بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » برمج نفسك بنفسك ..!!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 28-09-2011, 08:21 PM   #1
عبدالرحمن الجفن
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
البلد: بريدة
المشاركات: 15
برمج نفسك بنفسك ..!!



في هذه الأسطر أحاول أن أوصل لك مسألة أراها مهمة في حياتك .. وحياتي أيضا ..
كنت كثيرا ما أتأملها فيّ وفي الناس حقيقة .. وتشغل بالي كثيرا .. لتعلقها في حياة المسلم .. ولكونها عند الفهم طريقة تريح الإنسان مما يراه من المنغصات والمكدرات مما لايمكن فواته عن أكثر الناس ..

أو لأنها تضعه في الدائرة الصحيحة عند إكرام الله سبحانه وتعالى له بالمال أو الولد أو غير ذلك .. يعني عند إسعاده في هذه الحياة .. وكيفية التصرف في هذا الإكرام ..

ومثل هذا الأمر الذي أريد أن أتحدث إليك عنه .. المؤمن يراه في حياته طوال وقته .. وله تعلق بالأمور الدينية أو الحياتية .. فهو لا يراوحه ..

هذا العقل الذي ركبه الله فيك ..قبل أن يصل إلى هذه المرحلة التي تتصور الحياة من خلاله .. مر بعدة مراحل .. أو لنقل قام به عدة أسباب حتى وصل إلى هذه الصورة .. وهذه النتيجة .. سواء كانت نتائج جيدة مرغوب فيها .. أو غير مرغوب فيها
وهي أشبه ما تكون بتأليف الكتاب أو الرسالة .. معلومة تدفعها معلومة .. وسطر يتلوه سطر .. حتى تكوّن لديك هذا الكتاب .. حسناً كان أو سيئاً ..

ولو أردت أن اضرب لك مثالا آخر اقرب  .. لقلت لك ميز بين رأيك مثلا في رجل من الرجال ورأي أخيك الذي يخالفك في ما تراه في هذا الرجل .. لو تأملت المسألة لرأيتها عبارة عن تصور .. هذا التصور عبارة عن نتيجة تكونت بسب توارد المعلومات عليك أو على أخيك .. إلا أن أخاك اخفق في معلومة ما كانت سببا في رأيه الذي خالفك فيه .. وأنت اطلعت عليها فكانت النتيجة أن اختلفتما فيه .. لا لكونكما لم تتفقا في أصل معرفة كمال الرجال .. لكن لعدم اتفاق توارد المعلومات عليكما .. وعدم نزولها في مكانها من موضع التفكير المحدد ..

ولهذا مهما حاولت إفهام أخيك السبب الحقيقي .. ففي الغالب لن يتغير شيء من فهمه للقضية .. وذلك لعدم ترتيب المعلومات واتفاقها في طريقة دخولها لتفكيركما ..

ولعل في اختلاف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شخصية أبي بن سلول من اقرب ما يوضح القضية .. مع معرفتنا أن المختلفين من خيرة صحابته عليه الصلاة والسلام .. إلا أن المعلومات التي تخص ابن سلول اكتملت عند البعض ولم تكتمل عن الأخر .. فحدث ما يُعرف مما حدث ..

هذه أمثلة مختصرة لما أردت .. وغيرها كثير .. ومن الممكن أن تضرب أي مثال عند معرفتك للمقصود ..

فأقول :

هذا الإيمان الذي في قلبك .. هو شيء وضعه الله تعالى فيه كما قال عليه الصلاة والسلام : ( كل مولود يولد على الفطرة ) ..
ولتوارد الأسباب إليه ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) ازداد تطوّره  .. وتكونت لهذه الأسباب = عدة تصورات وأراء ومناهج وتوجهات ..

وهي أشبه ما تكون بوضعك للبنات البناء .. تأخذ هذه وتضعها هنا وهذه هنا وتلك هناك .. وفي النهاية تخرج النتيجة .. بما وضعته من تركيب

هذه المناهج والتصورات التي تواردت عليك بتوارد أسبابها .. جعلتك تتعامل مع كثير من الوقائع والأحداث بفهم معين وتصور معين ..
بل وأمْلت لديك في الغالب معرفة محددة في مآلات هذه الأمور ..
وفي النهاية .. وفي جزء منها .. كانت النتيجة أن انطبعت عليك في فهمك الفكرة والمنهج العام الذي تراه في نفسك الآن ..

هذا التصور العام للحياة وطريقة تعاملك فيها مع غيرك .. وهذا الفهم الذي تراه في تفكيرك .. هو عبارة عن نتيجة نهائية لتلك التصورات والتي تولدت من أسبابٍ تداخلت عليك ..

