|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
28-09-2003, 12:50 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2002
البلد: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,223
|
صفعة من الشايع على وجه قائد الرذيلة الفكرية النقيدان واعوانه
هذه صورة من مقالة أخونا خالد بن عبد الرحمن الشايع دفاعاً عن شيخ الإسلام ابن تيمية الأئمة الأعلام رحمهم الله ممن وقع فيهم من أمثال النقيدان وأضرابه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم دفــــــاعـاً عن ابن تـيـمـيـة ﴿ إذا بلغ المـاء قـلتـيـن لم ينجـسـه شيء ﴾ بقلم : خالد بن عبد الرحمن الشايع الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، أما بعد : فمما ابتُليت به أمة الإسلام اليوم ما وجد لدى بعض من ينتسب إليها من أنواع العقوق لأئمتها وفضلائها ، حيث وُجِد منهم من يتنقص السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسانٍ إلى يومنا هذا . ومما يؤسف له ما وقع من بعض الجاهلين بفضائل الأئمة ، حيث تهجَّموا على عددٍ من علماء الأمة المشهود لهم بالفضل والإمامة ، ففي الأمس القريب تهور أحد الكتاب في جريدة الوطن لينسب أعمال التفجير الآثمة إلى أنها نتاج خليط من الأفكار التي وصفها بقوله : ﴿ الفكر الوهابي في وجهه الغالي والاتجاه التيمي ﴾ إلى آخر ما ذكر في لَتِّه وعجنه . وقد دخل في هذه الزوبعة بعض الكتاب الأغرار الذين تهجموا على أئمة الدعوة الإصلاحية ، ثم راح أحدهم يهذي في حق علمائنا ومشايخنا في زمننا هذا ، بل وراح بعضهم يتهم مواطن الخير والإصلاح في بلاد الحرمين ، من أمثال حلقات تحفيظ القرآن الكريم والمراكز الصيفية التابعة لوزارة التربية والتعليم ، وبعضهم بدأ يتهم المناهج الدراسية الدينية ويشكك فيها ، إلى غير ذلك من أنواع الهجوم على مقومات مجتمعنا وثوابته . ومن أنواع التشويش كذلك ما حصل من البعض ﴿ بجريدة الرياض العدد 12855 الصادر في 7/7/1424هـ ﴾ حين حاول أحد الكتاب الصحفيين أن يشكك في قامة شامخة وطودٍ عظيم من قامات العلم والحكمة في تاريخ الإسلام والمسلمين . فقد عمد أحد صغار الكتاب الصحفيين لاتهام شيخ الإسلام تقي الدين أبا العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني ، الإمام العلامة والحافظ الناقد الفقيه المجتهد المفسر ، علم الزهاد ونادرة عصره علماً ومعرفةً وشجاعةً وذكاءً وكرماً ونصحاً للأمة ، أحد بحور العلم ، وممن أثنى عليه الموافق والمخالف ، ومن سارت الركبان بتصانيفه العظام ، ومن لا تستغنِ أيُّ مكتبه أو باحثٍ عن تصانيفه ، المتوفَّى في العشرين من ذي القعدة عام 728 للهجرة رحمه الله . قال ابن الزملكاني الشافعي يصف ابن تيمية : ماذا يقول الواصفون له وصفاتُه جلَّت عن الحصرِ هو حجةٌ لله قــاهرةٌ هو بيننـا أُعجُوبة العصر هو آيةٌ في الخلقِ ظاهرةٌ أنـوارُها أربَت عن الفجر وأقول كما قال ابن دقيق العيد : وهو أكبر من أن ينبه مثلي على نعوته ، فلو حلفتُ بين الركن والمقام لحلفت أني ما رأيت بعينيَّ مثله ، ولا رأى هو مثل نفسه في العلم . هكذا نحسبه في العلم والفضل ولا نزكيه على الله ، ومع حبنا له رحمه الله فهو كغيره من العلماء يصيب ويخطئ ، غير أن بحار فضائله وكريم شمائله مما لا مراء فيه . هذا الإمام العلم تهور