|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
05-08-2003, 03:35 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2002
المشاركات: 132
|
الـــــُدرر الاُنسيــــة في حياتنــــا الدنيويـــــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربنا , الخالق الرازق , كل يوم هو في شأن , مقلب الليل والنهار , عظم شأنه , وتجلت قدرته سبحانه , فله الشكر أولاً وآخراً , وله الحمد كله , لا لأحد سواه , والصلاة والسلام على نبي الهدى , عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم , وعلى من اتبعه بإحسان إلى يوم الدين ...... أما بعد :- يعيش المرء حياته غارقا في أوهامه , مستطردا في خياله , ملبيا لشهواته , متجردا من إنسانيته وغايته التي خلق لأجلها , فلسانه يخالف جوارحه , وقوله يعاكس فعله , وظاهره يخالف باطنه ؛ فيدعي أن وجهته الجنة وهو عنها بعيد , وأنه سائر إلى ربه وهو من رضوانه هارب , سيره إلى مولاه ثابت إن لم يتناقص , وإقباله عليه ضعيف , وخدمته لدينه وأمته معدومة , فوا عجبا لأمـــره , يبشر بخير وافر , ونعيم دائم , فيزهد فيه ويرغب عنه , فتارة ينسى واجباته , وأخرى يتجاهل فرائضه , وتارة أخرى يتعاظم فعلها , ولسان حاله إني ضعيف عاجز لا حيلة لدي , هذا وإن أتاه أمر من أمور دنياه , لاستجمع قواه , واستنهض همته , وحكم عقله , واستنفر جنده . أما يكفيه حالة أمته , أما يحزنه ما آلت إليه , أما يستنهض عزمه صراخها في الليل والنهار , أما يعلم أنه هو – نعم هو وحده – قد يضيف إليها نصرا عزيزا , أو ذلا مهينا , أما يعلم أن آفة أمتنا جاءت من أن أكثر رجالها لا يصلحون ابتداء لإدراك رسالتها , كما لا يصلح المصدور للكر والفر في ميدان القتال . إني من خلال السطور التالية أحاول أن أستنهض الهمم , وأفجر القدرات الكامنة لتتحول إلى طاقات حركية , تقودنا إلى مستقبل مشرق عبر التغيير في واقعنا . وكل ما كتبته يداي مستوحىً من كتاب ( جدد حياتك ) لمحمد الغزالي, ذلك الكتاب العجيب , الرائع في أسلوبه , القوي في طرحه , السهل في مفهومه , ولا أخفيكم أني أعدت قراءته ثلاث مرات , في كل مرة استنبط فوائد , واستخرج كنوزا لم أعلمها في قراءاتي السابقة , فجمعت ملاحظاتي , وقيدت صيودي , ورتبت تعليقاتي , فرأيت أنه من الحكمة أن أطلعكم عليها ليعم النفع , وليشتد المسير , فكانت هذه السطور . التجديـــــــد لمنــــــــع الخرف: أجريت دراسة غربية على عدد من مرضى الخرف العقلي ( الهوس ) – الذي غالبا يصيب العجائز – وأفادت أن نسبة كبيرة من المرضى كانت حياتهم روتينية المحتوى , فلا تجديد في أيامهم , فيومه هذا نفسه يوم أمس ويوم غد . في كل يوم ينظم المرء مكتبه , فيضع ما له أهمية في أدراجه , ويتخلص مما لا معنى في الاحتفاظ به , وتجول الأيادي هنا وهناك ليظهر جمال المنزل ويبقى نظيفا مرتبا , وحياتنا ألا تستحق مثل هذا الجهد ؟؟؟ فما أحرى بنا أن نتعاهد أنفسنا ونصونها من كل خلل يصيبها , كيف لا والله يهيب بنا أن نجدد نفوسنا كل ليلة , ألم ينادي عباده في الليل الأخير: ( هل من داع فأستجيب له, هل من مستغفر فأغفر له ). يومـــــك هو حياتك , لا أمس ولا غد : قال الأديب الإنجليزي توماس كارليل : ( ليس لنا أن نتطلع إلى هدف يلوح لنا باهتا من بعيد , وإنما علينا أن ننجز ما في أيدينا من عمل واضح ) . فالعيش في حدود اليوم يمد الإنسان بقوة ؛ فهو يذهب عنه أسى الماضي وقلق المستقبل , ويجسد هذا القول قول رسولنا – صلى الله عليه وسلم – : ( من أصبح آمنا في سربه , معافا في بدنه , عنده قوت يومه , فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ). وقد قال أبو حازم – وهو عبد فقير – : ( ليس بيني وبين الملوك سوى يوم واحد , فأمس فلا يجدون لذته , وأنا لا أجد مشقته , وغدا كلانا منه على وجل , وإنما هو يومنا هذا ) . ولا أدري لماذا يحمل الإنسان نفسه قلق وهم المستقبل وهو لا يدري أيعيشه أم لا , وهذا لا يعني أن يترك الإنسان تخطيط حياته , وإنما المقصود هنا الخوف والقلق من المستقبل , وقد قيل: سهرت أعين ونامت عيون .......... في شؤون تكون أو لا تكون إن ربا كفاك بالأمس ما كان .......... سيكفيك في غد ما يكـــــون الجبــــــال تبـــــــــــارز الأعاصيــــــر: قد يصاب المرء في نفسه أو أهله أو ماله , وقد يتفرق عنه المحبون , وقد ينساه الأهلون , فهل يعني هذا أنك انتهيت , وأن قواك استنفذت , لا .... ألا ترى كيف تصبر البذرة حولا كاملا إلى موسم الربيع القادم فتشق طريقها عبر التراب وتخرج شجرة خضراء مثمرة فكأن لم يصيبها قحط قط . وما أروع هذه الأبيات للشاعر محمد مصطفى حمام: علمتني حيــاتي أن حيـــاتي ................ إنما كانت امتحانا طويـــــــلا قد أرى بعده نعيمــا مقيمـــــا ................ أو أرى بعده عذابا وبيـــــــلا عل خوفي من الحساب كفيل ................ لي بالصفح يوم أرجو الكفيلا عل خوفي يردنـــي عن أمور................ خبثت غاية وساءت سبيــــلا وعد الله من ينيب ويخشــــى ................ بطشه رحمة وصفحا جميــلا وبحسبي وعد من الله حـــــق ................ انه كان وعده مفعـــــــــــولا هــــــل تبيــــع راحتـــــك بنجــــــاح : مع ازدياد الكفاح المستميت للحصول على أكبر حظ ممكن من حطام الدنيا , فان ضريبة ذلك هي الصحة والراحة , فمرض الضغط وتصلب الشرايين والذبحة الصدرية نتيجة شبه حتمية في هذه الحالة , فأي نجاح هذا ثمنه , وأي مكسب هذا غُرمه , وقد يظن المرء أنه بذلك سعيد , وأن حياته جميلة , وقال ابن الرومي في ذلك: يحسب الحظ كلـــه بيديـــه ................ وهو منه على مدى الجوزاء ليس في آجل النعيم له حظ ................ وما ذاق عاجل النعمــــــــاء ذلك الخائب الشقي وإن كــا................ ن يظن أنه من السعـــــــداء أليس السباق الرهيب في أمور الدنيا قرينٌ للحسد والغش والكذب والخداع والطمع , ولهذا وجه الرسول – صلى الله عليه وسلم – أمته : ( إن هذا المال خضر حلو, من أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه , ومن أخذه باستشراف نفس لم يبارك له فيه , وكان كالذي يأكل ولا يشبع...) . ........... وللموضوع بقيـــــــــة . |
05-08-2003, 11:30 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2002
البلد: البدائع بلد الروائع:)
المشاركات: 1,407
|
جزاك الله خيراً أخي الرجل المستحيل ..
كلمات رائعة جدا جدا جدا .. نحن بانتظار البقية ..
