[ابو هيثم]

في الصباح الباكر ..

إستيقضت كأي يوم دراسي في غرفتي المكعبة الشكل .. في سكن الجامعة ..

كنت نشيطا على غير العادة .. وما ان دخلت في حيز الزمان و المكان .. فطبيعي كأي شاب سعودي أن أرى هاتفي الجوال ..

كانت هناك رسالتين .. ففتحتهما وإذ هما رسالة واحدة منقسمة إلى شطرين .. تقول الرسالة ..

( نحن شباب مسجونين في المدينة بسبب إبطالنا للشرك في البقيع نرجو أن تكلم المشائخ عبر الإنترنت )

هذه الرسالة بالنص ..

لما قراتها للمرة الأولى .. لم استوعبها تماما .. ولكني حين غسلت وجهي ولبست ثوبي للحاق بالباص .. قمت بقراءتها مرة اخرى ..

لم اقرئها على أنها كلمات .. بل كانت كصرخة توجهت موجاتها كلها إلى أذني .. كانت كلطمة تركزت على نقطة محددة في وجهي .. وكانت هذه النقطة هي المسؤولة عن الإحساس بالألم ..

كان وقعها عظيما بل قاسيا .. بل إنه تمثل رجلا ساخرا من كل الدعايات والمهازل وكل تلك الأكاذيب التي يسميها المرء عبثا ( مبادئ )

تمشى هذا الرجل خلال شاشة الجوال هازئا وابتسامة السخرية تعلو محياه .. كان هادئا وتنطق عينيه بكل اللعنات على إدعاء المبدأ والدين والوطنية والحكم والحق والواجب ..

كان هزيلا ينطق بالجوع شاحبا يوحي بالكبت كان عطشانا يتخبط باحثا عما يرويه .. تقلب في كل مكان .. كان وهو يتمسكن مليء بالسخرية من كل الكلام النظري الذي يلقى حين الشبع وامتلاء البطن .. كان وهو يستغيث طالبا الإرتواء .. يفيض غيضا على هؤلاء المستهينين بالبسطاء ويرمون النصر والأفضلية لرجال المعدات اهل البطون والكروش ..

سرعان ما اختفى .. ومع اختفاءه انطلقت من عيني دمعة لإغرائه بالعودة تصرخ هذه الدمعة ان تعال واشربني .. ولكنه ذهب لانه خيال .. والخيال لا يستمر ..

في كل كلمة من كلمات الرسالة كنت أتوقف واقلبها يمنة ويسرة .. كانت تحمل في معناها الظلم والإستبداد والقلق والإستجداء بالـ( قشة ) .. التي لا تجدي الغريق في بحر السجون ..

( نحن ) ... في قراءتها يرتسم في الخيال مجموعة في سجن مظلم نسبيا متحلقة حول رجل يعتبرونه المخلص وفي رسالته النجاة ...

( شباب ) العنصر الفعال في المجتمع بناة المستقبل .. هذا ما يلقى لنا في المدارس نظريا .. وهذا ما يطبق على ارض الواقع .. فعال تعني أن يفعل في حلقة ذات قطر يساوي صفر ... ويبني أن تكون ارقامه ومعاوله ولبناته حين يغمض عينه نائما ولكن الحقيقة هي أن يؤدي ما عليه وان يقنع بما يناله فهذا القدر .. فالإعتراض خروج على ولي الأمر .. والشكوى كفر بالقضاء والقدر .. ومحاولة التغيير ضرب من الثورية المحرمة شرعا .. والشرع هنا ليس ذاك النقاء المستمد من الكتاب والسنة .. بل هو نتاج عقول عفنه نظرت في كلام مقدس .. فعجزت أن تقتبس من قدسيته لتعفنها .. فعفنت تفاسيرها له ..

( مسجونين ) السجن .. هذا المارد الحقير الجبان .. هذا الظلم المتجسد وهدام المجتمعات والأمم .. هذا القبر الذي لا يحوي إلا الحياة .. هذا الذي حرم المجتمعات من عقل واع وفكر سليم تحت ظلماته وآلاته وزبانيته .. جهنم أباطرة الأرض .. فيه يودع الكل ويسأل هل أمتلا فإن قال نعم بني آخر بجانبه وإلا فهو يقول هل من مزيد .. بلا قانون ولا دستور ولا محاكمة ولا تهمة حتى ولكن تحت أكذوبة ( المفسدين في الأرض ) .. ويعلم خالق الأرض أن المفسد هو المودع وليس المودع .. ونترك لضمير القارئ ضبط الكلمتين بالشكل ..

