بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » هل هناك وجود للحرية في حياتنا ؟

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 02-11-2012, 06:48 AM   #1
صياد الخواطر
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
البلد: السعودية
المشاركات: 1
هل هناك وجود للحرية في حياتنا ؟




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

جاء تعريف الحرية في موقع الويكيبيديا :
" الحرية هي التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة أو للذات، والتخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما، والتخلص من الإجبار والفرض "

هل الحرية هي الأصل ؟

قرأت مقالا لأحدهم في صحيفة إلكترونية قال فيها :
" 'لا إبداع بلا حرية'' .. كانت هذه لفتة رائعة للشيخ الدكتور سلمان العودة ضمن برنامجه الأسبوعي على قناة mbc يوم الجمعة الماضي ....

لو كان ما قاله الشيخ سلمان صادرا عن مفكر ليبرالي أو مثقف ثوري لكان الأمر اعتياديا، لأن المثقفين في مختلف أنحاء العالم لديهم ميل دائم للحديث عن الحرية كحلم طموح، لكن أن يصدر من عالم شرعي يقضي ليله ونهاره في تحرير الضوابط التي تحدد حياة الناس حسبما جاءت به الشريعة، ثم يقرر بعد ذلك أن الحرية تبقى هي الأصل, فهذا أمر غير عادي بالتأكيد.
" انتهى كلامه .

ما هو نظر الإسلام للحرية ؟

لن أتوسع في هذا الجانب ؛ وسأدلل على ما أراه بآية كريمة وقول أحد الصحابة رضي الله عنهم أجمعين

- قال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
- قال ربعي بن عامر لرستم : "جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جَور الأديان إلى عدل الإسلام"

ونستفيد من كلمة الصحابي أن الإسلام جاء ليحرر الناس من عبوديات الناس وسلطانهم الباطل إلى عبودية أخرى خلقوا من أجلها ... إذا لا وجود لحرية مطلقة بل إنتقال من عبودية المخلوقين إلى عبودية الخالق

هل إذا انخلع الإنسان عن الديانات سيكون بذلك حرا ؟

الجواب : لا ..

سأضرب لكم مثالين ؛ الأول بحرية القلب والآخر بحرية البدن

1- حرية القلب :

يقول ابن تيميه رحمه الله في كتاب ( العبودية ) :
" فالحرية حرية القلب ، والعبودية عبودية القلب ، كما أن الغنى غنى القلب ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ليس الغنى عن كثرة العَرَض ، وإنما الغنى غنى النفس ) رواه البخاري "

وقال في موضع آخر :
" وكل من علق قلبه بالمخلوقين أن ينصروه أو يرزقوه أو يهدوه خضع قلبه لهم ، وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك ، وإن كان في الظاهر أميرا لهم ، مديرا لهم ، متصرفا بهم ، فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر ، فالرجل إذا تعلق قلبه بأمرأة ولو كانت مباحة له يبقى قلبه أسيرا لها ، تتحكم فيه وتتصرف بما تريد ، وهو في الظاهر سيدها لأنه زوجها ، وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها ... "

وجاء في الحديث : ( تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الدينار تعس عبد الخميصة ، تعس وانتكس ؛ وإذا شيك فلا انتقش ) رواه البخاري .

الخلاصة : الإنسان مفطور على العبودية لا بد أن يكون له معبودا في الدنيا ، وإن ألحد واستكبر عن عبادة الله فلا بد أن يكون له مراد محبوب يستعبده غير الله

هل الحاكم عندما يلحد ولا يمتثل لعبودية خالقه يعتبر حرا على الحقيقة ؟

الجواب لا ..

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أصدق الأسماء حارث وهمام ) والحارث : هو الكاسب الفاعل ، والهمام : فعال مأخوذا من الهم كقولك : هممت بهذا الأمر ؛ والهم أول الإرادة ، فالإنسان له إرادة دائماً ، وكل إرادة فلا بد لها من إرادة تنتهي إليه ، فلا بد لكل عبد من مُراد محبوب لأن الإنسان مفطورا على العبادة متعطشاً لها ، فمن لم يكن الله معبوده ومنتهى حبه وإرادته ، بل استكبر عن ذلك ، فلا بد أن يكون له مراد محبوب يستعبده غير الله ... فالحاكم مثلا عندما أعرض عن عبادة الله والتوكل عليه أصبح قلبه معلقا بجنوده رجاء أن يحموه ويدفعوا عنه الضر ، فأصبح عبدا لهم من هذه الجهة وإن كان الظاهر على أنه رئيسهم ويمتثلون أوامره

وبمناسبة الكلام عن الإرادة وأن أصدق الأسماء حارث وهمام
يردد بعضهم دائما عبارات مفادها أن الإنسان لا بد أن يتغير ويكون عنده عزم وإرادة على ذلك ، وذلك في سياق الحديث عن الحرية ... ويقول بأن ( الحيوان ) هو الوحيد الذي لا يتغير !

نقول لا بد أن نعرف أولا ماهو مفهوم الحرية لديك ؟
ثم إسقاطك للفظ ( الحيوان ) في سياق الحديث عن الحرية لنشمئز من مشابهته وتجعلنا نقتنع بصواب فكرتك ليس أمرا كافيا لنأخذ برأيك !

2- حرية البدن :

من يستشهد لنا بدولة أو شعب على مر التاريخ استطاع أن يعيش حياة مستقرة دون قوانين أو سلطة ؟

بل أزيد أيها القاريء الكريم أن طبيعة البشر والجماعات تريد أن تخضع تحت قائد أو رئيس حتى تستقيم لهم أمور دينهم ودنياهم !

يقول أحدهم : " ... فالجماعات التي تُضرب عن العمل تفعل ذلك من أجل إطاعة الأوامر " نعم هي أضربت عن العمل ربما لظلم قد حصل ، ولكنها في النهاية تحتاج إلى تعديل الوضع الحالي لتسير عجلة الحياة بالشكل المطلوب



ثم من يستدل كثيرا بثقافة ما أجنبية بأنها تحترم الإنسانية و و ... الخ
تجد أن هذه الثقافة نفسها استعبدته وللأسف !

الموضوع ذو شجون ... وآرائكم تهمني

صياد الخواطر غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:26 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)