[الزنقب]

من كتاب الدوافع والانفعالات مصطفي زيدان

1 – نظريات الدوافع منها ما جعل الانسان حيوان بهيم تحركه غرائزه وتناسوا اثر العقل في الانسان .. وجعلوا دوافعه غرائز له اثر قهري على اداركه وشعوره وسلوكه وتتعدل بالتدريب وتتحول وتتغير بالتربيه فهذه الغرائز هي المادة الخام التى تشكل قوى الانسان ثم تصنع في الجماعه بسبب هذا القوي ولو ان الانسان لم يولد بمثل هذه القوي لما كان بشرا سويا .. ومنها ما تصورت الانسان بالاله وهي نظرية الفعل المنعكس وجعلت دوافع الانسان عباره عن اشياء قهريه جسديه تتكون في الدماغ كما تغمض عينك اذا وصل اليها شي مفاجي وتعطس اذا دخل انفك شي وتسيل دموعك حين تقطع البصل وبالتدريب والتعليم يتغير الانسان فهو مثل الكلب الذي تعود فتح الباب حين جاع وسال لعبه حين سمع الجرس فيتعلم ما يثيره وما يعدل سلوكه بحسب الاقتران والتدريب .. ومنهم من قال ان المجتمعات تخلق دوافع جديده ولكل عمر دوافعه مثل اللبورت ولكل مجتمع دوافعه وهولاء واقعيون نظروا الى ان دوافع بعض المجتمعات التى تحركها لا تعمل في مجتمعات اخرى .. فجمع المال في الغرب هو القيمه الاولي .. والتباري في احراق المال امام الناس في قبائل استراليا هو القيمة الكبري .. وجاء قوم اخرون يغلب عليهم الاتجاه النفسي وقالوا ان الدوافع تختلف بأختلاف الافراد لا بأختلاف الجماعات .. فليست ضربة لازب لا نجاه منها .. فالمجتمع يقتل دافع ويحي دافع والنفس قابلة للتشكل في كل الصور وهي مادة خام كالحديد يصنع منها الرصاص وحويات الزبائل وحاملات المصاحف .. والفرد ذاته يخلق بعض دوافعه ويميت بعض دوافعه .. وبهذا قالت نظرية المجال لدفن والنظرية الديناميكيه لودروث فنظرية المجال قالت بحسب الادارك يكون الدافع .. فالعقل حاكم على الانسان في تصوره ونظرته للحياة .. وقالت الديناميكيه ان التعود والعمل والاستمرار يخلق الدوافع .. ثم جأت النظرية الفروديه وقالت ان هناك دوافع لا شعوريه وهو كل رغبات مكبوته او مخاوف تهدد امن الذات فالرغبات عندهم لا تموت لا نها اما ان تشبع او تظل حبيسة في نفس الانسان تنظر اليوم الذي تخرج فيه .. فهم لا يقولون بموت الدافع ولا ضعفه بل يرون ان مقاومته تزيد من قوته في باطن النفس .. وهم بهذا يخالفون الواقع .. فنحن نرى الجماعات تقتل بعض الدوافع بحيث يستمر الانسان طول حياته لا يحس بهذا الدافع ولا يشعر به ولا يظهر سلوكه .. ونحن نرى ان اقرب النظريات قول من قال ان هناك غرئز وشهوت حببت للانسان وولد مزودا بها وأن التربيه تخلق انواع اخري وتميت اخرى .. وظروف الحياة من غني ويسر ومرض وصحة وقوة وضعف تخلق دوافع وتميت دوافع .. فالتربيه واحدث الحياة تتحكم في الدوافع . اشباعا وخلقا .. فأشباع الدوافع يختلف بأختلاف الافراد والجماعات ووجود الدوافع يختلف بأختلاف الافراد والجماعات ..

