[صالح الخبيب]

من نعم الله تعالى لنا نحن الجيل هذا إن وفر ما نتواصل به مهما تباعدت بنا الأوطان واختلف الزمان ومنها ما نسميه الوسائط الاجتماعية واحدها وسيط التغريد ( التوتير) انه مجال رحب فيه يكتب فكرته الطارئة اللحظية ويصوغها وينشرها بكل يسر وسهولة
إن ما تكتبه إنما هو لك أو عليك ، يشف عن شخصك ، عن ثقافتك ،عن قراءاتك عن مدى نضجك الانفعالي والعقلي والوجداني فلننتقي ما نكتبه كما ننتفي ما نقرأه ، وليكن كل ما نكتبه ذا فائدة ومغزى علميا أو أدبيا ، إنني اختلف رأيا لمن يكتب لذات اللحظة فقط وبعدها نعمل على إزالتها لان مادتها انتهت بوقتها !إن الفكرة تكتب لتبقى لا لتمحى ، الفكرة إذا خرجت من صاحبها باتت لقارئها لا لكاتبها فلنكتب الجيد الجديد الجميل
نكتب لتدعو الفكرة الجديدة للتفكير والابتكار فالفكر بحر يجني منه كل من يغوص في لججه ، نكتب لتلاقح الأفكار مع من لديه قدرة قدح الفكرة فبعض الناس عنده موهبة قدح الفكرة وليس عنده إشعالها ( صياغتها) وبعضهم لديه صياغتها وليس عنده طرحها للممارسة والتجريب وبعضهم ينقصه توثيق ما تم إخضاعه للتجريب والممارسة ، والبعض لديه ذلك لكن نقل الفكرة ونشرها تعوقه !! فكل أودع الله عنده ما يقف عنده لا يتعداه فالإنسان كثير بإخوانه ( بني جنسه) قليل بنفسه ووحدته
وتذكر إن تغريدك مظهر جمالك في ما تكتبه وفيما ترد به على الآخرين وليكن ردنا بجميل العبارة وصدق الكلمة ولندرك أن الحقيقة ليس ملك لأحد دون احد وإننا جميعا نقترب مرة من الحقيقة ونبتعد عنها مرة أخرى فلا ندعي أننا ملكناها وأنها لنا دون غيرنا ،، وحتى لو اعتقدنا ذلك فننا نملك جزء منها لا كلها فأنت في مكانك الآن لا تستطيع رؤية كل زاوية إلا بالاستعانة بغيرك أو الانتقال !! وحتى الانتقال ستختفي عنك لحظتها زوايا كنت سابقا أدركتها !!
يزعجني ما يكتبه البعض من إمطار الغير بوابل السب والشتم والإقصاء ،، وليكن مخالفة أو موافقة لكن تقديمها يوحي بالثقة والاطمئنان وحب الغير ،، وثق أن مخالفك قدم لك هدايا لم تنتبه لها
انه قرأ أفكارك ، وانفعل لها أو بها ، ورد عليك( مهتما بفكرتك )وقد يكون مخالفك اقرب منك للحقيقة فكلاكما لا تملكانها ، فلنشكر مخالفينا كما نشكر مؤيدينا فهم مرآة أفكارنا و كوابح طيشنا وكاشفي تجاوزاتنا فكلٌ منا خطا وخيرُ الخطاءين التوابون
ولنجعل وعاء ما نكتبه لغتنا الجميلة الفصحى حتى تتجاوز أفكارنا قرانا ومدننا وأقطارنا للأمة كلها من محيطها إلى خليجها فلم تعد اللهجات المحلية في ظل الانفتاح لها قرار لقد دكت حصونها وتقوقعت بعد رجوع الأم الفصحى إلى البيت العربي ،،، فلم يعد تبديل الحروف بحروف أخرى منطوقة غير مكتوبة مجديا إلا إذا كان تعتقد إن ما تكتبه لن يقرأه احد غير جارك بعدما تخبره !!
وأقول للذين يعروهم الخوف والجزع من الناصب والمنصوب ، وكان وان وأخواتها لقد غدا التعديل النحوي بهذا الانفتاح أشبه (سهولة ) من أن تكتب وعن يمينك ألكسائي وعن يسارك سيبويه !! فما عليك إلا أن تستشير الشبكة التي أنت تكتب من خلالها فتقودك إلى بر الأمان !! اشكرك..

[دفا.]

حتى اخر حرف وجدت استرسالك مرتب ومفيد
نعم لنعمل على جعل الفكره افعال وان نصوغها قبل زجها
وان نجعل من كل وعاء يحمل افكارنا بدون اندفااع
وان نتلذذ في مشاعرنا اثناء الطرح الجيد والمفيد للجميع

بارك الله فيك

قلمك ذو صبغه وفن راقي الى الامام

[غيث السماء]

جزاكم الله خيرا
المقال جدا رائع والكلمات ذات صياغة وهدف
بارك الله فيكم