__________________
جزى الله خيراً أخي غندر على تصميمه هذا التوقيع الرائع : |
06-08-2003, 04:39 AM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2002
المشاركات: 132
|
العـــــاطفـــــة , حيث الغشـــــــاوة :
العاطفة هي الدافع الرئيسي لتحركاتنا وأفعالنا – مع الأسف – ولذا تجد أن المرء يلون حياته بإحساسه الخاص , فيراها حسب ما يريد أن يراها . فأول خطوة نحو حل المشاكل هي فصل العاطفة عن التفكير, لكي تظهر الحقيقة – ولو كانت مرةً – حسب ما هي , وعندها نستطيع اتخاذ الإجراء المناسب حيالها . ومراحل حل المشاكل – كما يقول ديل كارنيجي – ثلاثة هي : 1 ) استخلص الحقائق. 2 ) حلل هذه الحقائق . 3 ) اتخذ قرارا حاسما , ثم اعمل بمقتضى هذا القرار. ودع عنك القلق والتوتر والتردد فإنها آفة القوى ودليل الردى, وقيل : إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمـــــــــة ............... فإن فســـــــــاد الرأي أن تترددا وضع نصب عينيك قول الله – تعالى – : ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وهو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) . نحـــــو ملكـــــة العلــــــــــم : يقول محمد الغزالي في تعريف العلم : ( العلم إدراك وقواعد وملكة , فالإدراك هو التصور المجرد للأشياء , والقواعد جملة من المبادئ والقوانين والمصطلحات التي وضعها أهل الفنون المختلفة , أما الملكة فهي الخبرة المكتسبة من رسوخ المرء فيما حصل عليه من معارف وفيما وعاه من مناهج علم خاص أو علوم شتى , وهي تتكون من وفرة الإدراك واستحضار القواعد فهي ثمرة ما قبلها ) . والعلم يستحيل نسيانه إن صاحبه تطبيقه , وقال أحد التابعين : ( كنا نستعين على حفظ أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالعمل بها ). فمثل العلم الخامل الكامن في عقولنا بلا عمل ولا تطبيق كمثل الطعام في بطوننا بلا هضم يحوله إلى طاقة, فهنا يكون وجوده أضر من غيابه فيسبب المغص والانتفاخ بالإضافة إلى كونه بيئة مناسبة لتكاثر الجراثيم. وهنا يجدر بي أن أقول لكم أن كل كلمة تقرؤها إن لم يكن لديك عزم على الاستفادة منها فما الحاجة لقراءتها , فدعها لغيرك . علامة الأحياء وعلامة الأموات : إذا كان العمل علامة الأحياء , فالبطالة علامة ماذا ؟؟؟ إن أكبر ما يواجه المجتمعات الإسلامية ذلك الجحود الكامل لإمكانياتها وطاقاتها في أفرادها , سواء كان سببه إهمال المجتمعات أو الفرد نفسه . ولكم أن تتخيلوا نتيجة ذلك , جرائم وفتن , رذائل ومحن , لم تكن من ذي قبل , وقد قال الشافعي : ( النفس إن لم تشغلها بالطاعة , شغلتك بالمعصية) . ومما يلاحظ أن الأمراض والأوهام النفسية لا تصيب العلماء العاملون , والسر في ذلك أنه لا يجتمع إحساسان متناقضان , وهذه الآية خير برهان : ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) . ولا أملك إلا أن أقول عليك يشحن وقتك بكل ما مفيد لك دنيا وآخرةً , وتذكر أن كل دقيقة لا ترفع من قدرك فهي تحط منه . إن النــــار من مستصغــــــر الشـــرر: إنه وبعد أن تقف صامدين أمام الأعاصير, فإنه ما يلبث أحدنا أن ينجرف , والسبب ما أتفهه , فإما نظرة استهان بها , أو صحبة سوء أمنهم , وإما جرعة استحلها . وقد ضرب لنا رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – أروع مثال في التهاون في الصغائر , وهو أن قوما أججوا نارهم وانضجوا طعامهم بأعواد صغيرة . ومثله قول ديل كارنيجي : ( شجرة وسط الغاب ضربتها الصواعق 14 مرة , فأثبتت جدارتها وصمودها , ولكن ما لبثت أن هوت على الأرض بعد أن غزاها جسيمات صغيرة من هوام الأرض ) . إن كل شيء خلقنــــــــاه بقـــــــــدر : يضل الناس في طرفين متعاكسين , فأحدهم يتملكه الهم ويأخذ منه القلق مأخذه في