أحد الصحفيين في وصفه فنسب إليه رحمه الله من صفات الكذب والبهتان ما أعلم أنه لا يؤثر في ذلك الإمام ولا بمقدار ذرة ، وأنها بهذا الكاتب الصحفي المتهجم ألصق وأليق ، وخاصةً ما يتعلق بالتقلبات النفسية والحيرة المرضية ، ولولا أني أردت أن أَشرف بما جاء من الوعد الكريم في الذب عن أهل الإسلام ، وخاصة أئمتهم لما كان مهماً أن أتوقف عند هذه التشويشات التي يصدق عليها قول الشاعر : كناطحٍ صخرةً يوماً ليُوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك من حرمته ، إلا نصره الله في موطن يحب نصرته " رواه أحمد وأبو داود وغيرهما من حديث جابر بن عبدالله وأبي طلحة بن سهل الأنصاري رضي الله عنهم . وابن تيمية رحمه الله إمامٌ مشهود بفضله وسعة علمه ومناقبه الجَمَّة ، وقد استطرد المؤلفون في ذكر مناقبه وفضائله منذ كان حياً إلى يومنا هذا في مؤلفات مطولة ومختصرة ، بل لا زالت الدراسات الأكاديمية ورسائل الماجستير والدكتوراة في الجامعات في العالم الإسلامي وغيره تُخصص لدراسة جوانب النبوغ والتميز في حياته وعبقريته وآثاره العلمية وغيرها ، ولهذا فلا يعدو المقال المشار إليه أن يكون ﴿ تهويشاً وتهريجاً ﴾ أكثر من كونه مقال نقد أو تمحيص ، وأنَّى للكاتب ذلك . وابن تيمية كان له من المخالفين الذين شهدت الدنيا بذكائهم وسعة علومهم وقوة حججهم ، ممن لا يدانيهم الكاتب المشار إليه ولو قيد شعرة ، ومع ذلك لم يملكوا إلا أن يصرحوا بما كان عليه ابن تيمية من الملكات العلمية والقوة العقلية والفضائل الجمة ، فما أصعبه من مرتقى !! . وفي ضوء ذلك : فإن ما جاء في المقال هو في الواقع تهافتٌ ومغالطات واضحة ، وإساءةٌ لهذه الجريدة قبل أن يكون إساءةً لأي أحد ، فابن تيمية آثاره في الدنيا منذ حياته إلى يومنا كمسير الشمس في فلكها ، فأنَّى لأحدٍ أن يبدل هذه الحقيقة التي اختصه الله بها ، ولو كان حيَّاً لتندر بها مخالفوه قبل محبيه . وما أحسن قول الشاعر : وليس يصحُّ في الأذهانِ شيءٌ إذا احتاجَ النهارُ إلى دليلِ وقوله أيضاً : وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً وآفتُهُ مِنَ الفَهم السَّقيم وما هذه الكتابات إلا كما قال العلامة ابن القيم رحمه الله : " مقالاتُ من بُخِسَ حظُّه من معرفة الرحمن ، وقلَّ نصيبه من ذوق حقائق الإيمان ، وفرح بما عنده من زبد الأفكار وزبالة الأذهان " ﴿ إغاثة اللهفان 1/31 ﴾ . وقد نسب الصحفي المشار إليه لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عدداً من الدعاوى ، منها : 1ـ ما ادعاه من حكاية تلاميذ ابن تيمية أنه رحمه الله كان إذا أشكل عليه فهم آية قرأ كل ما وقع بيده من كتب التفسير فإن فتح له شيء وإلا لجأ إلى مسجدٍ خرب أو عتيق وتمرغ فيه كما تتمرغ الدابة ﴿!!﴾ ودعا قائلاً : يا معلم إبراهيم علمني ، ويامفهم سليمان فهمني . ثم افترى الكاتب المذكور على الشيخ بأن هذه القصة تعكس حالةً من الحيرة والقلق إزاء مسائل كبرى .. إلخ. وهذه دعوى مردودة على قائلها ، فلم يكن ابن تيمية يتمرغ كما ذكر ، بل كان يكثر الإخبات والتضرع في السجود ، ولم يكن لديه حيرة ولا قلق ، بل إنه كان صادق التوجه إلى الله واللجأ إليه ، معروفاً بما أكرمه الله من إجابة دعوته ، وكان ثابت القلب منشرح الصدر متنعماً في الطمأنينة الإيمانية والسعادة القلبية ، ومن قوته القلبية أنه كان ما كان عليه من شجاعة وإقدام ، حتى إنَّ الجنَّ كانوا يخضعون له ويهابونه ، وفي هذا يقول ابن دقيق العيد : " وكم عوفي من الصراع الجني إنسانٌ بمجرد تهديده للجني ، وجرت له في ذلك فصول ، ولم يفعل أكثر من أن يتلو آياتٍ ويقول : إن لم تنقطع عن هذا المصروع ، وإلا عملنا معك حكم الشرع ، وإلا عملنا ما يرضي الله ورسوله " ﴿ تاريخ ابن الوردي 2/406ـ413﴾. ويقول العلامة ابن القيم رحمه الله ﴿ إعلام الموقعين 4/257 ﴾ : " وكان شيخنا كثير الدعاء بذلك ، وكان إذا أشكلت عليه المسائل يقول : يا معلم إبراهيم علمني . ويكثر الاستعانة بذلك اقتداء بمعاذ بن جبل رضى الله عنه … إلخ " . ويقول بعض تلاميذه : كانت تصيبنا الظنون وتضيق بنا الأمور حتى إذا ما التقينا به أحسسنا بالسكينة . فأين تمرغ الدابة ؟ وأين الحيرة ؟ وأين القلق ؟ إلا عند من ادعاها . 2ـ زعم المذكور بأن ابن تيمية كانت عاصفة الشكوك تُلم به بين حين وآخر ، حتى تنعكس على حالته النفسية والصحية ﴿!!﴾ ثم زعم أن ابن تيمية لم تكفِهِ الأدعية والرقى النبوية فراح يجتهد باستخدام آيات القرآن … إلخ . أقول : أما أثر الآيات القرآنية في الشفاء فنحيل الكاتب المذكور على ما وضحه ابن تيمية ﴿ مجموع الفتاوى 4/37 ﴾ حيث قال : " وكذلك إذا كان النظر في الدليل الهادي وهو القرآن ، فقد يضع الكلم مواضعه ويفهم مقصود الدليل فيهتدي بالقرآن ، وقد لا يفهمه ، أو يحرف الكلم عن مواضعه فيضل به ، ويكون ذلك من الشيطان ، كما قال تعالى : ونُنَزِّلُ من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً وقال : فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وقال : قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى فالناظر في الدليل بمنزلة المترائي للهلال ، قد يراه، وقد لا يراه لعشي في بصره ، وكذلك أعمى القلب". ويقول العلامة ابن القيم : " وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدَّس الله روحه يقول : إنَّ في الدنيا جَنَّةً من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة . وقال لي مرةً : ما يصنع أعدائي بي ؟! أنا جَنتي وبستاني في صدري ، أنَّى رحت فهي معي لا تفارقني ، إنَّ حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة . وكان يقول في محبسه في القلعة : لو بذلت ملء هذه القلعة ذهباً ما عدل عندي شكر هده النعمة ، أو قال : ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير ، ونحو هذا . وكان يقول في سجوده وهو محبوس : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك . ما شاء الله . وقال لي مرة : المحبوس من حُبس قلبه عن ربه تعالى ، والمأسور من أسره هواه . ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال : فضُرِبَ بينهم بِسُورٍ له بابٌ باطنه فيه الرحمة وظاهره من قِبَلِه العذاب . وعَلِمَ الله ما رأيتُ أحداً أطيب عيشاً منه قط ، مع كل ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها ، ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق ، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشاً وأشرحهم صدراً وأقواهم قلباً وأسرِّهم نفساً ، تلوح نضرة النعيم على وجهه. وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه ، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله ، وينقلب انشراحاً وقوةً ويقيناً وطمأنينة . فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه ، وفتح لهم أبوابها في دار العمل فأتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها " . ﴿ الوابل الصيب ص 70 ﴾ . 