بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » (يمنع وضع البريد الإلكتروني)

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 18-05-2012, 03:14 PM   #1
الخبير الأجتماعي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
البلد: السعوديه
المشاركات: 21
(يمنع وضع البريد الإلكتروني)

بسم الله الرحمن الرحيم
الرهان في سوريا على التسوية ومخاطر المواجهة
يستغرب كثير من المتابعين للأزمة السورية كيف أن المجتمع الدولي تخلى عن مسؤولياته وواجباته وأخذ يراهن على الحل السلمي وهو يعي ويدرك جيدا أن النظام السوري لا يجيد لغة الحوار بقدر ما يعرف أساليب العنف وسفك الدماء دون تمييز أو هوادة فو يملك الخبرة الزمنية المتراكمة لتركيع الشعب بالقوة والعنف ، ولا يوجد في تاريخه أو قاموسه سوى هذه اللغة التي جربها وحصد ثمارها منذ ثلاثة عقود وتأهل في مواجهة وقتل الإسلاميين التي أكدها الرئيس بشار الأسد حين قال : بأنه منذ أربعين سنة ونظامه يقاتل الإسلاميين بغية مغازلة الغرب وإرسال رسالة تطمين لأمن إسرائيل ، ومنهم الإسلاميين هم الشعب بكامله وبمختلف فئاته لأن كل من يخالف نظامه وينادي بالحرية والعدالة ومحاربة الفساد يضم إلى هذه القائمة ، بل إن نظامه منذ الوهلة الأولى أعلن جهارا نهارا بأنه يقاتل المندسين والقاعدة والإرهابيين ، ولو كان صادقا فيما يقول لقضى على جيشه ورجال أمنه وشبيحته ، الذين سفكوا الدماء في أرجاء سوريا ولم يفرقوا بين الطفل والكبير ، بل إنهم تمادوا في قتلهم وتعذيبهم ؛ لقناعتهم بأن المجتمع الدولي خجول معهم ويتودد لهم منذ عام ويرجوهم ويطلب منهم الشفاعة ، ويعلن لهم عدم قدرته على التدخل وعلى عدم إمكانية تسليح الجيش الحر ؛ خشية الحرب الأهلية وكأن المجتمع الدولي بهذه المواقف السلبية يعطي الضوء الأخضر للأسد ونظامه ويدفعه للتمادي في غيه وجبروته وسفكه للدماء ، ولعل نظام الأسد فهم واستوعب خوف المجتمع الدولي وخشيته من التدخل والمناداة من قبل بعض الدول بعدم تسليح المعارضة ؛ خشية وقوع الحرب الأهلية وكأن الشعب السوري حاليا في مأمن من جبروت النظام وظلمه وغيه ويتعامل معه بآلية متحضرة وأساليب سلمية ؛ حتى يخشى عليه من الحرب الأهلية .
وأمام هذا الواقع المخزي لا يبد أن العالم استيقظ وشخص المشكلة بطريقة صحيحة وعالجها بطريقة تتفق مع آلامها ، بل كأن الأزمة السورية لم تدخل المطبخ الإنساني لطهيها وإعدادها وفق آهاتها وآلامها ، فإذا كان العالم الغربي يعلن تخوفه من نشوء حرب أهلية عند تسليح المعارضة ويضمر بنفس الوقت مخاوف أخرى على حدود إسرائيل ، فيما لو أن المعارضة كسبت المعركة وكأنه مغيب عما يفعله النظام من مذابح وإعدامات وهدم للبيوت على أهلها جيش عرمرم مزود بكل الإمكانات يواجه شعبا أعزل و بصدور عارية ؛ حتى من يملك السلاح الفردي للدفاع عن بيته وأهله وعرضه كيف سيقابل الطيران والدبابات والمدافع والصورايخ ، إنها حرب ابإدة بكل الأعراف والمواثيق الدولية التي لم تجد لها من يوقف زحفها وجبروتها .
وتريث المجتمع الدولي أمام هذه المواقف الهزيلة وعدم قدرته على كبح جماح جنون النظام وجبروته وخلعه ملابس الإنسانية بكل معانيها يخشى بعض المحللين بأن المخاطر التي يسوقها الغرب سوف يكون وجودها أكثر عند ترك الساحة فارغة لفترة طويلة ؛ لأن المعاناة والمواجهات سوف تترك جرحا ينزف وآلاما متراكمة أكثر عمقا ، وسوف تخلق جبهة من الجيش الحر والملتفين حوله متدربة ولديها الخبرة واللياقة العسكرية المتنوعة ، التي يصعب السيطرة عليها مستقبلا عند طول المدة وحصرها عند تحقيق أهدافها ؛ ناهيك عن تضاعف الضحايا والمتاعب والمعاناة التي سوف تخلف تكاليف بشرية هائلة ، وإذا كان الغرب له حساباته الخاطئة في تسليح الجيش الحر ، فلا أحد يعرف الدواعي والأسباب التي يخشها بشكل صحيح بعض الدول العربية والمنتسبين لأصدقاء سوريا ؛ حين يرفضون تسليح الجيش الحر ؛ بحجة خشيتهم من الحرب الأهلية ، ولعلنا إذا أحسنا الظن في هذا الهاجس نبحث معهم عن مخاطر التفرج والانتظار والاعتماد على التسوية البعيدة عن التحقق ، والتي لن يرضخ لها النظام ، ولن يصغي لها ؛ لأنه لا يستوعب سوى لغة واحدة جربها واعتمدها في استمرار وجوده في السلطة ؛ لكونها في قناعته هي المنقذ الوحيد لتثبيت وجوده وتحقيق منافعه .
والأخطر من هذه المخاوف يتساءل المتابعون عن البدائل الآمنة التي سوف تساهم في معالجة الوضع عند عدم تسليح الجيش الحر ؛ طالما يشاهد العالم بأم عينيه نظاما يملك ترسانة من المعدات العسكرية وإمكانات هائلة من القوة متنوعة يواجه بها شعبا أعزل كل ما يملكه بعض المدافعين عنه سلاح فردي لا يستطيع أن يقف في وجه الدبابات والمدافع والصورايخ والطائرات وغيرها ، وهذا الانتظار سوف يسمح بتسوية المدن على أهلها كما رأينا في حمص وحماه وإدلب وغيرها ، وإذا كنا نخشى الحرب الأهلية فعلينا أن نوقف النظام وهمجيته واختصار الوقت وإنقاذ آلاف الناس بتسليح المعارضة ؛ لأن النظام لا يعرف إلا لغة القوة ووقفه عند حدود جنونه وتمرده على الإنسانية والقانون ، وفي هذه الحال حين يصطدم بقوة مؤهلة تعجزه عن تحقيق أهدافه المقيتة ، ثم سوف تنفتح أذان النظام جيدا ويضطر للإصغاء للمجتمع الدولي والقبول بالتسوية التي ترضي الطرفين ، هذا التصور يبد ملائما للظروف الراهنة ، خاصة إذا كان الاهتمام الدولي بمعالجة الوضع السوري حقيقة ، وليس وراء الأكمة ما وراءها .
خبير اجتماعي
الخبير الأجتماعي غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 04:00 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)