[الزنقب]

2 – الانفعال شي حتمي على الانسان ويختلف بأختلاف الافراد والجماعات .. فرب فرد قوي فيه انفعال الغضب بسبب تركيبة جسمه من عصب ودم .. ونقصد بالعصب المخ والغدد والتيارت العصبيه التى تتحرك داخل الجسم من الدماغ والى الدماغ .. ونقصد بالدم الافرازات الهرمونيه التى تصب في الدم وتؤثر على النفس .. ورب فرد ضعف فيه الغضب حتى صار اجمد من الثلج .. وهكذا في سائر الانفعالات كالحزن والسرور والخوف والامن والغضب والتقزز وضيق وأرتياح وهذه الانفعالات السبع هي اصل الانفعال في البشر .. ومنها يتركب الانفعالات المركبه كالحسد المكون من غضب على المحسود وحزن على نفسه والكره المكون من غضب وتقزز ..والرحمه المكونه من حب وخوف .. وتختلف بأختلاف أصل الخلقه فربنا خلق ومايز بين خلقه فجعل في هذا ما ليس في هذا فالانسان يولدون اسوياء متكتملون في الاجسام والنفوس .. ولكن تختلف الجسوم والنفوس بأختلاف الافراد بحسب اصل الخلقه التى جبل عليها الانسان فهم معادن وقطع ارض ومنابت ولكل ارض خصائص خاصه .. وتختلف الناس بأختلاف البلدان والجماعات .. والناس منهم من يري حتمية الجسوم كنظريات الامزجة الاربعه لابوقراط وبعضهم يري حتيمه الانفس كنظرية المجال وبعضهم يري حتمية الجماعات كنظرية التحليل النفسي وبعضهم يرى حتمية الاجداد والاهل وبعضهم يرى حتمية القدر وما قضاة الرب على العبد وهذا حق وما ذكر من النظريات هي جزء من الحقيقة لا كل الحقيقه .. ومشكلة علماء النظرية انهم يضخمون الجزئي الذي ينكر في عصرهم .. فهم يخرجون في عصور تعيش على حقائق جزئيه فيخرج العالم نظرياته فتدفع وتبطل فيغلوا في اثباتها حتى يراها كل شي ..

[الزنقب]

2 – .4 – بعد نظرية دارون ظهرت المدسه الغرائزيه التى ترى الانسان حيوان متطور ونظرية التعلم التى ترى الانسان يحوان متعلم ونظريات الشخصيه التى ترى تطور الانسان بحسب مراحل العمر .. .

[الزنقب]

3 – العواطف هي انفعالات تركبت على موضوع او شخص واحد .. فالانفعالات اذا تكررت واستمرات على شخص تحولت الى عاطفه والعاطفه هي عادة وجدانيه أي ان وجدانك تخلق على شكل معين تجاه شخص او شي .. فلك وجدان حول الفضائل والرذائل والغيوب والشهود ولك وجدان تشكل حول والديك واخوانك وزملائك وسببه كما قلنا تكرر الانفعالات عليهم فاذا تكررت الانفعالات الساره صار حبا واذا تكررت الانفعات المؤلمه صار كرها واذا لم تخلق حوله انفعال تجاهلته وأعرضت عنه .. فبوابة العواطف هي الانفعالات وتكرر الانفعال وأستمراره يؤثر في القلب كما يؤثر الحبل على الصخر فأخذ من انفعال متكرر على شي فلابد ان يتخلق في وجدانك شي .. ولذا حذر الشرع من مصاحبة الاشرار ومن لا خير فيه لان المصاحبه تخلق في نفسك شعور وجداني ايجابي تجاههم .. واذا تخلق الوجدان الايجابي حدث الاستهواء والتقليد والمشاركه الوجدانيه أي التأثر الفكري والسلوكي والوجداني اللاشعوري بمن حولك ..

[الزنقب]

5 – يسمي الشي بما يستعمل فيه فيقال في الماء المعد للوضوء (اتي بوضوء ) والحقيقه انه اتي بماء ولكن استعمل الماء في الوظيفه التى احضر الماء من اجلها ويقال اتي بشراب وغسل ..