خوفه على تجارته , وآخر يستحث الراحة لان الأرزاق قد قسمت فلا فائدة مرجوة في المسير . وكل هذا سببه الخلط بين دائرتين متمايزتين كل التميز , ومنفصلتين كل الانفصال , دائرة ما له بد , ودائرة ما ليس له بد , وقال الرسول – صلى الله عليه وسلم - : ( اتق المحارم تكن أعبد الناس , وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ) , فأمر الرسول – صلى الله عليه وسلم– يقتضي العمل والتسليم , فالعمل يكون فيما يستطيعه المرء , والتسليم يكون فيما لا قدرة للمرء عليه , وما أجمل قول ديل كارنيجي : هبني الهم الصبر والقــــــــــــوة لأرضى بما ليس منه بــــــــــــد وهبني الله الشجاعة والقـــــــوة لأغير ما تقوى على تغييره يـــد وهبني اللهم الرأي والحكمـــــــة لأميــــــــــــــــــز بين هذا وذاك لمـــــــاذا الديــــــن : كان الإسلام ليوجه المسار , ويستحث المسير , ويكبح الشهوات , ويصرفها فيما يرضي الله , فهو كالشطآن القائمة تمنع لجج الماء من تسير كيفما تشاء , لكن قد يبدر من المرء الزلل كما قد يخرج الماء عن مساره إن هو اعتلى الشطآن القائمة , فهل من الأفضل أن يتمادى في زلتـه , ويسترسل في غيه !!! أليست عودته إلى مساره الصحيح أدعى له وأسلم ........ بلا . ما فـــــــــــات مـــــــــــات : يُنغص الناس حياتهم بأيديهم , فما فتئوا يذكرون مصائبهم , فأسىً على أسى , وحرقة تعلوها حرقة , وكان بوسعهم تجنب هذا الشعور بنسيان ما فات لو أنهم علموا أن لا جدوى ترتجى مما فات سوى استقراء الفوائد , واستخراج العبر . اصنع حياتـــــــــك : في لجج الحياة , قد يشتم الناس حياتهم , ويصموها بكل قبيح رذيل , وما علموا أنها ليست إلا حصاد أفكارهم التي ترجموها إلى أعمال , قال تعالى : ( أولما أصابتكم مصيبة قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير ) , وقد قيـل : حياتنا من صنع أفكارنا , ومصائبنا من تصورات عقولنا , وما نلقاه بسبب أيدينا . إن أهم شيء في حياتنا هو كيف نستقي الأفكار الصائبة , فمتى كانت فبعدها يسير . فالأفكار هي القوة الدافعة , والطاقة المحركة إلى الهدف , فمتى حسنت حسن الوصول , والعكس بالعكس . ألا ترى كيف ينتصر الجيش المؤمن حقا بأفكاره , المستميت من أجل تحقيقها بالرغم من عتاده القليل . ............ وللموضوع بقيـــــــــــــــــة .
__________________
بالكتاب والسنة فقط , نستطيع النهوض |
07-08-2003, 03:55 PM | #4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2002
المشاركات: 132
|
لا تكن وقــــــــودا كي لا تشتعـــــــــــــل :
لا تأبه بمن عاداك , بل أحسن إليه , وانصب نفسك على سور عال من فضائلك , فلا يصلك ما يقذفونك به , وتذكر أن كلاً ينفق مما عنده , واحمد ربك أن لم تكن في مثل مواضعهم , وما أحلى الحلم مع العلم , وما أجمل العفو عند المقدرة . وحذار من أن تثار بكلمة عابرة , فإن فعلت فقد صدقت قولهم فيك , واعلم أن التفرغ للخصومات ديدن من لا عمل لهم سوى اللجاجة وإيثار النزاع . تذكــــــر أن النفس في حالة الانفعالات رقيقة التحصين , سهلة الاختراق , فتردادها أفكار إبليسية , قد ترديها المهالك , ولهذا كان من الحكمة التعوذ بالله من الشيطان . عليك بالحلم والأناة فإنهما خصلتان يحبهما الله , وتذكر أنه لا يفيدك أن يعذب – في الآخرة – أخوك بسببك , وقد قال تعالى : ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) , وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( إذا جمع الله الخلائق نادى مناد : أين أهل الفضل ؟ قال فيقوم أناس – وهم يسير – فينطلقون سراعا إلى الجنة , فتتلقاهم الملائكة , فيقولون : وما فضلكم ؟ فيقولون : كنا إذا ظُلمنا صبرنا , وإذا أُسيء إلينا حملنا , فيقال لهم : ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين ) . أنشــــــــــد الأجــــــــــر لا الشكـــــــــر : يقول محمد الغزالي : ( محض عملك لله , وانشد ثوابه وحده , ولا تنتظر أن يشكرك أحد من الناس , بل توقع أن يضيق الناس بك , وأن يحقدوا عليك , وأن يبتغوا الريبة وينسوا الفضل ) . عجباً , كيف يغضب الناس إن لم يسدى إليهم الشكر وهم في زمن الجحود , فقد جُحدت نعم الله – جل وعلا – من قبل , وهو المنعم الخالق الرحمن الرحيم , بل إن البعض يتناول نعم الله وكأنه يسترد حقا مسلوباً . لا تعول على حمد وأنت في زمن نكران الجميل , وكن كمن وصفهم الله بقوله : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا # إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا ) . أنت تملـــــــــــك الملايـــــــــــــــــــين : يدخل الهواء رئتيك ( 12 – 15 ) مرة في كل الدقيقة , وينبض قلبك 72 مرة في الدقيقة , وترشح الكليتين دمك يومياً , وتحافظ الكليتين على ضغط دمك في حدوده الطبيعية , وتهضم معدتك الطعام بهدوء ويسر , ويسهم جذع الدماغ في تنظيم أجهزة جسمك المختلفة , ويساعد المخيخ على التحكم في حركتك , وتعد قشرة الدماغ مركز الأوامر والإرساليات الإرادية إلى أنحاء الجسم , ..................... , ولكن ماذا لو اختل هذا النظام الذي أودعه الله فيك , أما تفديه بكل ما تملك ؟؟؟ وعظ ابن السماك هارون الرشيد يوما – وقد أتي بماء ليشربه – فقال : ( لو حبست عنك هذه الشربة أكنت تفديها بملكك ؟ قال : نعم , قال : فلو حبس عنك خروجها , أكنت تفديها بملكك ؟ قال : نعم , قال : فما خير في ملك لا يساوي شربة ولا بولة ) . نعم , فهل تبيع بصرك بمليون ريال ! وقلبك , ورئتيك , وكليتيك , وعقلك كذلك !!! والتي يتلهف الكثيرون للحصول عليها بأغلى الأثمان . إذاً لم الحزن وأنت غني ؟! نعم أنت غني جداً , فابتسم فأنت من الأثرياء . استقــــــــــــــلا ل النفـــــــس : لكل منا عقليةٌ خاصة به , وسجايا تخصه , وشخصية يستحيل الحصول على نسخة مثلها كما يستحيل تشابه بصمات أصابع اليد الواحدة . لكن البعض تجاهل نعم الله عليه , واستخف بعقله , مقلدا غيره في حياته , ملبسه , بل وحتى منطقه , وما هذا إلا تحجر في التفكير وجحود للنعم , وما علم هذا الإنسان أنه بذلك قيد تفكيره بحدود ضيقة بينما عقله فسيح الأرجاء . لماذا لا يعيش الناس على فطرتهم التي خلقهم الله بها , كما تنمو أنواع النبات , لا النخيل تتحول أعنابا , ولا الثمار تحاكي غيرها في طعم أو لون . قال تعالى : ( ولكل وجهة هو موليها , فاستبقوا الخيرات ...) . معناه لا يخفى على الجميع , والتي نزلت في القبلة , ولكنها تحتمل معنى آخر – كما ذهب القرطبي – وهو أن لكل امرئ حياته المستقلة , ومسارا يسير عليه في حياته ومنهاجا ينتهجه هو بنفسه , لا هو آخذٌ منهاج غيره , ولا غيره يأخذ منهاجه . ولما كان ذلك , فاحتمال الفرقة كبير , والتنازع وارد , فإنه جاء بعده " فاستبقوا الخيرات " ليكون الهدف واحد والغاية موحدة , بالرغم من اختلاف الطريقة . اصنع من الليمونة المَلِحَةِ شراباً حلواً : من البداهة تحقيق مكسب ما , أو مأرب محدد , ولكن الأمر الأكثر بداهة , والأعظم جرأة تحويل الخسائر إلى مكاسب , فهذا الفيصل بين الرجل لمجرد أنه رجل والكيس الفطن . ألا ترى كيف حولت الولايات المتحدة الأمريكية نكبتها وفضيحةُ أمنها في 11 سبتمبر إلى مكسب لها ؟! فقد ألبت - وما زالت – العالم كله من أجلها للقضاء على أعدائها , والتعاون معها , وتطبيق أوامرها . كن ايجابيا في كل أمورك وحتى عند نكباتك , بل اجعل النكبة منحة , وحول الزلة إلى مكسب , وتذكر أنه بدل من أن تلعن الظلام ألف مرة , فإنه من الأفضل لك أن تشعل شمعة . حب النفــــــس وحب الآخريـــــــن : جبلت