|
|
|
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2012
البلد: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 19
|
العولمة الاسلامية
الفطرة الاجتماعية
مسألة: قد خلق الله تعالى الإنسان على فطرة اجتماعية، فهو أبداً يهوى العولمة ويسعى للتعولم، وإليه أشار قول الله تعالى في القران الحكيم: ((يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر واُنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا انّ اكرمكم عند الله اتقاكم)) [1]. فكل الفصول الثلاثة من الآية المباركة طبيعية للبشر، حيث إنّ الذي يعمل أكثر وبكيفية أحسن، يكون أكرم ذاتاً، والأكرمية الذاتية تتبعها الأكرميّة العرضية، فإن كل ما بالغير ينتهي إلى ما بالذات كما يقوله الحكماء. مضافاً إلى ذلك إنّ الإنسان يميل إلى هذه الجهة: جهة التعارف والتآلف، وينحو نحو هذا الاتجاه الفطري الموهوب، وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «خير المؤمنين من كان مألفة للمؤمنين ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف»[2]. فالإنسان مهما كان بلده وموطنه هو إنسان، وله نفس المشاعر والأفكار الجسدية التي يحملها كل إنسان آخر، وإنما الاختلاف غالباً في الأفكار والآراء، وللفكر موازين و مقاييس، والميزان الصحيح والمقياس المستقيم هو الذي ذكره الله تعالى، وبيّنه العقل: من أنّ للكون إلهاً واحداً قادراً عادلاً حكيماً، إلى آخر ما ذكر في توحيد الله سبحانه وتعالى وكذلك في سائر أصول الدين من العدالة والنبوة والإمامة والمعاد في يوم القيامة، وكل شيء ينحرف عن هذا المعتقد السليم فهو انحراف عن الفطرة والعقلانية. العولمة الصحيحة أمر لابدّ منه مسألة: إن العولمة الصحيحة هدف إنساني لا غناء عنه إلاّ بنشره وتعميمه، ولا طريق للإنسانية أمامها إلاّ بالدخول فيها والانتماء إليها، علماً بأنّه لم يكن الدخول فيها قد بدأ في هذه الأيام، بل منذ إرسال الأنبياء أولي العزم (عليهم السلام) وأخذت تتبلور وتتكامل منذ بدء عهد الرسالة الإسلامية، ففي يوم الأحزاب عندما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمسلمون معه يحفرون الخندق حول المدينة ليأمنوا جانب العدو استعصى عليهم حجر صلد، فضربه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمعوله فانقدحت منه شرارة وسطع منها نور، فقال (صلى الله عليه وآله) وهو يبشر المسلمين: إني رأيت فيه قصور الحيرة ومدائن كسرى، ثم ضربه ثانية وثالثة، فانقدحت في كل ضربة شرارة، وسطع منها نور كذلك، وفي كل مرة يقول (صلى الله عليه وآله) لأصحابه بأنه رأى فيها هدفا من الأهداف العالمية، حيث بشّر المسلمين بأنهم يصلون إلى تلك البلاد وينشرون الإسلام فيها، فإن الإسلام دين عالمي[3]. وبالفعل، فقد وصلوا إلى تلك المناطق البعيدة، ونشروا الإسلام فيها، وهم في طريقهم إلى تحقيق ما وعدهم الله من ظهور الإسلام على كل الأديان، لما في الإسلام من محاسن الأديان كلها وخلو الأديان من محاسن الإسلام. ويؤيد ذلك تنبؤات بعض كُتّاب الغرب ومحققيهم فقد قال أحدهم في كتابه: إنه لا يمرّ علينا مائة عام إلا ونرى البريطانيين يدخلون في الإسلام. وقال آخر منهم: إنه لا يمرٌ مائة عام إلاّ والمسلمون يأخذون بزمام أمريكا. هذا بالإضافة إلى ما نعتقده نحن من أنه سيظهر الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) ليحقق تطبيق الإسلام على جميع أرجاء المعمورة وذلك قوله سبحانه: ((ليظهره على الدين كله)) [4] فإن الإسلام لابد له من يوم يأخذ فيه بزمام العالم كله، أخذا صحيحا تحت لواء الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ومن يدرس الإسلام ويرى حقائقه الناصعة، ويدرس في المقابل الانحرافات في غيره، لابد أن يعترف بذلك. كما يعترف من يرى نور الشمعة ويرى نور المصباح الكهربائي بأن نور المصباح غالب، وسوف يتغلب على نور الشمعة ويحلّ محلها، لأن من الواضح أن الطاقة الكهربائية نافعة للإنسانية جميعا نفعا كبيراً، بينما ليست الطاقة المتولدة من الشمعة أو ما أشبه مثلها، وكذلك من يرى السفر على الوسائل البدائية والقديمة من البغال والحمير، ويرى السفر بالوسائل المتطورة الحديثة من القاطرات والطائرات، ولعله يأتي في المستقبل شيء يفوق هذه الوسائل الحديثة الموجودة الآن، فإنه يصح له أن يقول: إن المستقبل للوسائل الحديثة، وذهاب دور القديمة منها وزوالها. وهكذا بالنسبة للعولمة الصحيحة. كيف تكوّنت العولمة؟ إن الله تعالى جبل الإنسان وفطره على العولمة، وأرسل إليه نظاماً عالمياً يحمل طابع الكونية في فكره وثقافته، وفي اقتصاده وسياسته، ومن هنا تكوّنت العولمة. إن الإسلام هو أول من جاء بأسس العولمة الصحيحة، وبلّغ لها، ودعا إليها، قال الله تعالى: ((ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)) [5] وحيث إن كلمة: «من» في الآية الكريمة من كلمات العموم، فالخطاب موجه إلى كل أهل الأرض، وجميع أهل العالم، ولا يمكن أن يكون الخطاب من الله الحكيم موجها إلى كل أهل الأرض، إلا إذا كان الإسلام الذي أنزله الله تعالى في كتابه، وبعث به رسوله الحبيب محمد (صلى الله عليه وآله) جامعاً لكل أسس العولمة الصحيحة، وشاملاً لجميع القوانين الصالحة لإدارة العالم كله على نهج عادل وقويم، موفراً لكل أهل العالم فرداً وجماعة الرغد والدعة، والأمن والاستقرار، والسعادة والعيش الهنيء، والإسلام فعلاً هو كذلك، وإلا لما دعا الله تعالى ـ وهو الحكيم المطلق ـ العالم كله إليه، وحذّر من التديّن بغيره من الأديان والمبادئ الأخرى. ويؤيد ذلك قوله تعالى مخاطباً رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله): ((وما أرسلناك إلاّ كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون)) [6]. وقوله سبحانه: ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) [7]. فالرسول الحبيب (صلى الله عليه وآله) رسول إلى الناس كافة، وليس لبعضهم دون بعض، ورحمة مهداة للعالمين، وليس لعالم دون آخر، كما قال (صلى الله عليه وآله): «إنما أنا رحمة مهداة»[8]. العولمة وأول من طرح فكرتها مسألة: الإسلام هو أول من طرح فكرة العولمة الصحيحة، وأول من أقام صلبها بنظام اقتصادي سليم، وأول من جاء بمستلزماتها ومقوماتها، وأول من رصّ أسسها وأحكم قواعدها، وقد طبّق الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) العولمة الصحيحة التي جاء بها الإسلام، وحقق نظام اقتصادها السليم، وسعى لتبيينها وتحديد مسارها ومعالمها، فجعل بأمر الله تعالى الدين واحداً، والمعبود واحداً، والكتاب واحداً، والاقتصاد واحداً، والتاريخ واحداً، والقبلة واحدة، والسنّة واحدة، والشريعة واحدة، واللغة واحدة ومشتركة بين الجميع، مما يحقق الأسرة الواحدة والبيت الواحد. إنّه شرع الأذان ـ مثلاً ـ إعلاماً للصلاة ورتّب فصوله باللغة العربية، وبحكمة فائقة، وجعله شعاراً للإسلام، إنه يدعو فيه كل يوم عدة مرات، إلى أوليات العولمة الصحيحة، وملاكاتها القويمة: إلى تمجيد الله وتوحيده، وإلى الإيمان بالرسول ورسالته، والى توحيد الإمامة والولاية في أهل بيته، وإلى الصلاة بين يدي الله الواحد الأحد، بلسان واحد، ولغة واحدة، وباتجاه قبلة واحدة، وعلى سنّة واحدة، وشريعة واحدة، وكم في هذا وحده من إيحاء للنفس على الشعور المشترك بالعمل المشترك، وتربية لها على العولمة الصحيحة وحب الآخرين؟. إنه لو لم يكن في الإسلام ما يدعو إلى العولمة الصحيحة سوى الأذان، الذي أشرنا إلى القليل من معانيه الكثيرة، لكان الإسلام وحده هو الجدير بأخذ زمام العالم، ونشر رحمة عولمته الحكيمة والعادلة على كل الشعوب وجميع الناس. نعم، لقد جاء الرسول الحبيب (صلى الله عليه وآله) بأسس العولمة الصحيحة، وطبّقها بحكمة عالية كانت باستطاعتها تغطية كل العالم بظلال رحمتها، وجناح عدلها، غير أن الحكام غير الشرعيين الذين علوا منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصادروا حق علي أمير المؤمنين (عليه السلام) وأولاده المعصومين، مثل حكام بني اُمية، وبني مروان، وبني العباس، وبني عثمان، غيّروا وبدّلوا كل شيء جاء به رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حتى الأذان الذي جاء به جبرئيل إليه (صلى الله عليه وآله). فإنّهم حذفوا بعض فصوله، وزادوا عليه وبدّلوا تبديلاً، كما وإنهم بدّلوا كل ما استطاعوا تبديله، فحرموا العالم رحمة العولمة الصحيحة وعدلها. وهكذا تقدم الزمان، ونزلت الأجيال في شرق الأرض وغربها، وهي محرومة من عولمة الإسلام، حتى تململ الغرب وتحرك من تحت سياط الاستبداد وخرج من ظلمات القرون الوسطى ليرى النور، فلم يبصر شيئاً سوى مظالم الحكام وظلمات الخلافة الجائرة، ولم يبصر ـ ومع الأسف الشديد أو لم يحاول الإبصار ـ ليرى نور الإسلام، ونور كتابه ومنهجه، ونور قوانينه وأحكامه، ونور رسوله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام)، ونور العولمة الصحيحة التي جاءوا بها وسعوا في تطبيقها، ولذلك حنقوا على الإسلام وعلى كل شيء من العولمة التي جاء بها، وقضوا على الخلافة العثمانية، وقسموا العالم إلى الكتلة الشرقية والكتلة الغربية، ولما ذاقوا وبال هذا التقسيم عملوا على توحيد العالم، فحذفوا الكتلة الشرقية من الخارطة، وقرّروا توحيد العالم تحت عولمة غربية بقيادة الولايات المتحدة. العولمة الصحيحة ومقوماتها مسألة: من اللازم علينا إذا أردنا ـ نحن المسلمين ـ تحقيق العولمة الصحيحة بالمعنى الإسلامي أن نعيد الاعتبار للإنسان والإنسانية كما أمر به الإسلام، وأن نحيي الخُلق الإسلامي، ومفاهيم الحوار الحر بين كل الأطراف كما كان جارياً مع كل الأديان والمذاهب على طول التاريخ الإسلامي، وذلك: انطلاقاً من مبدأ الأخوة الإسلامية العامة والشاملة، غير المنحصرة في ضيق القوميات والعرقيات، ولا المحدودة بالحدود الجغرافية والإقليمية. يعني: على غرار ما أسسه الرسول (صلى الله عليه وآله) في المدينة المنورة بعد الهجرة، وذلك بعد أن رصّ قواعده في مكّة المكرّمة، فقد ورد في التاريخ إن النبي (صلى الله عليه وآله) آخى بين المسلمين مرّتين، مرّةً في مكة المكرّمة ومرّة في المدينة المنوّرة، وآخى بين الرجال كما آخى بين النساء، أخوّة جامعة لكل معاني الأخوة وحقوقها. وهناك الكثير من الروايات في باب الأخوة وحقوقها، نشير إلى بعضها. قال أبو جعفر (عليه السلام): «من حق المؤمن على أخيه المؤمن أن يشبع جوعته، ويواري عورته، ويفرج عنه كربته، ويقضي دينه، فإذا مات خلفه في أهله وولده»[9]. وعن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: ما حق المسلم على المسلم؟ قال: «له سبع حقوق واجبات ما منهن حق إلا وهو عليه واجب، إن ضيع منها شيئاً خرج من ولاية الله وطاعته ولم يكن لله فيه من نصيب». قلت له: جعلت فداك وما هي؟ قال: «يا معلى إني عليك شفيق أخاف أن تضيع ولا تحفظ وتعلم ولا تعمل. قلت: لا قوة إلا بالله. قال: أيسر حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك، وتكره له ما تكره لنفسك. والحق الثاني: أن تجتنب سخطه وتتبع مرضاته وتطيع أمره. والحق الثالث: أن تعينه بنفسك ومالك ولسانك ويدك ورجلك. والحق الرابع أن تكون عينه ودليله ومرآته. والحق الخامس: أن لا تشبع ويجوع ولا تروى ويظمأ ولا تلبس ويعرى. والحق السادس: أن يكون لك خادم وليس لأخيك خادم فواجب أن تبعث خادمك فتغسل ثيابه وتصنع طعامه وتمهد فراشه. والحق السابع: أن تبر قسمه وتجيب دعوته وتعود مريضه وتشهد جنازته وإذا علمت أن له حاجةً تبادره إلى قضائها ولا تلجئه أن يسألكها ولكن تبادره مبادرةً فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته وولايته بولايتك»[10]. وعن عبد الأعلى بن أعين قال: كتب بعض أصحابنا يسألون أبا عبد الله (عليه السلام) عن أشياء وأمروني أن أسأله عن حق المسلم على أخيه، فسألته فلم يجبني، فلما جئت لأودعه فقلت: سألتك فلم تجبني؟ فقال: «إني أخاف أن تكفروا إن من أشد ما افترض الله على خلقه ثلاثاً إنصاف المرء من نفسه حتى لا يرضى لأخيه من نفسه إلا بما يرضى لنفسه منه ومواساة الأخ في المال وذكر الله على كل حال ليس سبحان الله والحمد لله ولكن عند ما حرم الله عليه فيدعه»[11]. وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حق المؤمن»[12]. وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «المسلم أخو المسلم وحق المسلم على أخيه المسلم أن لا يشبع ويجوع أخوه ولا يروى ويعطش أخوه ولا يكسى ويعرى أخوه فما أعظم حق المسلم على أخيه المسلم»[13]. وقال (عليه السلام): «أحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك، وإذا احتجت فسله، وإن سألك فأعطه، لا تمله خيراً، ولا يمله لك، كن له ظهراً فإنه لك ظهر، إذا غاب فاحفظه في غيبته، وإذا شهد فزره وأجله وأكرمه، فإنه منك وأنت منه، فإن كان عليك عاتباً فلا تفارقه حتى تسأل سميحته، وإن أصابه خير فاحمد الله، وإن ابتلي فاعضده، وإن تمحل له فأعنه، وإذا قال الرجل لأخيه أف انقطع ما بينهما من الولاية، وإذا قال أنت عدوي كفر أحدهما، فإذا اتهمه انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء»[14]. وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «للمسلم على أخيه المسلم من الحق أن يسلم عليه إذا لقيه، ويعوده إذا مرض، وينصح له إذا غاب، ويسمته إذا عطس، ويجيبه إذا دعاه، ويتبعه إذا مات»[15]. وعن أبي المأمون الحارثي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما حق المؤمن على المؤمن؟ قال: «إن من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره، والمواساة له في ماله، والخلف له في أهله، والنصرة له على من ظلمه، وإن كان نافلة في المسلمين وكان غائباً أخذ له بنصيبه، وإذا مات الزيارة إلى قبره، وأن لا يظلمه، وأن لا يغشه، وأن لا يخونه، وأن لا يخذله، وأن لا يكذبه»[16]. وعن أبان بن تغلب قال: كنت أطوف مع أبي عبد الله (عليه السلام) فعرض لي رجل من أصحابنا قد سألني الذهاب معه في حاجة فأشار إلي أن أدع أبا عبد الله (عليه السلام) وأذهب إليه فبينا أنا أطوف إذ أشار إلي أيضاً، فرآه أبو عبد الله (عليه السلام) فقال: «يا أبان إياك يريد هذا؟ ». قلت: نعم. قال: «ومن هو؟ ». قلت: رجل من أصحابنا. قال: «هو مثل ما أنت عليه». قلت: نعم. قال: «فاذهب إليه فأقطع الطواف». قلت: وإن كان طواف الفريضة. قال: «نعم». قال: فذهبت معه، ثم دخلت عليه بعد فسألته فقلت: فأخبرني عن حق المؤمن على المؤمن؟ فقال: «يا أبان دعه لا تريده». قلت: بلى جعلت فداك، فلم أزل أردد عليه. فقال: «يا أبان تقاسمه شطر مالك»، ثم نظر إلي فرأى ما دخلني، قال: «يا أبان أما تعلم أن الله قد ذكر المؤثرين على أنفسهم؟ ». قلت: بلى جعلت فداك. قال: «إذا أنت قاسمته فلم تأثره بعد تؤثره إذا أنت أعطيته من النصف الآخر»[17]. وعن عيسى بن أبي منصور قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) أنا وابن أبي يعفور وعبد الله بن طلحة فقال ابتداءً منه: «يا ابن أبي يعفور قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ست خصال من كن فيه كان بين يدي الله عز وجل وعن يمين الله». فقال ابن أبي يعفور: وما هن جعلت فداك؟ قال: «يحب المرء المسلم لأخيه ما يحب لأعز أهله، ويكره المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعز أهله، ويناصحه الولاية. فبكى ابن أبي يعفور وقال: كيف يناصحه الولاية؟ قال: «يا ابن أبي يعفور إذا كان منه بتلك المنزلة بثه همه، ففرح لفرحه إن هو فرح، وحزن لحزنه إن هو حزن، وإن كان عنده ما يفرج عنه فرج عنه، وإلا دعا الله له»[18]. عن محمد بن عجلان قال: «كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل رجل فسلم، فسأله «كيف من خلفت من إخوانك؟ ». قال: فأحسن الثناء وزكى وأطرى. فقال له: «كيف عيادة أغنيائهم على فقرائهم». فقال: قليلة. قال: «فكيف مشاهدة أغنيائهم لفقرائهم؟ ». قال: قليلة. قال: «فكيف صلة أغنيائهم لفقرائهم في ذات أيديهم؟ ». فقال: إنك لتذكر أخلاقاً قل ما هي فيمن عندنا. قال: فقال: «فكيف تزعم هؤلاء أنهم شيعة»[19]. وعن أبي إسماعيل قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك إن الشيعة عندنا كثير، فقال: «فهل يعطف الغني على الفقير وهل يتجاوز المحسن عن المسيء ويتواسون؟ ». فقلت: لا. فقال: «ليس هؤلاء شيعةً، الشيعة من يفعل هذا»[20]. وعن معلى بن خنيس قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن حق المؤمن؟ فقال: «سبعون حقاً لا أخبرك إلا بسبعة، فإني عليك مشفق أخشى ألا تحتمل». فقلت: بلى إن شاء الله. فقال: «لا تشبع ويجوع، ولا تكتسي ويعرى، وتكون دليله وقميصه الذي يلبسه، ولسانه الذي يتكلم به، وتحب له ما تحب لنفسك، وإن كانت لك جارية بعثتها لتمهد فراشه وتسعى في حوائجه بالليل والنهار، فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايتنا وولايتنا بولاية الله عز وجل»[21]. وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولايخونه ويحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاقد على التعاطف والمواساة لأهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما أمركم الله عز وجل رحماء بينكم متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم على ما مضى عليه معشر الأنصار على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) »[22]. وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) «حق على المسلم إذا أراد سفراً أن يعلم إخوانه وحق على إخوانه إذا قدم أن يأتوه»[23]. وعن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «تواصلوا وتباروا وتراحموا وتعاطفوا»[24]. نعم انطلاقاً من مبدأ الأخوة الإسلامية بما لها من الحقوق التي هي ما بين واجب ومستحب، وانتهاءً إلى توحيد التاريخ الإسلامي الهجري، وتوحيد اللغة العربية لغة القرآن والوحي، بذلك سنحصل على ثقافة واقعية إسلامية، وأسلوب صحيح لتكوين مجتمع إسلامي قويم على أساس من الفكر الإسلامي المنفتح، والمتجاوب مع كل تيّارات الحداثة، والتطورات الإيجابية، والمستجيب لكل رغبات الإنسان المادية والروحية المشروعة، وفي ظل ذلك يكون تعميق الوعي الروحي والمعنوي، وتفتح الوعي المادي والتجريبي. |
![]() |
![]() |
#2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2012
البلد: بريده
المشاركات: 928
|
السلام عليكم "
مع احترامى لصاحب الموضوع .. امل من اداره المنتدى .. مراجعه النصوص .. فهى غير دقيقه !! والاولى حذف الموضوع ..!؟؟ دمتم بحب الله ""
__________________
قال الله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} . . |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|