[أبوسارة اليامي]

(71)
علمتني الحياة : أن ثمَّة أشخاصٌ هم محطُّ الإهتمام في قلوبنا وثباتهم فيها هو بثبات صفاتهم والكُل يشعرُ بقيمتهم عندما تتنوّع علينا الأسماء وتتبدل أمامنا تفاصيل الأيام وحال كل واحدٍ منّا عند فقدهم :
أروحُ وقد ختمت على فؤادي * بحُبِكَ أن يحلَّ به سواكَ .
والصفة التي تجعل من أولئك لهم ثقلٌ في فِراقهم ولا نتنازل عنهم - أبداً - هو : ( الوفـاء ) فأين محل الوفاء من صداقتنا مع الأصحاب ؟
الأربعاء الموافق : 2 / 5 / 1432هـ

(72)
علمتني الحياة : أن أعيد صدى تلك الأيام الخوالي من أوقاتٍ قضيتها مع أصفياء في ألفاظهم وطيبة في قلوبهم وكرما في مجالسهم وكأنّ الأرواح بيننا قد تهامست فيما بينها أنَّ تحفظ جميل الذكريات وإن لم يكن ثمَّة لقاء قريب فكل من عرفته وابتعدت عنه من غير قصدٍ مني أهديه :
أتلو حكاياتكم أشتاق صحبتكم * أهوى حديثكم يازينة النادي .
الخميس الموافق : 3 / 5 / 1432هـ

(73)
علمتني الحياة : أنَّ الواحد منا مهما بلغ من العمر مبلغه وقد اعتاد في أيامه بالجلوس معها ورؤية وجْنَتَيْهَا فإنه لايرضى بغيرها جليسا فقد أوقعتني أسيراً بين جنبات روحها بعد موافقتي - أنا - شخصيا دون إكراه من أحد في تحديد مصيري فجاءت ريشتي الوريدية لرسم لوحة عشقي البرئ لأكتب عليها في أعلى فؤادي لحبيبتي ( لقد فقدتكم ياوالدتي وبقية إخوتي فمتى تعودون من سفركم لمدينة نجران ؟ ) فالبيت دونكم لا شيئ.
الجمعة الموافق : 4 / 5 / 1432هـ

(74)
علمتني الحياة : أنه في خضمّ هذه الضربات الموجعة على المسلمين من اليهود والنصارى ومن حذا حذوهم ألاّ أسمح لنفسي أن أكون بابا يتسلَّلُ من خلاله اليأس والقنوط لقلوب المسلمين من خلال مقاطع الفديو وإن كانت ألامُهم - والله - هي ألامنا ولكن لابدَّ من ترسيخ قضية مهمة وهي : أنَّ الدين ليس له تأريخٌ مُحددٌ للنهاية بل العكس صحيح كلما كثرت الضربات عليه زادت المواقف البطولية لأتباعه المخلصين وتأملوا في كتب التأريخ يتضح لكم هذا جليَّا.
السبت الموافق : 5 / 5 / 1432هـ

(75)
علمتني الحياة : أنَّ الناس بعقولهم الواعية لا يقبلون أبداً ما تعرضه وسائلُ الإعلام من الطعنِ في أهل الخير والفضل من تشويه حقيقة الدين وأحكامه ومايدعون الناس إليه بإعتدال.
وهم (أي : المناوؤن لهم) من المسلمين قطعاً مالم يقدحون في أصول الدين وتبلغهم الحجة فهما وإدراكاً فالشُبه خطافة ولذلك لا يمكن أن تقف دعواتهم طويلاً أمام فطر الناس المسلمة والحمد لله بشرط المقاومة بالوحيين وفهم العلماء الربانيين.
الأحد الموافق : 6 / 5 / 1432هـ

