[إبراهيم اليحيى]

كيف تكون سعيدا في سفرك؟
من المعلوم أن السفر مأخوذ من الإسفار أي الوضوح هذا في اللغة أما في الاصطلاح فهو مفارقة البنيان.... والمفارقة في الغالب يعتريها شيء من الحزن.... والحزن مع الخروج عن المألوف أمر فيه ما فيه من التعب... وقد ذكر الصادق المصدوق أن السفر قطعة من العذاب.
ولكي تجعل بعض الانسجام ما بين سفرك وإقامتك أو هدوء نفسك في الإقامة والسفر؛ يجب أن تفهم المعادلة.... فهناك أمور عرفت بالتجربة...
من سبر أحوال نفسه والآخرين وردود الأفعال لجميع الرفقة؛ وجد أن المعادلة سهلة وواضحة.
ما هي المعادلة:
السفر قائم والتعب حاصل فإما أن تقضي أوقات السفر بمتعة وسعادة أو أن تقضيها بنفس ثقيلة وتأفف.
فإن قضيت مدة السفر بنفس منشرحة فإن السعادة ستسري في عروقك مما يفيدك أكثر في حالتك النفسية في تلك السفرة ويفيدك في حياتك على وجه العموم.
أما إن قضيت مدة السفر بنفس ثقيلة وتأفف ولا يعجبك العجب ولا الصيام في رجب؛ فإن السفينة ستسير والتعب والخذلان عليك وحدك.
من أراد الخلاصة في هذه الوصفة فهي كالتالي:
إذا سافرت مع رفيق أو رفقة؛ فكن إيجابيا...
عندما تسافر أنت ورفيقك سواء كان من الأصدقاء أو من غيرهم، يجب عليك أن تفهم المعادلة، فلا أنت مسافر معه لتسعده ولا هو مسافر معك ليسعدك.... وهذا الأمر متفق عليه.
العمل: إذا سافرت أنت وآخر أيا كان ذاك الآخر؛ عليك أن تتفاعل معه بشكل مناسب؛ مثل أن تكون متفائلا، بشوشا إلى حد ما، غير عصبي، والأمر الذي سأخبرك به أهم من هذا كله وهو أن تكون مرنا مع رفيقك في السفر....
كيف تكون مرنا؟
بمعنى لو أن صديقك اقترح عليك في السفر الذهاب إلى وجهة معينة، فلا تفعل كما فعل بعض الحمقى، وقال لصاحبه: ليس لي نفس للذهاب لتلك المنطقة، اذهب أنت وحدك، وأنا تجدني في الفندق عندما تعود!!!.
وإنما التصرف الأمثل أن تكون مرنا بحيث تتجاوب معه بالطريقة التوافقية.
فلو أنك سبق وأن زرت المكان، كان الأولى أن تقول له: فكرة رائعة، سبق أن زرت المكان، وأنصحك بزيارته، وأنا ممكن أرافقك، ولكن وش رأيك لو ذهبنا لمكان أنا وأنت لم نره من قبل؟
هذه إحدى الإجابات الإيجابية التي تجعل الرحلة سعيدة.
وهناك إجابة أخرى: فكرة حلوة يا صديقي المكان الذي اقترحته ممتاز سبق أن زرته، وأبشر سوف نذهب سويا.... هذه أروع من التي قبلها. إجابة إيجابية تجعل الرحلة أكثر سعادة.
الخلطة السرية أن تكون متعاونا مع صديق السفر وهو في ذات الوقت يكون متعاونا معك. بهذا التفاهم تكون الرحلة سعيدة.
فلو أن صاحبك أرد الذهاب إلى السوق للتبضع (هدايا خاصة)، ويرغب أن يكون وحده، فقال لك: بعد إذنك أريد أن أذهب إلى السوق لشراء بعض الملابس لزوجتي...
واضح من الاستئذان وذكر عبارة (زوجتي) أن صاحبك يريد أن يكون وحده في هذا المشوار...
أنت هنا تقول له: موفق إن شاء الله، وإن احتجت شيء أو نقصك شيء (أنا موجود)... أو أي من العبارات التي تجعل صديقك يبحر في عالم السعادة.
لو قال لك صاحبك: نفسي اليوم أتعشى أو أتغدى في المكان الفلاني... على طول تجاوبه بشيء من التفاعل الإيجابي وتقول له مثلا: فكرة حلوة حتى أنا جاي على بالي نوع الأكل... وأنت لم تكذب فعندما نطق صاحبك باسم المطعم وعرفت نوعية أكله؛ جاء على بالك.
ولا تقل: والله ما لي نفس، اذهب أنت وكل وحدك وتجدني في المكان الفلاني!!!.
إذا كنت بالفعل لا نفس لك في الأكل؛ فلا أحد يجبرك... ولكن عليك أن تكون إيجابيا... وتقول له: لعلك تعذرني فقد أكلت قبل قليل من المكان الفلاني وسد نفسي عن الأكل الآن... وهذا العذر يفترض أن لا يكثر في السفر... بمعنى أنك لا تكرره؛ يحصل مرة واحدة فقط.... وبعد ذلك تتأقلم مع صاحبك في المأكل والمشرب ليعاملك بالمثل وتكون السفرة سعيدة... وعندي أنك تقول له: ليس لي نفس الآن وسأذهب معك وأشرب عصير أو أحلي.... والسبب الذي جعلكم مختلفين في توقيت الوجبات هو عدم التفاهم والتنسيق، لا بد أن يكون هناك تنسيق فلا تأكل وجبة لوحدك وصديق السفر لا يعلم.
عرض الأمر من الأفضل أن لا تكون عرض المقترحات من طرف واحد طوال السفرة... بمعنى أن لا تكون أنت وحدك صاحب المقترحات والعروض وصاحبك دوره التضحيات... بل يجب أن تكون هناك مساحة من الرأي لرفيق السفر.... فإذا كان هو لا يبادر لأنه لا يعرف أو يستحي أو ما شابه ذلك؛ فإنك تقترح عليه عدة أمور وتجعل الاختيار له ثم توافقه... وبهذه الحالة يكون المقترح منه وأنت توافقت معه.
البعد عن التأفف، والبعد عن ضيقة الخلق.... وعدم ذكر رغبتك في تعجيل الرجوع إلى بلدك، لأن هذا الشعور فيه إيحاء ضمني بأنك غير سعيد مع صاحبك في هذه السفرة.
السفر رحلة قصيرة في العمر، والعمر رحلة طويلة في الحياة... علينا أن نكون إيجابيين مع رفقاء الحياة في السفر القصير والطويل. آسف على الإطالة.

[المتمرس]

احسنت والسفر يسفر عن اخلاق الرجال

[إبراهيم اليحيى]

المتمرس

شكرا لك،،،

وللإدارة الموقرة هذا الموضوع وغيره من المواضيع التي أكتبها هي من بنيات الأفكار ولا اعترف ولا أحب النقل حتى وإن أعجبني الموضوع أو المقال. لذا جرى التنويه.