النفس على حب ذاتها , والسعي من أجلها , والتفاني في خدمتها , ولا عيب , فيمكن القول أن هذه الغريزة التي أودعها الله البشر هي سبب ما وصل إليه الإنسان من تطور علمي ومكتشفات ومخترعات , ولئن كانت الدافع في إحراز الدنيا , فإن عليها التعويل في إحراز الآخرة , فمن حُب المرء لنفسه أن لا يرضى لها سوى الجنة . لكن هذه الغريزة أخذت منحنى آخر , وبدأت تتضخم على حساب الأخلاق الحسنة الأخرى , حتى أوبقت صاحبها , وأفسدت مجتمعه . فالأثرة خلق دميم , تلون للإنسان حياته بألوان خداعة , فلا يرى الحياة إلا من خلال منظاره الخاص , إن قريب أو بعيد حسب ما تقتضيه مصلحته الخاصة . إنه ما أجمل الشعور والإحساس بأنك تعيش للآخرين , والآخرين يعيشون لك , وقد قال الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – لأبي ذر- رضي الله عنه - : ( .... وتأمر بالمعروف , وتنهى عن المنكر , وتعزل الشوك عن طريق الناس والعظم والحجر , وتهدي الأعمى , وتسمع الأصم والأبكم حتى يفقه , وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها , وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث , وترفع ذراعيك مع الضعيف , كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك ) . انظر إلى التفاني في خدمة الغير , ما أروعها من تعاليم , صدرت من الرسول الكريم , أليس حريٌ بنا نعمل بها؟؟؟ ............ وللموضــــــوع بقيــــــــــــة . آخر من قام بالتعديل الرجل المستحيل; بتاريخ 07-08-2003 الساعة 03:58 PM. |
08-08-2003, 03:14 PM | #5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2002
المشاركات: 132
|
المـــــــرء بين المظهـــــــــر والمخبــــــــــر:
ألا تبهرك الماسة بشكلها الجذاب , ومظهرها الحلو , وجمالها الفائق , ورونقها اللبق , وصفائها الهادئ , ولمعانها الوضاء , وقيمتها الباهضة !!! وألا يسوؤك ماسةً اشتريتها , أسرتك بوميضها , وأعجبك مظهرها , وخانتك حقيقتها , فما هي إلا ماسة مخادعة زينها لك البائع !!! كذا الناس , يختلفون باختلاف حقائقهم ومظاهرهم . إن المؤمن ظاهره يستمد النور من الداخل , وأخلاقه نابعة عن قناعة نفس وسعة صدر , كالأرض الخصبة تزداد خصوبتها كلما نزلت إلى أعماقها هذا بالإضافة إلى الكنوز والجواهر المستترة عن الأعين . الإنســــــــان بين الإلحــــــــــــاد والإيمــــــــــــان : الإنسان ذلك المخلوق الضعيف , المغتر بقوته وذكائه , ذلك الجحود حيث الخطيئة . أين سعي الإنسان مقابل رعاية الله ! وأين جهده مقابل حفظ الله ! بل أين عقله من حكمة الله ! أين الإنسان من ربه ! يمر على الإنسان 4 مراحل وهو في صلب أباه , ثم يعقبها مراحل أربع ليكتمل نمو ذلك الحيوان المنوي الصغير . بعد ذلك , يسبح الحيوان المنوي في الرحم من بين 120 مليون حيوان منوي آخر شاقاً طريقه إلى البويضة – التي مرت هي الأخرى بمراحل عديدة – فيخترق غلافها الخارجي , وعندها تختلط الأمشاج مكونة صفات إنسانية فريدة لا ولن يوجد مثلها على مر العصور . ويتلو ذلك , مراحل الحمل , من علقة إلى مضغة غير مخلقة , إلى مضغة مخلقة , والى أن يكتمل النمو , ويلج الدنيا , ويكبر شيئا فشيئا حتى يرد إلى أرذل العمر – إن كتب له العيش إلى ذلك السن – ويخرج منها كما ولج إليها عارياً . في حياتــــــــــك , كم من مرض جُنبته وأنت لا تدري ؟! وكم مصيبة تعدتك إلى غيرك بقدرة الرحمن وأنت ساهي ؟! . إن رباً حفظك في كل مراحلك السابقة , لهو القادر أن يسبغ ويتم عليك من نعمه في مراحلك القادمة. إذا فلماذا كل هذا الصدود عنه ؟! لماذا لا تدع أمورك يدبر الخالق ؟! لماذا لا تترك لربك التصريف في شؤونك ؟! أليس هو الحكيم العليم – جل في علاه – . حياتنــــــــــا والرســـــــــــــول : اصطفى الله