(76)
علمتني الحياة : أن الذي يمر بأزمة معينة ومحنة طارئة فثق أيها المُنصف الحَصيف أنَّ ضميرك الإنساني - فضلاً - عن إسلاميته سيقف بكل قوة مع من يمرُّ بظرفك الماضي وقد تجرَّعتَ غُصصه المريرة ولهذا لا تثريب على من ترك الناس - مثلاً - وقد أغناه الله من بعد فقره فبدأ بالبحث عن الفقراء ليكفكف دمعة طفلٍ يطلبُ حليبا أو أرملةٍ لا تجدُ مصروف بيتها البسيط وغيرها كثير فتأمل ياقارئ حرفي واحمد الله.
الإثنين الموافق : 7 / 5 / 1432هـ

(77)
علمتني الحياة : أنه لا صبر لي في العزل التام عن الناس وهذا ما يجعل الكثير منهم يتفقون على أنَّ هذا ليس محلّ إشكال بيننا ولكنهم جميعاً دون استثناء يتفقون على أنَّ منهجية الإحتكاك بالناس تحتاج هي إلى دُربةٍ ومُمارسة بالأدب والإحترام وبعيدة في الوقت نفسه عن التنظير الطويل والمخالف لما في صفحات الكتب فالأدب الحقيقي يهاتف عمل المروءة ... فإن أجابه الضمير الحي وإلاّ إرتحل حُزنا لصاحبه.
الثلاثاء الموافق : 8 / 5 / 1432هـ

(78)
علمتني الحياة : أن ثمَّة شخصياتٌ تمرُّ بنا في الحياة هي نموذجٌ حيّ للرجولة في حفظ المودة بيننا ، فليست حياتهم السابقة - كما عهدناهم وماعتراها من تقلبات - تستدعي منّا الصدّ الكامل عنهم تحت عباءة الهجر ونحن إذ ذاك نتكلف حقيقة في تطبيق جزئيات الهجر دون النظر المُنصف لأصول الأخلاق ومكارمِها فضلاً عن الدواعي والأسباب.
الأربعاء الموافق : 9 / 5 / 1432هـ

(79)
علمتني الحياة : أن لا أنازع الأمر أهله وأن أترك التصدر الملئ بالشحن النفسي مُقابل شهرة مؤقتة لشخصيتي ومن ثمَّ تبقى نفسي ونفوس الآخرين مكتظة بالحنق والحسد الغير مشرّف لصاحبه وهذا بإختصار ثقافة رديئة المخبر والمنظر وكله تلميح واضح لشخصية المغرور فاللهم لا شماته.
الخميس الموافق : 10 / 5 / 1432هـ

(80)
علمتني الحياة : أنَّ الواحد منّا إذا اعتقد في قرارة نفسه من خلال تصرف فردٍ من الناس وقد أساء له من غير قصد ففسَّر فعله ذلك بأنه مقصودٌ بعينه وكأنه يُبطنُ الشر المحض له فهذا جزءٌ ظاهر ومرفوض من ضريبة الأوهام التي يعيش بين قضبانها ذلك الفكر فعليه أن يدعوا الله بإلحاح ويفعل السبب للخلاص من ذلك الأسر في الأوهام وهذا ما جعل الكثيرين يرفضون مثل هذه الشخصيات فاللهم لا شماته .
الجمعة الموافق : 11 / 5 / 1432هـ

[فــ ـهـ ــد]

منك نستفيد

الله يجزاك خير

[متصفحة]

دروس رائعة ... بارك الله فيك وفيما تطرحه

[صاحبة الامتياز]

بارك الله فيك ~





***

[غيث السماء]

نفع الله بما تكتبون ،
وأوفر لكم الجزاء

[معلمة وفاء]

علمتني الحياة

ان لازال فيها بشر يبعثون الفأل الحسن في صدورنا
ويجعلوننا نتحمل مشاقها ونتجرع مأسيها بأمل وفرح
شكر الله لكم وزادكم من فضله

[أبوسارة اليامي]

بعظيم الود لكم جميعا أبعثها على باقة من التقدير على نفوسكم فالجزاء من جنس العمل