[الزنقب]

من كتاب مقالة الجسميه بين ابن تيميه وخصومه فهد هارون


6 – وجود الشي وعدمه ومدحه وذمه في الشرع لايجوز الا اذا فهمت معاني الشرع ثم فهمت اللغه التى تتحدث بها ويتحدث بها غيرك .. وبهذا تعرف دستور القيم والمبادي والاخلاق كما نزل وتعرف لغة الناس وتميز بين ما مدحه الشرع وما ذمه .. ولا يجوز ان تعلق المدح والذم الشرعي بألفاظ لم يستعملها الشرع حتى تعرف معناها ثم تعرف المعاني الشرعيه لترى أي المعاني يحلق بها .. وبهذه القاعده رد شيخ الاسلام على من اثبت او نفي عن الله الجسم والحيز والجهه لان هذا الالفاظ تحدث بها اجيال عديده ومدارس كثيره ولكل جيل ومدرسه مفهوم خاص .. فربما قصدوا بالجسم ما قام بنفسه وثبت له الصفات .. وربما قصدو الشي المركب المتفقر بعضه الى بعض .. فنقول معني الاول حق ولفظك باطل ومعني الثاني ولفظه باطل .. وبهذا نفصل بين المعني واللفظ حتى لا يكون اللفظ ستارا لمحو وابطال المعاني الصحيحه الوارده في الشرع .. واذا تحدثت فتحدث عن المعاني الشرعيه بألفاظ شرعية حتى لا تموت الالفاظ الشرعيه او تعبر عنها بألفاظ محتلمه للحق والباطل .. الا اذا كنت في اناس لايفهون ولا يستوعبون الا بهذا الالفاظ فلا بأس بشرط ان تقصد المعني الصحيح .. واصل كل هذا مبني على قاعده ابطال الاديان عن طريق الالفاظ المتسحدثه التى تحتمل الحق والباطل فرب لفظ رفع الى اعلى مرتبه وجعل من الفضائل وهو يتضمن معاني فاسده .. ورب لفظ خفض الى اسفل سافلين وهو معني شرعي ثابت في الكتاب والسنه .. وكل فكر يروج لمفاهيمه والفاظه ومصطلحاته ويقيم عليها الحروب ويعد عليها بالمن والسلوي فاذا ناقشته في مصلطحاته التى ربط بها الشر والتزمت ما فيها من الحق شيطنك .. وأن رفضت النفاش معه انتفخ وقال غلبته وهزمته .. فالحل ان تدخل معه في التفاصيل فتثبت ما في كلامه من الكلام وتبطل ما فيه من الباطل اذا كانت اللفاظه صارت فتنه للذين امنوا .. ومن المعلوم ان الباطل يتناقض ويتساقط فالفلاسفه يردون على المتكلمين والعكس بالعكس والمتكلمون يرد بعضهم على بعض وابن تيميه ينقل كلام هولاء في هولاء من اجل اثبات ان علم الكلام لم يثبت ولم يستوى لمدرسة واحده بل عدة مدارس قامت فيه وكل مدرسه تضلل الاخري بل ان اوئل المدارس يتخلف عن اوخرها فما اثبته المتقدمون انكره المتأخرون .. لان الباطل لا ثبات له .. فالمعتزله الزموا الاشاعر بتعدد القدماء حين اقروا بالصفات السبع .. والاشاعره رموا المعتزله بالتعطيل وانكار كمال الذات حين انكروا الصفات واثبتوا الاسماء والفلاسفه قالوا وان المتعزله متناقضون لان اثبات الاسم يستلزم اثبات صفه .. ومن اثبت الذات لزمه أن ثبت الصفات ومن اثبت بعض الصفات لزمه ان ثبت باقي الصفات ومن اثبات الاخره بالتسليم لزم ان يثبت الصفات بالتسليم .. ومن انكر الصفات والاخره فلا كلام لنا معه لانه غير مسلم كما صنع الفلاسفه الذي قالوا بقدم الحياة وتجرد الرب من الصفات ..

