بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » (( الإخلاصُ بالكفرِ يغلبُ الضعفَ بالإيمان ))

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 16-11-2011, 10:15 PM   #1
رولكس
عـضـو
 
صورة رولكس الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2004
البلد: مدينة بريدة
المشاركات: 557
(( الإخلاصُ بالكفرِ يغلبُ الضعفَ بالإيمان ))

أسعدُ الله أوقاتكم
الحقيقةُ قد تؤلمُ أحياناً ، ولكن لابدَّ لطالبِ الشفاءِ من الصبرِ على مرارةِ الدواءِ ، وطالبُ الكيِّ يعلمُ حرارةَ النارِ ، هنا سأوجِعُ من يتغافلُ عنْ واقِعنا ، وهو أنَّا أصْبَحنا أمةً عالةً على غيرِنَا ، حتى ما بأيدِينا ليسَ لنا بل لا نريدُه أن يكونَ لنا ، وذلكَ ليسَ من بابِ الإيثارِ بل من بابِ كُرهِنا لنجاحِ أنفُسِنا ، ولم نعلمْ يوماً أنَّ العزَّةَ والمنَعةَ تحتاجُ لصبرٍ ومصابرةٍ ، ولا بدَّ من جلدِ الذاتِ لاستخراجِ ما صلُحَ بنا ..

جميعُنا وقفَ على مواقفَ تتجلى بها حقيقةُ إِنْجَحنا لغيرِنا ، واستِنفادِ مقدّراتِنا لخدمةِ غيرِنا ، ذهبتُ مرةً لإحدى محلاتِ تغييرِ زيت السيارةِ وعندما توقفتُ طلبتُ من العاملِ نوعَ زيتٍ معينٍ ، فقال لي : استخدم الزيتَ الفلانيّ فهو صناعةٌ سعوديةٌ ، فقلتُ لا ضعْ لي ذلكَ الزيتَ الألمانيّ ، وعندما انتظرتُ عمليةَ التغييرِ ، جلستُ أفكِّرُ في اختياري ، كيفَ لي أن أرفضَ صناعةً سعوديةً وبلديَ هي الأولى في تصدير البترولِ إلى العالمِ ، وهي صاحبةُ أكبرِ احتياطيٍّ نفطيٍّ .. (عفواً كنَّا أكبرَ احتياطيٍّ فأصبَحنا بعدَ فنزويلا بسببِ سدِّ نقصِ الاحتياجِ العالميِّ وكأنَّ مستقبلَ الأجيالِ القادمةِ لا يعْنينا) ثمّ تذكرتُ أننا فقط نقومُ باستخراجِ النفطِ ونبيعُه خاماً ولا نحسنُ تكريرهُ والاستفادةَ من بيعِه بأسعارٍ أعلى ، بما معناهُ نحنُ نبني صرحَ النجاحِ العالميِّ في مجال تكريرِ البترولِ ..
أتذكرُ استاذاً مشاركاً من جنسية سودانية ومحاضراً في عددٍ من الجامعاتِ الأوروبية أيامَ دراستي في السنةِ الأولى من حياتي الجامعيةِ يتحدَّثُ لنا بحرقةٍ عن مثلِ تلكَ الأوضاعِ والتردِّي الذي وصلنا لهُ ، يقولُ في معرضِ حديثِه عن الصناعاتِ وما نستوردُهُ من الخارجِ أننا أصبحنا لا نثقُ بصناعاتِنا أن تكونَ أغطِيَةِ فتحاتِ الصرفِ الصحيِّ-أعزّكمُ الله- من صناعة إنجليزِيّةٍ أو ألمانيَّةٍ ، لا أخْفِيكُمُ أني بقدرِ استمْتاعيَ بشربِ ماءِ زمزمَ يكونُ استمتاعيَ بشربِهِ بكأسٍ من صناعةٍ محليةٍ حتى معَ بساطةِ صناعتِهِ وطريقةِ التخلُّصِ منهُ ..