3ـ قال الكاتب ﴿ بل أكاد أجزم أن تسرب خبر مرضه ﴿ الروحي الغامض ﴾ إلى خصومه شكل فرصةً سانحةً لاتهامه بالصرع ، مع العلم أن عدداً من العباقرة والمبدعين كانوا يعانون منه. وهذه دعوى نشأت من رأس مدعيها،فسمو روح ابن تيمية كانت على نحو ما تقدم وصفه من البهجة والسكينة والحياة الطيبة، وهؤلاء خصوم ابن تيمية فإنهم مع خلافهم معه ما كانوا يجرؤن على هذيان هذا الكاتب ، بل كانوا يعلمون القوة الروحية التي كان يتمتع بها ويشهدون له بها . وفي هذا يقول الشيخ مرعي بن يوسف الكرمي ﴿ ت 1033هـ ﴾ ﴿ الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية 1/83 ﴾ : " لم ينقل عن ابن تيمية كلام يقتضي كفراً ولا فسقاً ولا ما يشينه في دينه ، وقد كتبت في زمنه محاضر بجماعة من العلماء العدول اطلعنا عليها بأنه لم يقع منه شيء مما يشينه في دينه ، ووصفوه في تلك المحاضر بأعظم مما قلناه من أوصافه المتقدمة ، وإنما قام عليه بعض العلماء في مسألتي الزيارة والطلاق ، وقضية من قام عليه مشهورة " . وبالمناسبة فابن تيمية كما يقول ابن القيم : كان شيخنا ابن تيمية يأتي إلى المصروع ويتكلم في أذنه بكلمات ، فيخرج الجني منه فلا يعود إليه بعد ذلك ، فليت هؤلاء الكتاب أدركوه وتكلم في آذانهم لعلهم ينتفعون . 4ـ زعم الكاتب بأن ابن تيمية كان يذهب للقول بفناء نار الكافرين والمشركين ، وأن فرعون وسائر الكافرين مصيرهم الجنة مهما طال عذابهم في النار . وهذه دعوى كاذبة لا تصح عن ابن تيمية ، ولا عن أحدٍ ممن يعتد بقوله ، بل حتى من قال بفناء النار لم يقولوا : إن الكافرين حتى فرعون مصيرهم الجنة ، وإلا فأين قول الله تعالى : إنه من يشرك بالله فقد حرَّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار . وإنما كان محل البحث بين من خاض في هذه المسألة هو القول بفناء النار أو بقائها ، ولم يقولوا : إن الكفار يكون مصيرهم إلى النار ، فهي إذاً دعوى مردودة لا تصح . وأما ابن تيمية فإنما حكى الخلاف ولا يعرف له رأي صريح في القول بفناء النار ، بل عامة المحققين ينقلون عنه القول ببقائها ، وفي هذه المسألة يقول العلامة ابن القيم ﴿ ينظر : شفاء العليل 1/264 ﴾ : " وكنت سألت عنها شيخ الإسلام قدس الله روحه ، فقال لي : هذه المسألة عظيمة كبيرة ولم يُجِب فيها بشيء ، فمضى على ذلك زمن … فكتب فيها مصنفه المشهور رحمة الله عليه " . وهذا المصنف حققه شيخنا العلامة د. محمد السمهري ووشَّاه بدراسة نفيسة يجدر مطالعتها. 5ـ نقم الكاتب المذكور على ابن تيمية أنه " يخضع لنسق ديني سلفي سُنيٍّ " وهذا كله حقٌّ ومحل إشادة وتميزٍ من هذا الإمام ، فماذا بعد الحق إلا الضلال . 6ـ يقول الكاتب عن ابن تيمية " وينتمي لمدرسة حنبلية كانت تحتاج منه على الدوام إلى نصرة المذهب وأقوال إمامه وتأييد مذهب أهل الحديث " . يقول العلامة كمال الدين ابن الزملكاني أحد أعلام الشافعية عن ابن تيمية : " وله باعٌ طويلٌ في معرفة مذاهب الصحابة والتابعين ، قلَّ أن يتكلم في مسألة إلا ويذكر فيها المذاهب الأربعة ، وقد خالف الأربعة في مسائل معروفة ، وصنَّف فيها واحتجَّ لها بالكتاب والسنة " وقال : " كانت الفقهاء من سائر الطوائف إذا جالسوه استفادوا في مذهبهم من أشياء " . 