رافق أباه أثناء الجهاد الأفغاني السابق . واظنكم يااخوتي ستنبهرون بهذه الرسالة كما انبهرت وظللت بعد قراءتها مبهورة بها لعدة أيام ولازالت من روعة هذه الأم وعظمتها واستعدادها بالتضحية بكل شئ بما في ذلك فلذة كبدها رغبة فيما عند الله وطمعا بجنانه ولخدمة الإسلام وأترككم الآن لقراءة هذه الرسالة التي أود تقديمها إلى كل أم والى كل زوجة وأخت عساهن يستشعرن بعظم مسؤوليتهن تجاه هذا الدين.
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين ، وصلى اللهم على عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعلى صحبه أجمعين ولا عدوان إلا على الظالمين
ولدي الحبيب أبو العالية ( عبد العزيز ) حفظك الله رعاك
ما أجمل اللقاء بعد الانتظار ولو عبر السطور وبين الكلمات ... بها يعلو الوجه النضارة ويرفرف القلب ليتابع البسمات ، أرى عينيك تنادي .. هلمي .. هلمي فالوقت يمضي كالنغمات ... منايا اللحاق بكم ولكن الهوينا ... فالعدة والعتاد لم تزل بها العثرات ..
أعيش معك ومعكم جميعا ومن بين السطور لنا كلام ... مرفوع بيننا الغضب والملام ... عتاب الأحبة في الأجواء يسري كالهمام ...
ولدي الحبيب : أخاطبك وأخاطب أبنائي جميعا ... حقا ... إن الأخوة في الإسلام والعقيدة أقوى وأحلى وأحب وأقرب من الأخوة في الدم والنسب ... كلنا شوق للقاء ... لكن الجدير بالذكر أين اللقاء ؟! في الأرض أم في السماء ؟! على أرض من الطين والحصباء ؟! ... أم ترابها زعفران وبهاء ؟! ... في ليلة بعدها ليلة بعدها الفناء ؟! ... أم في زمان في ضحوة مالها انتهاء ؟! مع صحبة بعدها فراق ؟! ... أم صحبة الخلد وفردوس وضياء ... رب البرايا وعدنا بالسفر بعد العناء ؟! ... فلنعبر الشوك جميعا لنلقي الأحباء ؟! ... الكل عدو إلا من اتقى الأخلاء ... الذين يفسدون على المرء دينه فهم حقا الأعداء ... فلنلتقي بعون الله غدا ... غدا في الجنة الرحباء ... يقول الله عز وجل { أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟! } .
ولدي الحبيب : كلنا يعد عدته للقاء بكم فأنتم الأعلون إن أخلصتم النية لله تعالى ... أنتم الظاهرون ... وعدنا الله بالنصر المؤزر والفتوحات ... ولنحذر أنفسنا التي بين جنبينا .
أبو العالية ولدي الحبيب : الأم المحبة لولدها هي التي تتطلع إلى الغد .. كيف يزهو نجم ولدها ؟ كيف يظهر ولدها في الآفاق ؟ كيف تعلوا درجاته ؟ كيف يكون إنسانا ناجحا تتطلع إليه كل العيون بالاحترام والتقدير لما وصل إليه ... دائما تتطلع إلى الأمام ... للغد الذي ينتظر ولدها كيف تغرس له الأرض رياحين ... كيف تجعل البسمة لا تفارق جبينه ... وكثيرا آمال الأم ... الأم وحدها هي التي تعي هذا الأمر جيدا . ولكن كيف الطريق إلى الوصول إلى كل ما نتمناه ونصبوا إليه ... هنا تختلف العقول والمفاهيم ... فمنهن من يراها في قوة الجسد والحرص على الصحة ومتابعة الأطباء ... ومنهن من يراها في علوم الدنيا وكسب العيش ... وكل من نظر إلى ولدها تمنى أن يكون هو ... مهما كان العمل ومهما كان الكسب وكيف كانت الوسيلة ... وهذا هو الأسلوب الخاطئ .