رسله من بين خلقه , فهم أولو العقول النيرة , والأبدان الصافية , والعزائم القوية , والفطنة الواسعة – عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم - , وكان آخرهم صفوة رسله , أفضلهم قدرا , وأعلاهم منزلة , محمد – – , رزقه الله الشفاعة العظمى في يوم التناد , يومٌ كلٌ يقول فيه اللهم سلم سلم , إلا محمداً يقول أمتي أمتي . نحبه – عليه الصلاة والسلام – ونتمنى رؤيته , ونسأل الله شفاعة نبيه . ولكن ما نصيبنا من تعاليمه !!! وما حظنا من هديه !!! ألا يجب علينا أن نتخذه القدوة فوق كل قدوة , ونجعل منه المثل الرفيعة نعمل بها , أم أننا نحبه – قولا – فإذا ما جد الجد استهوتنا أنفسنا ؟!! ونسينا أوامر ه ؟!! بقدر ما تكون , يكون الإعصار ضدك : الحسد , أول جريمة اقترفت كانت باسمه , يظهر في كل مكان وزمان طالما أن فيه شيء وضده , فالوضيع يرى الرفيع مُتحدياً له , والفقير يرى الغني منافساً له , ويتخذ الدميمُ الوسيمَ عدواً لدوداً , وهكذا دواليك . وكلما ازداد المرء حظه من الدنيا , قوي الإعصار أمامه , فالنفس إذا استشرهت ودت لو أن لها ما في الأرض جميعا , وقيل : إذا محاسني اللائي أدل بها ............... كانت ذنوبا فقل : كيف أعتذرُ إننا – خاصة في هذا الزمن زمن الماديات – نشهد أعتى عصور الحسد , فأصبح يقوم الناس عليه ويرقدوا , فكم من مواهب دفنت , وكم من عبقريات وُصمت بالغباء , وكم من كريم لقب بالبخيل , وكم من عفيف صُور خسيساً , فأصبح لزاما علينا استشعار قول المتنبي كل حين : وإن أتتك مذمتي من ناقص ...............فهي شهادة لي بأني كامـــــل وتذكر أن الناس لا ينقمون على وضيع , بل جل همهم العظماء والشرفاء من الرجال , فلا يسلبونك ثقتك بنفسك , ولا تيأس فإن ما تواجهه من نقد لاذع هو جزاء ما أُتِيتُه من شرف ورفعة . ولكن ليس من السهولة النجاة من أحقاد الحاقدين , وشرور الحاسدين , لذا لا بد لنا من التمسك بحبل الله المتين , تحت حفظه , وبرعايته , ( قل أعوذ برب الفلق # من شر ما خلق # ومن شر غاسق إذا وقب # ومن شر النفاثات في العقد # ومن شر حاسد إذا حسد ) . لا تستهوينك العامـــــــــــة : قيل : رحم الله امرئ أهدى إلي عيوبي . أمر جميل ولكن أن تؤخذ الملاحظات على أنها مسلمات فهذا معيب , فلا كل الملاحظات صحيحة , وبعضها مكيدة . إن الرجل الواثق من خطواته , والعصي على أهوائه , المتمسك بفكرته , لا يستوقفه هراء العامة , ولا يضيره نقد الجماهير , أو تثبيط المثبطين , بل يطير بنفسه فوقهم , ساعياً إلى هدفه , يستحثه عزمه , ويساعده إيمانه , ولسان حاله : (اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون # من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب عظيم ) . ولكن البعض – من فرط ثقته – لا يكترث بالناس وأرائهم , وما قد يكنونه من إخلاص ومحبة , ولكن الوسطية محمودة , فلا تُعطى العامة أكثر من حقوقهم , وقيل : إن العامة تستدرج الخاصة , فإذا جد الجد كان على الخاصة أن يدبروا أمرهم . حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا , وِزنُوها قبل تُوزنوا : في مجال المال , الورق والتدوين سر المضاربة والتجارة , فلا تجد شركة إلا ولديها سجل كامل عن نشاطها وسيرها ومكاسبها وكل شيء عنها , بل إن أي غلطة في دوين صفقة ما أو نشاط معين قد تُودي الشركة إلى الإفلاس . ولكن ماذا عن أنفسنا التي هي ميدان التجارة الحقيقة , فمكسبها الجنة , وخسارتها النار , هل حاسبنا أنفسنا كما نحاسب أعمالنا ؟!! أليس يجب علينا أن نكون أمناء مع أنفسنا الذاتية كما نحن مع أنفسنا المادية ؟!! أليست الخسارة النفسية أشد وأنكى مما قد نفقده من متاع الدنيا الذي سنخسره – لا محالة – يوماً ما ؟!! .....................وللموضوع بقيــــــــــــــة .