7ـ ثم استنكر الكاتب على ابن تيمية ﴿ الدخول في صراعات شرسة مع الأشاعرة والصوفية … ﴾ لكن الكاتب تناقض مع نفسه ووصف آراء ابن تيمية بأنها ﴿ ذات منزعٍ صوفي خالص لا تنسجم مع النسق السلفي الحنبلي ﴾ ﴿!!﴾ . وهكذا دعوى الكاتب أن ابن تيمية ابن القيم تغاضيا عن أبي إسماعيل الهروي ، كيف هذا وابن القيم يقوم مقام الإنصاف ويقول مستنكراً أحد أخطاء الهروي فيقول : " شيخ الإسلام حبيبنا ـ يعني الهروي ـ ولكن الحق أحب إلينا منه ، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول : عمله خير من علمه ، وصدق رحمه الله ، فسيرته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد أهل البدع لا يشق له فيها غبار ، وله المقامات المشهورة في نصرة الله ورسوله ، وأبى الله أن يكسو ثوب العصمة لغير الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم ". ﴿ مدارج السالكين 3/394 ﴾ 8ـ زعم الكاتب أن ابن تيمية كانت عنده ﴿ نزعة عرفانية ﴾ ثم ساق شواهد ذلك ، وأراد أن يبتعد الكاتب عن بيان حقيقتها ، والتي بينها ابن القيم ووضح أنها لا تعدوا أن تكون نوعاً من الفراسة ، وهذا معروفٌ لدى البشر . 9ـ وقد لام الكاتب المذكور ابن تيمية على صفاء عقيدته وقوة إيمانه الذي كان يتابع فيه السلف من الصحابة والتابعين ووصفها بـ ﴿ الشدة والحموضة في جانبها الكلامي العقدي ﴾ وهذه الأوصاف من الكاتب تنم عن سوء أدب وجرأة فاحشة ، حيث يصف اعتقاد أهل السنة والجماعة الذي كان ابن تيمية يقرره وينافح عنه بهذه الأوصاف البذيئة . 10ـ ثم كان الإسقاط الفاحش من هذا الكاتب عندما قرن بين لوثر النصراني وضلاله ، وبين ابن تيمية الإمام المسلم ، وجعل أزمة لوثر الروحية التي قادته لكراهية الله ﴿ تعالى الله وتقدس ﴾ شبيهةً بما ادعاه في حق ابن تيمية وأنه كان ﴿ شخصيةً قلقة ﴾ وأن لوثر خرج من أزمته الروحية من خلال ﴿ كشف في المسيح الرمز الكامل لحالتنا الإنسانية ﴾ ويزعم أن ابن تيمية خرج من هذه الأزمة المزعومة من خلال ﴿ القول بفناء النار ﴾ . وسفسطة هذا الكلام وفحشه يغني عن ردِّه لو كان في حق عوام المسلمين،فكيف بشيخ الإسلام ابن تيمية ، والذي هو ﴿ أُمَّةٌ في رَجُل ﴾ كما يصفه أ.د. محمد الأحمد الصالح الأستاذ في كلية الشريعة بالرياض في مصنفه الجليل والماتع . وفي ختام هذا التعقيب أؤكد أنه يزداد إعجابي بتلك الشخصية الفذة لابن تيمية ، في جوانب شتى من الحياة ، ومن عجيب ما قرره هذا الإمام ومن خلال ما استقرأه هو في أقوال المبطلين : أن الله يجعل في كلام المبطل نفسه ما ينقضه ، وهذا ما وقع في كلام من عنيناهم في هذا المقال . فكنموذج على ذلك : هذا الكاتب المشار إليه الذي جازف باتهامه لابن تيمية بأنه يعاني حيرةً وقلقاً ، قد كتب في أول سطرين من مقاله يتحدث عن نفسه ويقول : ﴿ في سن السادسة عشرة عصفت بي شكوك وتساؤلات وحيرة استمرت مع شهوراً ﴾!!!! فهل ترانا سنقبل نقداً في هذا الإمام من شخصٍ هذه بداياته ، التي عكستها أفعاله وأقواله اللاحقة ؟!! . فهذا المقال وأمثاله يوضح لنا أن الشكوك والحيرة لم تقف لديه عند شهور ، بل إلى يومنا هذا !! ثم ماذا يريد الكاتب أن يصل إليه ؟ أنه كما تحيَّر وقلق فقد تحير المشاهير وقلقوا ؟! لا ، ثم لا …!!!. ولا أجد لهذا الكاتب وأمثاله ممن وقعوا في أئمة الهدى وأعلام التقى أصدق ولا أدق في الوصف لحالته كمثل ما جاء في مقالة هذا الكاتب الذي يمثل تيارهم العقلي السقيم ، وكأنما يشخص لنا سبب حيرتهم وتهافتهم : " حقاً إن هذا الازدواج حيث يخضع الإنسان لنظامين فكريين متنافرين يتطلبان على الدوام توفيقاً وتكاملاً ، لتبدو الشخصية والبناء الفكري للإنسان متماسكاً ، يتحول عند الوعي إلى زلزال مدمر " . وهذا ما يعيشه أمثال هؤلاء الكتاب الذين تهجموا على علماء الأمة الراسخين وتوجهوا نحو مبادئها وأصولها بالتنقص والعيب ، كما صنع صاحب كتاب " الأغلال " في تحولاته وتقلباته ، وكما صنع صاحب كتاب " تحريم البيبسي " وكتاب " تحريم الراديو " وكتاب " الرد على من حرم البيبسي والراديو " وصاحب " دعوى الإرجاء وتعميمها "، وصاحب رواية " أولاد الحارة " وصاحب مقال " الألباني وما أثاره من الزوبعة " وغيرهم من ممن لفَّ لفهم وسار على مزالقهم وسفسطاتهم ، وفقني الله وأحياءهم للهدى وختم لنا به ، وجنبني وإياهم الزيغ والضلال . وما حال هؤلاء المتنقصين للعلماء الذين خنعت أنفسهم لأقوال السوء إلا كما قال العلامة ابن القيم : احتال عليهم الشيطان وكادهم فأتوا بـ " الكلام الباطل ، والآراء المتهافتة ، والخيالات المتناقضة ، التي هي زبالة الأذهان ونحاتة الأفكار ، والزبد الذي تقذف به القلوب المظلمة المتحيرة ، التي تعدل الحق بالباطل والخطأ بالصواب ، قد تقاذفت بها أمواج الشبهات ، وزانت عليها غيوم الخيالات ، فمركبها القيل والقال والشك والتشكيك وكثرة الجدال ، ليس لها حاصل من اليقين يعول عليه ، ولا معتقد مطابق للحق يرجع إليه ، يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً ، فقد اتخذوا لأجل ذلك القرآن مهجوراً ، وقالوا من عند أنفسهم فقالوا منكراً من القول وزوراً فهم في شكهم يعمهون وفي حيرتهم يترددون ، نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ، واتبعوا ما تلته الشياطين على ألسنة أسلافهم من أهل الضلال ، فهم إليه يحاكمون وبه يتخاصمون ، فارقوا الدليل واتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل " ﴿ إغاثة اللهفان 1/118 ﴾. وبكل حال : فنحن لا نبغض هؤلاء الشانئين لأئمة المسلمين لذواتهم ، ولكن نبغض تهجمهم على الحق وأهله ويسوءنا كثيراً ، ولو أنهم وقعوا فينا لكان أهون علينا من أن ينالوا ابن تيمية ومن إخوانه علماء المسلمين ، فذلك ما لا يسعنا السكوت عنه مهما تكررت وقيعتهم أو زاد سفههم ، فذلك ما نستطيعه ، وأما كف أيديهم عن بغيهم فذلك إلى أهل الحل والعقد من الناس . والله على كل شيء قدير ، وهو سبحانه المستعان ، وسلام على عباده الذين اصطفى . حرر في 9/7/1424هـ Khalidshaya@hotmail.com منقول من الساحات تحياتي أخوكم في الله عطش الرمال
__________________
هذا التوقيع لي ولمن يريده من أعضاء المنتدى |
28-09-2003, 01:13 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2003
البلد: مُجرَّدُ غُرَبَـاءْ ..!!
المشاركات: 11,482
|
جزاك الله كل خير وبارك الله فيك
__________________
|
الإشارات المرجعية |
|
|