|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
15-01-2004, 04:34 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: السعودية
المشاركات: 126
|
من فوائد قصة يوسف عليه السلام
من فوائد قصة يوسف عليه السلام أيضا أن
1- الصبر ثلاثة أنواع : - صبر على طاعة الله . - صبر عن معصية الله. - صبر على أقدار الله المؤلمة . وهذا الصبر درجات فالصبر على طاعة الله وعن معصية الله أعظم درجة من الصبر على أقدار الله المؤلمة لأن الصبر على الأقدار المؤلمة لا يكون بيدك سوى الصبر أما الواجب والمحرم يكون عندك خيار لفعله أو لا فتكون مراغمة ومجاهدة النفس فيه أقوى ولو سألنا سؤالا وقلنا أيهما أكمل صبر يوسف في السجن والقاء اخوته له في الجب أم صبره عن الزنا بامرأة العزيز ؟؟ بناءا على ما تقدم يكون الصبر عن الزنا أكمل وأكثر أجرا وفضلا من الصبر على الوقوع في الجب والصبر على السجن فاجتمع على يوسف عليه السلام الثلاثة أنواع فهو صبر على طاعة الله ولا زال على صلة بربه وحتى عندما استلم المنصب صبر على طاعة الله فهو يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم تولى فعدل وحكم فكان من المقسطين ما الفرق بين القاسط والمقسط ؟؟ القاسط هو الظالم وقال الله تعالى (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) (الجـن:15) ولكن (..إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) وإن المقسطين على منابر من نور يوم القيامة عن يمين الرحمن والمسطين هم الذين يعدلون في أموالهم وفي أهليهم وفي من ولوا فإذا تولوا ولاية عدلوا فيها فيوسف عليه السلام تولى ولاية وصبر وحصلت له الفرصه في الوقوع في المحرمات فلم يقع وتعرض للايذاء فكان يوسف عليه السلام أكتمل له الصبر من جميع الجهات . 2- في قوله تعالى (وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ) (يوسف:58) لو قال قائل كيف عرفهم وهم لم يعرفوه ؟؟ فالجواب أنه فارقهم وهو صغير وهم كبار فالصغير يتغير عليك اذا رأيته بعد عشر سنين وأنت لا تتغير عليه كثيرا اذا كنت كبيرا فكم المدة التي جلسها في قصر العزيز وكم جلس في السجن وكم جلس وزيرا حتى جاؤوا اليه بعد سبع سنوات سمان فلما جاءت السنوات العجاف جاؤوا يطلبون المدد اذا أقل شيء واحد وعشرون سنة تقريبا (فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ) (يوسف اية 42) وسبع سنوات سمان وانقضت غير المدة التي قضاها في قصر العزيز فهي قرابة واحد وعشرون سنة فتغير وجه يوسف عليه السلام كثيرا واخوة يوسف عددهم معروف فاذا تغير بعضهم فالبعض منهم لم يتغير كثيرا وهو ايضا يتوقع أن يراهم وهم لا يتوقعون أبدا ان يروا يوسف بعد أن القوه في الجب . 3- ذكاء يوسف عليه السلام عندما قال ( ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ ..) (يوسف:59) فلما جهزهم بجهازهم واعطاهم ما طلبوا من الميرة وما يحتاجه المسافر وقيل هذا حصل عندما استدرجهم ليقصوا عليه قصتهم يعني قال لهم من أنتم ومن اين انتم وكم عدد الأولاد كم عدد أفراد الأسرة هذا شيء وارد جدا أن يسأل لاشخص المكلف بتوزيع الحصص أو الميرة في السنوات العجاف أن يسأل عن أفراد الأسرة لكي يعطيهم على حسب العدد عندما قالوا ععدنا كذا وواحد مقتول وآخر في البيت قال لهم حتى أصدقكم هاتوا أخيكم في المرة القادمة حتى تكونوا صادقين والا لا أعطيكم شيئا ابدا فأوجد عندهم الحافز لأن يأتوا بأخيهم لانه اشتاق اليه ويريد أن يراه ويوسف مؤيد بالوحي وما يفعله في عدد من الأمور يحتما أنه وحي من عند الله تعالى . 4- اكرام الضيف وتزويد المسافر بما يحتاج (. أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) (يوسف:59) وينبغي على المسلم أن تكون عادته هذه مستمرة فأنا اوفي الكيل لكم ولغيركم وانا خير المنزلين لكم ولغيركم . 