[الزنقب]

فتح المجيد شرح كتاب التوحيد

7 – حبك للمخلوق هو حب مبني على تصرفات وافعال فربما كرهت من تحبه لانك ادام الاسأة اليك وربما مللت من حبه او نسيته .. اما حب الله فمختلف من ناحية كيفيته ومدته ودرجته .. فحب الله هو حب يستلزم الخضوع لامره بحب وشكر .. فهو غاية الحب مع غاية الذل والتعظيم .. وللحب توحيدان توحيد المحبوب بحيث لا تحب غيره .. وتوحيد المحبه بحيث لا يبقي في قلبك شي خلى من حبه .. فتحبه بكل قلبك بحيث لا تقصر في حبه ولا يبقى في قلبك شي لم يمتلي بحبه او نقول انك تستخدم كل طاقة الحب وتوجهه بكاملها لربك .. وترضية بجهدك فتحاول ان تصلح قلبك له ولسانك له وفعلك له .. فأنت بين حب وجهد .. والحب يحصل بمطالعة انعامه وكماله بحيث ترى كل النعم منه كما ورد (( احبو الله لما يغذوكم به من النعم )) وكماله تعرفه بمطالعه اخباره عن نفسه واثار فعله في كونه (( تفكرا في الا الله ولا تتفكروا في ذات الله )) اما الجهد فيحصل بالقيين انه لا يدافع السيئات الا هو ولا يجلب الحسنات الا هو واذا ارد بك شي فلا راد له .. فهو النافع واحده الضار لمن يستحق الضرر وحده المعطي وحده المانع حده وهو الكريم يحب النفع والعطاء الشكور الذي يعطي على العبد بذارات علمه الوف الحسنات ويدافع عنه بحار المصائب والافات ..
فاذا امنت انه المدبر الكريم الشكور الغفور وطالع قلبك ذات وتقينه حتى صار من معلوم القلب وعمله ومن قناعات العقل وعواطف النفس انطلقت ولا بد في ارضائه بجهدك ..
والمدبر انه لا يحدث لك ولغيرك شي في الدنيا والاخرة الا منه
والشكور الذي يعطي على العمل القليل الاجر الكبير
الكريم الذي عطاءه اكثر من منعه والعطاء احب اليه من المنع
الغفور الذي العفو احب اليه من العقوبه ويمحوا الذنب الكبير بالتوبه الصادقه اليسيره ..
ولو اختصرنا ذالك لقلنا ان حب الله مبني على التفكر في اياته وافعاله وكماله
وارضائه بالجهد مبني على مطالعه القلب لتفرده بالتدبير وشكره وكرمه
فالحب لكمال وانعامه .. الجهد لعطائه ومنعه وكرمه وشكره ..
والعباده هي طاعة الله على سبيل التعظيم والشكر بما امر على السنه رسله .. ولم تسمي العباده طاعه لان طاعة العباده اخص من طاعة المشاكله والمنعفه والخوف والحب .. فطاعة المشاكله أن تطيع اقرانك في معصية الله والخوف ان تطيع المتغلب خوفا على وظفيه والحب ان تطيع من تحب في معصية الله .. وكلها مؤقته لانفعالات وعواطف مؤقته .. لكن طاعة العباده هي طاعة تذلل وخضوع للمدبر الشكور الكريم .

[الزنقب]

8 – الشهود تحصيل اليقين الوجداني بالشي كأنك تراه ..وهو ان ترى تدبير الله تعالي وشكره في الاحوال .. وانت تعيش بين احوال واكوان .. فالاحوال هي الوقائع البشريه .. والاكوان هي الاحداث الكونيه .. وكل هذا الامور وسيلة للتشهيد أي شهود تدبيره وكرمه وشكره وقدرته وانتقامه في الاحوال والاكوان ..