وهناك أم ... وهي الأم بعيدة بذهنها ... عميقة بتفكيرها ... تفكر في الغد ... أين يكون ومع من يكون ... وفي رحاب من يكون وإلى متى يكون ؟؟! ... ها أنا ذا ... أصدقك القول ( يا أبو العالية ) وأتمنى من الله العلي القدير أن يجعل كل من كنيتك نصيبا في العلو والرفعة عند الله ... وأن يجعلك الله من الصديقين الذين صدقوا الوعد وباعوا أرواحهم لمولاهم ليشتروا جنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للمتقين ... أنا أتطلع إلى الغد المشرق الذي وعدنا به ربنا ... جنات عدن ... لقاء دائم ... سعادة أبدية ... نشوة روحية ... زوجات حسان ... كأنهن الياقوت والمرجان . وتذكر قول الله عز وجل في سورة الرحمن التي تسمى عروس القرآن { ولمن خاف مقام ربه جنتان ... فبأي آلاء ربكما تكذبان ... ذواتا أفنان ... فبأي آلاء ربكما تكذبان ... فيهما عينان تجريان ... فبأي آلاء ربكما تكذبان ... فيهما من كل فاكهة زوجان ... فبأي آلاء ربكما تكذبان ... متكيئن على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دان ... فبأي آلاء ربكما تكذبان ... فيهن قاصرات الطرف لم يطمثن إنس قبلهم ولا جان ... فبأي آلاء ربكما تكذبان ... كأنهن الياقوت والمرجان ... فبأي آلاء ربكما تكذبان ... هل جزاء الإحسان إلا الإحسان } . سبحان الله ... اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين . هذا ما أتمناه لك ولجميع أبنائي بالجبهة ... هذا هو الأمل المنشود ... أتمنى لكم الراحة والطمأنينة والعزة والرفعة والخلود غدا ... غدا الدائم ... كما يقول رب العزة والجلال ضمن الحديث القدسي : " يا أهل الجنة خلود لا موت أبدا " هذا هو العز الحقيقي ... هذه هي المكانة ولا نود دونها أية مكانة ... فلنناضل ولنكافح ولنجاهد ولنصمد ... ولنحترز ... ولنحرص على نيل هذه المكانة ... وأملنا في الله وحده أن يكرمنا ويرحمنا ويرضى عنا جميعا يا رب العالمين .
ولدي الحبيب : أنا لا أريد أن تعود إلى الدار الفانية ... ولكن عندكم المعبر للعز والخلود والشرف ... فكيف أسمح لقلبي وعقلي وفكري أن يناديك من الأعلى إلى الأدنى ؟! ... أنا التي أحاول أن أصعد الدرجات حتى أصل إليكم ... فشدوا من أزري ... ادعوا لي جميعا أن ألحق بكم حتى أناضل إلى جانبكم قدر ما أعطاني الله من وسع وقوة .
أبو العالية : أناديك وأناشدك الله أنت وجميع الأبناء الأحبة ... أقولها صدقا وأنت تعلم جيدا أنا لا أتكلم إلا إذا كنت على يقين من كلامي ... لقد أحببت الجهاد في سبيل الله ... لقد تغير فكري كثيرا ... كل كياني ينبض بالجهاد ... عيناي لا تتخيل غيركم ... فكري لا يحتوي سواكم ... فأنا أحبكم جميعا ... أرجو أن تبلغ جميع من تراهم أنني أبلغهم التحية والسلام ... ودائما قلبي يدعوكم بالنصر لدين الله ورفعة لا إله إلا هو ... " الله ينصر من ينصره " فلا تهابوا الأعداء ... ودائما تذكروا مقالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه " إني خفت رب الناس فخوف الله مني جميع الناس " ... كان الفرس في زمن الصحابة والتابعين يهابون لقاء المسلمين ، ويقولون لسادتهم : أنتم تدفعوننا لقتال ناس لو أرادوا هدم الجبال لهدموها ... بماذا ؟! بالكثرة ... بالعدة ... بالعتاد ... لا بل بقوة الإيمان ، بالعقيدة السليمة التي تأبى أن يعبد غير الله في أرضه .. الله يرسل لكم جنود لم تروها ، ولابد أن تتيقنوا من ذلك ... لكني أتمنى من الله أن لا تتمنوا الموت ولا تستعجلوه ... العمر مكتوب ... والأجل محدود ، فلا داعي أن تعرضوا أنفسكم للهلاك بنية استعجال الشهادة .. نحن نريد الحفاظ على الرجال من أجل الجهاد ... من أجل بقاء العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ... الذي يقتل كافرا لا تمسه النار ... وكلما زاد عدد قتلاه كلما ارتفعت درته في الجنان ... ونحن نريد ذلك حتى لا تتشوه صورة الجهاد ، لأن أعداء الله يتربصوا بنا ... ويقعدوا لنا في كل مرصد وكل طريق ... والله غالب على أمره ... وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ... فسددوا وجاهدوا وصابروا واحتسبوا واثبتوا .
أبو العالية وأبنائي الأعزاء ... أرجو أن تعلموا جميعا أنني كما ذكرت بإذن الله في بيت الشعر : لا تبكي لا تتندمي .. إلى آخر البيت ... فبنوك اليوم همو جيل النصر المنشود ... فعلا نحن نفرح جميعا وجميع الأسرة عندما يتصل الوالد من طرفكم ليطمئن عن أحوالكم جميعا ... أي أحد منكم نعتبره ولدنا وفلذة كبدنا ... حتى الصغار قلوبهم مملؤة بالحب لكم ... ويتضرعون إلى الله دائما بالدعاء لكم جميعا بالنصر مع الإخلاص لله عز وجل .
أبو العالية : أرجو أن تعلم ويعلم الجميع أن الإبن لا يتحرج من الأم ويكون أكثر صراحة معها من أبيه ... وأنا أتمنى أن يتخذوا مني أما لهم ... وأرجو أن تمطروا علي بطلباتكم جميعا ... والله يعينني في سبيل خدمتكم .
ولدي الحبيب : قلت لي لا تبكي ... لا تتندمي ... من الذي يبكي ومن الذي يتندم ؟! الذي يفوت عنه الخير ... لو يعلم الناس حقيقة من نبكي ... إذا مات الحبيب إلى النفس وقد مات على معصية ... من مات كفرا ... من مات على جهل , هذا الذي يستحق البكاء والحزن ، لماذا ؟ لأنه لم ينل ولم يبلغ ... ولم يحصل على الزاد للغد ... لم يعمر قبره الذي ينتظره ... لم يوسعه بالأعمال الصالحة ... لم يبني القصور التي يسكنها غدا ... تبكي الأم ولدها على الخسارة الفادحة التي سيلقاها هناك غدا ... تبكي الأم على ولدها لأنها لم لتلقي معه بعد النزول من القطار الذي سبقها إليه ... هناك لقاء ... وإن كان سيكون لقاء عتاب وملامة وحسرة على ما ضاع في هذه الدنيا الفانية ... الحزن الشديد منها لأن كليهما في النار ... فكل مشغول بحاله ومحسور على فاعلته وأحواله التي كان عليها في الدنيا... آسف على ما قدم من عمل سيئ ... آسف على الضياع ... تتندم الأم أنها لم تنتج من يقوي شوكة الإسلام ... تتندم على تربيتها التي ضاعت هباء منثورا ... أما أنتم ... فلم الندم ... ولم البكاء ... الموت كالسفر وبعدها اللقاء ... وإذا بكيت وتندمت معناها عدم إيمان بالقضاء والقدر ... ولابد من الرحيل ... سواء كنت صحيحا أم كنت عليل ... سواء مجاهد أو بجانب القلب ذليل ... في شبابك أو بعد عمر طويل ... طالت بناء السنين أم غض الشباب أصيل ... تجول في الدنيا والفساد ... أم جهاد في سبيل الحق الكبير ... ولكن فارق الموتتين عظيم ... أنا أريد إن فقدتك بجسدك لم أفتقدك بروحك ... أنا أستطيع أن تغيب عني في الدنيا ولكن على أمل اللقاء تحت عرش الرحمن ... في الفردوس الأعلى وفي الجنان ... فعيب علي إن بكيت ... وخسارة فادحة إن سكبت الدمع على ولدي ... ومناي أن آتي بقلبي قبل جسدي وبجواركم فنيت ... فما عزة الدنيا وديننا جريح وما بقيت ... فأنا أبكي بدافع الفرح على تقواكم ونضالكم ولا ندم أبدا ... ولا حزن ... فالقلب الذي يعمره الإيمان لا يعرف الندم أبدا ... وأتمنى من الله أن أكون كذلك .
ولدي قد أطلت عليك الحديث ولكن لقاء الأحبة لا يعرف الملل ... فإلى اللقاء عشيته الله سبحانه وتعالى .
ملحوظة : أرجو مساعدة الوالد في جميع طلباته وأما بالنسبة لموضوعك فإن شاء الله فيه الخير كله وسأخبرك نتائج طيبة عاجلا إن شاء الله تبارك وتعالى فصبرا يا حبيب ماما .

ماما ،،،

انتهى نص الرسالــــة....

اللهــــــــــــم زد من أمثالها في أمة حبيبك محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم
والســــــــــلام عليــــــــكم ورحمة الله وبركـاتـــه
__________________
.المجاهد المحروم. غير متصل  


قديم(ـة) 29-07-2003, 04:33 AM   #2
ام الفاتح
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2002
البلد: عابرة سبيل
المشاركات: 160
كثر الله من امثالها ووالله ان الامة لازالت بخيرولله الحمد
__________________
ياخيل الله اركبي
ام الفاتح غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:40 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)