المشْكِلةُ أنّ الأمرَ امتدَّ من الأشياءِ المحسوسةِ إلى غيرِ المحسوسةِ ، فحتى الأنفسُ أصبَحتْ مشحونةً فلا يكادُ الشخصُ يخرجُ من بيتِهِ إلا وقد أعدّ العدةَ لمعركةٍ فاصلةٍ بين الحياةِ والموتِ وقد شيَّعهُ أهلهُ عندَ البابِ فاستودعوا الله أمانَتهُ وخواتيمَ عملهِ ، حتى عندما تقفُ عندَ الإشارةِ الضوئيةِ تحذرُ الالتفاتَ لمن بجوارِكَ خشيةَ نظراتِه التي تعتقدُ أنَّك تسبرُ أغوارَ مركبَتِه المصونةِ ، حتى أنّ الشخص يضطرُّ للمجاراتِ في الخطأِ خشيةً ممن لا يرعوون ، أضطرُّ أحياناً وأنا ذاهبٌ لأداء صلاةِ الجمعةِ أن أوقفَ مركبتي بطريقةٍ تمنحنِي حقَّ الذهابِ لمنزلي دون إذهابِ الطمأنينةِ التي أتيتُ للبحثِ عنْها ..

سمعتُ أحدَ الأشخاصِ يقول جئتُ من دراسةٍ في بريطانيا لسبعِ سنواتٍ ، فاصطحبتُ شقيقي في إحدى المراتِ وكان الطريقُ مزدحماً بالمركباتِ فأردتُ تغييرَ المسارِ من الأوسطِ إلى الأيسرِ وهممتُ بتنبيهِ من خلفيَ بالإشارةِ الضوئيةِ لذلكَ فتفاجأتُ بأخي يصيحُ ، لا تنبه بالإشارةِ وإلا لن يسمح لكَ بالتجاوزِ ، فهالنِي ما سَمِعتُ ..

خُذُوا أُخرى .. حيثُ يحكِي أحدُ العاملينَ في المرور لي آخرٌ أنّ اثْنَينِ من المُعلِّمينَ اتفقُوا بعدَ خروجِهم من دوامِ يومِ الأربِعاءِ أن يلتَقوا بعدَ ساعتينِ لنزهةٍ بريةٍ ، فأرادَ الله أن يلتقيا بتقاطُعِ "حويلان" ويصطدما ببعضِهما وينشبَ خلافٌ بينهما ويراجِعا إدارةَ المرورِ للفصلِ بينَهما بذلكَ ، وخذْ من الأمثلةِ التي تدلُّ على أنَّا قد وصلنَا لحالةٍ من المرضِ التي نرجو من الله عز وجلّ ألا يكونَ مهلكاً ، وإلا سننُ الله في ذلكَ جليةً في عبادِه ، والأيامُ دولٌ ..

قالَ لي أحدُ الأشخاصِ يوماً : كيفَ للغربِ أن يصلَ لمرحلةٍ من التقدمِ وحسن التعاملِ والخلقِ وهمْ على ضلالٍ عقديٍّ ونحنُ لدينا الشريعةُ السليمةُ والمنهلُ العذبُ ولكن الحالُ لا ترضي العدوَّ ولا الصديقَ ، فقلتُ له : اعلم أنَّ الغربَ كانَ في العصورِ التي ازدهرَ بها الإسلامُ أيامَ العهدِ النبويِّ والخلافةِ الراشدةِ حتى قبيل سقوطِ الأندلسِ كانَ يعيشُ عصور تخلفٍ وانحطاطٍ وكانت تسمى : بالعصور المظلمةِ ، يتهارشون تحارش الحميرِ ، وتطبيقٌ رهيبٌ لطقوس طوائفَ دينيةٍ ، ما أنزلَ الله بها من سلطان ، وكان سبب تقدمهم بعد ذلك هو ابتعادهم عن دينهم الخاطئ ، أما نحن فبابتعادِنا عن دينِنا الصحيحِ نالنا من التخلفِ والقصورِ ما نالنا ، و الإخلاصُ بالكفرِ يتغلب على الضعفِ بالإيمان ، ونسألُ الله أن يصْلحَ أحوالَ المسلمينَ ، ويؤلفَ بين قلوبهِمُ .. والله يحفظكُم ويرعاكُم ..
رولكس غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)