[الزنقب]

طه عبدالرحمن سعة الانتمائيه من ضيق العلمانيه



9 – المصادره على المطلوب ان تحاكمني الى منظومه معرفية تؤمن بها ولا اومن بها .. فالملطوب هو اثباتها قبل ان تحتج بها .. او نقول تحتاج الى الاستدلل لها فكيف تستدل بها مثل ان يحاكمك العلماني الى منظومة العلمانيه الغربيه ويقيم عليك الحجه من قناعاتها وتصوراتها وهذا امر لا يكون .. كأن يقول العلماني الاديان تتحدث عن عالم غيبي واخلاق تعامليه وتعد على ذالك بحصول الخير ولا برهان علمي او عقلي على ذالك فتتكافاء .. ذالك انه رأي ان الاديان تتحدث عن عالم غيب واخلاق ولا تحكم الحياة ولم يبحث عن الدين الحق فالاديان نوعان دين باطل وهو كل دين لم يأذن الله فيه ودين حق وهو كل دين اذن الله فيه وشرعه وهي الدين الاسلامي دين محمد عليه السلام المبني على الكتاب والسنه والاديان تتفضل اطوار وانواعا وفرقا فالوثيات ليست كالتوحيد والاسلام ليس كالنصرانيه واهل السنه ليسوا كالمبتدعه .. وهم يقولون يجب ان تتسامح الاديان والتسامح عندهم القبول بالتعدد وعدم الغضب لانتقاد الاديان .. والتسامح عندنا العدل مع المخالف او الاحسان اليه والاسأة لمن اساء الله ورد العدوان بالعدوان اذا اعتدي علينا وقدرنا على ذلك ..

[الزنقب]

10 – تعريب كلمة ديمقراطيه النظام الشعباني وذالك ان الشعب هو الذي يحكم عن طريق نوابه وهناك حركه تنكر هذا وتقول لابد ان يحكم الشعب نفسه بدون تمثيل نيابي .. ويسمونها النظام الشعبوي

[الزنقب]