__________________
بالكتاب والسنة فقط , نستطيع النهوض |
09-08-2003, 02:36 AM | #6 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2002
المشاركات: 132
|
وفي نهاية المطاف , وبعد أن قدمت لكم هذه الدرر , فإني رأيت أنه من الأجدر أن أنظمها في عقد جميل ليكتمل الجمال , ويسهل الاستعمال :
____________________________________________ الأولى : تعاهد نفسك كما تتعاهد مكتبك , وطورها في ميادين الخير . الثانية : دع عنك ثقل الماضي , ولا تحمل هم المستقبل , وانجر ما بين يديك من أعمال . الثالثة : كن جبلاً لا يُزيحه ريح , ولا يؤثر فيه إعصار , وتذكر أن الطريق العَسِر يؤدي إلى جنة . الرابعة : تذكر أن الراحة والصحة لا يساويها أي نجاح فاني . الخامسة : كن واقعياً تجاه مشكلاتك , وتذكر أنه بالتأني تستطيع حل مشكلاتك . السادسة : علم بلا عمل كالطعام بلا هضم , ضرره أكبر من نفعه . السابعة : تذكر أن الإنسان العامل محصن من الأهواء وشرور الأهوال , وتذكر أن كل دقيقة لا ترفع من قدرك فهي تحط منه . الثامنة : احذر من التوافه كحذرك من الكبائر , فالبعوض يدمي مقلة الأسد . التاسعة : اتق المحارم تكن أعبد الناس , وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس . العاشرة : تذكر أن العودة إلى الجادة خيرٌ ألف مرة من الاستمرار في طرق الشهوات . الحادية عشرة : تذكر أنه لا فائدة ترتجى مما فات سوى استقراء الفوائد , واستخراج العبر . الثانية عشرة : حياتنا من صنع أفكارنا ومصائبنا من تصورات عقولنا وما نلقاه بسبب أيدينا , فأحسن صنع حياتك . الثالثة عشرة : لا تكن وقودا كي لا تشتعـل , ولا تأبه بمن عداك , بل أحسن إليه واصفح , فالأجر على الله . الرابعة عشرة : كن سامياً في أفعالك , فأي فائدة مرجوة من عمل جزاؤه شكر بلا أجر . الخامسة عشرة : ارسم ابتسامة على شفتيك دائما , فأنت غني ثري بما تملكه من نعم . السادسة عشرة : لا تقلد غيرك أبدا , وارسم لنفسك سكة مستقلة تسير عليها . السابعة عشرة : كم من محنة في طياتها منحة , فكن ايجابيا في نكباتك , وحاول أن تبحث عن المنح فيها. الثامنة عشرة : تذكر أن السعادة في مساعدة الآخرين لا تضاهيها أي سعادة . التاسعة عشرة : اجعل أعمالك الخيرة نابعة من أعماق نفسك , واحذر من تصنُعها . العشرون : وكل أمورك إلى الله دائماً مع فعل السبب , فالله يعطي العالم العامل ما لا يعطي العالم مهما بلغ من علم . الحادية والعشرون : اجعل من محبتك للرسول – صلى الله عليه وسلم – سبباً للاتصال به واتخاذه قدوة . الثانية والعشرون : لا تأبه بما قد يواجهك من نقد لاذع , فهو غُرم ما قد نلته من شرف ومكانة . الثالثة والعشرون : لا تعطي العامة أكثر من حقوقهم , واسمُ بنفسك عنهم . الرابعة والعشرون : كن أميناً مع نفسك الذاتية كما أنك أمينٌ مع نفسك المادية , وحاسب نفسك قبل أن تحاسب . وهنا , يجب عليك أن تستشعر أنك تمتلك الطاقة والقوة لأن تكون عظيماً , فقط أطلق الشرارة الأولى , ثم ابدأ التحليق عالياً كالطير , صحيح أن الطير قد يهبط إلى الأرض , لكن ما يلبث أن يعاود الطيران , نعم لا ترضى بالدون , فمنظر الأرض من الجو جميل جدا . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . |
الإشارات المرجعية |
|
|