بل هذه الطريقة التي تفاعلت بها مع ما أمرك الله به سبحانه ..
سواء ما يتعلق – مثلا - بسهولة العبادة لديك قوتها وضعفها .. أو صعوبتها .. أو لنقل ما يتعلق بالمصائب والمكدرات صبرك عندها وتحملك .. أو ما يتعلق بسعادتك .. أو حتى في سهولة فعلك للذنب صغر أم كبر ..

هي أيضا نتيجة ذلك التوارد ..!

إذن .. كلما كمل إيمان الإنسان كانت المنغصات أو المشاكل عبارة عن توافه .. لا قيمة لها في نظره .. أو هذه المكملات والظواهر التي نراها في حياتنا مما نصفها بأداوات السعادة هي عبارة عن وسيلة لا غاية ..
لأن التصور الصحيح لها اكتمل فكانت الصورة كما ترى  ..  
وكلما ضعف إيمان الإنسان كان التصرف منه في ذلك على عكس ما يراد منه ..!!

مما يبين هذا أكثر .. لو تأملت .. لوجدت أن البشر في حياتهم المعاشية الطبيعية واحدة .. من لدن آدم عليه السلام حتى يومنا هذا .. سواء في طبيعة الأكل أو الشرب أو النوم أو المعاشرة الزوجية .. أو غير ذلك

وكذلك السعادة التي تكلموا عنها .. وعايشوها .. هي نفسها التي نعرفها اليوم ونعايشها  .. والتي تقع من الإنسان موقع القلب ..
مع أن بيوتهم مختلفة .. ولباسهم مختلف .. وفي المقابل مكملات حياتنا كاللباس و غيره وأنواع الأكلات مختلف تماما ..

إذن التصورات .. أو لنقل مجموع تراكمات الأسباب هي المحفز الحقيقي لصورة النتائج .. إن كانت في السعادة أو الشقاوة ..

فأين هي المشكلة ..؟

المشكلة في النهاية هي في نوعية الأسباب التي طرأت على العقل فظهر هذا التصور والفهم للحياة .. وهذا النوع مع التعامل لتلك المعطيات ..

وهذا أنت تراه في حياتك .. فمثلا الصلاة .. سهولتها لديك أو صعوبتها .. يرجع إلى نوعية الأسباب التي تراكمت على قلبك .. سواء كانت الأسباب حسنة أو سيئة .. كما نراه في المنافقين وقد قال تعالى ( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ) ..
وكذلك ما ينعم الله به عليك .. وكيفية التعامل معه .. سواء بالشكر والثناء على الله سبحانه .. أو بالكفر .. هو أيضا نتيجة نوعية الأسباب التي تواردت على قلبك .. ومنتج أسلوب التفاعل منك على العبادة .. سواء في الإقدام أو الإحجام  ..

فقد تكون النتيجة حسنة .. من غير أن تجهد نفسك .. لان القلب أشرب الخير .. فكان المآل طيبا لحتمية هذا التراكم ..
وقد تكون النتيجة سيئة  .. وإن حاولت أن تصرف نفسك .. لحتمية هذا التراكم أيضاً ..

وفي المقابل .. ما نراه من صعوبة المواجهة من أكثرنا مع الذنب .. وعدم القدرة على انصياع النفس للامتناع .. هو لاختلال توازن الخير في قلبك ..
نعم تعلم علم اليقين أن هذا يغضب ربك سبحانه .. ولكنك غير قادر عن أن تمتنع عنه ..

وأيضا .. إن كان قلبك حيا .. فلست محتاجا إلى كثير مما يحتاجه من تلبس بالذنوب والمعاصي .. بل إلى إنكاره ومنعه من الانتشار اقرب من مجرد الامتناع منه فقط ..
وكذلك الأوراد والأذكار التي شرعت لنا .. قلت أو كثرت هي في الأخير عبارة عن ممهد و مهيء لطبيعة معينة فيك  ..

وما نقرأ من قصص الأنبياء أو الصحابة أو تابعيهم .. مما هو اكبر بكثير مما نتصوره .. وطريقة تعاملهم وتفاعلهم مع ما يَرِدُ عليهم من بلاء أو خير .. وقد وضعوه في مكانه المناسب .. هو أيضا نتيجة حتمية لما يجدون في قلوبهم .. مما نصفه بنوعية الأسباب التي تواردت عليها ..

فأنت ( برمج ) نفسك .. واجعل قلبك كالوعاء .. وانبذ فيه ما يسرك .. ثم انظر بما ينضح ..!
فإن وضعت خيرا فأمل الخير .. وإن وضعت شرا فأمل الشر .. إلا إن رحمك ربك ..
ولكن اعلم انك أنت من يولد هذه النوعية من الأسباب على القلب .. وكونها بتقدير الله لا يعني منعك من الانصراف عن الشر منها والإقبال على خيرها ..

اللهم أصلح قلوبنا وردنا إليك ردا جميلا ..

 

 
عبدالرحمن الجفن غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:55 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)