( في المدينة ) المنورة النبوية .. المدينة التي كانت يوما ما ملاذا للمستضعفين في الأرض ومنطلقا لمؤسسي أعظم حضارات الكون .. هذه المدرينة أصبحت موئلا لشرذمة لا تعرف من السماء إلى الشمس والقمر .. فلا الله أضحى هناك ولا هي تقر به ..

( بسبب إبطالنا للشرك ) ولطالما كنت متسامحا ومؤمنا بأن الإسلام يقبل كل البشر سواء بانتماء او غيره .. ولكن آن لي أن اتقنع او ان أخلع قناعا .. واوجه كلامي لبقايا ( عرفانية ) فارس .. و ( فلسفة ) أفلوطين .. و( وصاية ) اليهود .. و ( كهنوتية ) النصارى .. وأقصد من ينتسبون كذبا وجورا لآل البيت الطاهرين منهم أولا ومن كل نجس ثانيا ..

أقول لهم .. تبا لكم ولوثنيتكم ولدين أول من يخرج من دائرته واضعي قطر الدائرة وحدودها ...

نعم كان فعل هؤلاء الفتية أن يذودوا عن قبر عمر وابي بكر وعثمان من بصق وتبول هؤلاء الهمج ..

قد أكون متسلطا أو متعصبا ولكن .. حين يفعل أشباه بشر هذا الفعل ويحميه من يدعي الأصولية والإمعان في الوهابية .. وحين يقوم فتية أغرار بمحاولة منعهم باللسان وقد تصل الأمور إلى اليد .. يأتي الأمن لمنع من يحاول إيجاد الأمن ..

إعلونها لا دينية ولا تتلبسوا بالدين من أجل أغراض وهمية ... وحين يقوم هؤلاء بما يعتبر مستمدا من دستور البلاد يكون مخالفا لامن البلاد .. تناقض وإدعاء .. وفي الأخير يطالبوننا بالولاء ..


( نرجو أن تكلم المشائخ ) .. أقول لهم ولن تصل كلمتي إليهم ..

أي مشائخ ؟؟ وأي علماء ؟؟

دمعة تذرف على الخد .. فأصعب ما على المرئ أن يكون قليل الحيلة ..

اعلموا أنكم لوحدكم بين اربعة جدران .. لا احد ينظر إليكم .. وكل ما يستطيعه المرء فعله أن يتذرع باضعف الإيمان .. وينام طيب البال .. هانئ النفس ...

قد أكون جدفت .. أو هرطقت .. أو أني قلت بما لا أقتنع به .. ولكن فضلت أن أنشر هذا الكلام .. على حلته حين صدر من فورة الغضب ..

الهاديء بعد أن غضب ..

[قلب الأسد]

مشكور الله يجزاك خير

[سراب القايلة]

أبـو هـيثم

ألا ترى معي أن الظلم فشى في الأرض . ومن السبب يا ترى ؟!.
ألا ترى معي أن الحق أصبح باطلاً والباطل أصبح حقاً ومن السبب يا ترى ؟!.
ألا ترى معي أن أصحاب الهوى وأهل العفن هم المقدسون في الأرض ومن السبب ياترى ؟!.
ألا ترى معي أن الممثلين وأصحاب المسارح هم الذين يعالجون القضايا ومن السب يا ترى ؟!.
ألا ترى معي أن العلماء والمشائخ لا يضرب لهم اي حساب ومن السبب يا ترى ؟!.
ألا ترى معي أن العلماء يستنجد بهم وليس بأيديهم أي شي فلقد أضاعوه من أنفسهم ومن أعمالهم وأفعالهم ومن السبب يا ترى ؟!.


نحن أصبحنا بين نارين .
الضغط علينا من جهه والمشائخ من جهة أخرى .

أكاد أجن عندما نستغيث بمشائخنا وعلمائنا وخاصة هيئة كبار العلماء من ظلم المظلومين أو من سجن الأبرياء ولا يحركون ساكناً . ليتهم كلموا المسؤولين على اقل تقدير وقد يكون كلموهم ولكن ماهي النتائج . أين أيام أبن باز وابن عثيمين ووقوفهم ضد الشر والباطل ,

أسفي وكل أسفي على العلماء والمشائخ ,,
وآه على القهر ولا أريد أن أقول فتاوى جاهزة إذا طلب منهم وخاصة في الأحداث الأخيرة ,

حبيبي أبو هيثم ,
شكراً لك وموضوع رائع جداً ,,
ونعم من لسجناء المدينة ,, فيا علمائنا ومشائختنا أرجوكم وأرجوكم تحركوا وأخرجوهم ,,


ما تلاحظون ان ردي كله ثقل , نعم وقد الجد جد ووقت الهزل والضحك هزل وتعليق ,,
>>> اطلع هذا الشغل يا ولد القوايل ,,


مع السلامة من سراب القايلة

[ابو هيثم]

عزيزي النرجسي ..

شكرا على ترحيبك الذي به أضحت خدودي كالرمان ..

تسأل عزيز : ( لماذا دعاك المرسل أن تكلم المشائخ عبر الأنترنت _خصوصاً_؟؟؟ )
هذه فاتت علي .. :D

لكن حسب متابعتي له .. ومعرفتي به فأنا أعلم انه من النوع الذي يعتقد أن الإنترنت نافذة إلى الحرية التي أستطيع إيصال صوتي إلى أي مكان ...


تسأل أيضا : ( لماذا لم يدعوك لمهاتفتهم مثلا _وهذا أجدى وأسرع_؟؟ )

لأنه يعلم أني واسمح لي أن استخدم العامية

( ماعندي سالفه ولا اعرف مشايخ وبيني وبينك المشايخ ما يعطون وجه بالتلفون )

خارج النص :

أنت تقول ( لم يدعوك ) وهذا خطأ والأصل أنها ( لم يدعك ) إذ أن لم جازمة .. تحذف حرف العلة .. :D


تسأل : ( لماذا لم يقم هذا المرسل بمهاتفة أحد المشائخ ؟؟؟ )

صراحة هذه الأسئلة لا تدور في خلد أحدنا حين يكون صاحيا للتو من النوم .. ووجد مثل هذه الرسالة .. عموما كما قلت لك هو يرى أن وسيلة الإنترنت أنجع من غيرها ..


تقول : ( أعتقد أن هذه اللعبة من صنع ((( سعــــــد السفية ))) أو أحد أتباعه ، أو أحد الحاقدين على البلد وعلى أمنها0

يا سيدي الكريم هذه ((( لعبة حقيرة))) هدفها _ مبدأياً في ظني_ إشاعة اشاعة حول قيادات البلد وأنهم يضطهدون الدعاة وأهل الدين0((( وآليــــــــة النشر والاشاعة هي الانترنت))) )

( أعتقد ) في ( ظني ) ... ومن ثم تتهم وتجزم .. لا تتوفق هذا المتضادات يا عزيزي ولكن عموما .. لا اعتقد أن فصديقي لا يطالع الدش .. أما كونها إشاعة حول قيادات البلد ..

فلا أظن ذلك فصديقي مسجون .. وما قام به هو الذود عن القبور - سواء اتفقنا ام لم نتفق مع هذه المسألة - والدولة دستورها كتاب الله وسنة نبيه ..

وحسب الدستور يكون القبض على الباصقين المتبولين هو الأولى من القبض عن المخطئين في الإصلاح ..

شكرا على إعطائي شرف هذه العودة كما أشكرك جزيل الشكر على الرسالة فهي قيمة فعلا ..


عزيزي .. قلب الأسد شكرا لمرورك ..

عزيزي سراب القايلة ..

تقول : ( ألا ترى معي أن الظلم فشى في الأرض . ومن السبب يا ترى ؟!. )

أولا ما معنى الظلم .. ( هو تجاوز الحد ) .. وما هو الحد .. ( كتاب الله وسنة نبيه ) ..

إذا السؤال هل التجاوز حاصل .. ؟؟
الجواب نعم .. فلا تخلو بقعة على الأرض إلا وأمر الله غير نافذ ..

بهذا نجيب على سؤالك ..

تقول : ( ألا ترى معي أن الحق أصبح باطلاً والباطل أصبح حقاً ومن السبب يا ترى ؟!. )

في هذه أخالفك .. بل الباطل معروف والحق معروف .. ولكن الوصول إليهما وسهولته هو الذي يحدد إضفاء الأحقية عليه ..

بمعنى أن هناك من يعلم بالباطل ولا يجد إلا هو موافقا لهواه .. فيأخذ به ويتبجح بتسميته حقا ..


تقول : ( ألا ترى معي أن أصحاب الهوى وأهل العفن هم المقدسون في الأرض ومن السبب ياترى ؟!. )

هذه نتيجة طبيعية للسؤال الأول ..

تقول : ( ألا ترى معي أن الممثلين وأصحاب المسارح هم الذين يعالجون القضايا ومن السب يا ترى ؟!. )

أنا لا اعارض على كون القضايا الإجتماعية تعالج في المسرح والتلفزيون ..

ولكن ما اعارضه هو .. ( كيفية ) هذه المعالجة .. إذ أن طاش ما طاش مثلا ليست وسيلة ناجحة لمعالجة المجتمع .. فما نحتاج طريقة صحيحة في استخدام المسرح والتلفزيون في الإصلاح والمعالجة خصوصا وأنهما الطريق الأيسر للوصول إلى الشخص العامي .. في وقت لا يوجد من يطالع الكتب ..


تقول : ( ألا ترى معي أن العلماء والمشائخ لا يضرب لهم اي حساب ومن السبب يا ترى ؟!. )

هذه مشكلة عويصة أرى انا أن لبها يعود في تسمية ( شيخ ) و( عالم ) ...

فكل من أصدر شريط أو فسر حلم أو حسن صوته .. صار شيخا وعالما يحتج بقوله .. وهذه مشكلة ..

فمن أعتبره شيخا لا تعتبره أنت شيخا .. وتتفاقم المشكله حين يكون أحدنا متعصبا ..

فلو وجدت هناك هيئة أو مؤسسة تعطي هذه الدرجة العلمية .. لكان أفضل ..

فالناس يخطأون في مسمى الشيخ ولا يخطئون في مسمى الدكتور .. لوجود مؤسسة تعطي هذه الدرجة ..

تقول : ( ألا ترى معي أن العلماء يستنجد بهم وليس بأيديهم أي شي فلقد أضاعوه من أنفسهم ومن أعمالهم وأفعالهم ومن السبب يا ترى ؟!. )

أعتقد أن هيئة كبار العلماء تمثل قوة داخلية بأيدي العلماء .. وأتوقف عن هذا الحد ..

تقول : ( أكاد أجن عندما نستغيث بمشائخنا وعلمائنا وخاصة هيئة كبار العلماء من ظلم المظلومين أو من سجن الأبرياء ولا يحركون ساكناً . ليتهم كلموا المسؤولين على اقل تقدير وقد يكون كلموهم ولكن ماهي النتائج . أين أيام أبن باز وابن عثيمين ووقوفهم ضد الشر والباطل )

سأعلق على جزئية وهي قولك ( أين أيام أبن باز وابن عثيمين )

عزيزي .. هناك من يرمي قلة حيلة العلماء إلى عدم وجود فرد من بينهم كالشيخ بن باز والشيخ بن عثيمين .. وهذا في تصوري إعتقاد خاطيء ..

إذ أن المسألة كلها تعود بالأساس .. إلى الوضع المتغير فالوضع الآن . ليس كالوضع قبل أربع أو خمس سنين .. خصوصا بعد 11 سبتمبر وظهور ( الجهاديين ) كخطر داخلي .. ومن هنا نجد أن تلائم الدولة مع مثل هذا الوضع يقتضي الحد من بعض سلطة العلماء ..

شكرا لك على ردك .. الجميل وطرحك الهادئ ..

[السمو]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد :
الغالي / ابا هيثم
اقول وبالله التوفيق
هؤلاء اناس اوذوا في سبيل الله وسجنوا من اجله فالحمد لله
فأنت تملك لهم الدعاء سهام للعدو حارقه في صلاة ساجده
==========
وإني انصحك بعدم التحدث إلى المشائخ إذ انه سيبح صوتك
فلا مجيب سوى القليل فالدعاء الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته