[أبوسارة اليامي]

(51)
علمتني الحياة : أنه في كلِّ يوم أتعرفُ فيه على عددٍ من الأصدقاء الأوفياء؛ أن أقوم بتجديد عهدي بهم، وأحفظ مودتهم بالثناء، والتعبير لهم عمّا في الفؤاد صراحة؛ لأنهم كتبوا الوفاء بحروف سَمَت معانيها، فطالما تنفّس فؤادي عبق الشرفِ معهم، وما عالمُ التقنية إلاّ مفتاحاً ممّن عرفتُ فيه من شخصيات، وأصدقاء هم سرُّ هذه المحبة، وعلى رأسهم دائماً أصدقائي في ( الفيس بوك ) وغيره ، فهنيئا لي بكم جميعاً .
الإثنين الموافق : 14 / 1 / 1432هـ

(52)
علمتني الحياة : أنّ الصمت في أحيانٍ كثيرة هو أبلغ جواب لكثيرٍ من الأسئلة، خاصّة ( وقت الغضب )؛ فما أجمل أن نضحك في وجه من ينتظر منّا البكاء, في حين نتعلمُ الصمت المؤطر بزمِام الشرع في وجه من ينتظر منّا الكلام السيئ لردّ الإعتبار في إنتصار النفس، ويكفي سُموّاً في ذلك معرفة فقه الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وآله وسلم : لا تغضب .
الثلاثاء الموافق : 15 / 1 / 1432هـ

(53)
علمتني الحياة : أنّ ظروف الحياة المعيشيّة السائدة بين الناس، يمكنها التغيير شريطة التصميم على العمل الجاد، والمدروس بلغة الشرع، وإقامة اجتماعات مُمَنهجةٍ مع أهل الرأي، والمشورة على أسسٍ واضحة البيان من جَمْعِ الكلمة، ووحدة الصف، وهذا لا يتأتى إلاّ من معرفة فقه الواقع، وفهم أهل الفضل.
الأربعاء الموافق : 16 / 1 / 1432هـ

(54)
علمتني الحياة : أنّ حقيقة الأخت لكلِّ واحدٍ منّا؛ هي قرارة النفس؛ ومحبة الفؤاد؛ ووصفٌ للروح التي بين جنبات أنفسنا.
هذه الكلمات أطلقتها للأفاضل ممّن همّش أخته، وكأنَّها لا تعني له شيئاً، فهي في نظره ليست مملكة الحياة بعد الأم، واليوم أدعو لشقيقاتي أن يحفظهُنّ ربي، ووالله أني أُحبهُنّ حُبّاً جمًّا، فلنُحبُّ أخواتنا ونبادلهم المشاعر اللطيفة والرحمة؛ لنتعرَّف على ميادين تلك المملكة من الحُبّْ .
الخميس الموافق : 17 / 1 / 1432هـ

(55)
علمتني الحياة : أنه إن إشتدّ عليّ الأمرُ، وضاقت عليّ السُبل، وتعددت الضوائق، وبدأت المذلّة تُطلُّ برأسها من الناس لتتوالى على كشف النفوس وتذمرها من صاحب الحاجة؛ فإنه والحالة تلك لا ملجأ ولا منجأ من الله إلاّ إليه – سبحانه -؛ فهو يُحبُّ رفع أكفّ الضراعة مع حرارة الدمع المليئ باليقين منه – سبحانه - في تفريج الهمّ، وكشف الكُربة .
الجمعة الموافق : 18 / 1 / 1432هـ

(56)
علمتني الحياة : أن مبدأ النصيحة للناس؛ هو دعوة لتصحيح الخطأ، وألاّ يكون مُنسلخا في تطبيقه عن الشفقة، والرحمة للمخطئ، وعندما أقول هذا فهو لا يعني إغفال أهمية النصيحة للمسلمين، ولكن الأهم مع ذلك أن نعرف أن الناس ولدوا أحراراً، وليسوا عبيداً لنا، وهذا مهمٌ جدا في قبول النصيحة منا، وهذا خاصٌ بالفرد دون غيره من أصحاب القرار والمعرفة .
السبت الموافق : 19 / 1 / 1432هـ

(57)
علمتني الحياة : أنَّ التقارب بين الناس، ومايحصل من خلاله من تقريب وجهات النظر، والتماس الأعذار لبعضهم البعض؛ هو محورٌ أساسي للوصول لشيئ واحد مهم جدا؛ وهو الإنصاف الذي في غيابه يكون مدعاة لترك أشياء كثيرة، ويكفي من ذلك تحويل النفوس من محبة بعضها البعض إلى تخمينٍ وتخرصات لا تمُتُّ للحقيقة بأيّ صلة بدلاً من الإجتماع، والوحدة في الكلمة والصف .
الأحد الموافق : 20 / 1 / 1432هـ

(58)
علمتني الحياة : أنَّ هموم الناس لا تقف بالضرورة على تملُّك المال فقط، بقدر ماهي توضيحُ الطريق للتائه منهم، وهداية الحيران بالتوجيه النبيل، وهذا في نظري يُشكّل منظومة مُتماسكة في إكمال المسيرة للمسجد، والأسرة - فضلاً - عن المدرسة، وبالرغم من ضرورة تلك الحاجة المُلِحة إلاّ أنه لا زال الأمر بحاجة لبيان الطريق، والقُرب منهم، وكما قيل علّمني كيف أصطادُ سمكة؛ خير من أن تعطيني كل يومٍ سمكة .
الإثنين الموافق : 21 / 1 / 1432هـ


(59)
علمتني الحياة : أنَّ التواصل مع الناس، والإهتمام بهم؛ لا يعني بالضرورة أنه تقرُّبٌ لمصالح نرتجيها منهم، وما رأيته من علمائنا، وماسمعته شخصياً من عنايتهم بطُلابِهم، وبالناس؛ يُنبئك حقيقة عن تواضعٍ أشمّ، ومحبة أبويةٍ، وهذا هو الفيصل في تميُّزهم عن غيرهم في محبة الناس لهم .
الثلاثاء الموافق : 22 / 1 / 1432هـ

(60)
علمتني الحياة : أنّ النقد الهادف؛ لا يُعتبرُ معَيبا – خاصة – لأصحاب الحيف والخطأ كحالنا ولئلّا نتخذ نفقاً في الأرض خوفاً منه وهذا يجعلنا نُوطّنُ أنفسنا أنه من الخطأ الواضح أن نتوقع قبول مانطرحه ولذلك من تبنّى فكرة ( ما ) فعليه أن يُدافع عنها بشرط شرعيّة الفكرة وبعُد المقصد وهذا كفيلٌ – بإذن الله – لرسوخ الهدف .
وأخيراً : لن نستطيع أن نُغلق أفواه النُقاد؛ ولكن نستطيع أن ندفن نقدهم الغير بنّاء.
الأربعاء الموافق : 23 / 1 / 1432هـ

[محمد الله يحفظك]

علمتني الحياه ان الصبر مفتاح الفرج .
علمتني الحياه ان التوكل مفتاح الرضى,
جزاك الله خير

[ميـــس]

الله يجزاك خير
كم علمتني يا أباسارة من دروس الحياة
واصل استاذي فنحن متابعون لك

[أبوسارة اليامي]

أشكركم جميعا على زيارتكم وقراءتكم وهذا من دوافع التشريف لي