[شاكر الحصني]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :
فقد جاء في الحديث عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال مرعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً فلاحظ الصحابة عليه الجد والنشاط في العمل
فقالوا رضي الله عنهم لو كان هذا في سبيل الله يعني الجهاد قال صلى الله عليه وسلم : إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً فهو في سبيل الله
وإن كان خرج يسعى على ابوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله ،
وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله ،
وإن كان خرج رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان )
فخير الأموال عبادالله ما ينفقه المسلم على اسرته من زوجة واولاد
كما قال صلى الله عليه وسلم : دينار تنفقه على اهلك خير من دينار تنفقه في سبيل الله
ولكن هذه النفقه لابد ان تكون حلالاً طيبا ومن كسب طيب قال الله تعالى
( ياأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيبا ولاتتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين )
وقيل يارسول الله أي الكسب أطيب قال صلى الله عليه وسلم : عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور
وقد قال لقمان لإبنه وهو يعظه : يابني استغن بالكسب الحلال عن الفقر
فاالذي ينبغي عباد الله أن يكون المسلم مطعمه وملبسه ومشربه حلال
فلا يتجه الانسان الى المكاسب المحرمة مبررا لنفسه ندرة الاعمال
فيلجأ الى المتاجرة بالحرام او حتى المشتبه فيه او حتى التحايل والكذب من اجل الحصول على المال
فإذا كان الوقوع في الشبهات مشابهاً للوقوع بالحرام لأنه يفسد في الدين والعرض كما قال صلى الله عليه وسلم ( الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات لايعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام )
فإذا كان كذلك فإن الوقوع في المال الحرام الواضح بعينه أشد ضررا على العبادات والمعاملات
قال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ ، أي : من حرام
وقال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ رِجَالا يَتَخَوَّضُونَ ـ يتصرفون ـ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فلايجوز لمسلم عاقل أن يبني حياته ويطعم نفسه واسرته من الحرام لأنه إن فعل ذلك فلن يستجاب دعاؤه كما ذكر صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يدعو ربه لكن مطعمه وملبسه ومشربه حرام
قال صلى الله عليه وسلم فأنى يستجاب له
وهنا نذكر بعضا من الأعمال التي انتشرت بين اوساط الناس وهي محرمة ومكاسبها محرمة من غير شبهة في تحريمها
كالمتاجرة في بيع الفيز والتأشيرات مما ستوجب استئجار وفتح محلات وهمية من اجل ذلك وهي كذب في كذب
ومن المكاسب المحرمة بيع المخدرات
ومن المكاسب المحرمة المتاجرة بتقسيط المال بالمال
ومن المكاسب المحرمة تأجير المحلات لمن يمارسون فيها اعمال محرمة كحلاقة اللحى وبيع الدخان أو آلات الموسيقى والأغاني
ومن المكاسب المحرمة تأجير الدور والمساكن لمن يجتمعون فيها على فعل محرم أو ترك الواجب
فاالغنى بهذه الطرق غنى مؤقت يتلذذ به صاحبه في الدنيا لكن في الآخرة هناك يكون السؤال عن الصغير قبل الكبير
فأتقوا الله عباد الله وابتعدوا عن المكاسب المحرمة ففي القليل والقليل جدا من الحلال غنية عن الحرام مهما كثر او قل
وكل منا محاسب عن هذا المال من اين اكتسبه وكيف انفقه
اما بعد : عباد الله : فإن الفتاوى في هذه الممارسات التجارية الخاطئة واضحة وبينه وهي مدعومة بالدليل الصحيح
فقد جاء في فتوى للشيخ بن باز رحمه الله انه لا يجوز تأجير الدكان على من يستعمله في بيع ما حرم الله من آلات الملاهي أو الخمر أو الدخان أو نحو ذلك
وجاء في فتوى للشيخ بن عثيمين رحمه الله : ان تأجير المحلات لمن يبيع فيها أو يودع الأشياء المحرمة حرام
وكذلك تأجير المحلات لمن يحلقون اللحى
وكذلك تأجير الأحواش والمنازل لمن يجتمعون فيها على فعل المحرم أو ترك الواجب
ومن فتاوى اللجنة الدائمة جاء فيها أن بيع الفيز لا يجوز وثمن الفيز التيتباع والنسب التي تؤخذ من العمال كسب محرم ، يجب التخلص منه
وجميع هؤلاء ادلتهم قول الله تعالى ( ولاتعاونوا على الأثم والعدوان )
وقوله صلى الله عليه وسلم ( ان الله اذا حرم شئ حرم ثمنه )
فإتقوا الله عباد الله ولتكن النظرة الى الآخرة هي المرتكز الذي تقوم عليه عباداتنا مع ربنا ومعاملاتنا مع الناس
واعلموا ان خير مال العبد مايقوده الى الجنة ويبعده عن النار وشر مال العبد مايطغيه في الدنيا وينسيه عن الآخرة
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
الشيخ / فهد عبدالرحمن السرداح

[الرجل الصالح]

جزاك الله خيرا ،
يا شيخ : الرواتب في جميع وظايف الدولة ، أليس فيها نسبة من ( الإيرادات غير البترولية ) وهي الجمارك والضرائب يعني الرواتب فيها نسبة مكوس ؟ ما رأيك . . حبذا لو تأتينا بفتوى ابن باز واللجنة وابن عثيمين في المكوس . . مأجورا ..

[محمد الله يحفظك]

جزاك الله خيرووفقك لخدمة دينه.