فتح الباري

11 – في صحيح البخاري (( هلاك امتى على يدي اغليمة من قريش )) هولاء الغلمان بداء من عهد يزيد بن معاويه الذي بداء بعزل الولاة وتعيين اقاربه الغلمان .. فصارت المحابة السياسيه والاستئثار بالاماره وجعلها مغنم لا امانه .. وقال ابو هريره اعوذ بالله من امارة الصبيان ان اطعتموهم هلكتم .. وأن عصيتموهم اهلكوكم .. والطاعه في المعصيه هلاك .. وعصيانهم اذا امرو بمعصية سبب لخسارة الدماء او الاموال .. فأنت هلك في الاخره ان اطعتهم على المعصيه وهلك في الدنيا أن ان عصيتهم في المعصيه .. ودعاء ابو هريره اللهم لا تدركني سنة ستين ولا امارة الصبيان .. وهلك الامه سبب انهم يقاتلون على الملك فيتقرق الناس ويقتل بعضهم بعضها ويختلفون في افكارهم وعقائدهم بناء على اختلفهم السياسي فيحدث هلك الاديان والانفس والاموال .. والعحيب ان مرون بن الحكم ووالده الحكم حضروا قول ابي هريره هذا فقال مرون اللهم اللعنهم وهذا ابلغ حجه عليهم لانهم لعنوا بلسان ابيهم وجدهم .. وتعوذ ابي هريره يدل على ترك البلد اذا ظهرت فيه المعصيه ..
استيقظ رسولنا من نومه محمر الوجه فزع يقول ويل للعرب من شر قد اقترب من يوقظ نساء الحجرت رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامه .. وأشرف على اطم من اطام المدينه سبحان الله ماذا انزل من الفتن وماذا فتح من الخزائن والله اني اراي الفتن تقع خلال بيوتكم كوقوع المطر .. وكأن الفتن جمر وشهب تنزل من السماء كزخات المطر على البيوت .. واذا احترقت المدينه بقتل عثمان احترق العالم الاسلامي كله فعثمان قتل ثم وقعت صفين والجمل للمطالبه بدمه ثم وقعت النهرون للمن رفض التحكيم وهكذا كل اسباب الفتن في ذالك القرن سببها قتل عثمان ..وكان سبب قتله الاكبر الطعن على امرائه من قبل العراق وبهذا تجتمع الاحاديث التى حذرت من المشرق .. فالمشرق بأعتبار انهم اشاعوا عن عثمان اعتراض سياسي سبب قتله وبقتله اقتتل المسلمون وتفرقوا .. فأول فساد دخل على المسلمين كان بسبب السياسية بالاعتراض عليها كما حدث على عثمان او القتال والقتل من اجلها كما حصل من مقتل عثمان
قال الشعبي كان عمر اذا اخذ العاصي اقاموه للناس ونزعوا عمامته ثم ضرب زياد في الجنايات وحلق اللحيه مصعب بن الزبير وسمر اليد بشر بن مرون ثم قال الحجاج هذا لعب واستخدم السيف .. ويظهر ان هذا في عصيان ولي الامر والله اعلم .. فبداء بالتفشيل والاحراج بحلق اللحيه ونزع العمامه ثم وصل الى البدن بالضرب والتسمير ثم وصل الى القتل .. وسئل الحسن البصري عن خلافه عمر بن عبدالعزيز التى صارت خيرا على المسلمين وحديث لايأتي زمان الا والذي بعده شر منه فقال في الاغلب و لابد للناس من تنفيس .. فهو يرى ان الغالب هو الفساد السياسي وربما حدثت تروح للسلمين وتنفس بخليفه عادل وملك صالح .. والحديث قاله انس حين شكي اليه امر الحجاج فهو في الفساد السياسي ومن العلماء من حمله على الفساد الديني بموت العلماء وتهالك العامه على الدنيا ومنهم من حمله على المجتمع فكل مجتمع سابق بأعتبار مجموعه احسن من المجتمع اللاحق بأعتبار مجموعه وكل التفسيرات ترجع الى ضياع التقوي من النفوس قال مسروق لا اعني عام احسن من عام ولا امير احسن من امير ولكن يذهب العلماء ويجي علماء يقولون برأيهم .. ويحتمل ان الحديث يتحدث عن جيل الصحابه وليس له عموم او اطلق لا يأتي عام في قرن الصحابه الا والذي بعده شر منه في قرنهم .. وليست المفاضله بين كل القرون ..
وقرن بين الفساد الديني والرخاء الاقتصادي والتبرج النسوي فقال (( ماذا انزل من الفتن وماذا فتح من الخزئن يارب كاسية في الدنيا )) وكسوة الدنيا هي الغني وعرى الاخره هي الافلاس وقلة الحسنات او انها تحت رجل صالح وهي غير صالحه ولا ينفعها ذالك او انها كاسية وعاريه في لباسها بلبس الشفاف او القصير او اظهار بعض المفاتن والمحاسن

[الزنقب]

12 – وما كل زهر ينبت الروض طيب .. ولا كل كحل للنواظر اثمد ..
هذا البيت يقال في تفضيل الكتب بعضها على بعض .. وعلماء الكلام فصلوا في النفي واجملوا في الاثبات وسبب التفصيل في النفي هي شبهة التشبيه التى في رؤسهم فيتخيل الواحد منهم ما يستلزم على الاثبات من الصفات البشريه ويأخذ في نفيه حتى يصل تقرير ا لصفه الى عدة صفحات كلها نفي واعتراضات بنفي النفي او اثباته .. وسبب ذالك ان الخيال جنح بهم الى تكييف الصفه مثل قول المتكلمين (( ليس كلام الله من جنس الحروف والفاظ والكلام واحد بالذات وكلماته ازليه مترتبه من غير تعقيب لا في زمان كوقع البصر على الصفحه دفعه واحده فهي مرتبه ولا تتعاقب في ظهورها مجرده من المواد .. الخ ))
وفي النهاية بعد كل هذا النفي لا يبقي بينهم وبين المعطله أي فرق .. ثم جا الكلام النفسي الذي يكون بالتصورات والخيالات وبالكلمات والرموز واثبتوه من القران (( فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال انتم شرا )) فقال عطف بيان لاسر .. وكقوله (( ويقولون في انفسهم )) قال احمد لم يزل الله متكلما كما شاء بما شاء .. فأحمد اثبت حقيقه الكلام وأنه مقرون بالمشئه .. قال المتكلمون مقصود احمد الكلام النفسي لان اثبات الكلام الحقيقي لابد له من كيفيه والكيفيه تستلزم البشريه ..
قال الشاعر
مرام شط مرمي العقل فيه .. ودون مداه بيد لا تبيد ..
أي غاية لاتستطيع قوة العقل ان تدركها او تلحق بها فهي مثل استعمال سيارة صغيره في قطع صحراء الربع الخالي فلا السياره معده لذالك ولا الصحراء تقبل مثل هذا الرحله