5- جواز اتخاذ الحيلة المباحه للتوصل الى المقصود المباح فإنه قال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم أي الأوعية التي جعلوا فيها الطعام والبضاعة التي أتوا بها من بلادهم ليشتروا بها الطعام واعيدوها حتى اذا انقلبوا الى أهلهم وفكوا متاعهم عرفوا أنهم اخذوا الطعام منا بلا ثمن فيحملهم ذلك زياده على العودة ويقولون نحن أخذنا الطعام بدون أن يأخذوا منا الثمن فلابد أن نرجع ونعيد الثمن اليهم فيريد يوسف ان يحضروا أخاهم فيجوز اتخاذ الحيلة المباحه للتوصل الى المقصود المباح. 6- أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فلما رجع اخوة يوسف قالوا لأبيهم أرسل معنا أخانا قال (قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ ..) (يوسف:64) فالمؤمن كيس فطن لذلك يعتبر بما اصابه في الماضي ويمتنع عليه ان يحصل له مثلما حصل له بفطنته وذكائه . 7- أن التوكل على الله هو السبب في دفع المكروهات لذلك قال يعقوب (..فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (يوسف:64) فتوكل يعقوب على الله عز وجل . 8- أن إكرام الناس وسيلة لجذبهم قال الشاعر فالاحسان يستميل قلوب الناس ولذلك قالوا (..يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ) (يوسف:65) . 9- أن الانسان اذا رأى محتاج الى فعل أمر ولكن فيه نسبة مخاطرة مع شخص آخر فهو يأخذ الموثق من الله ويقول عاهدني بالله فهذا يقلل نسبة المخاطرة ولذلك يعقوب قال (قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ ..) (يوسف:66). 10- أن الانسان اذا غلب على أمره فهو معذور وهذا من فقه يعقوب لما قال (.. إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ ..) (يوسف:66) فهو يريدهم أن يعيدوا أخاهم ولكن فيما يقدرون عليه أما اذا غلب ولا يستطيعون أبدا فهم معذورون (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ..) (البقرة:286) . 11- ان اعلان التوكل بعد ابرام العقود يزيدها بركة وخيرا وتذكيرا للطرفين بما تعاقدا عليه فقال يعقوب (.. فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) (يوسف:66) وقال موسى للرجل الصالح (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ*قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) (القصص) . 12- أن أخذ الأسباب للوقاية من العين أمر مشروع فإن يعقوب قال لأولاده (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ ..) (يوسف:67) فأولاد يعقوب فيهم جمال وهم عدد وهم ذكور فهم مجلبة للعين ولذلك عدم ظهورهم معا في مكان واحد أحسن . 13- أن الانسان المسلم عليه أن يدفع الريبة عن نفسه فاذا كان تصرف معين يجعل الناس يرتابون فيك فلا تفعل فالبلاد سابقا كان لها سور وللسور أبواب والابواب تفتح وتغلق في أوقات معينة ولذلك دخول هذا العدد احدى عشر شخص من باب واحد دفعة واحدة قد يثير الريبة بأن هؤلاء يريدون شرا أو ان هؤلاء عصابة ولذلك (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ ..) (يوسف:67) وليس من أجل قضية العين فقط ولكن ايضا من أجل ألا يثيروا الريبة وألا يظن بهم ظن سوء ولذلك ينبغي على المؤمن اذا استطاع ان يدفع الريبة عن نفسه أن يفعل ذلك. 14- أن اتخاذ الأسباب لا يمنع وقوع قدر الله ولكن العقل والشرع يقتضيان الأخذ بالاسباب ولكن ينبغي أن يعلم الذي يتخذ السبب أن السبب لن يحول بينه وبين وقوع القدر اذا كان الله قد قضى من قبل بأن القدر سيقع ولذلك قال يعقوب من فقهه (وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف:68) فما النسبة الأكبر اذا اتخذت الاسباب لمنع وقوع المكروه أم اذا لم تتخذ الاسباب لمنعه؟؟ اذا لم تتخذ الاسباب فالمكوروه سيقع بنسبة أكبر ولذلك فإن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل على الله ولكن السبب لايمنع بالضرورة قدر الله اذا كان الله عز وجل قد قضى قيل لابن عباس لما تكلم مرة في القضاء والقدر قيل له أن الهدهد يرى الماء في باطن الأرض فالله جعل في الهدهد خاضية عجيبة أن يمكن أن يرى الماء في باطن الأرض وقيل أن سليمان يستعين به في الأسفار ليعرف له مكان المياه لنزول جيشه ونحو ذلك فقيل لابن عباس الهدهد يرى الماء في باطن الأرض فما بال الطفل يصيده (أي ان الطفل الصغير يصيد الهدهد فكيف تكون له قدرة عجيبة ويقع في شرك الطفل الصغير ) قال ابن عباس لا يغني حذر عن قدر . 15- اكرام الأخ اخاه فيوسف عليه السلام آوى اليه أخاه فنزل كل اثنين في غرفة وبقي واحد لان عددهم فردي وهو أخاه الصغير فآواه اليه (..قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ ..) (يوسف:69) فعرفه بنفسه وأكيد أن هذا الأخ يعرف بأن له أخ اسمه يوسف وربما يعرف القصة (..إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (يوسف:69) ولعله طلب منه أن يخفي أمره والشاهد أنه آواه اليه وأكرمه . 16- أن يوسف عليه السلام أراد أن يأخذ أخاه بالحيلة الشرعية ولا يريد أن يأخذ أخاه على حد دين الملك الجاهلي وانما اراد أن يأخذ أخاه على حد شريعة يعقوب وفي شريعة يعقوب أن السارق يؤخذ عبدا عند المسروق منه أراد يوسف بحيلة أن يتوصل لأخذ أخيه فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم (فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ*قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ) (يوسف) ماذا ضاع لكم (قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ ..) (يوسف:72) . 17- أن الجعالة مشروعة كأن تقول من وجد ضالتي فله ألف مثلا ان تجعل مبلغ مقطوع لمن فعل لك شيء معين وهذا يختلف عن الاجارة فالاجارة العمل فيها معلوم أما الجعالة فالعمل فيها غير معلوم وفي عقد الجعالة لابد أن يكون الجعل معلوما (.. وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ ..) (يوسف:72) فحمل البعير معروف وهذه الجعاله . 18- جواز عقد الكفالة (وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ) (يوسف:72) وزعيم تعني كفيل بحمل البعير (.. وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ) (يوسف:72) وهنا مشروعية عقد الجعالة وعقد الكفالة في جزء من الآية وهذا من بلاغة القرآن الكريم . 19- بعد ذلك استدرجهم يوسف عليه السلام (قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ ..) (يوسف:74) هذا الكيد الذي كاده الله لمصلحة يوسف أنه حاكمهم الى شريعة يعقوب وهي شريعة سماوية قال فما جزاؤه (قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ ..) (يوسف:75) أي من وجد في رحله فهو جزاؤه ان يؤخذ عبدا . 20- أن الانسان اذا اراد أمرا أن يهيئ له الأسباب لكي لا ينكشف (فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ ..) (يوسف:76) فلو أنه بدأ بوعاء أخيه لنكشف فبدأ بأوعيتهم ثم أستخرجها من وعاء أخيه وهذا يدل على إحكام الخطة أن الله لما أراد ليوسف أن يبقي أخاه عنده هيء له كل هذا وجعل الأمر يسير حتى يخرج أخوة يوسف وهم لا يشكون في الأمر أن أخاهم سارق وأخذ أخاهم بشريعة يعقوب ولم يؤخذ في دين الملك . 21- وجوب التحاكم الى شريعة الله وعدم جواز التحاكم الى قوانين الجاهلية (..مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ ..) (يوسف:76) 22- ان كتاب الله سبحانه وتعالى يجب أن يؤخذ ويعمل به بما أراده عز وجل والمقصود من الآية يعمل به أما ما ليس مقصودا منها لا يعمل به وهذا الدرس مبني على قصة في هذه الاية (قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً ..) (يوسف:78) حدثت لابي علي بن عقيل وهو أحد أهل العلم الكبار الذين لهم منزلة كبيرة بين الناس حصل أن لابي علي ولد يهيؤه ويعلمه ويحبه جدا فالناس يحبون ابي علي ويعرفون منزلة ولده منه قدر الله أن هذا الولد مات فالناس اكتأبوا واصابهم الهم والغم والحزن لموت هذا الغلام لأنهم يحبون أباهم ويعلمون كم يحب هذا الأب ابنه فجاؤوا اليه يعزونه وخرجوا معه الى المقبرة ولما انزلت الجنازة في القبر قام أحد العامة فصرخ قال : يا أيها العزيز ان له ابا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه فضج الناس بالبكاء وصار صراخ في المقبرة فنهاهم ابو علي بن عقيل قال :يا أيها الناس القرآن لم ينزل ليثير الحزن ولكن نزل ليعالج الحزن فالفائدة هنا أن الآيات هنا ينبغي أن تستعمل فيما أنزلت من أجله وليس فيما لم تنزل من أجله . 23- بذلك تعلم بدعة ما يفعله بعض الناس في استخدام الايات في غير مواضعها فبعضهم يستخدم الآيات في تقدير الأسعار كقولهم (غلبت الروم ) فالكفار كانوا يستبعدون أن تغلب الروم ويقولوا لا يمكن الفرس أقوى فالفرس احتلوا نصف مملكة الروم والله أوحى لنبيه أن الروم سيغلبون من بعد غلبهم وفي بضع سنين وقريش لا يمكن أن تستوعب هذا فكذبوا وراهنوا وقالوا للصديق صاحبك يقول كذا قالوا نراهنك فراهنوه على الأبل أن الروم لا يمكن أن تغلب فراهنهم ولكن الصديق لم يعطاهم كل المدة فلما انقضت المدة فالبضع من ثلاث الى سبع سنين فلم تنتهي البضع الا والروم اكتسحوا فارس بقدر الله تعالى حصلت اضطرابات في مملكة فارس فانتهز الروم الفرصه فكروا على الفرس فالشاهد من الذين استبعدوا غلبة الروم ؟ كفار قريش قال الله تعالى (غُلِبَتِ الرُّومُ*فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ*فِي بِضْعِ سِنِينَ ..) (الروم) والشاهد أن الناس يستعملوا القرآن بغير ما أنزل به فالمفترض من المسلم أن يستخدم القرآن فيما انزل من أجله وهذا غير عن الاقتباس فالاقتباس يختلف عن العبث فالاقتباس مثلا أن يقول وقعت الفتن وصار الناس في أمر مريج فأمر مريج هذا اقتباس من القرآن فالاقتباس بهذه الطريقة صحيح .
__________________
سبحان الله وبحمدة سبحان الله العظيم آخر من قام بالتعديل سلفي; بتاريخ 15-01-2004 الساعة 04:43 AM. |
15-01-2004, 04:35 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: السعودية
المشاركات: 126
|
تابع لما سبق :
24- استعظام شأن العهد والاستشعار بالمسئولية والعمل بتحقيق ما أخذ على الانسان من الموثق فإن هؤلاء لما استيأسوا من العزيز وأنهم لن يستطيعوا أن يسترجعوا أخاهم (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيّاً ..) (يوسف:80) نجيا ليس المقصود منها الهرب وخلصوا نجيا أي المساره فيما بينهم أي اجتمعوا فيما بينهم وتشاوروا وأشار ابن الجوزي أن بعض العبث في الفهم الخاطيء أن بعضهم ذكر أن خلصوا نجيا أي هربوا وكقول بعضهم عندما فسر قول الله "ريح فيها صر " قال الصراصير وهذا ليس المقصود فالمقصود من "ريح فيها صر " أي البرد الشديد ، فأخوة يوسف استشعروا بالمسؤولية (.. قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ ..) (يوسف:80) فاستشعر مسئولية الموثق الذي أخذه عليه أبوه وقال أنا لا أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي بأن آخذ اخي أو تنتهي هذه المشكلة فعلا وقف أخوة يوسف ذلك الموقف الشديد في هذه الكربة والموقف العصيب وهذا يختلف تماما عن حالهم لما تحايلوا وأخذوا يوسف وألقوه في الجب فتغير أخوة يوسف وتابوا الى الله وهم في البداية كانوا مجرمين أخذوا أخاهم وطرحوه في البئر ولكن بعد ذلك تابوا الى الله ولعل التغير حصل لهم على مراحل وهذه مرحلة من المراحل ثم قالوا (قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ) (يوسف:97) اعترفوا واعلنوا التوبة . 25- أن الانسان يبين كلامه بالشواهد اذا احتمل التكذيب (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) (يوسف:82) فإذا كان الشك في كلامهم فيأخذ الخبر من مصادر أخرى . 26- أن الصبر الجميل عاقبته حميدة والفرق بينه وبين الصبر العادي والصبر الجميل الذي لا يقوم صاحبه فيه بالشكوى بل يفوض اموره لله . 27- حسن الظن بالله عز وجل وهذا من مقتضيات التوحيد ، بعد يعقوب عن يوسف أكثر من عشرين سنة تقريبا ومع ذلك قال (.. عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً ..) (يوسف:83) فهو لم يقل أن يأتيني بولده الصغير وهو يعلم أنه حي في مصر ولكنه أسير وقوله جميعا فهو يقصد به ولده الصغير ويوسف ولم يكن عنده يقين بأن يوسف مات ولكن لازال ظنه بربه قويا . 28- أن البكاء لا ينافي الصبر (.. وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ ..) (يوسف:84) ما الفرق بين البكاء والنياح وهل يجوز لمن مات له ميت أن يبكي عليه ؟؟ الجواب نعم يجوز لمن مات له ميت أن يبكي عليه والدمعه التي نزلت من عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت رحمة وشفقه على الولد التي تفيض روحه في حجر النبي صلى الله عليه وسلم والنياحة ليست بكاءً النياحة صراخ واعتراض وتسخط على القضاء والقدر والنياحة فيها شق الجيوب ولطم الخدود "ليس منه من شق الجيوب ولطم الخدود ودعى بدعوة جاهلية " وانائحة لها عقوبة شديدة يوم القيامة لها ثوب من قطران ودرع من جرب تعذب به يوم القيامة الا ان تتوب الى الله لأن النياحة من الكبائر. 29- أن الانسان المسلم يشكو أمره الى الله ولا يشكو الى الناس في القضاء والقدر (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ..) (يوسف:86)والشكوى للمخلوق يشكو الرحيم الا من لا يرحمه . 30- الفرق بين التجسس والتحسس أن التجسس فيه اطلاع على العورات والاستماع الى حديث من لا يريدك أن تستمع الى حديثه أما التحسس فهو جمع الأخبار والمعلومات بدون تسمع لحديث قوم لا يريدون أن تستمع لحديثهم ولا الاطلاع لعورات القوم أما أن تسأل عن الاخبار أو تستمع لحديث عام لتجد معلومة قد تفيدك ولتصل لشيء مباح فالتحسس يكون في الخير والتجسس يكون في الشر والتجسس وسائله محرمة والتحسس وسائله مباحة . 31- تحريم اليأس من رحمة الله وأنه مناف للتوحيد وأن القنوط من رحمة الله مناف للتوحيد فهو أمر محرم لا يجوز . 32- أن الله عز وجل يؤيد المظلوم ولو بعد حين ويجعله في منزلة عالية اذا صبر واتقى فكان أخوة يوسف الذين كادوه جاؤوا الآن اليه شحادين يقولون (..مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ) (يوسف:88) أذله الله له فهؤلاء الذين ظلموه اتى بهم الله اذلاء صاغرين اليه . 33- أن الانسان اذا رأى قريبه في ذل فإنه لا يزيد همه وذله بل إنه يرق لحاله ويوقف المأساة فيوسف لم يكن يريد أن يتشفى ولو كان يريد أن يتشفى لتركهم يطلبون الزيادة ويتذللون ويردهم مرة ثانية وثالثة ويعذبهم لكن لما رأى بأن الحال وصل بهم لهذا رق لهم وأوقف المسألة وكشف الحقيقة وقال لهم (قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ) (يوسف:89) اذا الانسان لا يمعن في التشفي. 34- (قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ ….) (يوسف:90) هنا الفائدة المهمة جدا الجمع بين التقوى والصبر وأن الله يعقب العواقب الحميدة لمن يتقي ويصبر (.. قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (يوسف:90) . 35- أن الانسان لا يقول هذا المنصب بذكائي وفضلي وهذه المكانة لقدراتي الجبارة يوسف قال (أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ) اذا الانسان لا يغتر لما وصل مهما وصل لمرحلة عالية فإنه يردها الى الله فهي منة من الله . 36- أن المسلم يراعي مشاعر اخوانه فيوسف قال (قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ..) (يوسف:92). 37- العفو عند المقدرة . 38- الدعاء لمن أخطأ عليك بالمغفرة قَالَ (.. يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ..) (يوسف:92) . 39- معجزات الانبياء فإن القميص عندما ألقي في وجه يعقوب رجع بصيرا . 40- أن الاشياء المعنوية يحس بها الانسان عندما قال يعقوب اني أجد ريح يوسف فهل يمكن أن يجد ريح يوسف وهو في مصر ويعقوب عليه السلام في فلسطين ولكن هناك قوى خفية أودعها الله في نفوس الناس وقد تكون معجزة ثانية أن الله مكن يعقوب عليه السلام أن يشم رائحة ولده عبر هذه المسافة الطويلة جدا . 41- استحباب البشارة وأن البشير يسبق الناس الى المبشر (فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ ..) (يوسف:96) فهذا السابق الي يسبق بالخبر السار يسمى بالبشير واستحباب المكافأة على البشارة كما ورد في السنة . 42- طلب الاستغفار من الأب عند عقوقة فأخوة يوسف عقوا اباهم وطلب الاستغفار هي كفارة عقوق الوالدين (قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ) (يوسف:97) . 43- التماس أوقات الاجابة في الدعاء لأن يعقوب لم يدعو مباشرة بل قال (قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي …) (يوسف:98) قال بعض العلماء أن يعقوب عليه السلام أخر الدعاء الى السحر ولم يعجل بالدعاء لعظيم جريمتهم فأراد أن يخلص الدعاء ويتحرى ساعة الاستجابة شفقة لأولاده عل الله أن يتجاوز عنهم . 44- إكرام الابوين وبرهم لأن يوسف عليه السلام آوى اليه والديه وأنزلهما عنده وضمهما الى منزله الخاص مثلما آوى اليه أخاه من قبل (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ..) (يوسف:99) . 45- تطمين الخائف (.. ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) (يوسف:99) وكذلك قول الرجل الصالح لموسى (.. قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (القصص:25) وهذا ما يحتاج اليه الشخص الخائف (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ ..) (يوسف:100) وهذا زيادة على الاكرام كما تقدم. 46- أن تأويل الرؤيا قد يقع بعد سنين طويلة ولا يشترط أن يرى أحدهم رؤيا ويقع تأويله غدا وقد يكون الفارق كبير بين وقوع الرؤيا حقيقة وانطباق الرؤيا على الواقع وبين الرؤيا نفسها . 47- الحفاظ على مشاعر الاخرين وعدم جرحها وايذائها فإن يوسف قال (.. وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ..) (يوسف:100) فلم يقل بعد أن ظلمني أخوتي وألقوني في الجب فوضع اللوم على الشيطان ولم يضعه على اخوته وهذا من مكارم الأخلاق وبما يليق بالأنبياء . 48- الاعتراف لله بالنعم في جميع الاحوال التي يتقلب فيها الإنسان (..وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ ..) (يوسف:100) ومنة من الله عز وجل أن جمع شمل العائلة مرة أخرى فإخراجه من الجب نعمة واخراجه من السجن نعمة وجمع شمل العائلة نعمة ولاحظ أن يوسف لم يقل أحسن بي إذ أخرجني من الجب وإنما قال أخرجني من السجن فلماذا لم يذكر الجب مراعاة لإخوانه لأنهم هم الذين ألقوه في الجب فأعرض عن ذكره. 49- بيان لطف الله تعالى فالله لطيف ويلطف بعبادة فهو اللطيف فكم لطف بيوسف ولم يجعله يمت في الجب ولم يجعله يبقى في السجن ولم يبق مظلوما وإنما لطف به وجمعه بأهله بعد سنين . 50- قد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا فسبحان الذي جمع هذه الأسرة بعد هذه المدة الطويلة . 51- أن الانسان المسلم اذا اكتملت له نعم الله فإنه يسأل الله الوفاة على الاسلام فلما رأى يوسف أن كل ما يريده تحقق فالعزة في الدنيا تحققت والملك صار اليه والمكانة والغنى واجتماع الأهل فتحقق كل ما يريد فقال (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) (يوسف:101) والصالحين فيهم الانبياء الذين مضوا قبله وهم الرفيق الأعلى (.. فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) (النساء:69) ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام لما أتاه ملك الموت وخيره بين الدنيا أو أن يلتحق بالرفيق الأعلى قال "بل الرفيق الأعلى ". **المصدر : موقع الصوتيات والمرئيات الاسلامي
__________________
سبحان الله وبحمدة سبحان الله العظيم |
الإشارات المرجعية |
|
|