|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
16-02-2004, 01:49 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 47
|
خطورة الإنفجار السكاني في المملكه/مقال ليوسف اباالخيل في جريدة الرياض اليوم
منتدى الكتّاب> مقالات عامة > يوسف أبا الخيل
التنمية العربية/ حقائق مفزعة التاريخ: الاثنين 2004/02/16 م (جريدة الرياض 16/2/2004) في الجزء الأول من هذه المقالة استعرضت مع القارئ المعوق الأول من المعوقات التي أراها مهبطة لمحاولات التنمية العربية الانعتاق من أزمتها الراهنة المتمثلة في جملة من الآفات المزمنة أبرزها تراخي نسب النمو في الناتج المحلي الإجمالي وارتفاع مستوى الدين العام بسبب ارتقاع النفقات وتضاؤل مستويات الدخول لاسيما في حالة من يعتمدون في صادراتهم على مادة أولية مثل البترول تخضع أسعاره لتقلبات شديدة وسريعة في الأسواق العالمية نتيجة حساسية تلك الأسعارلكمية المعروض من هذه السلعة صعوداً وهبوطاً وتدني نسب إنتاج براءات الاختراع ذات الأثر الإيجابي على المستقبل التصنيعي للبلاد الحاضنة .وما يحمله كل ذلك بطبيعة الحال من نتائج سلبية تتمثل في ارتفاع نسب التضخم وتدني قيم عناصر الإنتاج وزيادة نسب البطالة بسبب افتقار الاقتصاد المحلي لعوامل إثارة كوامن التوسع الإيجابي لمكوناته الرأسية والأفقية مما يدفع به بطبيعة الحال إلى عدم القدرة على استيعاب عناصر الإنتاج البشرية الراغبة في الدخول إلى سوق العمل . هاأنذا اليوم أدخل والقارئ إلى محيط المعوق الثاني سياحة في مكوناته واستنتاجاً لمؤثراته التي أراها لاتقل إن لم تتفوق على مؤثرات المعوق الأول خاصة فيما يتعلق بنتائجه الكارثية على المدى البعيد وهي تلك التي اصطلح على الإشارة إليها بالمعدلات العالية للنمو السكاني لدى تلك الدول .إذ يبلغ معدل النمو السكاني السنوي في المملكة مثلاً مانسبته (3.7%)من إجمالي عدد السكان .وهذا المعدل يعتبر من أعلى معدلات النمو السكاني في العالم .فعلى افتراض أن عدد سكان المملكة يبلغ 16000000ستة عشر مليوناً وهو الرقم المعلن حالياً فإن الرقم الإجمالي للزيادة السنوية المتوقعة في عدد السكان سيبلغ مامقداره 592000خمسمائة واثنان وتسعون ألف نسمة (منسوباً إلى الرقم الأصلي بدون أخذ الزيادات السنوية في الحسبان) وهو رقم كبير جداًبالمقاييس العالمية مع العلم أن هذه النسبة تشيرفقط للمتوسط العام على مستوى المملكه ككل(General Average ) أما إذا تم تفتيت هذا المعدل ليتم أخذه على مستوى مناطقي(Local Average ) فستتضاعف النسبة بشكل كبير جدا. فعلى سبيل المثال نشرت هذه الجريدة في عددها رقم 13014تقريراً على صفحتها الأخيرة صادراً عن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض يشير إلى أن سكان مدينة الرياض سيتضاعفون بعد ست سنوات من الآن من 4500000أربعة ملايين وخمسمائة ألف نسمة إلى 6900000ستة ملايين وتسعمائة ألف نسمة أي بزيادة إجمالية سنوية قدرها أربعمائة ألف نسمة وذلك بمعدل نمو سنوي قدره (8% ) منسوباً الى الرقم الأصلي (القياسي) وهو معدل مرعب وكارثي بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى إذ سيحتاج كل هؤلاء بطبيعة الحال إلى كل أشكال الرعاية المتوقعة لمثلهم من رعاية صحية وتعليمية وبيئية وخدمات بلدية وإسكانية وكافة أشكال البنية التحتية وسيكون من العسير على الموارد الاقتصادية المحدودة والنادرة بطبيعتها أن تقدمها لهم بالكفاية والكفاءة المطلوبة. فلكي تستطيع الموارد الاقتصادية المحلية توفير الاحتياجات الضرورية للقادمين الجدد فلابد أن تكون نسبة الزيادة السكانية تقل أو تماثل على الأكثر نسبة النموالسنوية في الناتج المحلي الإجمالي مأخوذاً في الاعتبار ماقد يثقل كاهل هذه النسبة مما سيتم استقطاعه منها لتسديد الدين العام وفوائده .وهذا لايتم إلا بالمراقبة الشديدة لنسبة النمو السكاني التي تتم بمعدل أسرع من معدل النمو الغذائي كما لاحظ ذلك العالم البريطاني (توماس مالتوس ) في كتابه ( مقالة في مبادئ السكان ) الذي نشر في عام 1798م وفيه لاحظ أن معدل النموالسكاني يتم بموجب معادلة هندسية وهي تلك التي تعتمد على مضاعفة الرقم الأخير في السلسة الحسابية (1ــ2ــ4ــ8ــ16ــ 32)وهكذا بينما يتزايد معدل إنتاج الغذاء المعبرعنه اقتصادياً بالناتج المحلي الإجمالي بموجب معادلة حسابية وهي تلك التي تعتمد على مضاعفة الرقم الأول في السلسلة (1ــ2ــ3ــ4ــ5ــ6ــ7ــ 8)وهكذا.وقد صاغ هذا العالم نظريته تلك اعتماداً على قانون اقتصادي معروف باسم (قانون تناقص الغلة ( Low of diminishing returns الذي صاغه العالم الفرنسي (آن توجو ) ويعني هذا القانون أنه كلما ازداد استخدام عنصر إنتاجي واحد مع بقاء العناصر الأخرى ثابتة فإن الإنتاج الإضافي يبدأ بالانخفاض .وقياساً على هذا القانون في مسألة السكان هنا أنه طالما أن الموارد الاقتصادية بطبيعتها نادرة ومحدوده مهما أدخلت عليها من تحسينات وإضافات رأسية أوأفقية فمن الطبيعي أن يأتي وضع يوماً ما لاتجد فيه الأعداد المتزايدة كفايتها الحدية من إنتاج الموارد الاقتصادية طالما تعدت نسبة النمو السكاني نسبة النموفي الناتج المحلي السنوي .وإذا كان المفكر العربي عبدالرحمن بن خلدون قد أقام علاقة طردية في مقدمته بين الموارد الاقتصادية وعدد السكان فلأنه أقام علاقته تلك قبل اكتشاف قانون تناقص الغلة المشار إليه وقبل تكون وتشكل الدولة القطرية القومية الحديثة التي اقتضت بأن يتكيف سكان القطر مهما كان عددهم مع ما تنتجه مواردهم الاقتصادية المحدودة أصلاً بحدود الدولة الجغرافية يوسف اباالخيل(كاتب سعودي) |
الإشارات المرجعية |
|
|