..

[الزنقب]

تفسير المراغي ..



13 – التمكين هو تتابع احداث ظاهرها الخساره والشر توصل الى الربح والخير .. او نقول احداث سيئه توصل الى غايات حميده مثل يوسف عليه السلام حسد ثم القى في الجب ثم استأمنه العزيز على اهله فصار عبدا ثم روادته سيدة القصر فرفض فراوده النساء كلهن فرفض فسجن ثم تعرف على ساقى الملك ثم اتى الى الملك .. قال تعالي ( وكذالك مكنا ليوسف في الارض )) والتمكين ان تسير بك اطور القدر المؤلمه الى نهايات حيمده شريفه .. فالحسد اوصل للبئر والبئر اوصل الى القصر والشهوة اوصلت الى السجن والسجن اوصل للملك .. وكلاهما سبب الظلم
فأقوي عنصر في قصة يوسف عنصر الحسد في اخوة يوسف ولم يتركوا الحسد الا بعد ضعفهم وتكدر الدينا عليهم (( مسنا واهلنا الضر )) والشهوه ولم تترك الا بالسجن حين طلب الملك التحقيق ووصل الامر الى الكبار .. ولو الحسد والشهوه ما وصل يوسف الى ملك مصر .. وقد قابل الحسد بالصبر وقابل الشهوه بالتقوي .. كما قال تعالي (( انه من يتق ويصبر فإن الله لايضيع اجر المحسنين ))



14 – المعرفه هي معرفة الشي بتفكر في اثره ضد الانكار (( عرفهم وهم له منكرون )) والجهاز ما تحتاج الى فيه سفر او عرس .. والكيل فيه ايفا وبخس وعدل .. والمرادوه استماله برفق .. والفاعل القادر .. وسمي المال بضاعه وهي عباره عن نعال وجلود اشتريت بالطعام وهو مبادله شي مادي بشي مادي .. والرحل ما يوضع على ظهر البعير والمتاع ما ينفع من طعام وغيره والميره جلب الطعام من بلد لبلد اخر ويسمي ما يحمله البعير رحل بأعتبار جنسه وطعام بأعتبار نوعه .. والبؤس هو احتقار او عدوان اجتماعي (( فلا تبتس )) والعجز عن الاسباب احاطه ((الا ان يحاط بكم )) واليأس من حل المشكله (( استيئسوا )) وامساك الغضب عن الغير مع وجوده (( كظم )) وشدة الحزن (( اسف )) والانفعال الشديد الدائم سبب للمرض او الموت (( حرضا او تكون من الهالكين )) والحرض المرض الشديد المؤدي للهلاك .. واظهار ما في النفس من انفعالات يسمي (( بث )) من بث الرياح اذا فرقت الشي .. والشي الذي يتدافعه التجار (( بضاعة مزجاه )) أي مدفوعه .. وعد الاخطاء والذنوب تثريب .. واللب خالص الشي وهو العقل كأن الجسم قشور العقل لب .. العبره عبور من المشاهد للغائب .. والتسخير ما اطاعك وذلل لك .. والتدبير تصريف الاشياء على وجه الحكمه .. والعجب تغير للنفس حين ترى شي غريب .. والمثله عقوبة تترك اثر على الجسم كالقطع الكي ونحوها ..

[نوره الربيعان.]

استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم.